ثلاثة مشاهد في لبنان تدهش العالم
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
ثلاثة مشاهد من اليوميات الميدانية في الواقع اللبناني تدهش العالم، الذي يراقب المجازر التي ترتكبها إسرائيل في المناطق المستهدفة، وهي:
أولًا، استمرار حركة الملاحة في مطار بيروت الدولي، مع إصرار القيمين على شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل ايست) على مواصلة التحليق في سماء لبنان، هبوطًا واقلاعًا، وما يحيط بهذه المغامرات الجريئة من مخاطر يومية، خصوصًا عندما يستهدف العدو الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت القريبة جدًّا من مدرجات المطار.
فلو أعطي لأي قائد طائرة من غير الذين ينتمون إلى اسرة "الميدل ايست" أموال الدنيا كلها لما قبل بالمخاطرة بحياته عن طريق الإقلاع والهبوط في مطار محفوف بالمخاطر كمطار بيروت الدولي، ولما تجرّأ حتى لمجرد التفكير في إمكانية قيامه بهذه المغامرة، التي تقوم بها طواقم هذه الشركة بكل عناصرها، الذين لا يمكن إطلاق أي صفة عليهم سوى أنهم "فدائيون" بكل ما لهذه الكلمة من معان سامية قبل أن تفقد هذه المعاني قيمتها المعنوية في مرحلة من مراحل الحرب اللبنانية منذ ما قبل خمسين سنة من الآن.
ثانيًا، بعد كل تحذير للناطق الرسمي للجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي لسكان الأمكنة التي ستستهدف، وبالأخص في الضاحية الجنوبية، نرى تجمعات لعدد كبير من أهالي الأمكنة المستهدفة، والتي تبعد أمتارًا قليلة، حيث يعمد هؤلاء إلى توثيق لحظات الاستهداف بواسطة كاميرات هواتفهم النقالة. فهذا المشهد الذي يتكرّر في أكثر من منطقة تُستهدف بالصواريخ الارتجاجية، التي تسقط المباني المستهدفة كالورقة يحيّر العالم، الذي لم يجد تفسيرًا منطقيًا لهذه الظاهرة سوى وصفها بما يوصف به الشخص، الذي يتحدّى الخطر، وهو وصف لا يمكن إيجاد مبرر له في قواميس الشعوب التي تعيش حياتها في شكل طبيعي.
هي حرب بكل ما فيها من بشاعات وقتل وموت وتدمير وتهجير، هي حرب إبادة بدأتها إسرائيل في قطاع غزة وتواصل حلقاتها في لبنان، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية التي تحرّم استهداف المدنيين والمسعفين، ولا يُستبعد أن تستهدف هذه التجمعات بعدما تخطّت كل الخطوط الحمر، وبعد محاولاتها المتكرّرة باستهداف مواقع الجيش، الذي يقدّم على مذبح الوطن أغلى التضحيات. وكأن إسرائيل بمواصلة قصفها لمواقع الجيش تريد أن تقول للولايات المتحدة الأميركية وللمجتمع الدولي أن لا حل ولا تسوية مع لبنان قبل أن يعترف بما تطالب به من أدوار مستقبلية لجهة إعطائها حرية التدّخل العسكري الجوي والبري والبحري عندما ترى ضرورة لذلك.
ثالثًا، بعد كل قصف تقوم به الطائرات الإسرائيلية نرى تجمعات لأهالي المحلة المستهدفة، الذين يبادرون من تلقاء أنفسهم إلى المساعدة في رفع الأنقاض وفي اخلاء الجرحى ونقلهم إلى سيارات الإسعاف وفي انتشال جثث الذين يستشهدون. هذه الظاهرة، التي لا يشاهدها العالم سوى في لبنان تستفز مشاعره إلى درجة تتعارض مع منطق الأشياء غير العادية في سلوكيات البشر.
فهذه الظواهر إن دلّت على شيء فهي تدّل على أن اللبنانيين اعتادوا العيش على حوافي الخطر، مع ما يعنيه هذا العيش من استهزاء لما يتعرّضون له من حرب إبادة جماعية في الوقت الذي يرى العالم كيف يهرع سكان إسرائيل إلى الملاجئ لمجرد سماعهم صفارات الإنذار، من دون أن يرفق أي تعليق، سلبيًا كان أم ايجابيًا، عما يرصده هنا وهناك من مشاهد متناقضة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الدلافين تدهش زوار جزر فرسان بقفزاتها
المناطق_واس
في لحظة يصمت فيها البحر، ويغمر سطحه الهادئ ضوء الصباح الذهبي، تشقّ مجموعة من الدلافين صفحة الماء، تقفز بخفة، وسط الأمواج بحركات متناغمة، تحت السماء المفتوحة، في مشهد طبيعيّ أخّاذ تحتضنه جزر فرسان، لؤلؤة البحر الأحمر، التي تخبئ بين شعابها أسرار الحياة البحرية وروعتها.
وتتميّز الجزر، إلى جانب جمالها الخلاب، بتنوّع بيولوجي جعلها موطنًا طبيعيًا للدلافين، التي تجد في مياهها الغنية بالغذاء والمحمية من التلوّث بيئةً مثالية للحياة والتكاثر.
أخبار قد تهمك جزر فرسان مسارٌ سياحي مميز خلال إجازة الفصل الثاني 25 فبراير 2025 - 2:42 مساءً “الزلابية” طبقٌ تقليدي حُلْو .. في مسارات السُّياح بجزر فرسان 21 فبراير 2025 - 7:51 مساءًويُرصد في محيط جزر فرسان ما لا يقل عن خمسة أنواع من الدلافين، من أبرزها دلافين (الأنف الزجاجي، والدلافين الدوّارة)، التي تُعد من أكثر الأنواع حيوية وتفاعلًا مع الزوّار، لا سيّما خلال الرحلات البحرية الترفيهية التي تشهد إقبالًا واسعًا من محبي الطبيعة وهواة التصوير تحت الماء.
وتُسهم هذه المشاهد الطبيعية في تعزيز مكانة فرسان وجهة سياحية بيئية واعدة، مدعومة بجهود المملكة في الحفاظ على الحياة الفطرية، من خلال تصنيف الجزيرة محمية طبيعية منذ عام 1996م، ومتابعة دقيقة من الجهات المختصة والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية؛ للحفاظ على هذا الإرث الطبيعي الثمين.
ولا تقتصر علاقة الإنسان بهذه الكائنات على الإعجاب فقط، بل تتجاوزها إلى ارتباط وجدانيّ عميق، كما يروي أحد الصيادين في فرسان محمد فرساني، أن الدلافين مثل الإنسان، تعرف البحر، وتقدّره، وتفرح به، مبينًا أن هذه العلاقة المتجذّرة تعكس وعي المجتمع المحلي بأهمية التعايش مع الكائنات البحرية وحمايتها.
وتظل جزر فرسان فضاءً طبيعيًا نابضًا بالحياة، تتجدد فيه مشاهد الجمال كل صباح، تتصدرها دلافين مرحة، تذكّرنا بأن البحر ليس مجرد ماء وملح، بل كيان حيّ يعكس روح الطبيعة وعمق تنوّعه.