لماذا يستغرق انتقال السلطة بين الرؤساء الأميركيين وقتا طويلا؟
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
تمر 75 يوما كاملة بين إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية وتولي الرئيس الجديد منصبه رسميا في البيت الأبيض إثر تسلمه مقاليد السلطة من الرئيس المنتهية ولايته.
وتعتبر هذه الفترة الانتقالية أطول من مثيلاتها في الدول الأوروبية، فرغم أن الانتخابات جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024 فلن يتم تنصيب الرئيس الجديد إلا في 20 يناير/كانون الثاني 2025.
ولعل أبرز أسباب طول المدة الانتقالية هو نظام الاقتراع غير المباشر لرئيس الولايات المتحدة، فكما هو معلوم عندما يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع، فهم في الواقع يصوتون لاختيار ما يسمى "كبار الناخبين" الذين سيشكلون المجمع الانتخابي، وهي الهيئة المسؤولة عن اختيار ساكن البيت الأبيض بشكل رسمي على أساس التصويت الشعبي في كل ولاية.
وهؤلاء "الناخبون الكبار" البالغ عددهم 538 لا يجتمعون عادة قبل منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول، ويجب بعد ذلك قراءة النتيجة وإعلانها خلال جلسة مشتركة للكونغرس في واشنطن في السادس من يناير/كانون الثاني.
علما أنه خلال القرنين السابقين كانت عمليات النقل والاتصالات تستغرق وقتا أطول مما هي عليه اليوم حتى يتم تجميع النتائج في الولايات المختلفة ونقلها إلى المركز، ولكي يرتب الفائزون انتقالهم إلى واشنطن.
وفضلا عما سبق، يحتاج الرئيس الجديد لتعيين أكثر من 4 آلاف شخص في مناصب مختلفة في الإدارة، يتطلب جزء منهم (أكثر من ألف) مصادقة مجلس الشيوخ، كما يجب تقييم الآخرين والتحقق من خلفياتهم.
وقد أدى دخول التعديل 20 للدستور الأميركي حيز التنفيذ، عام 1933، إلى تقصير الفترة الانتقالية بتحديد موعد تنصيب الرئيس في 20 يناير/كانون الثاني.
وقد جاء هذا التعديل لإعطاء الكونغرس الجديد (مجلسي النواب والشيوخ)، الذي يتولى منصبه في الثالث من يناير/كانون الثاني، الوقت الكافي لحسم بعض المسائل على غرار التعادل المحتمل بين مرشحين في المجمع الانتخابي، وهو السيناريو الذي حدث مرة واحدة فقط في تاريخ البلاد خلال المواجهة بين توماس جيفرسون وآرون بور عام 1800.
مساوئويرى المراقبون أن امتداد الفترة الانتقالية لأكثر من شهرين هي في الواقع مدة زمنية طويلة جدا، وقد تنجر عن ذلك مشكلات في بعض الأحيان كما حدث في عام 2020 عندما حاول أنصار دونالد ترامب قلب النتائج خلال الفترة الانتقالية، وهو أمر كان من الممكن تفاديه لو تسلمت الإدارة الجديدة مهامها مباشرة.
ومن مساوئ طول الفترة الانتقالية أيضا إضعاف الإدارة المنتهية ولايتها التي تعاني حتما من فقدان نفوذها، في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الفائز بإعداد فريقه الحكومي وإجراء اتصالات مع القادة الأجانب.
ويذكر التاريخ الأميركي أن هذه الفترة الانتقالية بين الإدارتين تمتد أحيانا لوقت أطول، إذ استغرق الأمر في بعض الأحيان 4 أشهر كاملة، ليتولى الرئيس الجديد مهامه في مارس/آذار، حتى أن أول رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن تم تنصيبه في أبريل/نيسان بسبب سوء الأحوال الجوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ینایر کانون الثانی الفترة الانتقالیة الرئیس الجدید
إقرأ أيضاً:
ترامب يعكف على خطة لإنقاذ "تيك توك" بتعاون مع أوراكل والمستثمرين الأميركيين
ذكرت الإذاعة الوطنية الأميركية العامة يوم السبت أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على خطة جديدة تهدف إلى إنقاذ تطبيق تيك توك، مع ضمان إشراف أميركي فعال على عمليات التطبيق.
وتنطوي الخطة على شراكة مع شركة أوراكل المتخصصة في البرمجيات، بالإضافة إلى مجموعة من المستثمرين الأميركيين، للسيطرة بشكل أكثر فعالية على العمليات العالمية لتطبيق الفيديوهات الشهير.
باحث سياسي: ترامب شخصية مثيرة للجدل تعزز الانقسام وتدعم إسرائيل بقوة في قرار مفاجئ.. ترامب يحظر العملات الرقمية للبنوك المركزية تفاصيل الصفقة: أوراكل تراقب الخوارزميات والبياناتوفقًا للتقرير، فإن الشركة الصينية المالكة لتطبيق تيك توك بايت دانس ستحتفظ بحصة أقلية في الشركة، بينما ستتولى شركة أوراكل الإشراف على الجوانب الحساسة مثل الخوارزمية جمع البيانات وتحديثات البرمجيات.
أوراكل، التي تشارك بالفعل في بناء البنية التحتية لشبكة الإنترنت الخاصة بـتيك توك، ستصبح مسؤولة عن الرقابة الفعالة على عمليات التطبيق، بينما ستقلص ملكية بايت دانس الصينية إلى الحد الأدنى.
المفاوضات الجارية: صفقة قد تشمل مايكروسوفتلم تُصدر حتى الآن أي تصريحات رسمية من البيت الأبيض أو شركة أوراكل حول تفاصيل الصفقة، لكن هناك تقارير تفيد بأن المسؤولين من أوراكل والبيت الأبيض عقدوا اجتماعًا يوم الجمعة الماضي لمناقشة تفاصيل الصفقة، ومن المقرر عقد اجتماع آخر في الأيام القليلة القادمة.
التقارير تشير أيضًا إلى أن شركة مايكروسوفت قد تكون من بين المستثمرين الأميركيين المشاركين في المحادثات.
ترامب يعكف على خطة لإنقاذ "تيك توك" بتعاون مع أوراكل والمستثمرين الأميركيين تصريحات ترامب: التأكيد على الملكية الأميركيةكان دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق أنه يفضل أن يكون تيك توك مملوكًا بنسبة 50% على الأقل من قبل مستثمرين أميركيين. وفي تجمع حاشد له في واشنطن، قال ترامب:
"تيك توك لا يساوي شيئًا، هو صفر دون الحصول على موافقة لتشغيله. إذا تمت الموافقة، سيكون لهم قيمة ضخمة."
في خطوة متعلقة بالقضية، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يوم الإثنين الماضي، يؤجل تطبيق قانون كان من المفترض أن يفرض على بايت دانس بيع تيك توك خلال 75 يومًا، وذلك بناءً على مخاوف تتعلق بالأمن القومي الأميركي، في حال عدم التوصل إلى صفقة، قد يواجه التطبيق الحظر في الولايات المتحدة.
قيادي بفتح: ترامب لا يثق في نتنياهو.. وهناك مؤشرات خطيرة تهدد صفقة غزة زيلينسكي في مواجهة العاصفة.. صراعات داخلية وضغوط ترامب تهدد مستقبله السياسي خطوات أميركية نحو السيطرة على "تيك توك"تسعى إدارة ترامب إلى تحقيق رقابة أميركية قوية على تطبيق تيك توك من خلال التعاون مع شركات أميركية مثل أوراكل ومايكروسوفت، لتقليل تأثير بايت دانس الصينية على التطبيق، وتبدو المفاوضات مستمرة وسط تصاعد الجدل حول قضايا الأمن القومي، مما قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في ملكية التطبيق وإدارته.