في عالم متغير تكتنفه تحديات اجتماعية وسياسية كبيرة، تعيش الفنون الأدائية عصرًا جديدًا من الجرأة والتجديد، حيث تخطو المسرحيات والعروض الراقصة بعيدًا عن الأطر التقليدية لتصبح أكثر ارتباطًا بالواقع الذي نعيشه. من قاعات المسارح الفخمة إلى الساحات العامة، تأخذ هذه الفنون دورًا رياديًا في استكشاف مواضيع الهوية، المساواة، الحريات الفردية، وحتى التغيرات المناخية، مما يثير تساؤلات حول دورها الحقيقي: هل هي منصة للتنوير والتحفيز أم مجرد أداة للتسلية والإبهار؟

أصبح المسرح اليوم أكثر جرأة، حيث يعيد المبدعون صياغة النصوص الكلاسيكية بروح معاصرة تتحدى المعتقدات السائدة، أو يقدمون نصوصًا جديدة تسلط الضوء على مشكلات حديثة.

على سبيل المثال، تنتشر العروض التي تعكس الأزمات السياسية وتنتقد السلطات، بينما تبرز أخرى لتعبر عن تحديات الأقليات العرقية والجندرية. لكن في مواجهة هذا النوع من الأعمال، يختلف الجمهور بين من يراها وسيلة لإحداث التغيير ومن يعتبرها استفزازًا للمجتمع أكثر من كونها فنًا خالصًا.

على صعيد الرقص، تجاوزت العروض الحديثة فكرة الجماليات البصرية لتتحول إلى تجربة تعبيرية عميقة تسرد قصصًا عن الاضطهاد، الوحدة، أو حتى الاحتفال بالحياة رغم المعاناة. حركات جريئة، تقنيات إضاءة مبتكرة، وموسيقى تعبيرية، كلها عناصر تُستخدم لتوصيل رسائل تحاكي وجدان المشاهدين. ورغم ذلك، يُثار تساؤل مستمر: هل يعي الجمهور هذه الرسائل، أم أن التركيز الأكبر يبقى على الأداء الجسدي المذهل؟

النقاد يشيدون بالطموح الجديد لهذه الفنون، مؤكدين أنها أداة تعبير قوية تساهم في رفع الوعي حول القضايا الشائكة، إلا أن بعضهم ينتقد ما يصفونه بـ"التجارب الفنية المجردة" التي قد تفتقر إلى العمق أو الرسائل الواضحة. من ناحية أخرى، يرى بعض الجماهير أن هذه الفنون أصبحت مفرطة في الرمزية، مما يجعلها بعيدة عن فهم الشخص العادي.

مع كل هذا الزخم، يظل السؤال الأبرز مطروحًا: هل تسير الفنون الأدائية نحو تحقيق نهضة ثقافية تعكس عمق المجتمع المعاصر، أم أن هناك خطرًا في أن تصبح هذه الأعمال مجرد موضة عابرة تهدف للفت الأنظار؟

في ظل الجدل المستمر، يبقى المسرح والرقص في طليعة الفنون التي تحاول كسر الحواجز بين الفنان والجمهور، مؤكدين أن الفن بأشكاله المختلفة ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل لغة عالمية تحمل في طياتها القدرة على إحداث تغيير حقيقي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

تكريم القواعد الجوية الحاصلة على المراكز الأولى

 

 

 

مسقط- الرؤية

كرم اللواء الركن طيار خميس بن حماد الغافري قائد سلاح الجو السلطاني العُماني أمس، القواعد الجوية الحاصلة على المراكز الأولى في المسابقات والأنشطة المختلفة لعام 2024.

وسلَّم اللواء الركن طيار قائد سلاح الجو السلطاني العُماني الكؤوس للقواعد الجوية الحاصلة على المراكز الأولى في الأنشطة الثقافية والرياضية ومسابقة التثقيف المروري والمسابقات الأخرى المقامة في عام 2024. وهنأ اللواء الركن طيار قائد سلاح الجو السلطاني العُماني، القواعد الجوية الحاصلة على المراكز المتقدمة، التي جاءت ثمرة للجهود المخلصة التي بُذلت للوصول إلى هذه المستويات المشرفة، حاثا الجميع على مواصلة الجهد والعطاء، متمنيا لهم التوفيق والنجاح. حضر المناسبة عدد من كبار الضباط والضباط بسلاح الجو السلطاني العُماني.

مقالات مشابهة

  • شاهد | العدو الإسرائيلي في سوريا.. من التوغل المؤقت إلى بناء القواعد العسكرية
  • التوحيد العربي: لإحترام حرية الإعلام والتعبير
  • العروض المسرحية بـ"ليالي مسقط" تسلط الضوء على القضايا المجتمعية في قوالب ترفيهية وإبداعية
  • تعزيز حق الدفاع وحرية الرأي والتعبير.. البرلمان ينحاز للصحفيين والمحامين
  • آخر توقعات المعادن الثمينة لعام 2025.. “الذهب يستعد لتحطيم أرقام قياسية جديدة”
  • وزارة “الموارد البشرية” تُشدد على ضرورة إفصاح المنشآت التي تضم 50 عاملًا فأكثر عن بياناتها التدريبية عبر منصة “قوى”
  • الحقيل يوضح أكثر المناطق التي ستشهد الضباب
  • طحنون بن زايد: في الإمارات يبقى الإنسان محور الاهتمام وأساس النهضة
  • تكريم القواعد الجوية الحاصلة على المراكز الأولى
  • من ثورة الاتصالات لثورة الشعوب.. محطات تاريخية في أسبوع يناير الرابع