سامح فايز يكتب: محكمة النقض ورفع 700 اسم من قوائم الإرهاب
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
بعد كل تلك السنوات من اليقين الراسخ لدى مؤسسة الدولة المصرية برفض فيروس الإسلام السياسى، لا يزال بعض المتابعين قلقين من أحكام متعلقة بقوائم الإرهاب من وقت إلى آخر، من بينها بالطبع حكم محكمة النقض الأخير برفع بعض الأسماء من قوائم الإرهاب، والذى يعد لافتاً جداً لما احتواه من أسماء. بيد أن نظرة سريعة للقائمة وتحليل البيانات المطروحة سيُزيل أى لبس سريعاً.
فى البداية كل الاحترام للقضاء والتقدير لأحكامه، فلا خلاف فى ذلك.
ومن الضرورى فى بداية الحديث التأكيد على أن رفع تلك الأسماء ليس معناه تراجع الدولة فى موقفها من الإسلام السياسى، فهى عقيدة لدى الدولة المصرية الوطنية الرافضة لأى مساس بهويتها وبالشخصية المصرية.
ثانياً وهذا هو الأهم.. الرفع من قوائم الإرهاب ليس شهادة براءة فى المطلق، فالقضاء يحكم بالفعل المادي، ولا يُجرّم النوايا، وما داخل الصدور لا نعرفه يقيناً حتى الآن. من الظواهر الصحية رفع أسماء الكثير من المتهمين بتمويل الإرهاب والتأكيد فى حيثيات الحكم أنهم تراجعوا عن دعم الإرهاب والتطرّف ونتمنى صحة ذلك.
لكن لا يمنع أن رفعهم من قوائم الإرهاب صحى للمشهد الاقتصادى، خاصة أن بينهم رجال أعمال لهم استثمارات ضخمة فى مجال تكنولوجيا المعلومات وإنترنت الأشياء، وفى حال عودة تلك الاستثمارات مرة أخرى فى واحد من أهم المجالات الحيوية فى العصر الحالى، لن يكون ذلك مقترناً بالإرهاب، وهو ما نتمناه!
مهم جداً التأكيد مرة أخرى أن الرفع من قوائم الإرهاب ليس معناه البراءة من تهمة الإرهاب وتمويله فى وقت من الأوقات، لكن حيثيات الحكم أكدت أنه ثبت توقّفهم عن دعم الإرهاب، وأغلبهم قضى فترة فى السجن فعلاً، وبعضهم هارب خارج مصر من 2013، حتى لا يُزيف أحدهم الحقائق، مدعياً أنه تحفّظ لموقف سياسى أو بسبب المعارضة السياسية؛ وهو ما انتشر على الكثير من الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعى المدعية أنها اعتقالات سياسية أو تحفّظ سياسى، وهو أمر منافٍ لحقيقة المسألة.
من الظواهر المهمة أن رجال أعمال هم النسبة الأكبر ضمن المرفوع أسماؤهم من قوائم الإرهاب، وذلك مؤشر لافت بالنسبة لجماعة منشغلة بالدعوة، حسب منهجهم، لكن من الظاهر أن الدعوة أموالها لا حصر لها!
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المعارضة السياسية من قوائم الإرهاب
إقرأ أيضاً:
الجهات القضائية المصرية ترفع المئات من قوائم الإرهاب
القاهرة– في خطوة غير مسبوقة على مستوى العدد والموقف السياسي للمستفيدين من القرار، قررت السلطات القضائية المصرية، أمس الأحد، رفع أسماء مئات الأشخاص من قوائم الكيانات الإرهابية.
وقالت النيابة العامة -في بيان لها صدر قبل ساعات من الإعلان عن أسماء المعفو عنهم- إن التحريات الأمنية أثبتت توقف 716 شخصا عما وصفتها بـ"الأنشطة غير المشروعة" ضد الدولة ومؤسساتها، ومن ثم ارتأت الجهات القضائية المعنية رفع أسمائهم من قوائم الإرهاب.
ومن بين الأسماء التي شملها قرار رفع الإدراج من القوائم الإرهابية، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، وقد توفي قبل نحو عامين، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين يوسف ندا، والداعية وجدي غنيم، وعبد الله نجل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعدد من رجال الأعمال منهم علي فهمي طلبة وعمر الشنيطي وياسين عجلان ووليد عصفور.
وحسب محامين حقوقيين، فإن جميع المرفوعة أسماؤهم من قوائم الإرهاب مؤخرا من بين المتهمين في القضية رقم 620 لسنة 2018، وإجمالي عددهم 1524 متهما.
وهنالك تباين بخصوص عدد المدرجين على قوائم الإرهاب بمصر، فبينما تعلن الجهات الرسمية أن إجمالي عددهم 4408 أشخاص، تؤكد مراكز حقوقية أن الرقم الحقيقي هو 6692 شخصا.
قانون الكيانات الإرهابية تم تمريره من دون أن يُراجع نيابيا (الجزيرة) ماذا تعني قوائم الإرهاب؟في عام 2015، وبدون مراجعة برلمانية، وافق مجلس الدولة -وهو جهة قضائية- على قانون قدمته رئاسة الجمهورية بخصوص الكيانات الإرهابية.
ووفق القانون، تم تعريف الإرهابي بأنه "كل شخص طبيعي يرتكب، أو يشرع في ارتكاب، أو يحرض، أو يهدد، أو يخطط في الداخل أو الخارج لجريمة إرهابية بأي وسيلة كانت، ولو بشكل منفرد".
ويتم الإدراج على قوائم الإرهاب بموجب طلب يقدم من النائب العام إلى الدائرة المختصة، مشفوعا بالتحقيقات والمستندات المؤيدة لهذا الطلب إلى المحكمة المختصة.
ويؤدي إدراج كيان (منظمة، مؤسسة، شركة، اتحاد) على قائمة الإرهاب إلى حظر هذا الكيان، ووقف أنشطته، وغلق الأماكن المخصصة له، وتجميد الأموال المملوكة للكيان أو لأعضائه.
كما أن إدراج أفراد على قائمة الإرهاب يؤدي إلى تجميد أموالهم والإدراج على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول، وسحب جواز السفر أو إلغائه أو منع إصدار جواز سفر جديد، وفقدان شرط حسن السمعة والسيرة اللازم لتولي الوظائف والمناصب العامة والنيابية.
فتح صفحة جديدةبدوره، اعتبر رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، طارق رضوان، قرار رفع أسماء مئات الأشخاص من قوائم الإرهاب بمنزلة فتح صفحة جديدة مع من "غُرر بهم وتورطوا في جرائم، لكنها لم تصل لسفك الدماء" حسب وصفه.
وأضاف -في تصريح متلفز- أن السلطة المصرية لا تقبل المصالحة أو إعادة الدمج المجتمعي مع من ارتكبوا جرائم قتل بحق رجال الجيش والشرطة والمدنيين، مشددا على كون الأسماء المرفوعة من قوائم الإرهاب تم التحري عنها أمنيا والتأكد التام من كونها قابلة للاندماج مرة أخرى في المجتمع.
وبيّن النائب البرلماني أن القرار هو نتاج عدة خطوات اتخذتها مصر بخصوص حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن رفع أسماء البعض من قوائم الإرهاب كان من بين توصيات الحوار الوطني الذي أطلقته رئاسة الجمهورية قبل نحو عامين.
من جانبه، قال مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، إن كثيرا من الشخصيات التي رُفعت أسماؤها من قوائم الإرهاب تعرضت لانتهاكات جسيمة خلال السنوات الماضية، معتبرا القرار الأخير خطوة لتصحيح إجراءات قانونية خاطئة.
وأضاف، متحدثا للجزيرة نت، أن القرار الأخير غير مسبوق على مستوى العدد وطبيعة الشخصيات، مردفا: "تعودنا أن يكون عدد المرفوعة أسماؤهم من قوائم الإرهاب قليلا، فضلا عن أن أغلبهم يكون من العاملين بشركات الصرافة وليس لهم نشاط معارض للنظام".
ويمثل إدراج الآلاف على قوائم الإرهاب، حسب المحامي الحقوقي، قيدا على حقوق سياسية ومدنية، أهمها حق الملكية الخاصة، مشيرا إلى ضرورة التنفيذ الفعلي للقرار الأخير وما يترتب عليه من استرداد الحقوق المسلوبة لمن كانوا مدرجين على قوائم الإرهاب وأهمها التمكين من الممتلكات.
واستطرد بيومي قائلا: "بغض النظر عن الأسباب السياسية للقرار القضائي، سواء كانت لتجميل الملف الحقوقي المصري خارجيا أو ما شابه، ما يهمني كحقوقي هو التنفيذ الفعلي للقرار ورفع باقي الأسماء المدرجة عن قوائم الإرهاب".
مصير غامضأما الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل، وهو ممن شملهم القرار، فأوضح أنه ما زال مدرجا على قائمتين أخريين من قوائم الإرهاب، وبالتالي فلا مكاسب ملموسة بالنسبة له. وأكد للجزيرة نت ضرورة رفع جميع الأسماء المدرجة بشكل كلي ونهائي من قوائم الإرهاب.
وعام 2018، تم إدراج جميع المتهمين بالقضية رقم 620 على قوائم الإرهاب وعددهم 1524 شخصا، لمدة 5 سنوات.
وحسب المحامي خالد علي المكلف بالدفاع عن المتهمين، فقد تقدمت النيابة العامة بعد انقضاء مدة الـ5 سنوات بطلب مد فترة الإدراج لـ5 سنوات إضافية، وهو ما وافقت عليه محكمة الجنايات، بيد أن محكمة النقض -أعلى جهة تقاضي- رفضته في مايو/أيار الماضي، وقررت إعادة محاكمتهم أمام دائرة جنائية مغايرة.
وأوضح علي، عبر صفحته على منصة فيسبوك، أن محكمة الجنايات قضت برفع إدراج 716 اسما فقط من قوائم الإرهاب، مما يعني أن 808 أشخاص ما زالوا يواجهون مصيرا غامضا.
ومن بين أصحاب المصير الغامض بخصوص موقعهم داخل القوائم الإرهابية، لاعب منتخب كرة القدم المصري السابق محمد أبو تريكة، ونائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان.