بين صفحات الزمن، وفي رحلة امتدت أكثر من خمسين عامًا، يقف أحد ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، وأبرز الدعاة إلى الإسلام في تايلاند الدكتور عبدالله مصطفى نمسوك، ويروي قصته شاهدًا على قوة وأثر التعليم والمنح الدراسية التي تقدمها المملكة العربية السعودية لأبناء المسلمين بالعالم، التي ساندت “عبدالله” نحو الانطلاقة من قريته الصغيرة في تايلاند قبل 50 عامًا من هذا البلد الذي يشكل المسلمون فيه أقلية، ليحقق حلمه بالدراسة في المملكة على مدى 16 عامًا، قبل أن يعود إلى بلاده ليصبح منارة علم ودعوة.


وبدأت رحلة الدكتور عبدالله في ستينيات القرن الماضي، عندما حصل على منحة دراسية من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ويروي لنا الدكتور ذكرياته الجميلة عن تلك الأيام بحماس، قائلًا: كانت المنافسة للحصول على منحة دراسية في المملكة العربية السعودية صعب جدًا، وعند قبولي للمنحة عمت الفرحة الكبيرة لكل أفراد قريتنا.
ويتذكر الدكتور عبدالله، أول وصول له إلى المدينة المنورة، حيث درس بدءًا من الثانوية، وصولًا إلى نيل شهادة الدكتوراه من الجامعة الإسلامية التي وقّع عليها الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ بصفته الرئيس الأعلى للجامعات السعودية ذلك الوقت.
وركزت دراسته على الدعوة الإسلامية وفهم الأديان الأخرى، حيث أعد رسالة علمية عن الديانة البوذية في تايلاند وكيفية التعامل معها في إطار الدعوة.
وعن النقلة النوعية التي طرأت على المدينة المنورة خلال خمسين عامًا. يقول الدكتور عبدالله: عندما وصلت، كان الحرم النبوي بسيطًا، وأرضياته رملية مكشوفة، وكنا نحضر دروسنا، ونراجع القرآن وسط الطيور والحمام، واليوم أصبحت المدينة المنورة معلمًا دينيًا حضاريًا عالميًا.
وبعد عودته إلى تايلاند، بدأ الدكتور عبدالله بنشر الإسلام مستخدمًا ما تعلمه في الجامعة الإسلامية، ولم يقتصر عمله على إلقاء الدروس، بل أسهم في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة التايلاندية، مما ساعد على تقريب رسالة الإسلام للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وقال: في بلد مثل تايلاند، يشكل المسلمون نحو 7% فقط من السكان الدعوة مسؤولية عظيمة، ولله الحمد أسلم على يدي الكثير من الأشخاص، نتيجة جهودي وجهود زملائي.
ويتحدث الدكتور عبدالله بفخر عن دور المملكة في دعم المسلمين حول العالم، التي لم تدخر جهدًا في تقديم الدعم سواءً عبر المنح الدراسية، وبناء المساجد، وتوزيع المصاحف، وحتى المساعدات الغذائية في تايلاند، نرى أثر هذا الدعم في كل مكان في تايلاند.
وأشار الدكتور عبدالله إلى أن خريجي الجامعات السعودية يحظون بمكانة متميزة في مجتمعاتهم، ويُعتمد عليهم في التعليم، الدعوة، والإفتاء.
وقال الداعية الإسلامي الدكتور عبدالله أن العمل الدعوي يحتاج إلى تطوير مستمر، مشيرًا إلى أهمية دور المرأة في الدعوة الإسلامية، حيث إن ابنته تدرس حاليًا في جامعة طيبة بالمدينة المنورة، وهو يأمل أن تسير على خطاه في خدمة الإسلام، وأضاف قائلًا: المملكة العربية السعودية فتحت أبوابها للبنين والبنات، مما يعكس تطورًا كبيرًا في دعم الدعوة الإسلامية على مستوى العالم.
وقدم الدكتور عبدالله رسالة شكر وعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ على الجهود المباركة في دعم المسلمين في جميع أنحاء العالم، كما شكر وزارة الشؤون الإسلامية على اهتمامها وحرصها الدائم على تحقيق الأهداف التي تسعى لنشر قيم الإسلام الوسطي، سائلًا الله أن يبارك في قيادة المملكة العربية السعودية، ويديم عليها الأمن والأمان.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المملکة العربیة السعودیة المدینة المنورة الدکتور عبدالله فی تایلاند

إقرأ أيضاً:

مكتبة الإسكندرية.. منارة معرفية تجمع عبق التاريخ وأفق المستقبل

مكتبة الإسكندرية منارة معرفية تجمع عبق التاريخ وأفق المستقبل وصرح ثقافي ومعرفي فريد، تضم بين جنباتها ملايين الكتب والمواد العلمية الثرية في شتى المجالات، وعددًا من المكتبات المتخصصة والمتاحف والمراكز البحثية، لتظل منارة للعلم، ومركزًا للحوار والتواصل بين الحضارات، ونشر الثقافة والمعرفة عالميًا.
وتستقبل المكتبة ما يقرب من مليون ونصف زائر سنويًا، ويصل عدد المواد العلمية في المكتبة إلى نحو (2.6) مليون مادة علمية بجانب مجموعة واسعة من المواد الأخرى مثل المجالات الإلكترونية، والأطروحات والمخطوطات، والميكروفيلم ومواد متعددة الوسائط، وكتب “برايل”.
ويحظى قسم الكتب النادرة بمجموعة ثرية من الخرائط، والكتب النادرة، والمجموعات الخاصة؛ إذ يوجد أكثر من (15.000) كتاب نادر، يرجع تاريخ طباعة أقدمها إلى عام 1496م، إضافة إلى أكثر من (700) دورية و(66.000 ) من كتب المجموعات الخاصة؛ وهي المكتبات المهداة كاملةً من كبار الشخصيات، وتوجد قاعة اطلاع للكتب النادرة داخل المكتبة الرئيسية تقدم خدمات بحثية للقُرّاء وطلبة الدراسات العليا.

ويعرض في قاعة القراءة الرئيسية بالمكتبة “مطبعة بولاق” وهي أول مطبعة مصرية تم إنشاؤها في عام 1820م، حيث بدأ تجميع الماكينات عام 1821 وكانت أول مادة مطبوعة هي قاموس عربي- إيطالي صدر عام 1822.
وتضم “جدارية مكتبة الإسكندرية” التي بُنيت من الجرانيت الرمادي اللون، العديد من الرموز والنقوش والحروف الأبجدية من جميع أبجديات العالم على مر العصور التاريخية المختلفة، تقدر بنحو (4200) رمز من (120) لغة، تعبر عن رسالة المكتبة، كون اللغة هي أساس الثقافة ولغة التحاور بين الثقافات.

اقرأ أيضاًتقاريرتربط الأجيال بماضيهم العريق وتُمثل رافدًا مهمًا لعجلة الاقتصاد.. المملكة تولي “الحرف اليدوية” اهتمامًا بالغًا بالعديد من المبادرات

ويعد متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية من المتاحف القليلة في العالم التي تعرض قطعًا فنية أثرية في نفس مكان اكتشافها، فعند إنشاء المكتبة وأثناء أعمال الحفر اُكتشف عدد من القطع الأثرية الرائعة التي تعود للعصر الهيلينستي والروماني والبيزنطي لتُعرض في المتحف ضمن مقتنيات أثرية تُجسد تاريخ مصر متعدد الثقافات من فرعونية، يونانية، رومانية، قبطية وإسلامية.
وافتتحت مكتبة الإسكندرية في أكتوبر 2002 لإحياء إرث المكتبة القديمة التي تم بناؤها على يد بطليموس الثاني في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد (285 – 247 قبل الميلاد)، وذلك بتصميم معماري فريد يرمز إلى الشمس المشرقة تحتوي على (6) مكتبات متخصصة و(4) متاحف والقبة السماوية بجانب (12) مركزًا للبحث الأكاديمي وقاعة استكشاف لتعريف الأطفال بالعلوم ومركز للمؤتمرات يتسع لآلاف الأشخاص.

مقالات مشابهة

  • واشطن تعلق محادثاتها التجارية مع تايلاند
  • طهران تحت تهديد العطش.. هل تصبح غير صالحة للسكن؟
  • لطيفة بنت محمد تلتقي مساعد وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية
  • ياسر عرفات .. منارة النضال التي لا تنطفئ
  • “الخارجية”: المملكة تدين وتستنكر استمرار الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون المتطرفون ضد الشعب الفلسطيني
  • مختصة: المملكة أصبحت منتجة للتقنية وتطمح أن تصبح مركزا عالميا لها
  • مكتبة الإسكندرية.. منارة معرفية تجمع عبق التاريخ وأفق المستقبل
  • متى يتم عرض المضبوطات في القضايا بالمزاد العلني ومتى تصبح ملكا للحكومة؟
  • كندا: سنواصل الدعوة إلى تدفق المساعدات الإنسانية لغزة دون عوائق
  • كندا: سنواصل الدعوة إلى تدفق المساعدات لغزة دون عوائق