تعرفوا على نهلة وسالي.. نساء يمنيات يبنين مهن في مجال البناء
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
يمن مونيتور/ تعز/ ترجمة خاصة:
في الجبال الوعرة في جنوب محافظة تعز باليمن، تشرف نهلة على العمال أثناء رصف الطرق بالحجارة، بينما تشرف سالي على مشروع رصف طرق مماثل. وقد دخلت كلتاهما مؤخرا قطاع الأشغال العامة، وأثبتتا أنفسهن كمقاولات ماهرات ومهدتا الطريق لمزيد من النساء لدخول مجال البناء.
في وقت قصير، أثبتت نهلة وسالي قدرتهما وأكملت مشاريع تعبيد الطرق المهمة في مديرية المسراخ بمحافظة تعز كجزء من مشروع تعزيز الحماية الاجتماعية الطارئة والاستجابة لكوفيد-19 الذي يسانده البنك الدولي ومشروع الاستجابة للأمن الغذائي والقدرة على الصمود، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الشريك المحلي مشروع الأشغال العامة.
وتعليقا على رحلتها، تقول نهلة: “قررت العمل في قطاع البناء لأنني مهندسة، وقد أشرفت على مشاريع مختلفة لمؤسسة المياه والصرف الصحي في إب، وأعمل عن كثب مع المقاولين. وقد أثار هذا الظهور اهتمامي بهذا المجال”. وتضيف: “تلقيت تدريبا من مشروع الأشغال العامة (PWP) حول كيفية التنافس في المناقصات، وقد شجعني هذا الدعم على المغامرة في مجال البناء”.
وبالمثل، تشارك سالي، “بدأت رحلتي كمهندسة معمارية تعمل في مشاريع استشارية مكتبية. ومع ذلك، سمح لي مشروع رصف الطرق هذا بالدخول في العمل الميداني، حيث تعلمت المهارات الأساسية مثل شراء المواد وإدارة الموردين. لقد كانت تجربة تحويلية”.
فازت كل من نهلة وسالي على حدة بعروضهما لتعبيد طرق مختلفة في نفس مديرية المسراخ بمحافظة تعز ، كجزء من نهج التعاقد المجتمعي الذي اعتمده كل من مشاريع ESPECRP و FSRRP.
“الفوز بهذا العرض كان قفزة كبيرة إلى الأمام”، تضيف نهلة. وتتابع: “لقد فتح لي نافذة أمل، مما سمح لي بمتابعة حلمي الطويل في العمل في مجال البناء – وهو مجال كنت شغوفة به لسنوات.”
الاستثمار في رأس المال البشري
إن نجاح نهلة وتصميم سالي هما شهادتان على قوة بناء المهارات من خلال التدريب المهني. ومن خلال برامج مثل التعاقد المجتمعي، تكتسب النساء المهارات التي يحتجنها للتوسع في صناعات جديدة، وتحويل حياتهن ومجتمعاتهن. يعمل التعاقد المجتمعي عن طريق توظيف ودفع أفراد المجتمع المحلي لتحسين البنية التحتية الخاصة بهم واستخدام الموارد المحلية قدر الإمكان.
التعاقد المجتمعي هو استثمار ثابت في رأس المال البشري، مما يوفر دخلا ومهارات مستدامة للمجتمعات المحلية. وتؤكد نهلة أن “التعاقد المجتمعي هو خطوة حيوية في تمكين المرأة في قطاع البناء، مما يوفر لها فرصا لتعلم المهارات واكتساب المعرفة المطلوبة في سوق العمل المحلي”.
وتتفق سالي مع ما قالته نهلة، مضيفة: “هذه المشاريع تعلمني مهارات جديدة، وتعدني للفرص المستقبلية في مجالات متنوعة”.
بعد افتتاح مكتبها الهندسي الخاص، فازت نهلة بمناقصة تعبيد طريق في تعز، وعزت نجاحها إلى عدة عوامل، بما في ذلك التدريب الذي تلقته.
وتقول: “دخلت هذا المشروع بطموح وتصميم على أن أصبح مقاولا رائدا. هدفي هو تحقيق الإنجازات التي ستساعدني على الاستمرار في هذا القطاع، سواء كان ذلك في تعبيد الطرق أو مشاريع البناء الأخرى”.
إحداث فرق
تلتزم نهلة بتحسين مهاراتها، بالاعتماد على خبرة قيمة من الإشراف على المشاريع الصغيرة وإجراء الدراسات. تقول: “بصفتي مهندسة تتمتع بخبرة في الإشراف على المشاريع، لم أواجه تحديات كبيرة في دوري كمقاول”. ومع ذلك، تلاحظ، “كانت هناك بعض الصعوبات الأولية، لكنني تغلبت عليها بالمثابرة وقوة الإرادة”.
تقول نهلة: “تم تنفيذ أعمال تعبيد الطرق وفقا للخطة المعدة مسبقا”. ويبلغ طول الطريق المعبدة أكثر من 4350 مترا، وتستفيد منه قرى منطقة العقرود وسكان تعز على نطاق أوسع”. وتشارك بفخر أن “المشروع اكتمل في غضون مهلة 45 يوما، مما وفر فرص عمل ل 23 عاملا، من بينهم ثماني نساء عملن على رش الأشجار وزراعتها”.
كما تسلط نهلة الضوء على التأثير الإيجابي للمشروع: “استخدمنا مواد عالية الجودة لضمان سلامة ما يقرب من 90,000 من السكان الذين يستخدمون الطريق. والأهم من ذلك، ساعدت هذه التجربة في إظهار أن النساء قادرات على العمل في مجال البناء”.
ترك بصمة
نهلة مصممة على إحداث تأثير دائم على صناعة البناء والتشييد، مع التركيز على إثبات قدراتها. وتؤكد قائلة: “أخطط لمواصلة العمل في هذا المجال والاستثمار في المعدات اللازمة للمنافسة والفوز بمزيد من العطاءات”.
تنظر سالي أيضا إلى مشروعها الحالي على أنه نقطة انطلاق. تشرح قائلة: “تبني هذه التجارب أساسا متينا لمسيرتي المهنية”، مما يعكس الفوائد طويلة الأجل للانخراط في مشاريع تنمية المجتمع.
تدعو نهلة إلى دعم أكبر للمقاولات، مشيرة إلى أن هذه المساعدة ضرورية للنساء للتغلب على التحديات والازدهار في هذه الصناعة. وتختتم قائلة: “الدعم ضروري لنجاح النساء كمتعاقدات”.
وبفضل مبادرات مثل التعاقد المجتمعي، يتم إشراك النساء مثل نهلة وسالي بشكل متزايد في أنشطة التنمية المحلية، واكتساب المهارات اللازمة لتأمين سبل عيشهن والمساهمة في مجتمعاتهن.
المصدر الرئيس
Meet Nahla and Sally: Yemeni women building careers in construction
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةالله لا يلحقه خير من كان السبب في تدهور اليمن...
الإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
تقرير جامعة تعز...
نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فی مجال البناء العمل فی
إقرأ أيضاً:
دراسات الترجمة بين النظرية والتطبيق في ندوة لقصور الثقافة بأسيوط
شهد قصر ثقافة أسيوط ندوة ثقافية بعنوان "دراسات الترجمة بين النظرية والتطبيق"، ضمن أنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة.
أقيمت الندوة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، وجاءت ضمن أنشطة نادي الترجمة برئاسة الأديب د. سعيد أبو ضيف، أستاذ الترجمة بكلية الآداب بجامعة أسيوط، بهدف دعم وتطوير مهارات المترجمين الشباب، وتعزيز دور الترجمة في نقل المعارف والثقافات.
واستهلت د. صفاء حمدان، مدير قصر ثقافة أسيوط الندوة بكلمة أكدت خلالها أهمية الترجمة في بناء الجسور بين الشعوب، ودور قصور الثقافة في إثراء الحياة الثقافية وإتاحة الفرص أمام الشباب لاكتساب المهارات اللغوية والمهنية.
وأكد جمال عبد الناصر، مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، أن الترجمة تعد سفيرا للتفاهم بين الشعوب، مشيرا إلى دورها الحيوي في نشر المعرفة وتعزيز الحوار الثقافي بين الأمم، داعيا الشباب إلى الاعتماد على الذات، وتطوير مهاراتهم التقنية واللغوية لمواكبة متطلبات سوق العمل الحديث.
وخلال الندوة، شدد الدكتور سعيد أبو ضيف على أهمية الجمع بين الدراسة الأكاديمية والتدريب العملي في مجال الترجمة، مشيرا إلى أن ورش العمل والندوات المتخصصة تتيح للمترجمين المبتدئين فرصة لاكتساب الخبرات التطبيقية اللازمة لسوق العمل.
كما أوضح أن التعاون بين نادي الترجمة الحديث، ووزارة الثقافة، ومكتبة مصر العامة بأسيوط، يعزز من فرص الشباب في تطوير مهاراتهم بعيدا عن النطاق الأكاديمي التقليدي.
أما الدكتور خالد سلامة، أستاذ اللغويات والترجمة بجامعة أسيوط، فتناول أهمية التفكير خارج الصندوق في مجال الترجمة، والبحث عن فرص العمل الرقمية عبر المنصات الإلكترونية، مشيرا إلى أن التطور التكنولوجي أتاح للمترجمين مجالات جديدة، مثل الترجمة الفورية، والترجمة الآلية، والتوطين اللغوي.
في السياق، أوضح الكاتب والمترجم ياسر سعيد أحمد، الباحث في علوم الترجمة بجامعة سوهاج، الفرق بين النظريات الأكاديمية والتطبيق العملي، مشددا على أهمية الابتكار والتطوير المستمر للمترجمين، لا سيما مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وتزايد الحاجة إلى مهارات جديدة في المجال.
وتطرقت الدكتورة هبة الله يحيى سيد، من كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، إلى أهمية الاستفادة من التقنيات الرقمية في الترجمة، مثل القواميس الإلكترونية، وبرامج التدقيق اللغوي، وأدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب (CAT tools)، مؤكدة أن هذه الأدوات أصبحت ضرورية لكل مترجم يسعى للتميز في مجاله.
وتخللت الندوة التي قدمت ضمن أنشطة إقليم وسط الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة أسيوط بإشراف خالد خليل، ورشة تفاعلية قدم خلالها عدد من شباب المترجمين تجاربهم حول سوق العمل الحر في مجال الترجمة، حيث استعرضت نوران كريم وهالة صابر، من قسم الترجمة بجامعة أسيوط، خبراتهما في العمل عبر الإنترنت، وكيفية التغلب على التحديات التي تواجه المترجمين المستقلين.
كما تحدثت عضوتا نادي الترجمة الحديثة، آلاء أسامة وفاطمة حسانين، عن أهمية التدريب المستمر وورش العمل في تأهيل المترجمين، وتعريفهم بأحدث التطورات في المجال، مشيرتين إلى أن العمل الحر أصبح فرصة ذهبية للباحثين عن وظائف غير تقليدية في مجال الترجمة.
وشهدت الندوة حضور عدد من الشخصيات الثقافية والأدبية، من بينهم الأديب أيمن رجب، الشاعر رأفت عزمي، والدكتور عبد الناصر بديوي. وفي ختام الفعالية، تم تكريم الطلاب المتميزين في مجال الترجمة، بمنح شهادات تقدير للمتدربين الذين اجتازوا ورشة إعداد المترجم المحترف، التي أقامها نادي الترجمة الحديثة.