من بيروت إلى تل أبيب: مفاوضات وقف النار تحت القصف
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
26 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: تصاعدت حدة الصراع السياسي داخل إسرائيل حول المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار مع حزب الله، في وقت أكدت فيه الولايات المتحدة تفاؤلها بشأن اقتراب التوصل إلى اتفاق. بينما يعكس الانقسام داخل الأوساط الإسرائيلية مدى تعقيد المشهد، تتواصل الضغوط الدولية لاحتواء التصعيد الذي يهدد الاستقرار الإقليمي.
وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن المحادثات تتخذ مسارًا إيجابيًا، مؤكدًا أن الرئيس الأميركي جو بايدن يراقب التطورات بشكل مكثف.
وأضاف كيربي أن المبعوث الأميركي آموس هوكستين لعب دورًا محوريًا في تحقيق تقدم ملموس خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت وتل أبيب.
في المقابل، يبدو الداخل الإسرائيلي منقسمًا بين توجهات سياسية متضاربة بشأن المفاوضات.
ففي الوقت الذي عبّر فيه المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن تقدم باتجاه اتفاق، وصف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المعروف بتوجهاته المتشددة، مسار المفاوضات بأنه “خطأ كبير”. وأصر بن غفير عبر منصة “إكس” على ضرورة استمرار العمليات العسكرية لتحقيق ما وصفه بـ”النصر المبين”، موجّهًا انتقادًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب انخراطه في الجهود الدبلوماسية.
بالتزامن مع هذه التطورات، تصاعدت وتيرة العنف بشكل ملحوظ. ففي الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة تصعيدًا خطيرًا مع تكثيف الضربات الجوية الإسرائيلية على بيروت، التي أسفرت عن مقتل العشرات، وإطلاق حزب الله لوابل غير مسبوق من الصواريخ باتجاه إسرائيل. هذا التصعيد العسكري يعكس هشاشة الوضع ويزيد من الضغوط على الأطراف كافة للإسراع في التوصل إلى هدنة.
تأتي هذه التطورات وسط استذكار لقرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أوقف الأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل في 2006. ويعيد القرار، الذي يفرض قيودًا على تواجد القوات المسلحة في جنوب لبنان، الظهور كإطار محتمل للتسوية الحالية. غير أن اختلاف المواقف بين إسرائيل وحزب الله، إضافة إلى الانقسام الداخلي في تل أبيب، يزيد من صعوبة تحقيق اختراق سريع.
في هذا السياق، يبرز دور القوى الإقليمية والدولية كعامل حاسم. فقد طالب وزير الخارجية السعودي المجتمع الدولي بالتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، مشيرًا إلى ضرورة إنهاء معاناة المدنيين. وفي الوقت ذاته، تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية، حيث تتزايد التكهنات بأن واشنطن تسعى لتفعيل ضغط دولي لإقرار الهدنة.
على الرغم من التفاؤل الحذر، يبقى التساؤل حول مدى قدرة الأطراف على تجاوز خلافاتها والالتزام بأي اتفاق محتمل.
وفي ظل تصاعد الخطاب الداخلي الإسرائيلي الرافض للمفاوضات، يبدو أن معركة وقف إطلاق النار لا تقتصر على جبهة الحرب، بل تشمل أيضًا صراعًا سياسيًا داخليًا قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
عيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والجوع
في غزة، حيث لا تلوح في الأفق أي بوادر لنهاية الحرب، لم يكن هناك ما يدعو للاحتفال مع حلول عيد الفطر يوم الأحد. يواجه سكان القطاع نقصا حادا في الغذاء وسط دمار واسع، بينما يستمر القصف الإسرائيلي، محولا الحياة إلى معاناة يومية.
في مدينة دير البلح، تجمع العشرات من الفلسطينيين لأداء صلاة العيد في ساحة مفتوحة بجوار مسجد مدمر، في مشهد يعكس حجم الكارثة التي حلت بالقطاع.
كان من المفترض أن يكون العيد مناسبة للفرح واجتماع العائلات وشراء ملابس جديدة للأطفال، لكن في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص، بات البقاء على قيد الحياة هو التحدي الأكبر.
"إنه عيد الحزن"، قال عادل الشاعر عقب أدائه الصلاة في الهواء الطلق. وأضاف بحسرة: "فقدنا أحبتنا، وأطفالنا، وحياتنا، ومستقبلنا. فقدنا طلابنا، ومدارسنا، ومؤسساتنا. لقد فقدنا كل شيء". بالكاد استطاع الرجل كبح دموعه وهو يستذكر كيف قتل عشرون فردا من عائلته في الغارات الإسرائيلية، من بينهم أربعة من أبناء أخيه الصغار قبل أيام قليلة.
Relatedالأمم المتحدة تُعلن تقليص وجودها في قطاع غزة الرازح تحت الحصار والقصف المستمرمجموعة فلسطينيين في غزة تتظاهر ضد حماس وتطالبها بوقف الحربغزة على شفا كارثة إنسانية.. جوع ونزوح وانهيار صحي وشهادات على حجم المأساةواستأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة مطلع الشهر الجاري بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، متهمة حركة حماس برفض التعديلات التي طرأت على اتفاق سابق أبرم في يناير/كانون الثاني.
ومنذ ذلك الحين، أدت الغارات إلى مقتل المئات، فيما شددت إسرائيل حصارها، مانعة دخول الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية منذ أربعة أسابيع.
من جانبه، قال سعيد الكرد، أحد المصلين، "هناك قتل ونزوح وجوع وحصار"، مضيفا: "نخرج لأداء شعائر الله من أجل إسعاد الأطفال، لكن لا عيد هنا".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية غزة في عيد الفطر: قتلى وجرحى جراء الغارات وتل أبيب ترفض مقترح الوسطاء وتطالب بالإفراج عن 10 رهائن في يوم القدس العالمي.. تحولات إقليمية فرضتها الحرب المستمرة في غزة والشرق الأوسط غزة تحت النار: مئات القتلى والحوثيون يستهدفون إسرائيل ومدمرة أميركية عيد الفطرحركة حماسغزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني