هل يتوصل حزب الله وإسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار خلال ساعات؟
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
على الرغم من استمرار التصعيد الميداني، تشير التصريحات الإسرائيلية والأمريكية إلى قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان في غضون أيام.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، اليوم الإثنين، (25 تشرين الثاني 2024)، إن "مجلس الوزراء الأمني، وليس الحكومة بأكملها، سيعقد اجتماعاً، غدا الثلاثاء، لبحث وقف إطلاق النار في لبنان".
وأكد دانون: "قبل اجتماع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن حكومة بلاده لم تنته بعد من الاتفاق عليه، لكنها تمضي قدما"، مشيراً إلى أن "إسرائيل ستكون قادرة على تحييد أي تهديد في جنوب لبنان".
من جهته، قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، إنه "لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء تنفيذ الهدنة المقترحة من الولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدا أن "لجنة من 5 دول بقيادة أمريكا ستراقب الهدنة".
وطرح البعض تساؤلات بشأن صدق المعلومات المعلنة، وإمكانية وقف الحرب في لبنان خلال الفترة القادمة بعد فشل المحاولات السابقة في الوصول إلى حل بسبب تعنت نتنياهو.
معلومات متضاربة
اعتبر المحلل السياسي اللبناني، سركيس أبو زيد، أن المعلومات حول التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار ما زالت متضاربة، هناك مصادر متعددة تؤكد أن هناك إيجابية وخلال أسابيع معدودة سوف يتم الاتفاق، فيما يتصاعد القصف والتصعيد الإسرائيلي في الميدان.
وبحسب تصريح صحفي له، لا توجد معلومات مؤكدة بأن هناك اتفاقًا، حيث دائما ما يكون هناك عقبات حول بعض البنود وتفسيرها، ويتم التهرب من إعلان الاتفاق، لأن نتنياهو يريد الاستفادة من الوقت لتدمير أكبر عدد ممكن من البنى التحتية والمنازل في الجنوب، حتى يمنع عودة الجنوبيين لأرضهم حين يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وتابع: "حتى هذه اللحظات المعلومات متضاربة حول قرب التوصل لاتفاق، أو حول استمرار الحرب، وليس واضحا أن أمريكا تمارس ضغطا على إسرائيل للقبول باتفاق وقف إطلاق النار".
وأشار إلى أن "لبنان أعلن الموافقة على القرار 1701 وعلى شروط الاتفاق، لكن هناك خلافات حول تفسير بعض البنود، ونلاحظ أن إسرائيل لا تزال متشددة بها، ولم يوح أو يعلن الموافقة على الاتفاق".
ويرى أبو زيد أن المعلومات متضاربة، والميدان لا يزال مشتعلا، ونتائج الميدان يوضح مستوى الاتفاق والتنازلات والحل، هناك معطيات أخرى تقول إن نتنياهو مضطر لوقف إطلاق النار، في ظل وجود نقمة في صفوف الجيش وضغوط داخلية تشجع وتفضل وترجح إمكانية الاتفاق.
ومضى قائلًا: "لكن يبدو أن نتنياهو لا يزال يراهن على استمرار الحرب لحصد أكبر وأفضل نتائج، بيد أن هذا الرهان قد يتفجر باعتبار أن نتائج الميدان لا تتوافق مع تطلعاته دائما".
تقدم ملموس
في السياق، اعتبر الناشط اللبناني أسامة وهبي، أن هناك اتصالات لا تزال جارية، ولم يعلن أي طرف عن انتهاء هذه المساعي التي كانت إيجابية، عندما زار هوكشتاين لبنان وإسرائيل، وقال إن هناك تقدما وإيجابيات، لكن بعض التفاصيل تحتاج لمزيد من التدقيق والتعديل الطفيف.
ولفت الى ان الجانب الأمريكي يؤكد اليوم أن هناك تقدما ملموسا لكن بعض الأمور تحتاج للمسات أخيرة، إضافة إلى الضغط الداخلي الإسرائيلي على نتنياهو بعد أن باتت الحرب شخصية، في حين أن الجيش الإسرائيلي يغرق أكثر فأكثر بالوحول اللبنانية.
وتابع: "كلما توغل الجيش الإسرائيلي في العمق اللبناني كلما أصبحت الخسائر أكبر، ويكون هناك صعوبة في الانسحاب، وهناك في الداخل الإسرائيلي من يريد الذهاب لتسجيل الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله من اغتيال القادة، والتوغل وتدمير القرى الأمامية وتفكيك البنى التحتية لحزب الله".
لكن كلما طال الوقت قبل إنجاز الاتفاق يعني الدخول في حرب استنزاف لن تكون في مصلحة إسرائيل أو حزب الله.
ويرى وهبي أن الكل لديه مصلحة في إنهاء الحرب التي طالت أكثر من المتوقع، وهناك فترة سماح لإدارة ترامب لنتنياهو أن ينحز كل ما عليه قبل دخول ترامب البيت الأبيض، لكن إذا استهلك نتنياهو كل هذه الفترة لن يضمن أن يكون كل شيء سهلا، ولن تكون الحرب نزهة، ولن يكون هناك المزيد من الإنجازات، باعتبار أن الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر فادحة في لبنان والجبهة الداخلية كذلك لا تزال في وضع حرج.
وأوضح أن حزب الله وضع معادلة وآخذ على تنفيذها بشك دقيق، بيروت مقابل تل أبيب، وأثبت أنه قادر على استهداف تل أبيب وأهداف معينة بمحيطها، بالتالي لم يتبين أن قدرات حزب الله انتهت كما كان يسوق وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، بأن الجيش الإسرائيلي قضى على 90% من قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية.
وقال إن الميدان يثبت أن حزب الله يطلق الصواريخ بشكل مريح، وما زال يتصدى للقوات الإسرائيلية المتوغلة، وأن هناك عمليات كر وفر وتصدّ، والجيش الإسرائيلي الذي توغل بالفعل في بعض القرى، لا يستطيع البقاء طويلا في هذه الأرض التي احتلها.
ويعتقد الناشط اللبناني أن كل هذه المعطيات تؤكد بأن وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق نهائي ينهي هذه الحرب أصبح في مصلحة الجميع، والاتفاق دخل في مراحله النهائية، وقد يكون أيام أو أسابيع قليلة لكن بالتأكيد لن يكون أكثر من ذلك.
موافقة إسرائيلية
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أمس الأحد، أن "إسرائيل وافقت مبدئيًا على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار ضد "حزب الله" في لبنان"، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعمل على صياغة طريقة لعرض الاتفاق على الجمهور الإسرائيلي، في حال موافقة "حزب الله "عليه.
وأوضحت الهيئة أن "نتنياهو يسعى لتقديم الاتفاق كخطوة تخدم مصلحة إسرائيل وليس كتنازل"، مضيفة أن "الاتفاق يسمح لإسرائيل بتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود اللبنانية السورية".
ونقلت الهيئة عن مسؤول إسرائيلي، لم تُكشف هويته، أن "الضوء الأخضر لم يُمنح بعد لتنفيذ الاتفاق، إذ لا تزال هناك قضايا عالقة بحاجة إلى حل، لكنه أكد أن التوجه العام لإسرائيل هو المضي قدمًا نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان".
ويوم أمس الأحد، أفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن "المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، هدد بالانسحاب من الوساطة بين لبنان وإسرائيل، في حال لم يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار قريبا".
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر، بأن "هوكشتاين هدّد بترك الوساطة إن لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام"، مضيفة "هوكشتاين مرّر تهديده إلى المسؤولين الإسرائيليين مباشرة وعبر السفير في واشنطن".
ووصل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، آموس هوكشتاين، إلى إسرائيل، مساء الأربعاء الماضي، قادمًا من بيروت، حيث أطلع الجانب الإسرائيلي على نتائج محادثاته في بيروت بخصوص بنود التسوية.
وكشف مصدر سياسي لبناني مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، في تصريح صحفي، أن "الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين، غادر لبنان مع مسودة اتفاق كاملة"، واعتبر أن "الكرة الآن بالملعب الإسرائيلي".
وكان الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، قد صرح الأسبوع الماضي، بأن الحزب "قدّم ملاحظات على المقترح الأمريكي"، وأن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل".
ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ عملية برية "محددة" في جنوب لبنان، ضد أهداف وبنى تحتية لـ "حزب الله"، في عدد من القرى القريبة من الحدود، فيما تمثل المرحلة الثانية من عملية دامت عاما كاملا شهد قصفا مدفعيا وصاروخيا بين وحدات من الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" على طول الحدود.
ويوم الأربعاء الفائت، صرح هوكشتاين، أن المحادثات مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، شهدت تقدمًا ملموسًا، وبعد زيارته إلى بيروت، أجرى المبعوث الأمريكي محادثات في تل أبيب.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار التوصل لاتفاق حزب الله فی لبنان لا تزال أن هناک
إقرأ أيضاً:
توقعات بوقف إطلاق نار خلال أيام في لبنان والخلافات قيد البحث
توقع مسؤولون إسرائيليون -اليوم الاثنين- أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام في ظل التقدم بالمفاوضات، محذرين من أن عدم فعل ذلك يعني أن الأمر "سيستغرق وقتا طويلا"، وذلك بعد أنباء عن موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الاتفاق المطروح.
ونقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن مسؤول سياسي تأكيده أنه خلال "أيام وربما أقل سيتم توقيع اتفاق التسوية في لبنان".
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن تل أبيب تعتزم تكثيف الهجمات في العاصمة بيروت من أجل تقليص قدرات حزب الله بشكل أكبر قبل وقف إطلاق النار، وسط تخوفات من تكثيف وتيرة إطلاق النار من لبنان حتى يتم التوصل إلى اتفاق.
وصرح السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ بأن الاتفاق صار قريبا، مشيرا إلى أن ذلك قد يحدث خلال أيام.
كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إنه لا تزال هناك قضايا يتم نقاشها، لكن الإعلان عن اتفاق مع لبنان ممكن خلال أيام.
ضغط عسكريمن جانبه، أكد موقع والا الإسرائيلي نقلا عن مصادر مطلعة أنه "إذا لم يتم توقيع الاتفاق الآن فسيستغرق الأمر وقتا طويلا".
وأشار إلى أن حزب الله زاد في الأيام الماضية نطاق هجماته على إسرائيل مع توقعات بقرب التوصل لاتفاق مع لبنان، بعد استهدافه أمس الأحد تل أبيب الوسطى وإطلاقه على إسرائيل أكثر من 350 صاروخا.
كما طالب الوزير في وزارة المالية الإسرائيلية زئيف إلكين الجيش بتكثيف الضربات على حزب الله لدفعه للموافقة على الاتفاق، وفق وصفه.
نقاط الخلافوبرغم الأنباء عن قرب التوصل لاتفاق، فقد ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بعض النقاط الخلافية ما تزال قيد البحث.
وأوضح موقع والا نقلا عن مصادر أمنية قولها إن الخلاف الرئيسي بين لبنان وإسرائيل يتمثل في تشكيلة آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق وصلاحياتها، بعد رفض تل أبيب أن تكون باريس ضمن اللجنة المشرفة على الاتفاق، بأعقاب مواقف فرنسية رأت إسرائيل أنها "لا تدعم حقها بالدفاع عن النفس".
وأضافت المصادر أن هناك 13 نقطة خلافية حول الحدود يطالب لبنان بتثبيتها في التسوية بينما تصر إسرائيل على تأجيل هذه المرحلة لوقت لاحق.
وقالت المصادر إن حزب الله والحكومة اللبنانية وافقا على طلب إسرائيل بحرية العمل ضد الأعمال التي "قد تهدد أمن إسرائيل"، وذلك ما كان يرفضه لبنان لانتهاكه سيادته، غير أن الحكومة اللبنانية لم تؤكد ذلك حتى الآن.
وقال رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس إن أي تسوية في لبنان يجب أن تسمح بحرية العمل للجيش الإسرائيلي "ضد التهديدات المباشرة أو إعادة تعزيز حزب الله لقوته"، وفق ما نقلته صحيفة معاريف.
دور أميركيوبخصوص مراقبة تنفيذ الاتفاق المتوقع، أوضحت صحيفة إسرائيل اليوم أنه منذ لحظة توقيع الاتفاق سيكون على الجيش الإسرائيلي أن يكمل انسحابه من جميع الأراضي اللبنانية خلال 60 يوما.
وخلال تلك المدة، ستكون قوة عسكرية أميركية في المنطقة لفرض انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وضمان بقاء حزب الله في منطقة ما وراء نهر الليطاني.
وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وكيل وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) لشؤون الشرق الأوسط سيصل إسرائيل اليوم لبحث التعاون الفوري حول ما تسميه إسرائيل "حرية العمل" في لبنان.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية أكدت أن تل أبيب حصلت على ضمانات من واشنطن بحرية التحرك على الحدود الشمالية في حال انتهاك الاتفاق.
"أهداف لبنانية"وقال موقع والا نقلا عن مصادر أمنية إن القيادة السياسية بإسرائيل لا تنوي في هذه المرحلة مهاجمة أهداف تابعة للدولة اللبنانية بل التمييز بينها وبين أهداف حزب الله.
أتى ذلك بعد أن نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي أمس الأحد أنه تم توجيه تحذير للبنان بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق، ستتم مهاجمة أهداف للدولة اللبنانية.
موافقة نتنياهو
ووافق نتنياهو الليلة الماضية على التحرك نحو وقف إطلاق النار في لبنان، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب أعطت المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الضوء الأخضر للمضي قدما نحو توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان.
وكان المبعوث الأميركي هدد لبنان وإسرائيل بالانسحاب من الوساطة في حال عدم التوصل لاتفاق قريبا، مشددا على أن "التفاهمات جاهزة".
وكان المبعوث الأميركي ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، خلال جولته المكوكية في وقت سابق من هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل، والتي تسارعت بعدها وتيرة الضربات الإسرائيلية.
وتركز الجهود الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب بين حزب الله وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار.