المدعي العام يطلب من القاضي إسقاط قضية تدخل في الانتخابات 2020 ضد ترامب
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
نوفمبر 25, 2024آخر تحديث: نوفمبر 25, 2024
المستقلة/- طلب المستشار الخاص جاك سميث من القاضي رفض قضية التدخل في الانتخابات الفيدرالية ضد دونالد ترامب حيث من المقرر أن يصبح الرئيس القادم للولايات المتحدة.
في وثائق جديدة تم تقديمها يوم الاثنين، أخبر سميث القاضي أنه يجب إغلاق القضية بسبب سياسة وزارة العدل التي تحظر مقاضاة الرئيس الحالي.
دفع ترامب ببراءته من تهمة التآمر للاحتيال على الولايات المتحدة وتهم أخرى تتعلق بجهوده لإلغاء خسارته في انتخابات 2020 أمام الرئيس جو بايدن.
كتب سميث في الملف الجديد: “نتيجة للانتخابات التي أجريت في 5 نوفمبر 2024، سيتم تنصيب المدعى عليه دونالد جيه ترامب رئيسًا في 20 يناير 2025. لقد كان موقف وزارة العدل منذ فترة طويلة هو أن دستور الولايات المتحدة يحظر توجيه الاتهام الفيدرالي والملاحقة الجنائية اللاحقة لرئيس في السلطة”.
وأضاف سميث في الملف المكون من ست صفحات: “هذه النتيجة لا تستند إلى مزايا أو قوة القضية ضد المدعى عليه”.
وفي بيان، قال فريق ترامب إن التحرك لإنهاء القضية كان “انتصارًا كبيرًا لسيادة القانون”.
وقال المتحدث باسم ترامب ستيفن تشيونج: “أعاد الشعب الأمريكي انتخاب الرئيس ترامب بتفويض ساحق لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
“يريد الشعب الأمريكي والرئيس ترامب إنهاء فوري للتسليح السياسي لنظام العدالة لدينا ونحن نتطلع إلى توحيد بلدنا”.
يمثل طلب رفض قضية ترامب للتخريب الانتخابي نهاية لملحمة قانونية طويلة بعد أن اضطر سميث إلى إعادة تقديم التهم ضد الرئيس بناءً على حكم للمحكمة العليا وجد أن ترامب يتمتع بحصانة جزئية من الملاحقة القضائية.
ترك عودة ترامب إلى البيت الأبيض العديد من القضايا الجنائية ضده في طي النسيان.
تم تأجيل الحكم عليه لإدانته الجنائية في ولاية نيويورك إلى أجل غير مسمى، في حين من المرجح أيضًا رفض قضية فيدرالية أخرى تتعلق بتعامله مع وثائق سرية مع توليه منصبه.
واجهت قضية سميث للتخريب الانتخابي ضد ترامب تحديات أيضًا. اضطر المدعي العام إلى مراجعة التهم الموجهة إلى الرئيس السابق بعد أن قضت المحكمة العليا في يوليو بأن ترامب محصن من الملاحقة القضائية بشأن “الأفعال الرسمية” التي حدثت أثناء وجوده في البيت الأبيض.
كان سميث قد زعم في لائحة اتهام منقحة أن جهود ترامب لإلغاء نتائج انتخابات 2020 كانت مرتبطة بحملته وبالتالي ليست أفعالاً رسمية.
عندما فاز ترامب بانتخابات 2024 هذا الشهر، بدأ سميث في اتخاذ خطوات لإنهاء قضية التدخل في الانتخابات وقضية الوثائق السرية، حيث اتهم ترامب بتخزين ملفات حساسة في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا وعرقلة جهود الحكومة لاستعادتها.
تعهد ترامب بالتخلص من سميث بمجرد توليه منصبه. وبحسب ما ورد قال سميث إنه يخطط للتنحي العام المقبل.
قال المدعي الفيدرالي السابق نعمة رحماني إنه منذ فوز ترامب بالرئاسة، “اختفت مشاكله الجنائية”.
وقال: “من الثابت أن الرئيس الحالي لا يمكن مقاضاته”.
ويواجه ترامب أيضًا اتهامات من الولاية في جورجيا بسبب محاولاته لقلب نتائج الانتخابات هناك، لكن هذه القضية تواجه تأخيرات أيضًا. تدرس محكمة الاستئناف ما إذا كانت ستلغي حكمًا سابقًا بشأن المدعية العامة لمقاطعة فولتون فاني ويليس للبقاء في القضية على الرغم من العلاقة التي كانت تربطها بالمدعي العام الذي عينته.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
انتخابات غرينلاند بين مطالب الاستقلال عن الدانمارك ومطامع ترامب
نوك- من المقرر أن تعقد غرينلاند انتخابات تشريعية الثلاثاء المقبل، وسط اهتمام عالمي متزايد عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب برغبته شراء جزيرة القطب الشمالي "بطريقة أو بأخرى" كما قال للكونغرس مازحا الأسبوع الماضي.
ولأن الاستقلال قضية انتخابية رئيسية في غرينلاند، تراقب حكومة الدانمارك عن كثب هذه الانتخابات التي يصفها كثيرون بـ"الحدث السياسي الأكثر أهمية في تاريخ الجزيرة" خاصة بعد سقوطها تحت أنظار ترامب الطامعة، بينما يعتبر السكان المحليون هذا التصويت فرصة تاريخية لتحريرهم من النفوذ الدانماركي.
فعلى الرغم من حصول هذه الجزيرة القطبية الشمالية على استقلالها عام 1979، فإن الوظائف السيادية، بما في ذلك الدفاع والشؤون الخارجية، لا تزال بعيدة المنال.
ومنذ صدور قانون الحكم الذاتي عام 2009، أصبح بإمكان سكان غرينلاند -البالغ عددهم 57 ألف نسمة- المبادرة وإطلاق عملية الاستقلال بأنفسهم، وهو ما يشمل التفاوض على اتفاق مع كوبنهاغن، من خلال استفتاء في غرينلاند وتصويت في البرلمان الدانماركي.
يُنظر إلى النظام السياسي بأكبر جزيرة في العالم على أنه معقد، فعلى الرغم من أنها جزء جغرافي من أميركا الشمالية، إلا أنها جزء سياسي من أوروبا، ويتأثر جزء كبير من تاريخها بالماضي الاستعماري القوي مع الدانمارك.
إعلانوتعتبر غرينلاند جزءا من الكومنولث الدانماركي، ورئيسها الرسمي هو ملك الدانمارك فريديريك العاشر، بموجب قانون الحكم الذاتي الذي دخل حيز التنفيذ في 21 يونيو/حزيران 2009، والذي حل قانون عام 1979 المعمول به كأساس دستوري لموقف الجزيرة داخل مملكة الدانمارك.
وقد صدر قانون الحكم الذاتي في أعقاب استفتاء بالجزيرة القطبية الشمالية في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، وصوت لصالحه 75.5% من الناخبين، ويتمثل هدفه الأساسي بنقل المسؤولية والسلطة من السلطات الدانماركية إلى غرينلاند في المناطق التي يسمح الدستور بتنفيذها، مع التأكيد على التوازن بين الحقوق والالتزامات.
ويحق للجزيرة إعلان الاستقلال، إذ يعترف قانون الحكم الذاتي بغرينلاند كشعب أو أمة يحق لها حق تقرير المصير، ويضمن أن أي تحرك نحو الاستقلال سيكون قرارا ديمقراطيا من قبل الشعب الغرينلاندي.
وفي 8 يناير/كانون الثاني الماضي، شكك الرئيس الأميركي في الحقوق القانونية للدانمارك في غرينلاند، قائلا "الناس لا يعرفون حقا ما إذا كانت الدانمارك تتمتع بأي حقوق قانونية في غرينلاند".
كيفية التصويتوتتمتع غرينلاند بالحكم الذاتي مع ديمقراطية تمثيلية، وتُعقد فيها 3 أنواع من الانتخابات:
انتخابات برلمان غرينلاند. انتخابات البلديات والمجالس القروية. انتخابات البرلمان الدانماركي، حيث تنتخب غرينلاند عضوين.ويجب على الناخب أن يبلغ من العمر 18 عاما على الأقل، وأن يكون حاصلا على الجنسية الدانماركية ومقيما بشكل دائم في غرينلاند.
أما بالنسبة للانتخابات البلدية، فيمكن لغير الحاصلين على الجنسية الدانماركية التصويت، إذا كان الشخص مقيما بشكل دائم في كومنولث المملكة الذي يشمل الدانمارك وغرينلاند وجزر فارو، لمدة 3 سنوات على الأقل قبل الانتخابات.
وفي حال لم يتمكن الناخب من الحضور شخصيا إلى مركز الاقتراع يوم الانتخابات، فيمكنه اللجوء إلى التصويت عبر البريد، وهي طريقة معتمدة في انتخابات البرلمانين الدانماركي والغرينلاندي، وفي الانتخابات البلدية.
إعلانويمثل البرلمان السلطة التشريعية على المستوى الوطني، ويتم انتخاب الأعضاء البالغ عددهم 31 عضوا ديمقراطيا بالاقتراع كل 4 سنوات، حيث تعتبر كل الجزيرة دائرة انتخابية كبيرة واحدة.
الأحزاب السياسيةبدأت الطموحات الرامية إلى تشكيل دولة ذات سيادة في غرينلاند منذ بداية القرن العشرين على الأقل، وبات اتخاذ الخطوة التالية على الأجندة السياسية لجميع الأحزاب السياسية منذ إقرار قانون 2009، حيث لا تدور المناقشات حول الهدف النهائي، بل حول الوتيرة والوسائل اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
ويوجد في غرينلاند 7 أحزاب سياسية، وعادة ما يتم انتخاب أكبر خمسة منها في البرلمان، وهي:
حزب مجتمع الشعب (يساري) يقوده رئيس الحكومة ميوتي إيغيدي منذ عام 2018، ويؤيد الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم في الدانمارك الذي يدعم استقلال غرينلاند عن المملكة، ويعمل من أجل الاعتراف بسكان الجزيرة كشعب مستقل لهم الحق في الأرض. حزب السيوموت (اشتراكي) يتزعمه وزير المالية المنتهية ولايته إريك ينين، تأسس عام 1977 باعتباره استمرارا لحركة سيوموت التي اكتسبت أهمية سياسية منذ أوائل سبعينيات القرن العشرين، ويتلخص هدفه السياسي بإنشاء مجتمع متجانس ونشط وقابل للحياة، حيث يدرك سكانه مسؤوليتهم كشعب. حزب الديمقراطيين (ليبرالي نقابي) يترأسه فريدريك نيلسن وتأسس عام 2002، وقدم مرشحين للانتخابات الوطنية لأول مرة عام 2005، ويعتبر طيفه السياسي من الوسط ووسط اليمين. حزب التضامن الغرينلاندي (ليبرالي محافظ منحاز سياسيا إلى وسط اليمين) تأسس عام 1978، ويرأسه أكالو جيرمياسين، ويهدف إلى التضامن مع الدانمارك في سياق الكومنولث والعمل ضد الانفصال عن المملكة. حزب ناليراك (قومي وسطي) تأسس رسميا عام 2005، وهو أكبر أحزاب المعارضة، اكتسب زخما كبيرا الفترة الأخيرة بفضل صوته البارز المؤيد للاستقلال والمنفتح على التعاون مع الولايات المتحدة. حزب التعاون (ليبرالي) تأسس عام 2018 على يد النائبين الديمقراطيين سابقا مايكل روزينغ وتيلي مارتينوسين، ويسعى للتحرر الاقتصادي وخصخصة الشركات الكبرى التي تهمين على اقتصاد الجزيرة والمملوكة للقطاع العام. حزب أحفاد البلاد (انفصالي) يسعى إلى الاستقلال منذ تأسيسه عام 2017 على يد وزير العمل والتجارة والشؤون الخارجية السابق فيتوس كوياوكيتسوك. إعلان العقدة الاقتصاديةوفي حين يفضل أغلب سكان هذه الجزيرة القطبية الشمالية الاستقلال، فإن الآراء والإستراتيجيات حول كيفية الوصول لهذا الوضع عديدة، ولا سيما فيما يتعلق بتحمل المسؤولية عن ميزانيتها.
يُذكر أن السلطات في غرينلاند تولت السيطرة على وظائف تشريعية وإدارية مختلفة، وخاصة في المالية العامة، حيث يتضمن الترتيب الاقتصادي بموجب القانون إعانة ثابتة من الحكومة الدانماركية يتم تعديلها إذا كانت غرينلاند تولد دخلا من الموارد المعدنية.
ويتركز اقتصاد الجزيرة الأكبر في العالم بشكل أساسي على صناعة صيد الأسماك وقطاع السياحة المتنامي، فضلا عن بعض أنشطة التعدين بمنجمين نشطين فقط، في حين يشكل القطاع العام حوالي نصف العمالة المحلية.
كما تتلقى غرينلاند الدعم من الحكومة الدانماركية في شكل منحة مقطوعة، تشكل حوالي نصف عائدات الحكومة، وتظل معتمدة اقتصاديا على كوبنهاغن بنحو 3.8 مليارات كرونة دانماركية (428 مليون جنيه إسترليني) ترسلها الدانمارك كل عام.
وبينما يدرك الغرينلانديون والدانماركيون الثروة التي لم تُستغل بعد تحت التربة الصقيعية بجزيرة القطب الشمالي، وخاصة المعادن والوقود الأحفوري، ورغم وجود حظر على استخراجها حاليا لأسباب بيئية، يعلم الجميع أن تحرك الإدارة الأميركية الجديدة مرتبط بهذه الجبهة بالغة الأهمية على المستوى الاقتصادي والجيوسياسي أيضا.