واختار الكوميدي الأيرلندي هيكي -الذي عُرف بسخريته السياسية المناهضة للإمبريالية- توظيف موهبته الكوميدية سلاحا للمقاومة، مستهدفا "النفاق الغربي" والدعاية الإسرائيلية، فبعد العدوان على قطاع غزة عام 2021 تحولت كوميديته إلى منصة للتوعية، مقدما تفسيرات ساخرة وعميقة للصراع، مما أكسبه التقدير من جهة والهجمات القاسية من جهة أخرى.

ويتناول هيكي عبر حلقة جديدة من برنامج "وجهات نظر" رحلته التي قادته لدعم القضية الفلسطينية، إذ يصف نفسه بأنه "ناشط ساخر"، ويروي قصة وعيه السياسي منذ طفولته، حيث تشكلت معالم رؤيته في شوارع بلفاست حين رأى الأعلام الفلسطينية ترفرف بجانب الأعلام الأيرلندية، فأدرك مبكرا أن النضال ضد الاستعمار يجمع البلدين، إذ تعرض كلاهما للتهجير والقمع.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أيرلندا تقر تعيين أول سفيرة فلسطينية لديهاlist 2 of 4مواقف ألمانيا وإسبانيا تكشف تناقضات أوروبا تجاه فلسطينlist 3 of 4البروفيسور ميلر للمقابلة: الإسلاموفوبيا أداة صهيونية لدعم الاحتلال الإسرائيليlist 4 of 4ما علاقة الفلسطينيين بعداء إسرائيل لهذه الدولة الأوروبية؟end of list

ويصف هيكي تجربته المؤلمة بعد انحيازه للقضية الفلسطينية، إذ خسر عمله وتعرض للتهديد، لكنه يؤكد أنه لا يندم، معتبرا أن الوقوف ضد الإبادة الجماعية هو جوهر الإنسانية.

ويكشف هيكي أن اللحظة الحاسمة في وعيه بقضية فلسطين كانت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021 ويقول "رأيت أن هذا ليس صراعا، بل استعمار استيطاني يشبه تماما ما عانته أيرلندا تحت الاستعمار البريطاني، الاحتلال الاستيطاني دائما يعتمد على القتل وتشريد السكان الأصليين".

إستراتيجية إفشال

وازدادت قناعاته بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ رأى أن الرد الإسرائيلي الوحشي على الهجمات الفلسطينية لم يكن مجرد رد فعل، بل إستراتيجية لإفشال أي فرصة لتحقيق حل الدولتين، وتساءل "كيف يمكن قبول سلام مع من يقتل عائلتك ويفتخر بذلك على تيك توك؟".

وقرر هيكي استخدام الكوميديا لرفع الوعي بالقضية الفلسطينية، مستشيرا أصدقاء فلسطينيين للتأكد من أن رسائله لا يساء فهمها، ويشير إلى أحد أشهر مقاطعه الساخرة الذي شبه فيه رد إسرائيل على هجوم فلسطيني برد شخص يحرق منزلا كاملا لمجرد لدغة نحلة.

ولم يكن اختيار هذا المسار خاليا من التحديات، فقد تعرض هيكي لانتقادات حادة وتهديدات، مما أثر على صحته النفسية وألحق أضرارا بعائلته، كما فقد فرص عمل عديدة، حيث يقول "لم أعد أتلقى عروضا تمثيلية، لكنني أجد نفسي مفيدا بطريقة لم أشعر بها قط من قبل".

ورغم هذه التحديات فإن هيكي يواصل تقديم عروضه المسرحية والتفاعل مع جمهوره عبر منصة "باتريون"، إذ يحظى بدعم كبير من متابعين يؤمنون برسالته، ويقدم خلال عرضه وجهة نظره رسالة قوية بقوله "إذا لم تكن مع الفلسطينيين فلا أعتقد أنك مرتبط تماما بإنسانيتك".

25/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

"الاحتلال الإسرائيلي" يهدم منازل الفلسطينيين في مخيم نور شمس بطولكرم ويجبرهم على النزوح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، في هدم عدد من المنازل والمباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة.

 وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، نقلا عن مصادر محلية، بأن جرافات  الاحتلال الثقيلة، مدعومة بقوات عسكرية، اقتحمت المخيم وشرعت في هدم المنازل وتدمير ما يحيط بها، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.

وجاءت عمليات الهدم هذه بعد أن أخطرت قوات الاحتلال قبل خمسة أيام بهدم 11 منزلًا بحجة شق طريق، وتعود ملكية هذه المنازل إلى عائلات فلسطينية تقطن المخيم.

كما قامت قوات الاحتلال بمداهمة منازل الفلسطينيين في حارة جبل النصر، وأجبرت سكانها على مغادرة منازلهم قسرًا، وهي تطلق الأعيرة النارية والقنابل الصوتية لترويعهم وإرهابهم، وذلك استكمالًا لحملة المداهمات التي نفذتها الليلة الماضية.

وقد شهد المخيم حركة نزوح كبيرة للسكان، حيث نزح ما يزيد على 5500 شخص إلى مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها.

ويأتي هذا التصعيد في إطار عدوان الاحتلال المتواصل على المدينة ومخيماتها لليوم الـ33 على التوالي، وسط تعزيزات عسكرية مشددة وحصار مطبق على المخيمات.

من جهة أخرى، جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلًا فلسطينيًا قرب "تبة 86" شرق القرارة شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وتأتي هذه العملية في سياق تصعيد مستمر، حيث تواصل قوات الاحتلال عمليات التوغل والتجريف في المناطق الشرقية لمحافظتي خان يونس ورفح، وتدمير ما تبقى من المنازل والبنية التحتية، وقد كثفت قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة عمليات التوغل في منطقتي الفخاري والفراحين شرق خان يونس، حيث قامت بتجريف خزان مياه وتسوية عدد من المنازل بالأرض.

ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار حكومة الاحتلال في التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار واختراقه بشكل متكرر، وعدم البدء بتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية التي تتضمن الانسحاب من قطاع غزة.
 

مقالات مشابهة

  • حسين الرواشدة: القضية الفلسطينية قيد التصفية بمخططات الاحتلال وأمريكا.. والعرب حائط صد
  • حسين الرواشدة: القضية الفلسطينية قيد التصفية بمخططات الاحتلال وأمريكا.. والعرب يشكلون حائط صد
  • مصر تقود جهودا إقليمية متواصلة لدعم تسوية القضية الفلسطينية
  • فتح: إسرائيل تواصل تنفيذ مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • شهيدان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة رفح الفلسطينية
  • متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
  • أبوالفتوح: جهود الرئيس لدحض مخطط التهجير ودعم القضية الفلسطينية سيسطرها التاريخ
  • "الاحتلال الإسرائيلي" يهدم منازل الفلسطينيين في مخيم نور شمس بطولكرم ويجبرهم على النزوح
  • "فتح": الحكومة الإسرائيلية الحالية "حكومة حرب" تهدف لتصفية القضية الفلسطينية
  • فتح: الحكومة الإسرائيلية الحالية «حكومة حرب» تهدف لتصفية القضية الفلسطينية