رحب الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بالحضور المشاركين في فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للعلوم الاساسية والتطبيقية بكلية العلوم للبنات بالقاهرة من داخل مصر وخارجها الذي يقام برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحت عنوان: (نحو العلوم الخضراء).

 

شيخ الأزهر يعزي البابا فرنسيس في وفاة الكاردينال ميغيل أيوسو رئيس دائرة الحوار بين الأديان في الفاتيكان مجلس جامعة الأزهر يكرم فريق عباقرة المسالك بكلية الطب لفوزه بالمركز الأول

 

وقال رئيس الجامعة: من هنا من القاهرة التي قال عنها عاشقها ومؤرخها الدكتور جمال حمدان: «إن القاهرة تستأثر وحدها بنحو نصف سكان العواصم الإفريقية الخمسين مجتمعة وكل حجر فيها مشبع بعبق الماضي وعرقه، وكل شبر فيها يحمل بصمات الإنسان» من هذا المكان المبارك نفتتح هذا المؤتمر.

وبيَّن رئيس الجامعة أن الشيخ الجليل محمد الغزالي -رحمه الله تعالى- قال: «إن درسًا في الطبيعة والكيمياء هو صلاة خاشعة، وإن سياحة في علم الأفلاك هي تسبيح وتحميد، وإن جولة في الحقول الناضرة والحدائق الزاهرة، أو جولة مثلها في المصانع الطافحة بالحركة المائجة بالوقود والإنتاج هي صلة حسنة بالله» ولا غرابة في ذلك؛ فرجال العلم يستوحون الحقيقة من صنع الله، وعلماءَ الدين يستوحون الحقيقة من كلام الله ورسوله.

وقال رئيس الجامعة: إن العالم شهد نظريات بُنِي بعضها فوق بعض، فتولد النظرية الجديدة من رحم النظرية التي قبلها، وأحيانا تهدم النظرية الجديدة أختها القديمة وتحطمها تحطيمًا وتذرها هشيمًا تذروه الرياح؛ فالعلماء بعد أرسطو جاءوا بما يهدم نظرية الكون عند أرسطو، وبعد اكتشاف ظاهرة الكهرومغناطيسية واتساع آفاق الدراسات الجديدة لعلوم ميكانيكا الكم والنسبية والإلكترونيات والفيزياء النووية  قفز العلم قفزات عالية، وتحرك قطار التطور والارتقاء في ساحة العلم التي تشرق الشمس فيها كل يوم على جديد، حتى قال جيمس بيرك: «أحسب أننا نعيش اليوم أفضل العوالم الممكنة في هذه المرحلة الحالية من ارتقاء البشر؛ فكل منا اليوم يملك بين يديه من القوة أكثر مما كان يملكه أي امبراطور روماني».

وأوضح رئيس الجامعة أن ابن خلدون قال: «إن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب، والسبب في ذلك أن النفس أبدًا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت له، فتتشبه به في ملبسه ومَرْكَبِه وسلاحه، بل في سائر أحواله؛ ولهذا قال العامة: الناس على دين ملوكهم، وانظر ذلك في الأبناء مع آبائهم؛ كي تجدهم متشبهين بهم دائمًا، وما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم... والنفوس إذا مُلِكَ أمرُها عليها وصارت بالاستعباد آلة لسواها وعالة عليهم دب فيها التكاسُلُ وقصُرَ أملُها فدب فيها الضعف والوهن، وتناقص عمرانها، وعجزوا عن المدافعة عن أنفسهم بما خَضَدَ [كسر] الغالبُ من شوكتهم، فأصبحوا طُعْمَةً لكل آكل...والإنسان رئيسٌ بطبعه بمقتضى الاستخلاف الذي خُلِقَ له، والرئيسُ إذا غُلِبَ على رياسته وكُبِحَ عن غاية عزه تكاسلَ حتى عن شبع بطنه وري كبده».

وبين  رئيس الجامعة أنه  في دراسة جيدة عن النهضة العربية والنهضة اليابانية التي تشابهت فيهما المقدمات واختلفت النتائج كان الفارق الكبير بينهما أن النهضة العربية انتهت إلى التغريب، أما النهضة اليابانية فلم تسقط في تبعية التغريب؛ لذلك كان حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى» واليد العليا في العلم هي اليد التي تنتج العلم والمعرفة، واليد السفلى في العلم هي اليد التي تتسول العلم والمعرفة، واليد العليا في الاقتصاد هي اليد التي تملك القوة فيه، وهكذا في كل شئون الحياة في الصحة والزراعة والصناعة والتجارة إلى آخره، فلا سبيل إلى نهضة بلادنا وجامعاتنا ومعاهدنا إلا بإنتاج المعرفة، وبهذا ينبغي أن تقوم جامعاتنا وتقعد مهما اختلفت آراؤنا ومشاربُنا.

وطالب رئيس الجامعة بالجد والاجتهاد في شتي المجالات، مشددًا على أنه لا خيار أمامنا إلا أن ندخل ساحة الابتكار وإنتاج المعرفة بقوة، وأن ننافس العالم في ذلك بأفضل ما تنتجه العقول مع التأكيد على الحفاظ على البيئة التي وجهنا الله إلى النظر فيها فقال تعالى: ﴿فلينظر الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْل  وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾، وقال سبحانه: ﴿وهو الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ ( الأنعام) وقال تبارك وتعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾(الأنعام)، وقال عز وجل: ﴿وفي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾(الرعد).

وفي ختام كلمته دعا فضيلته بالتوفيق والنجاح للمؤتمر وللقائمين عليه، وأن يخرج بتوصيات مفيدة تسهم في الحفاظ على البيئة وتحسين المناخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس جامعة الأزهر جامعة الأزهر الأزهر كلية العلوم الدكتور سلامة جمعة رئیس الجامعة

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة سوهاج يكرم فريق عمل التصنيف الدولي جرين ماتركس للجامعات المستدامة

كرم الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، فريق عمل ملف الجامعة المشارك في التصنيف الدولي للجامعات المستدامة“UI GreenMetric” لدورة عام ٢٠٢٣، وذلك لجهودهم في حصول الجامعة علي المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية والافريقية.

 

 بحضور كلاً من الدكتور خالد عمران نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حمدي حسانين مدير مركز التنمية المستدامة ومنسق عام ملف الجامعة


 

وفي بداية التكريم وجه النعماني شكره وتقديره لفريق العمل المشارك بهذا الإنجاز الكبير، الذي ساهم في تقدم اسم الجامعة على المستويات الدولية والإفريقية والمصرية، معرباً عن فخزه بهذا التميز غير المسبوق، حيث حصدت الجامعة لأول مرة في تاريخها على المركز الأول على مستوى 36 من الجامعات المصرية و 75 من الجامعات الأفريقية.


 

من جانبه قال الدكتور خالد عمران أن الجامعة خلال الفترة الماضية وضعت خطة مكثفة لتطبيق أهداف التنمية المستدامة على جميع أنشطتها، وذلك تطبيقا لرؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة مضيفاً  أن التصنيف ارتكز على 6 معايير أساسية، وهي المنشأت والبنية التحتية، الطاقة والتغيرات المناخية، إدارة المياه، إدارة المخلفات، النقل المستدام، التعليم والبحث العلمي، مؤكدا أن كل معيار منها يندرج تحته عدة مؤشرات بما يفوق 50 مؤشرا، تشمل حصر لكل أنشطة الجامعة وموضح بها ما تم تطبيقه من الممارسات المستدامة في كل منها.


 

وثمن الدكتور حمدي حسانين مستوى مسئولي المعايير المتميزين الذين بذلوا جهودا مضنية في اعداد وترتيب الملفات من أجل إبراز اسم الجامعة وتحقيق هذا الإنجاز المشرف، مقدماً شكره لفريق العمل الذي ساهم في اعداد الملفان، وكذلك جميع ادارات الجامعة المعنية لتعاونهم في اعداد كافة البيانات والادلة الداعمة للملفات.


 

جدير بالذكر ان فريق إعداد الملفات ضم كلاً من الدكتور عماد صموئيل مسئول ملف التعليم والبحث العلمي، والدكتور محمد يوسف العارف والدكتور ياسر شحاتة ملف المنشأت و البنية التحتية، و مسئول ملف إدارة المخلفات الدكتورة نجلاء يوسف، بينما تولى الدكتور علاء عبدالسميع ملف الطاقة، وتولت الدكتورة  نوال عمر ملف المياه، وقد قامت هبة عادل مترجمة الجامعة بتدقيق ومراجعة كل المعايير، بالإضافة لترجمة جميع التقارير والوثائق المطلوبة.


 

وفي سياق آخر يشارك وفد من جامعة سوهاج في الملتقى القمي لقادة الإتحادات الطلابية بالجامعات والمعاهد المصرية تحت شعار "إتحاد طلاب الجمهورية"، والذي ينظمه قطاع الأنشطة الطلابية ومعهد إعداد القادة بالتعاون مع مؤسسة إعداد القادة، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي التابع لرئاسة مجلس الوزراء، وذلك بالمدينة الشبابية بشرم الشيخ.


 

وقال الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة، أن الجامعة تحرص علي مشاركة طلابها بهذه اللقاءات التي تسهم في خلق جيل صاحب صوت وإرادة، كما يوفر لهم فرصة عظيمة لتبادل الآراء والخبرات مع زملائهم بمختلف الجامعات، ويتيح لهم المجال للتعرف على تجارب ناجحة في مجال العمل الطلابي والقيادي، مضيفاً  أن اتحاد الطلاب هم ركيزة في بناء شخصية الطالب الجامعي، وتعزيز وعيه بقضايا الوطن، وهم حلقة وصل بين الطلاب وإدارة الجامعة، لكونها صوت الطلاب، لذا فهي يمكن أن تؤثر تأثيراً إيجابياً على الحياة الجامعية،


 

وأوضح الدكتور عبد الناصر يس نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب أن الملتقى يهدف إلى تعزيز دور الاتحادات الطلابية في تطوير الأنشطة الجامعية، واستحداث أنشطة جديدة تتماشى مع متطلبات الجمهورية الجديدة، وفقًا للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، مضيفاً ان الملتقي يستمر علي مدار ٤ ايام .


 

وذكر الدكتور أحمد عاطف مدير ادارة رعاية الشباب المركزية أن الملتقى تضمن عدة فعاليات شملت حفل تنصيب اتحاد طلاب الجمهورية، إلى جانب جلسة حوارية لمناقشة بعض القضايا المرتبطة بالاتحادات الطلابية ودورها في الحياة الجامعية، وأيضاً ورش عمل ذاتية ناقشت مدى إمكانية استحداث أنشطة طلابية جديدة، بالإضافة إلى المائدة المستديرة والتي تجمع بين رؤساء الاتحادات الطلابية ونوابهم لمناقشة سبل تطوير الأنشطة الطلابية، إلى جانب رحلات ترفيهية وأنشطة رياضية وثقافية لتعزيز التواصل والتعاون بين الطلاب المشاركين .

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة سوهاج يكرم فريق عمل التصنيف الدولي جرين ماتركس للجامعات المستدامة
  • جامعة أسيوط تُنظم الفوج الطلابي الثالث لزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • رئيس جامعة المنيا يفتتح تطوير قسم الاستقبال بالمستشفى الجامعي
  • وزير الصحة يفتتح المؤتمر الدولي الثالث لطب الأعماق
  • رئيس جامعة الأزهر: المشاركة في الأنشطة الطلابية تحفز الطلاب على الابتكار والإبداع
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يشارك في افتتاح المؤتمر الطلابي (خطوة على الطريق)
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يهنئ الأطباء الجدد
  • رئيس جامعة المنصورة يستقبل نائب رئيس "جامعة مانشستر" في إطار زيارته لكلية الطب
  • جامعة العلوم والتكنولوجيا فرع الحديدة تقيم فعالية بالذكرى السنوية للشهيد القائد
  • رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية: الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية دولية