رئيس جامعة الأزهر يفتتح المؤتمر الدولي الثالث للعلوم الأساسية والتطبيقية لكلية العلوم
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
رحب الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، بالحضور المشاركين في فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للعلوم الاساسية والتطبيقية بكلية العلوم للبنات بالقاهرة من داخل مصر وخارجها الذي يقام برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تحت عنوان: (نحو العلوم الخضراء).
شيخ الأزهر يعزي البابا فرنسيس في وفاة الكاردينال ميغيل أيوسو رئيس دائرة الحوار بين الأديان في الفاتيكان مجلس جامعة الأزهر يكرم فريق عباقرة المسالك بكلية الطب لفوزه بالمركز الأول
وقال رئيس الجامعة: من هنا من القاهرة التي قال عنها عاشقها ومؤرخها الدكتور جمال حمدان: «إن القاهرة تستأثر وحدها بنحو نصف سكان العواصم الإفريقية الخمسين مجتمعة وكل حجر فيها مشبع بعبق الماضي وعرقه، وكل شبر فيها يحمل بصمات الإنسان» من هذا المكان المبارك نفتتح هذا المؤتمر.
وبيَّن رئيس الجامعة أن الشيخ الجليل محمد الغزالي -رحمه الله تعالى- قال: «إن درسًا في الطبيعة والكيمياء هو صلاة خاشعة، وإن سياحة في علم الأفلاك هي تسبيح وتحميد، وإن جولة في الحقول الناضرة والحدائق الزاهرة، أو جولة مثلها في المصانع الطافحة بالحركة المائجة بالوقود والإنتاج هي صلة حسنة بالله» ولا غرابة في ذلك؛ فرجال العلم يستوحون الحقيقة من صنع الله، وعلماءَ الدين يستوحون الحقيقة من كلام الله ورسوله.
وقال رئيس الجامعة: إن العالم شهد نظريات بُنِي بعضها فوق بعض، فتولد النظرية الجديدة من رحم النظرية التي قبلها، وأحيانا تهدم النظرية الجديدة أختها القديمة وتحطمها تحطيمًا وتذرها هشيمًا تذروه الرياح؛ فالعلماء بعد أرسطو جاءوا بما يهدم نظرية الكون عند أرسطو، وبعد اكتشاف ظاهرة الكهرومغناطيسية واتساع آفاق الدراسات الجديدة لعلوم ميكانيكا الكم والنسبية والإلكترونيات والفيزياء النووية قفز العلم قفزات عالية، وتحرك قطار التطور والارتقاء في ساحة العلم التي تشرق الشمس فيها كل يوم على جديد، حتى قال جيمس بيرك: «أحسب أننا نعيش اليوم أفضل العوالم الممكنة في هذه المرحلة الحالية من ارتقاء البشر؛ فكل منا اليوم يملك بين يديه من القوة أكثر مما كان يملكه أي امبراطور روماني».
وأوضح رئيس الجامعة أن ابن خلدون قال: «إن المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب، والسبب في ذلك أن النفس أبدًا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت له، فتتشبه به في ملبسه ومَرْكَبِه وسلاحه، بل في سائر أحواله؛ ولهذا قال العامة: الناس على دين ملوكهم، وانظر ذلك في الأبناء مع آبائهم؛ كي تجدهم متشبهين بهم دائمًا، وما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم... والنفوس إذا مُلِكَ أمرُها عليها وصارت بالاستعباد آلة لسواها وعالة عليهم دب فيها التكاسُلُ وقصُرَ أملُها فدب فيها الضعف والوهن، وتناقص عمرانها، وعجزوا عن المدافعة عن أنفسهم بما خَضَدَ [كسر] الغالبُ من شوكتهم، فأصبحوا طُعْمَةً لكل آكل...والإنسان رئيسٌ بطبعه بمقتضى الاستخلاف الذي خُلِقَ له، والرئيسُ إذا غُلِبَ على رياسته وكُبِحَ عن غاية عزه تكاسلَ حتى عن شبع بطنه وري كبده».
وبين رئيس الجامعة أنه في دراسة جيدة عن النهضة العربية والنهضة اليابانية التي تشابهت فيهما المقدمات واختلفت النتائج كان الفارق الكبير بينهما أن النهضة العربية انتهت إلى التغريب، أما النهضة اليابانية فلم تسقط في تبعية التغريب؛ لذلك كان حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى» واليد العليا في العلم هي اليد التي تنتج العلم والمعرفة، واليد السفلى في العلم هي اليد التي تتسول العلم والمعرفة، واليد العليا في الاقتصاد هي اليد التي تملك القوة فيه، وهكذا في كل شئون الحياة في الصحة والزراعة والصناعة والتجارة إلى آخره، فلا سبيل إلى نهضة بلادنا وجامعاتنا ومعاهدنا إلا بإنتاج المعرفة، وبهذا ينبغي أن تقوم جامعاتنا وتقعد مهما اختلفت آراؤنا ومشاربُنا.
وطالب رئيس الجامعة بالجد والاجتهاد في شتي المجالات، مشددًا على أنه لا خيار أمامنا إلا أن ندخل ساحة الابتكار وإنتاج المعرفة بقوة، وأن ننافس العالم في ذلك بأفضل ما تنتجه العقول مع التأكيد على الحفاظ على البيئة التي وجهنا الله إلى النظر فيها فقال تعالى: ﴿فلينظر الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْل وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبًّا مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾، وقال سبحانه: ﴿وهو الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ ( الأنعام) وقال تبارك وتعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾(الأنعام)، وقال عز وجل: ﴿وفي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾(الرعد).
وفي ختام كلمته دعا فضيلته بالتوفيق والنجاح للمؤتمر وللقائمين عليه، وأن يخرج بتوصيات مفيدة تسهم في الحفاظ على البيئة وتحسين المناخ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس جامعة الأزهر جامعة الأزهر الأزهر كلية العلوم الدكتور سلامة جمعة رئیس الجامعة
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية يشهد المؤتمر الهندسي الدولي الثاني للبحوث والابتكار
شهد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، صباح اليوم، المؤتمر الهندسي الدولي الثاني للبحوث والابتكار IECRI الذي تنظمه كلية الهندسة جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا.
وكان فى استقباله الدكتور محمد ربيع رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا، والدكتور يحيى المشد رئيس الجامعة،والدكتور سيد ابو السعود عميد كلية الهندسة، وعدد من الوزراء السابقين ،وعمداء وأساتذة الجامعات والباحثين من الكليات المختلفة.
وعبر محافظ الدقهلية، عن سعادته بوجوده بين كوكبة من رجال العلم في المؤتمر الدولي الثاني للبحوث والابتكار،وأكد أن هذا الحدث العلمي البارز يمثل فرصة ذهبية للتفاعل بين الخبرات الأكاديمية والعملية، والتأكيد على أهمية البحث العلمي والابتكار كركيزة أساسية للتنمية المستدامة في محافظتنا الحبيبة.
وخاطب محافظ الدقهلية، طلاب الجامعة قائلاً أنتم مستقبل مصر والأمل فيكم دائما بالتميز والتفوق والعلم لأجلكم ولأجل مصر،وكونوا في الصفوف الأولى بالسعي والإرادة ،معربا عن أمله في ترجمة وتحويل العلوم والخبرات والتجارب المتراكمة إلى واقع ملموس من خلال مشروعات تنموية مبتكرة وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة .
وأكد محافظ الدقهلية، على الدور المحوري الذي تقوم به الجامعات المصرية فهي العمود الفقري لمجتمع متحضر واع لدفع عجلة التنمية المحلية،وأن جامعة الدلتا تمثل منارة علمية تساهم في تطوير الأفكار وتقديم الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه المحافظة.
وأوضح "مرزوق" أن الدقهلية بحاجة إلى هوية بصرية تعكس تاريخها العريق، ومكانتها الرائدة، وإمكاناتها الواعدة ،وأن الهدف من هذه الهوية البصرية هو خلق انطباع إيجابي يعكس ملامح التميز والابتكار التي نتطلع إليها، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي،معربا عن ثقته التامة في مشاركة جامعة الدلتا والمنصورة ومختلف جامعات الدقهلية في إنجاز هذا العمل بإبداع واحترافية تليق بهم ومكانتهم.
وأشار محافظ الدقهلية، إلى تكامل جهود الجامعة مع متطلبات المحافظة كنموذج رائد نسعى لتعزيزه، حيث تعتمد المحافظة بشكل كبير على الدعم العلمي والفني الذي تقدمه الجامعة، وأنه انطلاقًا من هذا الدور، فإن المحافظة لها شراكة مع العديد من الجامعات وفي مقدمتها جامعة المنصورة وجامعة الدلتا في العديد من المجالات، وأننا نسعى إلى تعزيز هذا التعاون ليشمل إعداد دراسات وأبحاث تخدم خطط التنمية المحلية، وتقديم حلول علمية وابتكارية للمشكلات التي تواجه المحافظة، سواء في البنية التحتية، أو التخطيط العمراني، أو المشروعات البيئية والذكاء الاصطناعي.
ووجه محافظ الدقهلية الشكر للحضور جميعا ،والقائمين على هذا الصرح العلمى العريق الذى يعد من أفضل الجامعات المصرية الخاصة لما تتميز به من جودة فى التعليم والتى تخدم أبناء الدقهلية وجميع محافظات الدلتا، وأكد أنه لا يفرق بين جامعة خاصة أو حكومية أو أهلية وأن الجميع يعمل من أجل مصر .
وألقى رئيس جامعة الدلتا كلمة، رحب فيها بمحافظ الدقهلية ووجه تحية شكر وتقدير للجهود المبذولة والمتميزة على مستوى المحافظة، وأهدى الدكتور محمد ربيع درع الجامعة لمحافظ الدقهلية، مؤكدًا استعداد الجامعة فى المساهمة في إعداد ووضع وتنفيذ كل ما تحتاجه المحافظة، وأن الجامعة داعمة وبكل قوة لمحافظة الدقهلية فى مختلف المجالات .