بعث شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب  برقية عزاء إلى قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، أعرب فيها عن خالص عزائه وصادق مواساته في وفاة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس دائرة الحوار بين الأديان في الفاتيكان.

 

تعزيز العلاقات مع المسلمين

 

أكد شيخ الأزهر أن الكاردينال ميغيل أيوسو كان مثالًا يُحتذى في العمل المخلص من أجل الإنسانية، ويُذكر له جهوده في تعزيز العلاقات مع المسلمين بشكل عام والأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بشكل خاص، ودوره البارز في نشر وترويج وثيقة الأخوة الإنسانية.

 

على الجانب الآخر أكد فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن انعقاد النسخة الخامسة من ‏الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية‏، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل ‏أفضل: المرونة والقدرة ‏على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ ‏لما يجري في ‏الساحة من ‏حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على ‏تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس ‏‏عبد الفتاح ‏السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة ‏كريمة لجميع المصريين، واهتمام ‏أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح ‏الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ ‏‏مصر2030، التي تمثِّل إرادةً ‏حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في ‏مستقبلٍ ‏‏مختلفٍ. ‏


وأشار فضيلته خلال كلمته  في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم ‏المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر ‏التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: ‏‏(التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ ‏الفقر) وتبعاته، وذلك ‏من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في ‏مجالات ‏التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول ‏مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة ‏لمواجهته.‏ كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ‏ويكثفوا جهودَهم من أجل ‏انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا ‏يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي ‏يصيب ‏الجميع بالألم.‏


‏وقال فضيلته إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف ‏المتغيرة، ولقد أصبحت هذه ‏التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى ‏نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي ‏اختراق أو ‏استهداف.‏ وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ ‏الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، ‏والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، ‏وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة ‏هذا (مقاومة الفقر)،

 

ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من ‏أجل القضاء على ‏‏الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي ‏‏والأخلاقي ‏والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة ‏‏بمفهومها الإسلامي الأكثر ‏شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز ‏الحلول ‏‏المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم ‏توزيع الثروات على نحو صحيح.‏

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر البابا فرنسيس الفاتيكان الأديان التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس: لنتوجّه بثقة إلى مريم لكي تساعدنا في التعرف على يسوع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يقدِّم لنا الإنجيلي لوقا في هذا الأحد يسوع في مجمع الناصرة، المدينة التي نشأ فيها. وقرأ يسوع المقطع من النبي أشعيا الذي يعلن عن رسالة المسيح التبشيرية والتحريرية ثم يعلن في الصمت العام: "اليَومَ تَمَّت هَذِهِ الآيَةُ بِمَسمَعٍ مِنكُم".

تابع البابا فرنسيس يقول لنتخيّل دهشة وفزع أبناء مدينة يسوع، الذين عرفوه كابن النجار يوسف، ولم يكونوا ليتصوروا أبدًا أنه يمكنه أن يقدم نفسه على أنه المسيح. ولكن هذا هو بالضبط ما حدث: أعلن يسوع بحضوره حلول "سَنَةَ قَبولٍ عِندَ الرَّبّ". إنها البشرى السارة للجميع، ولاسيما للفقراء والمَأسورينَ والعميان والمَظلومين.

أضاف يقول في ذلك اليوم، في الناصرة، وضع يسوع محاوريه أمام خيار حول هويته ورسالته. لم يكن بوسع أحد في المجمع إلا أن يتساءل: هل هو فقط ابن النجار الذي انتحل لنفسه دوراً ليس له، أم أنه هو حقاً المسيح الذي أرسله الله ليخلّص الناس من الخطيئة؟ يقول لنا الإنجيلي إن أهل الناصرة لم ينجحوا في التعرف على مسيح الرب في يسوع. لقد ظنوا أنهم يعرفونه جيداً، وهذا بدلاً من أن يسهّل انفتاح عقولهم وقلوبهم، حجبها كالحجاب الذي يحجب النور.

تابع يقول أيها الأخوات والإخوة، هذا الحدث، مع كل التشبيهات الواجبة، يحدث لنا اليوم أيضًا. نحن أيضًا يُسائلنا حضور يسوع وكلماته؛ نحن أيضًا مدعوون لكي نتعرف فيه على ابن الله، مخلصنا. ولكن قد يحدث لنا، كما حدث لأبناء مدينته، أن نعتقد أننا نعرفه، وأننا نعرف كل شيء عنه، وأننا قد نشأنا معه، في المدرسة، في الرعية، في التعليم المسيحي، في بلد ذي ثقافة كاثوليكية... وبالتالي فهو بالنسبة لنا أيضًا شخص قريب، لا بل قريب "جدًا".

أضاف  يقول لنسأل أنفسنا: هل نشعر بالسلطة الفريدة التي يتكلم بها يسوع الناصري؟ هل نعترف أنه يحمل إعلان الخلاص الذي لا يستطيع أحد غيره أن يعطينا إياه؟ وأنا، هل أشعر أنني في حاجة إلى هذا الخلاص؟ هل أشعر بأنني أنا أيضًا بطريقة ما فقير، أسير، أعمى، ومظلوم؟ عندئذٍ فقط، ستحلُّ "سنة النعمة" لي أنا أيضًا! وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنتوجّه بثقة إلى مريم، أم المسيح وأمنا، لكي تساعدنا في التعرف على المسيح. 

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس: نزاع السودان تسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم
  • البابا فرنسيس: لنتوجّه بثقة إلى مريم لكي تساعدنا في التعرف على يسوع
  • الكاردينال غوجيروتي من سوريا: البابا لن يتخلى عنكم
  • رئيس مجلس الوزراء يعزي في وفاة الدكتورة وهيبة فارع
  • البابا فرنسيس يستقبل رئيس المجلس الانتقالي في هاييتي
  • البابا فرنسيس يستقبل رئيس بنما
  • البابا فرنسيس يستقبل رؤساء الإكليريكيات الكبرى في فرنسا
  • التضامن الاجتماعي تشارك في المؤتمر السنوي الخامس حول التنمية المستدامة برعاية رئيس الجمهورية
  • البابا فرنسيس يعيّن الكاردينال كوواكاد عميدا لدائرة الحوار بين الأديان
  • رئيس مجلس الوزراء يعزي اللواء الخيواني في وفاة والدته