تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استكمالاً للمقالين السابقين عن ضرورة البحث عن مصادر نظيفة للطاقة بدلاً من الوقود الأحفورى (الفحم والنفط والغاز) الذى تنتج عنه الغازات الدفيئة التى تسبب الاحتباس الحراري، نعرض فى هذا المقال محاولات مصر للحصول على مصادر للطاقة النظيفة مثل محطات توليد الطاقة من الخلايا الشمسية، والطاقة المتجددة من توربينات الرياح، وبناء محطة الضبعة النووية للحصول على الكهرباء.

وفى هذا الشأن، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يوم 19 نوفمبر الحالي، الاحتفالية التى أقامتها هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، بمناسبة العيد السنوى الرابع ليوم الطاقة النووية، وهو اليوم الذى يوافق توقيع الاتفاقية الحكومية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية روسيا الاتحادية بشأن التعاون على بناء وتشغيل أول محطة نووية على الأراضى المصرية .

حيث قام الشريك الروسى شركة  Atom Story Export بتركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الرابعة. ومن المخطط أن يتم تشغيل المفاعل النووى الأول لإنتاج الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات فى 2028 بإذن الله تعالى. ولمصر تاريخ طويل مع استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، حيث أنشأت سنة 1957 مؤسسة الطاقة الذرية المصرية، وبدأت قى تشغيل مفاعل أنشاص للأبحاث سنة 1961. وفى مطلع ثمانينيات القرن الماضي، بدأت مصر إجراءات لبناء محطة للطاقة النووية ولكن كارثة تشيرنوبل فى أوكرانيا سنة 1986 عطلت تنفيذ المشروع. وفى سنة 2008، عادت مصر وقررت إحياء مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية لإنتاج الكهرباء، إلا أن المشروع توقف بسبب أحداث يناير سنة 2011 وماتبعها من عدم استقرار. 

وفى العام 2015، قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوقيع مذكرة تفاهم مع الجانب الروسى لتنفيذ المشروع. وفى سنة 2017، أبرم البلدان عقود إنشاء أربعة مفاعلات بطاقة 1200 ميجاوات لكل منها (4800 ميجاوات).

وفى شهر يوليو سنة 2022، بدأ تدشين المشروع وصب البلاطة الخرسانية للمحطة الأولى، معلنة بدء العمل فى محطة الضبعة النووية بمحافظة مرسى مطروح، المطلة على سواحل البحر المتوسط.

محاولات مصر المشروعة للحصول على المحطات النووية للأغراض السلمية ليست مستغربة رغم تكلفتها المبدئية الكبيرة، حيث إن التكلفة على المدى الطويل ستكون أقل من إنشاء المحطات التى تولد الكهرباء باستخدام الغاز الطبيعى أو النفط أو الفحم. بالإضافة إلى أن كمية الوقود النووى المطلوبة لتوليد كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية أقل بكثير من كمية الفحم أو البترول اللازمة لتوليد نفس الكمية. وتشغل المحطات النووية لتوليد الطاقة مساحات صغيرة من الأرض مقارنة بمحطات التوليد التى تعتمد على الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. ولا خوف من حدوث انفجار أو تسرب نووي، حيث أصبحت محطات الطاقة النووية آمنة وخاصة النوع الذى تعاقدت عليه مصر مع الشركة الروسية.

وعالمياً، يزداد الإقبال على إنشاء المحطات النووية حيث تُعتبر الطاقة النووية هى المنقذ للتقليل من الاعتماد على النفط والفحم والغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية. ولذا تنتشر المحطات النووية فى معظم دول العالم، فعلى سبيل المثال؛ الصين يعمل بها 11 مفاعلاً نووياً، وتقوم بإنشاء 24 مفاعلاً، وتخطط لإنشاء 115 آخرين. وفرنسا بها 59 مفاعلاً وتقوم بإنشاء مفاعل، وتخطط لإنشاء مفاعلين. والهند بها 17 مفاعلاً وتقوم بإنشاء 6، وتخطط لإنشاء 38. واليابان  بها 53 وتقوم بإنشاء 2 وتخطط لإنشاء 14. والولايات المتحدة الأمريكية بها 104 مفاعلات وتقوم بإنشاء مفاعل، وتخطط لإنشاء 31. وفى منطقتنا العربية، قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء هيئة تعنى بالطاقة النووية باسم مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وأعلنت أنها ستمتلك 16 مفاعلاً نووياً بحلول عام 2030. وكذلك تخطط الإمارات العربية المتحدة لإنشاء أول محطة نووية، وكذلك الكويت فمن المتوقع أن يتم إنشاء أول مفاعل نووى كويتى عام 2025.

كما يزداد استخدام الطاقة النووية فى مجالات سلمية عديدة، أبرزها توليد الكهرباء والطب (علاج الأورام) والصناعة والزراعة وغيرها، لذا فإن دخول مصر عصر المحطات النووية يحقق حلماً طال انتظاره ويسهم فى التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

*رئيس جامعة حورس

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: محطة الضبعة النووية المفاعل النووي الجانب الروسي محطة الضبعة النوویة المحطات النوویة الطاقة النوویة

إقرأ أيضاً:

«الأونروا»: 70 ألف فلسطيني في شمال غزة يكافحون للحصول على مياه نظيفة

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إن نحو 70 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة يكافحون للحصول على مياه نظيفة، وذلك نقلًا عن قناة «القاهرة الإخبارية».

وأضافت «الأونروا»، أن سكان غزة معرضون لخطر الجفاف والمرض بشكل مستمر بسبب نقص الوقود الذي يمنع آبار المياه من العمل.

الشتاء يعمق أزمة غزة الإنسانية

وقالت إيناس حمدان، مدير الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في تصريحات لـ«الوطن»، إن الشتاء في غزة يُعمق الأزمة الإنسانية خاصة مع الأمطار الكثيفة والرياح، كما أن الخيام مُعرضة للغرق بسبب الأمطار وارتفاع موج البحر.

وأكدت «الأونروا» أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله عبر المعابر من الدقيق والمواد الغذائية لا يلبي 6% من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب في أزمة حادة، خاصة في الحصول على الخبز، وهو ما أدى إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أن أكثر من مليوني نازح في القطاع يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، مشيرة إلى أن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع.

مقالات مشابهة

  • انطلاق المنتدى الخامس لتطوير الصناعة النووية بالقاهرة في ديسمبر المقبل
  • وزير الكهرباء يبحث مع شركة صينية مشاريع الدورات ‏المركبة في المحطات الغازية
  • «الأونروا»: 70 ألف فلسطيني في شمال غزة يكافحون للحصول على مياه نظيفة
  • مصر.. توجيهات من السيسي بشأن محطة الضبعة النووية
  • خطوات تنفيذ محطة طاقة شمسية.. من الفكرة حتى التنفيذ
  • السيسي يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة الضبعة النووية
  • توجيهات رئاسية بشأن محطة الضبعة النووية والربط الكهربائي السعودي
  • السيسي يشدد على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة الضبعة النووية وفقا للخطة الزمنية المُحددة
  • تسارع الأعمال في محطة قصر الحكم استعدادًا للتشغيل .. صور