#شتاء آخر #قاسٍ على #غزة
#ليندا_حمدود
هاج البحر وفاضت أمواجه على مأوى من قماش ونايلون لكل النازحين بالمناطق الوسطى و الجنوب.
غزّة اليوم تستقبل فصل الشتاء في عامها الثاني للحرب بعدما حقق الكيان الصهيوني أهداف بقتل المدنيين وتدمير كل غزّة وتهجير سكانها في مخيمات على التراب.
بساط من تراب وماء هو حال كل نازح بكل غزّة.
شعب شنت حرب عليه من كل نازي العالم لأنه طالب بحقه في العيش بكرامة والإستقلال الشرعي على ترابه الوطني.
جريمة في تهجير قسري وتعسفي لأكثر من إثني مليون نازح يبيتون في العراء بغزّة.
لا متطلبات حيوية ولا حقوق إنسانية يمتلكها اليوم المواطن الغزاوي في هذه الظروف القاسية وفي فصل بارد وقارس.
يعود الشتاء لغزّة في عامه الثاني للحرب لشعب مكلوم محاصر من كل الجهات وبكل الوسائل فلا طعام يسدي جوعهم ولا غطاء يدفي صقيعهم ولا بيت يؤويهم ولا صوت يغيثهم.
انعدام كامل بمعنى تام للحياة الٱدمية على غزّة وإشتداد الوضع قساوة وحدة .
صمت كل منظمات الإغاثة و الإنسانية في تطور الوضع المأساوي بغزّة وتفاقم مجازر الحرب ووحشيتها.
فكيف ستمضي هذه الليالي الصعبة الباردة على شعب يعيش في العراء ويفقد أحبة ويدفن شهداء كل يوم ويعاني القهر و الخذلان من أمته ؟ مقالات ذات صلة ماذا يحمل الحلم من رسائل؟ 2024/11/24
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
تقسيم الوطن: حول ضرورة تطوير شعار الثورة ومناهضة الحرب
بابكر فيصل
إتخذت ثورة ديسمبر المباركة من شعار “حرية .. سلام .. عدالة” بوصلة لتحقيق الأهداف الكبرى التي خرج من أجلها ملايين السودانيين لإسقاط النظام الفاسد المستبد، وبعد إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل اللعينة رفعت القوى المدنية الديمقراطية شعار “لا للحرب” للتعبير عن إنحيازها للجماهير وعدم التماهي مع أطراف الحرب.
ومنذ الأيام الأولى للحرب، ظلت القوى المدنية تحذر من أن تطاول أمدها سيؤدي لنتائج وخيمة على البلاد والعباد، والتي يقف على رأسها الخطر الكبير الذي سيهدد وحدة البلاد وينذر بتقسيها و تفتيت كيانها الحالي.
وبعد مرور أكثر من عشرين شهراً أضحى خطر تفكيك البلاد ماثلاً عبر ممارسات لا تخطئها العين كان في مقدمتها خطاب الكراهية الجهوي والعنصري الذي ضرب في صميم النسيج الإجتماعي وخلق حاجزاً نفسياً يمهد لإنقسام البلاد بصورة واضحة.
تبع ذلك ثلاث خطوات إتخذتها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان تمثلت في الآتي : قرار تغيير العملة الذي فرض واقعاً على الأرض تمثل في تقسيم النظام المالي بالبلاد بحيث صارت الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش تتعامل بعملة مختلفة عن تلك التي يتم تداولها في مناطق سيطرة الدعم السريع.
كذلك كان قرار إجراء إمتحانات الشهادة السودانية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش وعدم قيامها في الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع اضافة لولايات تدور فيها رحى المعارك يصب عملياً في إتجاه تكريس عملية تقسيم البلاد عبر حرمان التلاميذ من حقهم في الجلوس للإمتحان فقط لأنهم يتواجدون في رقعة جغرافية لا يسيطر عليها الجيش.
الأمر الثالث تمثل في عدم إستطاعة قطاعات واسعة من الشعب السوداني إستخراج الأوراق الثبوتية ( أرقام وطنية، جوازات سفر الخ) وهى حق طبيعي مرتبط بالمواطنة التي تقوم عليها الحقوق والواجبات في الدولة لذات السبب المتعلق بالعملة وإمتحانات الشهادة.
هذه الخطوات مثلت البداية الفعلية لتقسيم البلاد, ويزيد من تفاقمها الخطوة المزمع إتخاذها من طرف بعض القوى السياسية والحركات المسلحة بإعلان حكومة موازية تجد تبريرها في ضرورة خدمة الشعب في المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش، ولا شك أن هذه الخطوة ستشكل خطراً كبيراً على وحدة البلاد مهما كانت مبررات تكوينها (داوها بالتي كانت هى الداءُ).
لمواجهة هذه المعطيات الخطيرة المتسارعة، تقع على القوى المدنية الديمقراطية وقوى الثورة مهمة جسيمة للحفاظ على وحدة البلاد، وليس أمامها من سبيل سوى تكوين جبهة مدنية واسعة يتم من خلالها تطوير شعار الثورة ليصبح “حرية .. سلام .. عدالة .. وحدة”، وكذلك تطوير شعار مناهضة الحرب ليصبح ” لا للحرب، لا لتقسيم البلاد”.
إنَّ أهمية الحفاظ على وحدة البلاد لا تقلُّ بأي حال من الأحوال عن أهمية المناداة بالوقف الفوري للحرب، ولا مناص من تنادي كافة القوى الحريصة على عدم تقسيم البلاد لكلمة سواء يتم من خلالها تجاوز كل الخلافات من أجل تحقيق الهدفين معاً.