الناس دول.. والدول ناس.. والكل واجب عليه العمل لخدمة الجميع، فبالعمل تتحدد قيمتك، فالعمل هو القيمة الإنسانية التى يجب المحافظة عليها. فإذا كان مجتمع ناجح يميل دائمًا إلى ذوى الكفاءات ويُكرم النابغين فى كافة المجالات ويُشجعهم على مواصلة ما يقدمونه للمجتمع. وبهذه الطريقة لا يتوانى فرد فيه عن تحسين ما يعمل، ولا نجد من يمتنع عن العمل فى أى مجال خشية الضرائب، وإذا كان المجتمع مجزأ إلى نقابات وشرائح إجتماعية مختلفة، فيجب الإهتمام بهم جميعًا، فلا يجوز الإهتمام بنقابة أو مهنة بشكل أكبر من الأخرين، فيجب أن ينصهر الجميع فى بوتقة الوطن، ولا تحقد مهنة على أخرى، هكذا تتلاقى القيم الإنسانية وتتقدم بين الأمم، وعكس ذلك نجد سلوكيات سلبية ومؤذية للمجتمع وتتسب فى تخلفه وتنكسر أعلى قيمة إنسانية عرفها البشر وهى قمة العمل، وتلك السلوكيات هدامة وسلبية وغير سوية تؤذى النفس والمجتمع وتُهدد إستقراره، وينتشر فيه الكاذبين والأفاقين والمتسولين والبلطجية، ويتحول المجتمع إلى مجتمع مريض يتراجع بفعل هؤلاء الذين يُتاجرون فى كل شئ وإستطاعوا أن يُقسموا المجتمع إلى فريقين، الأول لا يعمل عمل حقيقى ويستفيد من كل خيرات المجتمع، والأخر يعمل أعمال حقيقية ولا يأخذ شئ غير التعب وخدمة الفريق الأول.
لم نقصد أحدًا!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حسين حلمى الناس دول القيمة الإنسانية مواصلة
إقرأ أيضاً:
الفنون ودورها في توازن المجتمعات
لا تُبنى الأمم في معزل عن الفنون؛ فالجدران وحدها لا تبني أمة حقيقية مهما علت وناطحت السحاب. ولا يمكن أن يستقيم وصف الحضارة لم تستطع أن تنتج فكرا وفنا، وأبسط تعريف لمصطلح الحضارة يمكن أن يختصر المعنى هو أنها حصيلة التقدم المادي والفكري والثقافي الذي تحققه المجتمعات عبر الزمن.
وعُمان أمة عريقة صنعت حضارة عبر الزمن، حضارة مزجت بين التقدم المادي والتقدم الثقافي والمعرفي، ولم تهمل جانبا على حساب جانب آخر؛ ولذلك هي أمة إنسانها متزن ومنتمٍ لا يشعر فيها بغربة أو حالة إنكار ثقافي مع الذات أو مع الأرض.
وعندما تهتم عُمان في عهدها الحديث بالفنون ودعمها وبالمعرفة وبنائها في الوقت نفسه الذي تهتم فيه ببناء الاقتصاد وتشييد البنى الأساسية الحديثة في الدولة إنما هي تصنع تلك الثنائية التي تحقق التوازن والبناء الحضاري الصحيح.
وعُمان مقبلة على مرحلة مهمة من هذا البناء «الحضاري» الذي يضيف على ما تم إنجازه عبر الزمن سواء في الجانب المادي أو الجانب الثقافي؛ فإضافة إلى المتاحف التي افتُتحت خلال المرحلة الماضية هناك مشروع المركز الثقافي الذي ينتَظر أن يكون أحد أبرز المشاريع الثقافية العمانية العملاقة بما يتضمنه من مرافق بينها المكتبة الوطنية والمسرح الوطني الأمر الذي ستشهد معه عُمان نهضة ثقافية ومعرفية تجعلها تحافظ على مكانتها التاريخية التي كانت على الدوام رافدا مهما من روافد الحضارة الإنسانية.
واليوم أضافت وزارة الإعلام لبنة مهمة لهذا المسار الحضاري العماني عندما افتتحت «مسرح وزارة الإعلام» الذي ينتَظر أن يكون محطة إشعاع ثقافي خاصة وأنه يتمتع ببنية أساسية متقدمة تضاهي المسارح الحديثة.
وبالنظر إلى ما تضمنه حفل الافتتاح من عرض لفنون موسيقية وضوئية وتقنيات حديثة فإن المرحلة القادمة، بالنسبة لهذا المسرح، ستشهد عروضا ثقافية وفنية عبر استضافة عروض مسرحية وموسيقية وفكرية تثري المشهد الثقافي العماني في عمومه بالقدر نفسه الذي تثري فيه المشهد الإعلامي وتعيد لمسرح الإعلام في المشهد العربي حضوره وألقه.
وهذا المشروع هو جزء ضمن استراتيجية ثقافية عمانية كبرى تعنى بكل ما من شأنه تقوية المجتمع وبناؤه البناء الحقيقية الصلب الذي يحميه من الهشاشة ومن التضعضع أمام كل التحولات التي يشهدها العالم.
وتدرك عُمان جيدا أن الأمة التي تهمل فنونها، تفرّط في هويتها دون أن تدري، والأمة التي تعتني بفنونها إنما تعتني بجوهرها وتكتب تاريخها، وتبني إنسانها البناء القوي؛ فالفنون بكل تجلياتها المعرفية تصنع الهوية وتصنع القيم وتصنع التوازن في الإنسان ومجتمعه.