الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين: تفنيد مزاعم تاريخية وقانونية على ضوء وثائق بريطانية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
متذرّعًا بمجموعة من المبررات الواهية، التي تستدعي تحليلاً موضوعياً وتفنيداً منهجياً، نحاول الإضاءة عليها بقدر الإمكان وفق الحقائق التاريخية المعروفة والحوادث المشهورة، وبالاستفادة مما كشف عنه مؤخّراً من المعلومات المُستقاة من وثائق الأرشيف البريطاني في مرحلة احتلاله فلسطين.
يهمنا هنا أن نشير إلى أنّ هذا التحليل المعمق يؤكد أن النكبة الفلسطينية ليست محنة الشعب الفلسطيني وحده، ولا هي حدث تاريخي عابر، بل مشروع استعماري تقف خلفه وتدعمه وتشترك معه الحركة الصهيونية في العالم بأكمله، لتحقيق أهداف جرى تحويلها إلى عقائد أيديولوجية تمثل الدافع الديني لهذا النشاط الاستيطاني الأخطر في التاريخ الحديث وبما يُفضي في النهاية إلى تحقيق وإيجاد مشروع “إسرائيل الكبرى”، وهو في المقابل ما يفترض أن يستفز ويستنفر الأطراف الأخرى المستهدفة (أصحاب الأرض والقضية) ويوجب عليهم إجراء مراجعة جذرية وواسعة تؤسس لتعبئة شاملة ليس على المستوى السياسي وحسب بل والقانونية والثقافية والأهم أنها تعمل إسناداً لجبهة عسكرية قوية ومقتدرة ومواكبة لأحدث الوسائل القتالية المعاصرة.
الجريمة المنظمة: تشريح الدور البريطاني والتواطؤ العربي في اغتصاب فلسطين
دراسة توثيقية في ضوء الوثائق البريطانية
تكشف الوثائق البريطانية (F.O The National Archives) حقائق صادمة تُعري المؤامرة الكبرى التي حيكت لاغتصاب فلسطين. هذه الوثائق لا تكشف فقط عن الدور البريطاني المتواطئ، بل تفضح أيضاً عمق التآمر العربي الرسمي في بدايات تأسيس الكيان الغاصب وتدحض بشكل قاطع المزاعم الصهيونية القائمة على مجموعة ادعاءات نحاول عرضها بإيجاز على منطق القانون الدولي، فقط من باب التوعية والتذكير وإلا فالحق الفلسطيني والباطل الصهيوني أوضح وأجلى من الشمس في كبد السماء:
الوثائق البريطانية – شهادة تاريخية على الجريمة:
من أهم ما جاء في الوثائق البريطانية (F.O The National Archives) التي تعود لما قبل النكبة والتخطيط لاحتلال فلسطين قد يكون بعضها معروفاً لدى الكثير من الباحثين والمؤرّخين إلا أن هناك كثيراً من هذه الوثائق لا تزال طي الكتمان لكونها تشكل خطراً وتهدد الأمن بما فيها المتآمرين والحلفاء والمتعاونين، إليكم بعض الحقائق الصادمة مختصرة مما ورد فيها وهي كفيلة بتفنيد كثير من المزاعم الصهيونية لاحتلال فلسطين:
1. جميع المعارك التي خاضها الفلسطينيون أثناء النكبة انتصروا فيها، ولكن ذخيرتهم كانت تنفد من بين أيديهم، أو يتدخل الجيش البريطاني لينقذ إسرائيليين محاصرين، فينقلب الوضع.
2. الأماكن التي سيطر عليها الفلسطينيون، والأسلحة التي استولوا عليها من مخلفات الجيش البريطاني تمت مصادرتها من قبل جيش الإنقاذ الذي كان ينسحب من المناطق ليأخذها الإسرائيليون بكل بساطة.
3. النكبة لم تحدث يوم 15-5-1948، بل بدأت مع منتصف عام 1947، وانتهت بتوقيع معاهدة رودس عام 1949.
4. الصهاينة بدؤوا بجمع المعلومات والتخطيط لاحتلال فلسطين [فعلياً]، منذ أواسط العشرينيات، وفي نهاية عام 1933، كان لديهم سجلّات لكل فرد بل ولكل شجرة وكل حانوت وكل سيارة وكل بندقية وكل غنمة وحمار يملكه الفلسطيني!.
5. أول عمل قام به العدو الإسرائيلي بعد الاستيلاء على فلسطين 1948، هو مصادرة المكتبات الشخصية التي كانت في البيوت المهجورة (وهذه نقطة ملفتة وتحتاج لدراسة المختصين لاستنباط دلالاتها).
6. الحضارة التي كانت تعيشها المدن الفلسطينية قبل النكبة مذهلة، فقد كان لدى الفلسطينيين على الأقل 28 مجلة أدبية، ودور سينما، ومكتبات عامة، ومسارح، وصحف، وإذاعة، وموانئ، ومبانٍ بمعمار مذهل (هذه كانت سمة الأرض التي يدّعي الصهاينة أنها بلا شعب) فكل هذا جاء لوحده ومع المطر!.
7. لم يكن اسم “إسرائيل” يرد في الأخبار ولا في الدوريات والصحف، حتى في وعد بلفور، كان اسم هذه البلاد كما هو الآن – فلسطين – حتى في الأدبيات الصهيونية المبكرة.
8. القرى الفلسطينية التي فاقت 500 قرية، لم يهجّرها الصهاينة فقط، بل دمروها بالمعنى الحرفي للكلمة، لم يتركوا أثراً فيها إلا ما نسوه مصادفة، وكانوا يقصدون بذلك أن يمر الوقت ويتم نسيان تلك القرى من التاريخ (وهنا أدعوكم لمشاهدة فيلم الطنطورة الذي أثار ضجة في الأوساط الصهيونية لأنه كشف عن جانب يسير من مجازر الصهاينة بحق الفلسطينيين).
9. بريطانيا لم تعط وعد بلفور فقط، بل تسامحت مع صهاينة قتلوا جنودها أيضاً، وسمحت وشجّعت قدوم اليهود من أوروبا إلى فلسطين.
10. الاحتلال البريطاني في حينه اعتقل كل فلسطيني لديه سكين، في حين أن الصهاينة امتلكوا مصانع أسلحة تحت الأرض بعلم بريطانيا العظمى.
11. لقد نجح إضراب عام 1936 وكاد يُفشل مخطط إقامة كيان العدو الإسرائيلي لولا تدخل أصدقائنا وعلى رأسهم الملك سعود!.
12. لقد كانت الهدنة بمثابة نفخ الروح للوجود الإسرائيلي وقد سعت أطراف عربية لتثبيتها وعلى رأسها حكومة مصر والأردن! (يبدو أن التاريخ يعيد نفسه اليوم).
13. كثيرون هم اليهود الصهاينة الذين كانت علاقتهم وثيقة بالعرب الفلسطينيين، واستغلوا هذه العلاقة في ارتكاب المذابح لاحقاً، لكونهم على معرفة بنقاط الضعف في كل قرية فلسطينية.
تحليل ومقارنة لمعلومات الوثائق البريطانية:
تدحض هذه الوثائق – وهي فقط بعض مما كشف عنه – أسطورة “الأرض بلا شعب” وتؤكد وجود مجتمع متحضر ومتطور بل ويمتلك مقومات حضارية راقية منها 28 مجلة أدبية، ودور سينما، ومكتبات عامة، ومسارح، وصحف، وإذاعة، وموانئ، ومبانٍ بمعمار مذهل. والمفارقة المؤلمة أن هذا التوثيق البريطاني لحضارة عملت بريطانيا نفسها على تدميرها، ما يكشف حقيقة وجوهر الشراكة الصهيونية في إقامة مشروع “إسرائيل الكبرى”.
وتكشف الوثائق أن بدء التخطيط للاحتلال جرى منذ العشرينيات (بحلول 1933، امتلك الصهاينة إحصاءً دقيقاً لكل شيء في فلسطين من البشر والحجر والشجر والحيوانات) وهو ما يضعنا أمام دلالة استراتيجية عبر تخطيط استخباراتي ممنهج للسيطرة والاحتلال.
أولاً: تفكيك أسطورة “الأرض الموعودة”:
الواقع الحضاري قبل النكبة:
تكشف الوثائق البريطانية عن مشهد حضاري مزدهر:
وجود 28 مجلة أدبية ودور سينما ومسارح.
شبكة متكاملة من المكتبات العامة والخاصة.
صحف وإذاعة وموانئ ومؤسسات مدنية.
نظام تعليمي وثقافي متطور.
عمارة متميزة تعكس تطوراً حضارياً.
التخطيط البريطاني-الصهيوني المسبق للاغتصاب:
كشفت الوثائق عن استراتيجية ممنهجة:
بدء العمل الاستخباراتي منذ عشرينيات القرن العشرين.
إحصاء شامل بحلول 1933 لكل:
– الممتلكات والموارد.
– السكان وتوزيعهم.
– الأسلحة والإمكانيات.
– البنية الاقتصادية والاجتماعية.
ثانياً: كشف آليات التواطؤ الاستعماري:
الدور البريطاني المزدوج:
تسهيل الهجرة اليهودية مع قمع السكان الأصليين.
التغاضي عن تصنيع الأسلحة الصهيونية السري وتشجيعها في مقابل اعتقال أي فلسطيني بحوزته سكين.
التدخل العسكري لإنقاذ القوات الصهيونية المحاصرة عند كل جولة من المواجهات.
اعتقال المقاومين الفلسطينيين وحماية المستوطنين.
الدور البريطاني الممهد لاحتلال فلسطين
الدور البريطاني الممهد لاحتلال فلسطين
منظومة الخداع الدولي:
تسويق مزاعم “الأرض بلا شعب”.
تجاهل متعمد للوجود الفلسطيني.
تزوير الحقائق التاريخية والديموغرافية.
استغلال التعاطف الدولي لتبرير الاحتلال في مقابل تجاهل تام للمظلومية الفلسطينية.
ثالثاً: حقائق صادمة من الوثائق البريطانية:
المقاومة الفلسطينية:
انتصار الفلسطينيين في معظم المواجهات العسكرية المباشرة.
نفاد الذخيرة كان السبب الرئيس للتراجع، مع أن الغلبة وفقاً للوثائق كانت للفلسطينيين.
نجاح إضراب 1936 وتأثيره الاستراتيجي.
التدخل البريطاني المباشر لإنقاذ القوات الصهيونية.
كشف التواطؤ العربي الرسمي:
الدور السعودي:
كشف الوثائق: تدخل الملك سعود لإفشال إضراب 1936.
تأثير التدخل: إضعاف المقاومة الفلسطينية في كل مرحلة حاسمة أو تقترب فيها من تحقيق النصر.
نتائج التواطؤ: تعزيز المشروع الصهيوني.
الدور الأردني:
توثيق الهدنة: دور في تثبيت الوجود الإسرائيلي.
الانسحابات المريبة: تسليم مناطق استراتيجية.
التنسيق السري: تسهيل السيطرة الصهيونية.
التواطؤ المصري:
دور في تثبيت الهدنة.
إضعاف المقاومة الفلسطينية.
التنسيق غير المعلن مع القوى الاستعمارية.
كشف التواطؤ العربي الرسمي:
التواطؤ العربي الرسمي مع الكيان الصهيوني
رابعاً: استراتيجية المحو والطمس:
التدمير المنهجي للهوية:
تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية.
مصادرة المكتبات والأرشيفات الشخصية.
محو المعالم التاريخية والثقافية.
تغيير أسماء المواقع والمعالم.
سياسة الأرض المحروقة:
تدمير البنية التحتية للمجتمع الفلسطيني
طمس الأدلة على الحضور التاريخي
محاولة إعادة كتابة التاريخ
سرقة التراث الثقافي والفكري
استراتيجية محو وطمس القضية الفلسطينية
استراتيجية محو وطمس القضية الفلسطينية
خامساً: الحقائق المخفية عن النكبة:
التسلسل الزمني:
بدء العمليات منذ منتصف 1947.
استمرار المخطط حتى 1949.
تنفيذ خطة ممنهجة للتطهير العرقي.
استغلال الظروف الدولية والإقليمية.
وتقدم الوثائق البريطانية المرفوعة عنها السرية حديثاً (F.O The National Archives) أدلة دامغة تفضح عمق المؤامرة وتكشف زيف الرواية الصهيونية.
فيما يلي استعراض شامل لأبرز هذه الادعاءات وتفنيدها:
الادعاء بالحق التاريخي والديني:
– المزاعم المطروحة:
الارتباط التاريخي والديني باعتبار فلسطين “أرض الميعاد”.
وجود مملكة يهودية قديمة قبل آلاف السنين.
الحق الديني المستند إلى النصوص التوراتية.
– التفنيد القانوني والتاريخي:
القانون الدولي المعاصر لا يعتد بالمطالبات التاريخية القديمة كأساس للسيادة.
مبدأ الحقوق المكتسبة للسكان الأصليين يحظى بحماية القانون الدولي.
سوابق تاريخية: رفض مطالبات إيطاليا بأراضي الإمبراطورية الرومانية، ورفض مطالبات اليونان بأراضي الإمبراطورية البيزنطية.
التواجد الفلسطيني المستمر على الأرض يشكل حقاً قانونياً وتاريخياً راسخاً.
مزاعم الصهاينة في الحق التاريخي في فلسطين
مزاعم الصهاينة في الحق التاريخي في فلسطين
ذريعة الأمن والحماية:
– الادعاءات المقدمة:
الحاجة لإقامة ملاذ آمن لليهود بعد الاضطهاد الأوروبي.
ضرورة توفير حماية للأقلية اليهودية.
الحاجة لحدود آمنة وعمق استراتيجي.
– الرد والتفنيد:
يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني.
مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة، خاصة المادة 49.
لا يمكن معالجة مظلومية تاريخية بخلق مظلومية جديدة.
تشابه مع مبررات الاستعمار الفرنسي في الجزائر والبريطاني في الهند.
أسطورة الأرض غير المأهولة:
– الادعاء الصهيوني:
ترويج مقولة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
تصوير فلسطين كأرض مهجورة وغير مستغلة.
التقليل من أهمية الوجود الفلسطيني.
– التفنيد الموثق:
السجلات العثمانية والبريطانية تؤكد وجود مجتمع فلسطيني متطور.
وثائق تاريخية تثبت وجود مدن وقرى ونظام اقتصادي واجتماعي متكامل.
شهادات الرحالة والمؤرخين الأجانب في القرن التاسع عشر.
مشابهة للذرائع الاستعمارية في أمريكا الشمالية وأستراليا.
احتلال فلسطين واسطورة الأرض غير المأهولة
احتلال فلسطين واسطورة الأرض غير المأهولة
ادعاء التفوق الحضاري والتنموي:
– المزاعم المطروحة:
جلب التحديث والتطور للمنطقة.
نشر التكنولوجيا والعلوم الحديثة.
تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين.
– التفنيد العلمي:
يتناقض مع مبدأ المساواة بين الشعوب في القانون الدولي.
يكرر الخطاب الاستعماري التقليدي عن “تحضير الشعوب”.
تجارب الهند وجنوب أفريقيا أثبتت زيف هذه الادعاءات.
وجود حضارة فلسطينية عريقة ونظام تعليمي وثقافي متطور قبل الاحتلال.
احتلال فلسطين وادعاء التفوق الحضاري
احتلال فلسطين وادعاء التفوق الحضاري
الشرعية القانونية المزعومة:
– الادعاءات القانونية:
الاستناد إلى وعد بلفور 1917.
شرعية الانتداب البريطاني.
قرار التقسيم عام 1947.
– التفنيد القانوني:
بطلان وعد بلفور قانونياً لصدوره من جهة لا تملك حق التصرف.
تعارض الانتداب مع مبادئ عصبة الأمم وحق تقرير المصير.
عدم إلزامية قرار التقسيم وفق ميثاق الأمم المتحدة.
تأكيد قرارات مجلس الأمن على عدم شرعية الاحتلال والاستيطان.
منطق القوة العسكرية:
– الادعاءات المقدمة:
الانتصار العسكري يمنح الحق في السيطرة.
الأمر الواقع العسكري يخلق شرعية.
ضرورات الأمن تبرر التوسع.
– التفنيد القانوني والتاريخي:
ميثاق الأمم المتحدة يحظر صراحة الاستيلاء على الأراضي بالقوة.
قرارات مجلس الأمن تؤكد عدم شرعية الاحتلال العسكري.
تجارب حركات التحرر في الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا.
القوة العسكرية لا تنشئ حقاً ولا تلغي حقوق الشعوب الأصلية.
احتلال فلسطين ومنطق القوة العسكرية
احتلال فلسطين ومنطق القوة العسكرية
يتضح من خلال التحليل المعمق أن جميع الذرائع والمبررات المستخدمة لتسويغ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لا تصمد أمام المعايير القانونية والأخلاقية الدولية. يؤكد القانون الدولي المعاصر، والتجارب التاريخية لحركات التحرر العالمية، وقرارات الشرعية الدولية على:
عدم شرعية الاحتلال والاستيطان.
حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
بطلان جميع الإجراءات الاحتلالية التي تغير الطابع الديموغرافي للأراضي المحتلة.
ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه التاريخية.
الصهيونية مشروع الغرب في وجه المسلمين:
إن الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين بمراحله المختلفة يُعد من أكثر عمليات الاستعمار الاستيطاني تعقيداً وتنظيماً، حيث تضافرت وتشاركت القوى الاستعمارية الغربية والحركة الصهيونية في مشروع ممنهج لاغتصاب فلسطين، وهو مشروع توسعي بطبيعة أجنداته لا يكتفي بفلسطين ويكشف بكل وضوح عن أهدافه سواء على لسان القادة الصهاينة من المؤسسين الأوائل أو كما ورد في كتب الصهاينة الشهيرة من بينها حكماء بني صهيون.
وخلاصة الحديث أن العقلية الصهيونية لا يمكن مواجهتها بالقانون الدولي أو محاصرتها بقيم المنظومة الأخلاقية، وُيمثل صراع الصهاينة الأخير مع المحكمة الجنائية الدولية أحدث مثال لاستحالة إرجاع شيء من الحق عبر هذه الطرق، بل إن مسؤولين صهاينة أوصوا نتنياهو والقادة العسكريين بعد ساعات من صدور مذكرة الاعتقال بزيادة استخدام القوة في غزة كرد عملي على المحكمة، المحكمة ذاتها التي وصفها مشرعون أمريكيون بأنها إنما أنشئت لمحاكمة الروس أو الأفارقة لا الأمريكيين والصهاينة.
وعليه وبالاستفادة من هذا السياق التاريخي الطويل والمرير، يبدو الخيار القرآني الجهادي عين الحكمة في مواجهة هذا الصلف وفي عالم تحكمه شريعة الغاب ويسوده الأقوى؛ تقول التجارب التاريخية والشواهد الحضارية أن الحق لا يُستعاد إلا بالقوة وأن القوة سبيل الحضارات والشعوب لوجود محترم لائق بإنسانيتها.. وقبل ذلك وبعده يقول الله عز وجل الخبير بشؤون عباده العليم بسرائرهم: “وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا”.
انصار الله
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الوثائق البریطانیة الدور البریطانی القانون الدولی لاحتلال فلسطین العربی الرسمی کشف الوثائق وعد بلفور بلا شعب
إقرأ أيضاً:
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة" بختام "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي".. وتتويج مُميز للفائزين
◄ حسين فهمي: الفن قادر على تجسيد قصص الأشخاص والبلدان
◄ توقيع بروتوكولات لتعزيز مكانة مصر كوجهة لتصوير الأفلام العالمية
◄ تكريم 3 أفلام فلسطينية من قبل اتحاد إذاعات وتليفزيونات "التعاون الإسلامي"
◄ منح الطبيب الفلسطيني غسّان أبوستة شهادة تقدير
◄ "أبو زعبل 89" أفضل فيلم وثائقي طويل
القاهرة- مدرين المكتومية
أسدل الستار على فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، برئاسة الفنان الكبير حسين فهمي، وبحضور نخبة كبيرة من نجوم الفن.
وتضمن حفل الختام تقديم قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة " للراحل محمود درويش، بالإضافة إلى استعراض لفرقة وطن للفنون الشعبية الفلسطينية للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، كما قدم حسين فهمي الشكر للفرقة التي قدمت من قطاع غزة وسط تفاعل كبير من الحضور.
وفي كلمته، رحب رئيس المهرجان الحضور قائلا: "أهلا بكم في حفل الختام الذي يمكن أن نعبر عنه كما عبر عنه محمود درويش بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، فالفن بالتحديد قادر أن يحكي قصص وحواديت لأشخاص من لحم ودم يستحقون الحياة".
وأضاف: "لمحت حب واحتفاء كبير بالمهرجان وبكل ما قدمه من مناشط وفعاليات وعروض وأفلام، ونحن كفريق عمل سعداء بكل كلمة قيلت في حقنا وفخورين بما نحن عليه، كما أننا سعداء بما قيل في حق فلسطين ولبنان، وهو أمر ليس بغريب على مصر أم الدنيا فهي حاضنة العروبة، وهي كبيرة بفنها وفنانينها الذين حضروا خلال فعاليات المهرجان بحب حقيقي للسينما".
وأوضح فهمي: "كل أنشطة المهرجان أقيمت بدعم من وزارة الثقافة بقيادة الوزير أحمد فؤاد هنو، وله الشكر الجزيل على دعمه للمهرجان وكذلك وزارات الخارجية والداخلية والسياحة والآثار والشباب والرياضة وهيئة تنشيط السياحة ودار الأوبرا المصرية، وأشكر الرعاة المصريين لخروج المهرجان بشكل يليق بمصر".
كما وجه رئيس المهرجان الشكر لكل فريق عمل الدورة 45 من المهرجان نظير جهودهم الكبيرة لإنجاح هذه الدورة وإخراجها بالشكل المطلوب، كما قدم الشكر لمخرج حفل الافتتاح والختام محمد حمدي.
وخلال فعاليات المهرجان تم توقيع عدد من البروتوكولات، وذلك بين لجنة مصر للأفلام ورابطة مديري مواقع التصوير بالعالم ومقرها أمريكا، لتعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية لتصوير الأفلام العالمية.
وقدمت حفل الختام الإعلامية جاسمين طه زكي، والتي قدمت التحية للحضور مشيرة إلى أن "حسين فهمي شكر فريق ضخم كبير كان السبب في خروج المهرجان بهذا الشكل الرائع، ولكن هناك شخص يجب شكره هو الفنان الكبير حسين فهمي الذي كان على مدار شهور وأسابيع مثالا حقيقيا للمسؤولية والإخلاص والتفاني بالرغم من الظروف الصعبة والتحديات، فهو فنان كبير ومهم ومواقفه واضحة وصريحة كما تعودنا عليه".
وأضافت أن الدورة 45 كانت ثرية بالعديد من الأعمال التي جعلت الحضور يعيشون سحر السينما وصولا إلى حفل الختام وإعلان الفائزين بالجوائز.
المسابقة الدولية
في المسابقة الدولية حصل على الهرم الذهبي لأحسن فيلم المنتج بوجدان موريشانو عن الفيلم الروماني "العام الجديد الذي لم يأت أبدا"، وجائزة الهرم الفضى جائزة لجنة التحكيم الخاصة ومنحت لأحسن مخرج لـ ناتاليا نزاروفا عن الفيلم الروسي "طوابع بريد"، وجائزة الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثاني ومنحت للمخرج بيدرو فريري عن الفيلم البرازيلي "مالو".
نجيب محفوظ
وذهبت جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو للفيلم الإيطالي "ريا" إخراج أليساندرو كاسيجولي وكيسي كوفمان، فيما حصد جائزة أحسن ممثل الفنان ليي كانج شنج عن دوره في الفيلم الأمريكي "قصر الشمس الزرقاء" للمخرج كونستانس تسانغ، وكذلك الفنان ماكسيم ستويانوف عن دوره في الفيلم الروسي "طوابع بريد" للمخرجة ناتاليا نزاروفا، كما ذهبت شهادة تقدير لجائزة أحسن ممثلة للفنانة ألينا خويفانوفا عن دورها في الفيلم الروسي "طوابع بريد" إخراج ناتاليا نزاروفا، وحصدت جائزة أحسن ممثلة الفنانة يارا دي نوفايس عن دورها في الفيلم البرازيلي "مالو" إخراج بيدرو فريري.
فلم آيشا
وذهبت جائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فني للمخرج نجمى سنجاك عن فيلمه التركي "آيشا"، وكذلك المخرجة نهى عادل عن فيلمها المصري "دخل الربيع يضحك"، وقد حصد الفلم المصري "دخل الربيع يضحك" جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية (فيبرسى) للمخرجة نهى عادل.
آفاق السينما العربية
أما في مسابقة آفاق السينما العربية فقد حصدت كل من كارول منصور ومنى خالدي جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي عن فيلم "حالة عشق"، ومنحت جائزة صلاح أبو سيف للمخرجة نهى عادل عن فيلم "دخل الربيع يضحك"، وذهبت جائزة يوسف شريف رزق الله لأحسن سيناريو لكل من لؤي خريش وفيصل شعيب عن فيلم "أرزة" للمخرجة ميرا شعيب، وحصد محمد خوي جائزة أحسن ممثل عن فيلم "المرجا الزرقا" للمخرج داوود أولاد السيد، وحصلت دايموند عبود على جائزة أحسن ممثلة عن فيلم "أرزة" إخراج ميرا شعيب، وحصلت الفنانة رحاب عنان عن تنويه خاص عن فيلم "دخل الربيع يضحك" للمخرجة نهى عادل.
أسبوع النقاد الدولي
وفي مسابقة أسبوع النقاد الدولي، حصل الفيلم الفرنسي "ألماس خام" على جائزة شادى عبد السلام لأحسن فيلم للمخرج أجاث ريدينجر، وحصل الفيلم الأرجنتيني "سيمون الجبل" للمخرج فيديريكو لويس على جائزة فتحى فرج من لجنة التحكيم الخاصة، وحصل فيلم "أبو زعبل 89" على تنويه خاص للمخرج بسام مرتضى.
الفيلم القصير
وفيما يخص مسابقة الفيلم القصير، فقد حصد المخرجين كاي شويه وهونج جييشي جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصير عن الفلم الصيني "ديفيد"، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "انصراف" للمخرجة جواهر العامري، كما حصل الفيلم المصري "الأم والدب" على تنويه خاص للمخرجة ياسمينا الكمالي.
الفيلم الأفريقي
وفي جائزة لجنة تحكيم بمسابقة الفيلم الأفريقي، فقد حصد فيلم "داهومي" على جائزة أفضل فيلم أفريقي طويل للمخرج ماتي ديوب، كما حصل فيلم "أبو زعبل 89" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
السينما الآسيوية
أما جائزة منظمة ترويج السينما الآسيوية NETPAC فقد ذهبت لأفضل فيلم آسيوي طويل سواء كان عملاً أول أو ثان وهو "تاريخ موجز لعائلة" للمخرج لين جيانجي.
الفيلم الفلسطيني
وفيما يخص جوائز مسابقة الفيلم الفلسطيني، فقد ذهبت جوائز اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي لأفضل فيلم فلسطيني لفيلم "أحلام كيلو متر مربع" للمخرج قسام صبيح، والجائزة الثانية ذهبت لفيلم "حالة عشق" إخراج كارول منصور ومنى خالدي، والجائزة الثالثة لفيلم "أحلام عابرة" للمخرج رشيد مشهراوي، كما منحت لجنة التحكيم شهادات تقدير لكل من الدكتور غسان أبو ستة الطبيب الجراح بمستشفى الشفا بقطاع غزة وللمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ولفلم "سن الغزال" للمخرج سيف حمّاش.
مصر العالمية
أما جائزة شركة مصر العالمية يوسف شاهين، وهي 3 جوائز نقدية قيمة كل منها 1000 دولار أمريكي ضمن سلسلة الأفلام الفلسطينية "المسافة صفر"، وذهب لفيلم "جلد ناعم" إخراج خميس مشهراوي، وفيلم "خارج التغطية" للمخرج محمد الشريف، وفيلم "يوم دراسي" للمخرج أحمد الدنف.
الفيلم الوثائقي
وفي مسابقة الفيلم الوثائقي، ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم وثائقي طويل لفيلم "حالة عشق" للمخرجتان كارول منصور ومنى خالد، كما حصد فيلم "أبو زعبل 89" للمخرج بسام مرتضى على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل.
وعقب إعلان الجوائز، وجه وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو كلمة ختام المهرجان قائلاً: "سعدت وتشرفت بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، وكما تعلمون فوزارة الثقافة هي بيتكم والملاذ والمنارة الثقافية في مصر وأهلا بكم فيها دائما كمهرجان".