قراءة في أبعاد ودلالات الزيارة السلطانية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
لا يمكن قراءة الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أمس إلى مدرسة السلطان فيصل بن تركي للبنين بولاية العامرات بمحافظة مسقط في معزل عن مشروع بناء الدولة الذي ينتهجه جلالته، أعزه الله، والذي يأتي التعليم في أولى أولوياته باعتباره المحرك الأساسي والمعوّل عليه لأي انتقال حقيقي من طور بنائي إلى طور آخر؛ خاصة وأن عصرنا هذا هو عصر الثورة التكنولوجية التي يحركها الذكاء الاصطناعي الذي ما زال العالم يحاول تصور مقدار تقدمه رغم أنه في عتباته الأولى.
وما زلنا نتذكر خطاب جلالة السلطان في شهر فبراير من عام 2020 والذي يمكن اعتباره «العقيدة السياسية» للمشروع التحديثي لصاحب الجلالة والذي تحدث فيه جلالته عن التعليم بشكل واضح جدا حيث قال: «إن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة». تحدث جلالته في ذلك الخطاب عن «البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار»، و«أسباب التمكين»، وربط جلالته بين كل ذلك وبين «متطلبات المرحلة المقبلة» التي لا تستقيم دون تعليم ودون تمكين ودون وبيئة محفزة.
ومن الواضح أن مدرسة السلطان فيصل بن تركي التي زارها جلالة السلطان أمس هي أحد النماذج التعليمية التي يتطلع لها سلطان البلاد والتي تتيح للطلاب في هذه المرحلة المبكرة من مسارهم التعليم من وضع أقدامه على العتبات الأولى من البيئة الداعمة للابتكار والبحث، حيث تضم المدرسة أحدث التقنيات والمختبرات التي يحتاجها التعليم الحديث.
وأكد جلالة السلطان المعظم خلال حديثه في المدرسة على أهمية الانتقال بالتعليم من التعليم التقليدي إلى التعليم الحديث، على أن التعليم التقليدي الذي تحدث عنه جلالة القائد ليس التعليم التقليدي الذي كنا نتحدث عنه قبل عقدين من الزمن، حيث تحول التعليم الذي كان حديثا في مطلع الألفية الجديدة إلى تعليم تقليدي في هذا الوقت وما نعتقده قمة في الحداثة اليوم سيكون بعد أقل من عقد واحد تعليما تقليديا وهذا أمر مفهوم في ظل التسارع التكنولوجي والمعرفي الذي يعيشه العالم.
إن وعي حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم التقدمي بأهمية تطوير التعليم ليتواكب مع معطيات العصر وتقنياته مهمة جدا خاصة وأنها تأتي ضمن رؤية استراتيجية أعم وأشمل لتطوير عُمان إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف المؤشرات.
لكن رؤية جلالة القائد، أيضا لا تقف بالتعليم عند حدود التقنيات الحديثة والثورة التكنولوجية، على أهميتها، ولكنه، أعزه الله، يربط بين هذا التقدم وبين التمسك بالقيم والأخلاق الرفيعة المستمدة من الدين الإسلامي والتي تعلي من مكانة الأخلاق وبناء الهوية الوطنية.
ومعنى التعليم، في فلسفة جلالة السلطان وفكره، هو الذين يمزج بين المعارف الحديثة وبين البحث والابتكار ولكن دون الانسلاخ من القيم والمبادئ ومن الهوية الوطنية وهذه الرؤية تتجاوز التعليم بوصفه بناء معرفيا إلى التعليم بوصفه بناء أخلاقيا وحضاريا وهذا هو الأبقى والأدوم للبشرية.
إن المرحلة القادمة من شأنها في ظل هذا التوجه وهذا الفكر السلطاني أن تشهد تطورا كبيرا في مسارات التعليم واهتماما لا رجعة فيه بتأهيل الكوادر التربوية لتستطيع تحقيق هذه الرؤية وهذه الفلسفة العميقة.. على أن الأمر يحتاج إلى جهد مجتمعي كبير وإلى تضافر الجهود من أجل أن تكون مخرجات التعليم قادرة على أن تحمل أمانة عُمان، أمانتها التاريخية التي لا تكتفي إلا أن تكون مساهمة في الحضارة الإنسانية وقادرة على التأثير فيها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جلالة السلطان
إقرأ أيضاً:
السيد شهاب يرعى ختام مهرجان كأس جلالة السلطان للهجن.. غدًا
نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- يرعى صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع غدًا الخميس ختام مهرجان كأس جلالة السلطان للهجن 2025م، وذلك بميدان الهجانة السلطانية بالفليج بولاية بركاء بتنظيمٍ من شؤون البلاط السلطاني ممثلًا بالهجانة السلطانية.
وستُقام في اليوم الختامي من مهرجان كأس جلالة السلطان للهجن 6 أشواط، من بينها الشوط الخامس المُخصص لسن الحول والذي سيُتوّج الفائز فيه بكأس جلالة السلطان المعظم للهجن.
ويتخلل أشواط السباق عددٌ من الفقرات التراثية العُمانية المغناة إضافة إلى عدد من الفقرات الاستعراضية على ظهور الإبل تقدمها الهجانة السلطانية.
وتأتي إقامة مهرجان كأس جلالة السلطان للهجن تأكيدًا على الدعم والاهتمام السامي بقطاع الهجن وما يرتبط به من أنشطةٍ وفعاليّات باعتباره موروثًا عُمانيًّا أصيلاً ينبغي صونه، وتشجيعًا للمهتمين به على اقتناء السلالات العُمانية الأصيلة والحفاظ عليها، بما يضمن استمراريته ونقله للأجيال القادمة.
وشهدت منافسات اليوم إقامة 7 أشواط، منها 3 أشواط لفئة الثنايا لمسافة 8 كيلومترات و4 أشواط لفئة الحول لمسافة 8 كيلومترات. وجاءت نتائجها على النحو الآتي، في الشوط الأول توجت بجائزة المركز الأول الشامخة لمالكها حمد بن حميد بن علي المشايخي، وحصلت إنجاز على المركز الثاني لمالكها سعيد بن سالم بن حمد الجديلي، واحتلت المركز الثالث حدث لمالكها عيسى بن سالم الطوقي. وفي الشوط الثاني فاز المليون بالمركز الأول لمالكه لويهي بن علي بن محمد الجحافي، وحصل الحذر على المركز الثاني لمالكه حميد بن محمد بن حمد الدرعي، وحاز المركز الثالث الشامي لمالكه جاسم بن سالم بن محمد الحبسي.
بينما في الشوط الثالث حققت صدى المركز الأول لمالكها سامي بن محمد بن حديد الجنيبي، تلتها في المركز الثاني إسناد لمالكها علي بن راشد بن مسلم العمري، أما المركز الثالث فكان من نصيب الباهية لمالكها محمد بن حمد بن سالم الجحافي. وفي الشوط الرابع توجت بالمركز الأول التماس لمالكها هلال بن عبدالله بن جمعه الشيدي، وحصلت على المركز الثاني مبشرة لمالكها حمد بن محمد بن سالم الوهيبي، واحتلت المركز الثالث الشاهينية لمالكها حميد بن محمد بن رامس الجحافي. وفي الشوط الخامس فاز المحيط بالمركز الأول لمالكه سعد بن حمد بن علي الجنيبي، تلاه في المركز الثاني مرموق لمالكه صالح بن حمد بن محمد العويسي، وحل ثالثًا مخلاب لمالكه حميد بن حمد بن علي العمري.
أما في الشوط السادس فتوجت بالمركز الأول مياسة للهجانة السلطانية والمضمر سيف بن عبدالله الحبسي، وجاءت منصورة في المركز الثاني لمالكها بطي بن ناصر بن حمود المالكي، واحتلت سمحة المركز الثالث لمالكها قيس بن حمود بن عبدالله السعيدي. وفي الشوط السابع، حققت المركز الأول حربة لمالكها سعيد بن سالم بن عامر الهاشمي، وجاءت هوايل في المركز الثاني لمالكها محمد بن شليويح بن محمد الجنيبي، وحلت ثالثًا الشاهينية لمالكها خالد بن مبارك بن سعيد الوهيبي.