رئيس الطائفة الإنجيلية: بناء الإنسان أساس التنمية والحضارة
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، أن بناء الإنسان يُعد الركيزة الأساسية لكل الأعمال التنموية، وأن عملية التنمية وبناء الحضارة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الإنسان نفسه، موضحًا أن الإنسان هو من يفكر، ويبني، ويبدع، وأن أي جهد تنموي يجب أن يوجه من أجل رفاهية الإنسان ومصلحته، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة.
وأوضح "زكي"، خلال كلمته في افتتاح مؤتمر "الإنسان في الدولة الوطنية الحديثة" المنعقد حاليًا بمدينة الجلالة - العين السخنة، أن عملية بناء الإنسان تشمل عدة جوانب وخصائص تبدأ بتأهيل الفرد باعتباره العنصر الأساسي في المجتمع، مضيفًا أن هذا الإعداد يجب أن يشمل مسارات ثقافية، اجتماعية، وصحية، بحيث تكون عملية متكاملة ومنظمة تتضافر فيها جهود كافة أطياف المجتمع ومؤسساته.
وأشار رئيس الطائفة الإنجيلية، إلى أن بناء الإنسان ليس مجرد عملية فردية، بل هي عملية مركبة ومعقدة تشمل جوانب نفسية وجسدية وثقافية وسلوكية، مضيفًا أنها عملية تراكمية تقوم على خطة منسقة وتحتاج إلى قدرة الفرد على الاستجابة لها، فضلاً عن كونها عملية إلزامية وضرورية لنهضة أي مجتمع.
وأثنى "زكي" على جهود الدولة المصرية في بناء الإنسان، مشيدًا بمبادرة "بداية جديدة" التي تشارك فيها الحكومة مع مؤسسات المجتمع المدني، بهدف الاستثمار في رأس المال البشري، وترسيخ الهوية المصرية، وبناء وعي الأجيال الجديدة وتغرس فيهم قيم الانتماء والولاء، لتساهم بفاعلية في عملية التنمية الشاملة.
وأكد رئيس الطائفة الإنجيلية، أن المؤسسة الدينية تلعب دورًا محوريًا في عملية بناء الإنسان، مشيرًا إلى أن الخطاب الديني له تأثير عميق في صياغة التفاعل الاجتماعي وبناء الشخصية. وأضاف أن أي خطوة في بناء الإنسان يجب أن تأخذ في اعتبارها التأثير الكبير للخطاب الديني في تشكيل الشخصية.
ثم تناول "زكي" سؤالًا مهمًا حول كيفية جعل الخطاب الديني يخدم عملية بناء الإنسان، مؤكدًا ضرورة التفرقة بين "الدين" و"الخطاب الديني"، حيث أوضح أن الدين هو منظومة إيمانية تؤثر في علاقة الإنسان بالخالق، بينما الخطاب الديني هو اجتهادات بشرية تهدف لتفسير النصوص الدينية.
وشدد على أهمية أن يكون الخطاب الديني قائمًا على ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية مثل الاحترام، التسامح، والعدالة، وتعزيز التفكير النقدي في النصوص الدينية، إضافة إلى التفاعل بين أفراد المجتمع على أسس الحوار البناء، مشيرًا إلى أن الخطاب الديني يجب أن يعزز الانتماء للوطن ويشجع على المسؤولية الاجتماعية، وأن يربط السلوك الإنساني بالعقيدة الدينية.
واختتم "زكي"، أن الخطاب الديني يمكن أن يُسهم بفعالية في بناء الإنسان، مشيرًا إلى أن هذه المهمة المقدسة تتطلب التعاون بين كافة المؤسسات الحكومية والدينية والمجتمعية لتحقيق رفاهية المواطن المصري وتقدمه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر مؤسسات الدولة والمجتمع الإنسان في الدولة الوطنية الحديثة الإنتماء للوطن الاقتصاد الاعمال التنموية رئیس الطائفة الإنجیلیة الخطاب الدینی بناء الإنسان إلى أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
عوبل يهاجم اعلان الزبيدي تشكيل "مجلس شيوخ الجنوب العربي" ويحذر من تبعاته
هاجم وزير الثقافة اليمني السابق عبدالله عوبل، إعلان رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، عيدروس الزبيدي، تشكيل ما يسمى بـ "مجلس شيوخ الجنوب العربي"، محذرا من تبعات الإعلان على مستوى العلاقات المجتمعية والمحلية في المحافظات الجنوبية.
وقال عوبل في مقال نشره على صفحته بمنصة فيسبوك: "أخشى أن يكون كل هذا التخلف والجماعات وانعدام الخدمات وتهديم المؤسسات وتفتيت الجنوب إلى وحدات صغرى متناحرة وغير مسيطر عليها هو الحصول على بنية اجتماعية تعود بنا إلى قبل الاستقلال".
وأضاف: "كنت قد كتبت قبل أربع سنوات حول إعادة هندسة المجتمع في الجنوب، أو إعادة ترتيب التركيبة الاجتماعية في سياق يتواكب مع البنى الاجتماعية المحبطة"، مؤكدا أن "التدخل في النمو الطبيعي للعلاقات الاجتماعية أمر يؤدي إلى كوارث، فالمجتمعات تتغير فيها البنى الاجتماعية بسبب التطور الاقتصادي والتكنولوجي وليس بقرارات فوقية نتيجتها تقوية التوترات والنزاعات في المجتمع وبقاء التنمية أمرا مؤجلا".
وتساءل عوبل: من هم الشيوخ وهل يتم تعيينهم بقرار أم هم من لهم سلطة اجتماعية اكتسبوها عبر الزمن أما بالإختيار من القبيلة أو بإخضاع عدة قبائل للقبيلة الأقوى وهو ما عرف بالسلطات والمشيخات حتى يوم الاستقلال في 30 نوفمبر 1967؟
وأردف: "من الرائع أن يعاد الاعتبار لسلاطين ومشائخ الجنوب، باعتبارهم مواطنون لهم حقوق العيش بكرامة، بعد ستة عقود من التهجير، لكن هناك نقطة مهمة بين اعادة الاعتبار والإعتراف بالوضع السابق خيط خفيف، ولكن يترتب عليه مسؤولية والتزام. فاذا أعترفت أنت بالسلطان الفضلي أو العبدلي وأتيت بإبنه أو حفيدة، فهذا يعني الإعتراف بوضعه الاعتباري، وهنا يصبح مشروعا لديه أن تعود له سلطاته التي انتزعت منه قبل من أكثر ستة عقود، وبكلام آخر أنت تعترف بان ما جرى في 1967 كان خطأ يجب أن يصحح".
وأشار إلى أن ما يحتاجه الجنوب ليس مزيد من المجالس بحثا عن شرعية مفقودة، بل إلى بناء علاقات تحترم المجتمع وتعمل لأجله، إلى حوارات حقيقية وليست شكلية، إلى بناء علاقات ثقة ومساواة وعدالة وحقوق المواطنة، وليس الاعتداد بفائض القوة.
وطالب عوبل، بالتوقف عن إصدار قرارات تمس المجتمع ومستقبله حتى تتضح الرؤيا ويكون لدينا دستور وقوانين وسلطة منتخبة، هنا فقط سيكون من المهم الاستفتاء حول القضايا الكبرى.
ولفت إلى أن التدخل في المسار الطبيعي للعلاقات الاجتماعية، سيقود إلى مزيد من الصراعات والتوترات الاجتماعية. مشددا على أهمية اعادة بناء المؤسسات المدمرة وكبح جماح الفساد وضبط الإيرادات وتسريح المسؤولين العسكريين والمدنيين من اصحاب السوابق واللصوص، وأشباه الأميين الذين عيّنوا بالمحسوبية والمناطقية المقيتة.