بوابة الوفد:
2025-02-04@17:19:49 GMT

تكدير السِّلم العام!

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

عندما نقول إن أهم ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، هو قدرته الفائقة على التعامل مع الظروف المحيطة، بدرجة كبيرة من الذكاء والوعي، فإن درجة نجاحه تُقاس بمدى قدرته على التعامل مع الأزمات، بعيدًا من «الاستفزاز الاجتماعي»، الذي يكدِّر السِّلم العام.

خلال السنوات الأخيرة، تنامت ظاهرة «الاستفزاز الاجتماعي» التي كانت كاشفة، بوضوح، عن مدى التفاوت الطبقي، واتساع الفجوة بين مواطني «Cairo»، وسكان «Egypt»، خصوصًا ما حدث أخيرًا، إبان غزو الـ«Food Blogger»، مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، بعد افتتاح أحد المطاعم الشهيرة بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة، بأسعاره الفلكية، التي باتت في متناول الأثرياء فقط!

ما شاهدناه يُجَسِّد فارقًا شاسعًا بين نموذجين، إذ يرصد لنا شواهد حقيقية عن تزايد الفجوة بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، واختفاء الطبقة الوسطى في المجتمع، مع استمرار ازدياد أعداد الملتحقين بالطبقة الدنيا، من المطحونين والمعدمين والمظلومين والمهمشين!

ما بين النموذجين، انقسم الناس إلى فئتين، ما بين متقبل ورافض، وبينهما بعض الإعلاميين الأثرياء «المُنَظِّرين» على الشعب، بـ«مُعَايرة» الناس، لعدم فهمهم طبيعة دورة الحياة، تمامًا كما يحدث في كل صيف، خلال الترويج للفيلات والقصور والشاليهات، خصوصًا في «الساحل الشرير»!

الآن، انقرضت الطبقة المتوسطة بتنويعاتها المختلفة، لتتحول إلى طبقة «المتعثرين معيشيًّا»، في مواكبة الغلاء وجنون الأسعار، بعد أن فشلت في الحفاظ على مكانتها وأسلوب حياتها فيما قبل عام 2016، مع موجة التعويم الأولى، ليصبح لسان حالها «كله ضرب.

. مفيش شتيمة»؟!

إن الأحمال والضغوط المستمرة على غالبية الشعب، أدت إلى زيادة الأعباء الملقاة على كاهله، وهو المعروف عنه دائمًا الصبر والتمسك بحِبال الأمل والعمل ـ مهما كانت متهالكة ـ حتى الرمق الأخير، لكنه الآن يئن في أدنى درجات سلم الهرم الطبقي، الذي تآكلت عتباته، لينزلق سريعًا دون توقف نحو «الدرك الأسفل من القاع»!

لقد أصبحت رؤوس مَن في الأسفل تتنازعها رياح التضخم وأعاصير الدولار وتسونامي الأسعار وجفاف المدخرات وجفاء التجار، وكأن كل ما سبق لا يكفي لحماية الدولة للطبقات الفقيرة، بقرارات جذرية وتغييرات كلية وإجراءات إنقاذية، و«الرفق بالإنسان» المصري!

نتصور أن أولوية انتشال الطبقات الفقيرة والمعدمة، باتت ضرورة ملحة، تفرضها الظروف، في ظل مرارات أدوية الإصلاحات الاقتصادية، على مدار ثماني سنوات، ولذلك يجب الالتفات إلى معاناة الناس في كافة المجالات الأساسية، بعد تراجع الدَّخل وزيادة الضغوط المعيشية، حتى باتت تُصارع من أجل البقاء، للحفاظ على نفسها من الانقراض!

إذن، ما نعيشه حاليًا، ينذر بكارثة مجتمعية ساحقة، وتعكير للسِّلم العام والأمن الاجتماعي، في ظل التمايز الطبقي، الذي ليس مجرد سلوك عفويٍّ أو فَرْزٍ اجتماعيٍّ طبيعيٍّ، بل بات نمطًا ممنهَجًا، تكرسه «الفئات الآمنة»، كما سمّاهم «خالد صالح» في فيلم «فبراير الأسود».

فصل الخطاب:

يقول «الإمام عليّ»: «إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الأغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ، فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلاَّ بِمَا مَنَعَ بِهِ غَنِيٌّ، وَاللهُ تَعَالَى سَائِلُهُمْ عَنْ ذلِكَ».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الطبقة المتوسطة الإصلاحات الاقتصادية محمود زاهر تحت خط الفقر التفاوت الطبقي تعويم الجنيه

إقرأ أيضاً:

الاستخبارات الخارجية الروسية: الناتو يدرك أن أيام زيلينسكي باتت معدودة

قالت الاستخبارات الخارجية الروسية إن زيلينسكي أصبح العقبة الرئيسية أمام الولايات المتحدة والناتو لتنفيذ سيناريو تجميد الصراع في أوكرانيا.


وأضافت الاستخبارات الخارجية الروسية أنه مع وصول ترامب إلى السلطة يتزايد عدم اليقين بشأن استمرار المساعدات العسكرية الغربية لكييف.


وتابعت الاستخبارات الخارجية الروسية: “الناتو يدرك أن أيام زيلينسكي باتت معدودة”.

وجاء ذلك ضمن خبر عاجل أفادت به فضائية القاهرة الإخبارية.


 

مقالات مشابهة

  • الغرابلي: أرتال المسؤولين باتت مزعجة في الطريق العام بطرابلس
  • العدالة والتنمية يُحذّر من تداعيات “الإضراب العام” ويُحمّل الحكومة مسؤولية الاحتقان والمس بالسلم الاجتماعي
  • الاستخبارات الخارجية الروسية: الناتو يدرك أن أيام زيلينسكي باتت معدودة
  • مستشفى الناس يتوجه بالشكر والتقدير للدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي على زيارتها ودعم الوزارة للمؤسسات الأهلية المتميزة
  • برفقة وزير العمل وفد اتحاد العمال يزور مستشفى الناس للأطفال بشبرا
  • وفد من اتحاد العمال يزور مستشفى الناس للأطفال بشبرا
  • وزير العمل يزور مستشفى الناس للأطفال.. ويُشيد بالخدمات المُقدمة بالمجان
  • مستشفى الناس تتوجه بالشكر والتقدير للدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي على زيارتها ودعم الوزارة للمؤسسات الأهلية المتميزة
  • خبير مالي: مخصصات الرواتب باتت تشكل نحو 54% من إجمالي الإنفاق العام وهو مؤشر خطير
  • الرئيس السيسي يؤكد لترامب أن المجتمع الدولي "يعول" على قدرته على التوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط