عندما نقول إن أهم ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، هو قدرته الفائقة على التعامل مع الظروف المحيطة، بدرجة كبيرة من الذكاء والوعي، فإن درجة نجاحه تُقاس بمدى قدرته على التعامل مع الأزمات، بعيدًا من «الاستفزاز الاجتماعي»، الذي يكدِّر السِّلم العام.
خلال السنوات الأخيرة، تنامت ظاهرة «الاستفزاز الاجتماعي» التي كانت كاشفة، بوضوح، عن مدى التفاوت الطبقي، واتساع الفجوة بين مواطني «Cairo»، وسكان «Egypt»، خصوصًا ما حدث أخيرًا، إبان غزو الـ«Food Blogger»، مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، بعد افتتاح أحد المطاعم الشهيرة بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة، بأسعاره الفلكية، التي باتت في متناول الأثرياء فقط!
ما شاهدناه يُجَسِّد فارقًا شاسعًا بين نموذجين، إذ يرصد لنا شواهد حقيقية عن تزايد الفجوة بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، واختفاء الطبقة الوسطى في المجتمع، مع استمرار ازدياد أعداد الملتحقين بالطبقة الدنيا، من المطحونين والمعدمين والمظلومين والمهمشين!
ما بين النموذجين، انقسم الناس إلى فئتين، ما بين متقبل ورافض، وبينهما بعض الإعلاميين الأثرياء «المُنَظِّرين» على الشعب، بـ«مُعَايرة» الناس، لعدم فهمهم طبيعة دورة الحياة، تمامًا كما يحدث في كل صيف، خلال الترويج للفيلات والقصور والشاليهات، خصوصًا في «الساحل الشرير»!
الآن، انقرضت الطبقة المتوسطة بتنويعاتها المختلفة، لتتحول إلى طبقة «المتعثرين معيشيًّا»، في مواكبة الغلاء وجنون الأسعار، بعد أن فشلت في الحفاظ على مكانتها وأسلوب حياتها فيما قبل عام 2016، مع موجة التعويم الأولى، ليصبح لسان حالها «كله ضرب.
إن الأحمال والضغوط المستمرة على غالبية الشعب، أدت إلى زيادة الأعباء الملقاة على كاهله، وهو المعروف عنه دائمًا الصبر والتمسك بحِبال الأمل والعمل ـ مهما كانت متهالكة ـ حتى الرمق الأخير، لكنه الآن يئن في أدنى درجات سلم الهرم الطبقي، الذي تآكلت عتباته، لينزلق سريعًا دون توقف نحو «الدرك الأسفل من القاع»!
لقد أصبحت رؤوس مَن في الأسفل تتنازعها رياح التضخم وأعاصير الدولار وتسونامي الأسعار وجفاف المدخرات وجفاء التجار، وكأن كل ما سبق لا يكفي لحماية الدولة للطبقات الفقيرة، بقرارات جذرية وتغييرات كلية وإجراءات إنقاذية، و«الرفق بالإنسان» المصري!
نتصور أن أولوية انتشال الطبقات الفقيرة والمعدمة، باتت ضرورة ملحة، تفرضها الظروف، في ظل مرارات أدوية الإصلاحات الاقتصادية، على مدار ثماني سنوات، ولذلك يجب الالتفات إلى معاناة الناس في كافة المجالات الأساسية، بعد تراجع الدَّخل وزيادة الضغوط المعيشية، حتى باتت تُصارع من أجل البقاء، للحفاظ على نفسها من الانقراض!
إذن، ما نعيشه حاليًا، ينذر بكارثة مجتمعية ساحقة، وتعكير للسِّلم العام والأمن الاجتماعي، في ظل التمايز الطبقي، الذي ليس مجرد سلوك عفويٍّ أو فَرْزٍ اجتماعيٍّ طبيعيٍّ، بل بات نمطًا ممنهَجًا، تكرسه «الفئات الآمنة»، كما سمّاهم «خالد صالح» في فيلم «فبراير الأسود».
فصل الخطاب:يقول «الإمام عليّ»: «إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الأغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ، فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلاَّ بِمَا مَنَعَ بِهِ غَنِيٌّ، وَاللهُ تَعَالَى سَائِلُهُمْ عَنْ ذلِكَ».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطبقة المتوسطة الإصلاحات الاقتصادية محمود زاهر تحت خط الفقر التفاوت الطبقي تعويم الجنيه
إقرأ أيضاً:
آلية التعامل مع امتناع العائل بالضمان الاجتماعي عن الإنفاق على الأسرة
كشفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، عن آلية التعامل مع حالات امتناع العائل عن الإنفاق على احتياجات الأسرة من معاش الضمان الاجتماعي.
وتشمل الآلية ما يلي:تعيين عائل آخر إذا ثبت امتناع العائل عن الإنفاق على تابعيهإحالة العائل السابق للجهة المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية بحقه
1-
أخبار متعلقة "الخريجي" يبحث العلاقات الثنائية مع وزيري خارجية السنغال وبرونايالنائب العام: حملة العمل الخيري تعزز التكافل وتؤكد ريادة المملكة في الخيريعتبر امتناع العائل عن الإنفاق على احتياجات المسكن وأفراده جريمة تستوجب العقوبة بموجب النظام
2-
يمكن إبلاغ الوزارة عن حالات امتناع العائل عن الإنفاق على الأسرة من خلال منصة الدعم والحماية الاجتماعية#الضمان_الاجتماعي pic.twitter.com/kJsrruPv2U— الضمان الاجتماعي والتمكين (@Hrsd_Tamkeen) March 6, 2025الضمان الاجتماعييهدف الضمان الاجتماعي إلى تقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجًا، بغض النظر عن النوع أو الحالة الاجتماعية إذا تحققت شروط ومعايير الاستحقاق.
وكانت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أطلقت خدمة “الشمولية الرقمية”، التي تستهدف مستفيدي الضمان الاجتماعي من فئة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الضمان الاجتماعي - أرشيفية اليوم
وتهدف الخدمة تسهيل إجراءات التقديم على الضمان الاجتماعي، وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات بكل يسر وسهولة.متى يتوقف صرف المعاش؟إذا تخلف شرط من شروط الاستحقاق.إذا ثبت للوزارة أن البيانات المقدمة عن المستقل أو الأسرة غير صحيحة.إذا تأخر المستفيد في تحديث بياناته الشخصية التي تطلبها الوزارة مدة تزيد على (ثلاثين) يوماً من تاريخ إبلاغه بطلب تحديثها.إذا ثبت أن المستفيد القابل للتأهيل لم يلتزم بخطة تأهيله.إذا ثبت أن المستفيد القادر على العمل لا يبحث عن عمل أو لم يتقدم إلى منصات التوظيف المعتمدة في الوزارة، وما في حكمها، أو لم يقبل عروض العمل والتدريب المناسبة، وذلك وفق ما تحدده اللائحة.إذا كان المستفيد يقيم إقامة دائمة في أحد المراكز الإيوائية أو العلاجية.إذا تنازل المستفيد عن المعاش.وفاة المستفيد."