في جلسة حوارية بمتحف عمان عبر الزمان سرد تاريخي تناول تأسيس الدولة البوسعيدية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
نظم متحف عُمان عبر الزمان اليوم الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "الدولة البوسعيدية وحكاية التأسيس" والعرض المتحفي للدولة البوسعيدية والرموز ودلالاتها في متحف عُمان عبر الزمان، وفي بداية الجلسة تحدثت الدكتورة نجية بنت محمد بن سالم السيابية إدارية أولى بحوث ودراسات بمتحف عُمان عبر الزمان، عن العرض المتحفي، وتجسيد هذه الحقبة من خلال توظيف الرموز كمجسم لقلعة الرستاق والعمامة السعيدية والخنجر والسفينة والمحبرة والمذكرة ودلالاتها، فكانت البداية من مبايعة الإمام أحمد في قلعة الرستاق بتجسيد مجسم القلعة والعمامة السعيدية والخنجر، ثم التوجه نحو توحيد واستقرار البلاد، ثم الجانب الخارجي المتمثل في فك حصار البصرة بتجسيد السفينة، ثم القضاء على القراصنة وإبرام الاتفاقيات بتجسيد المحبرة.
واستعرضت الدكتورة نجية السيابية كيفية إلهام جناح الدولة البوسعيدية الباحثين للبحث والتحقيق في الأحداث من خلال تتبع المصادر والمراجع والتدقيق في الوثائق المتعددة.
الأحداث المفصلية في نشأة الدولة البوسعيدية
ثم تحدث الدكتور سعيد بن محمد بن سعيد الهاشمي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، مؤكدًا على الأحداث المفصلية التي مرت بها الدولة البوسعيدية وخاصة عام 1743م، وهو عام مليء بالأحداث، وقدّم سردًا تاريخيًا لمسار الأحداث التي مرت بها الدولة البوسعيدية بداية من التأسيس والنشأة، والتحديات التي مرت بها، وكيف كان للمؤسس أحمد بن سعيد وحكمته دور في تثبيت أركان الدولة البوسعيدية بعقد الاتفاقيات والمعاهدات وعهود الصلح التي أبرمها الإمام مع مختلف الأطراف، وكان لها الدور الكبير في الأمن والاستقرار في عمان لحظة التأسيس، ومن أبرزها الاتفاقيات مع الدول البارزة كالاتفاقية مع الأمريكان ومع الفرنسيين والإنجليز، التي كان في معظمها تنظيم العلاقات التجارية والمرور البحري.
الدور الإعلامي في تعزيز الهوية والوعي بالمواطنة
كما تحدث الدكتور بدر بن أحمد البلوشي دكتوراة في الإعلام والعلاقات العامة وباحث في التخطيط الاستراتيجي وعلم النفس في الإدارة الحديثة، وبدأ مشاركته متسائلًا عن أهمية الإعلام واستخدام التقنيات الحديثة في العرض وإيصال الرسالة المطلوبة ودعم الهوية الوطنية لدى الناشئة، وتناول الموضوعات الكبرى في إطار من المهنية في سياق تاريخي يستوعبه الجيل الجديد، مؤكدًا أن هناك موضوعات كبرى يمكن الاشتغال عليها ومنها الدولة البوسعيدية وتاريخ النشأة والتحديات، ودور الإعلام مهم في حفظ إرث الدولة البوسعيدية، وتوظيف العلاقات العامة ودورها في تعزيز الوعي المجتمعي في تشكيل الهوية الوطنية، وجناح الدولة البوسعيدية بمتحف عُمان عبر الزمان هو واحد من الوسائط المتعددة والخطوات الرائدة في مجال تعزيز الهوية والمواطنة، ومنها إنتاج مواد تفاعلية وخرائط تتيح التعرّف على المواقع المهمة في سلطنة عُمان والقصص الرقمية المتسلسلة لإيصالها للأطفال متضمنة الرسالة الوطنية وغرس الهوية والقيم الحقيقية المستهدفة، وأولها الوحدة الوطنية والاستقلال والسيادة.
وفي ختام الجلسة الحوارية، تم توجيه الأسئلة على المتحدثين والإجابة عليها، وأدار الجلسة خالد بن عبدالله بن سالم البداعي لمناقشة المحاور، حضر الجلسة المهندس اليقظان بن عبدالله الحارثي مدير عام متحف عُمان عبر الزمان، وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأن التاريخي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدولة البوسعیدیة
إقرأ أيضاً:
جامعة القاهرة تستضيف مفتى الديار المصرية بمحاضرة حول "الهوية الوطنية في مواجهة التحديات المعاصرة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواصل جامعة القاهرة فعاليات الموسم الثقافي للعام الجامعي 2024 /2025 حيث شهدت قاعة الاحتفالات الكبري بالجامعة برعاية وحضور د.محمد سامى عبدالصادق محاضرة حول " الهوية الوطنية في مواجهة التحديات المعاصرة"، ألقاها الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية.
أدار المحاضرة الدكتور عبدالله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة، وبحضور الدكتورة غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وعدد من عمداء الكليات، ومديري المراكز البحثية بالجامعة، ولفيف من السادة أعضاء هيئة التدريس والعاملين، وجموع من الطلاب بمختلف كليات الجامعة.
وتأتى فعاليات الموسم الثقافي للجامعة فى إطار تكليفات رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع الطلاب، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، تستهدف تعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، على مختلف المستويات محليًا وإقليميًا وعالميًا، بما يصقل شخصياتهم، ويساهم فى تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن.
وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق، بفضيلة المفتي لتواجده بجامعة القاهرة العريقة، مؤكدًا أهمية موضوع المحاضرة التي تتناول الهوية الوطنية والتحديات التي تواجهها، لافتًا إلى أن تعزيز الهوية يتحقق من خلال الاهتمام باللغة العربية، وتعزيز الانتماء والولاء للوطن، مشيرًا إلى دور مكتب تعزيز الهوية الوطنية والتراثية بالجامعة، وهو الأول من نوعه على مستوى الجامعات المصرية.
ووجه الدكتور محمد سامي عبد الصادق طلاب الجامعة بضرورة التمسك بالأعراف والتقاليد التي نشأنا عليها، واحترام اللغة العربية وعدم الإنسياق وراء من يحاولون السخرية منها، وضرورة فهم واستيعاب مايُقال لهم وإدراكه بشكل جيد، مؤكدًا أننا نواجه حربا فكرية خطرة يجب الانتباه إليها والتصدي لها.
ومن جانبه، عبر الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، عن سعادته لتواجدة داخل جامعة القاهرة القلعة العلمية الرصينة التي يشهد لها الجميع بتفردها وتميزها، ودورها المهم في خدمة البشرية بشكل عام وخدمة الدولة المصرية بشكل خاص، مؤكدًا أن موضوع الهوية يجب النظر إليه بإعتباره أصلا من الأصول وليس من الأمور السطحية، وأنه ضرورة حياتيه في الوقت الراهن وظروف العصر وقيم العالم الذي نعيش فيه، لافتًا إلي أننا نعيش في عالم حاد في أحكامه وقاسٍ في توجهاته ومتناقض في أخلاقه ويحكمه المصلحة والمنفعة وينقسم إلى دول قوية ودول ضغيفة، وأمم متقدمة وأخري متأخرة، وما يعرف بالدول الكبري والدول نامية.
وأشار الدكتور نظير محمد عياد، إلي أن مفهوم الهوية يمثل بوابة خطيرة يمكن من خلالها العمل على "وأد الحضارات" وتزييف التاريخ والتلاعب بالدين، ويمكن من خلالها السخرية من الثقافة والفن، لافتًا إلى أن الهوية الوطنية تحكمها مجموعة من النظم قد تكون عقائدية أو اجتماعية أو ثقافية أو تاريخية ومجموعة من الأعراف والتقاليد التي تساهم في تشكيلها وتحكم المنتسب لهذه الهوية، مضيفًا أن المعركة الحقيقية في الوقت الحالي تدور حول قضية جوهرية وهي "قضية الوعي"، والذي يتمثل أحد أدوات تزييفه العمل على التشكيك في الهوية الوطنية والطعن فيها.
وأكد فضيلة مفتي الديار المصرية، أهمية الملتقات الفكرية التي تنظمها الجامعة لأنها اللبنة الأولي التي يتم الاعتماد عليها في مواجهة التحديات المعاصرة التي تستهدف تشوية الهوية الوطنية، مشيرًا إلى مكونات الهوية والتي تتمثل في الوطن، والدين، واللغة، والتاريخ، والتراث العلمي والثقاقي والفني بالإضافة إلي الجانب الحضاري لأي أمة أو مجتمع، لافتًا إلى أن الهوية الوطنية تدفع الإنسان إلى بذل كل نفيس لحمايتها والحفاظ عليها، مؤكدًا على اننا نواجه نوعا من الغزو الفكري يستهدف القضاء على الدين والقيم والأخلاق، والإرث العلمي.
وتطرق الدكتور نظير محمد عياد، إلي بعض المصطلحات الخاطئة والشاذة الشائعة في الوقت الراهن والتي تستهدف تشويه الهوية الوطنية، وأن اللغة تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على الهوية الوطنية وتمثل نقطة الإنطلاق للعالمية وتحقيق التفرد، مشيرًا إلي التحديات المختلفة التي تواجهها الهوية الوطنية داخل فضاء مفتوح به انفتاح رقمي لا حد له ووسائل تواصل متعددة يتعذر حصرها وتعمل علي التلاعب بالعقول وايجاد نوع من الهزائم النفسية من خلال نشر المفاهيم والمصطلحات الغريبة وتشويه الحقائق السائدة وتتناول مفهوم الحرية وتوظفه بشكل خاطئ.
ومن جهته، أكد الدكتور عبد الله التطاوي، حرص جامعة القاهرة على تثقيف طلابها وتوعيتهم بضرورة الحفاظ على هويتهم الوطنية، وذلك من خلال الرجوع والاستناد إلى مصادر التثقيف الصحيحة، والتي تعمل على تحصين الشباب ضد الشائعات التي تستهدف هدم الأفكار البناءة، مضيفًا أن أبناء جامعة القاهرة هم الذين يرفعون الراية في المستقبل ولابد من زيادة وعيهم من خلال إمدادهم بالمعلومات والحقائق من مصادرها الآمنة.
وأوضح الدكتور محمد منصور هيبة، أن مصر أمة تملك تراثا وتاريخا ولغة وحضارة، وشعبا له مقومات قادرة على الصمود أمام مختلف التحديات التي يواجهها، وأن الهوية التي تجمعنا تجعلنا أمة واحدة لها قبلة واحدة ومرجعية واحدة وتقاليد لا تختلف ولاتتناقض مع الشعائر والنصوص الدينية، مؤكدًا أن مصر سوف تظل عصية على الإنكسار بفضل تماسك شعبها، وقوة جيشها الوطنى ورموزها السياسية وعلمائها ومفكريها وشعبها الأبي وجميعهم يساهمون في الحفاظ على أمانها ووطنيتها.
وفي نهاية اللقاء تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد على تساؤلاتهم المختلفة بهدف إثراء أفكارهم عبر فعاليات المحاضرة بهدف تكوين جيل واع بتحديات العصر.
كما أهدي الدكتور محمد سامي عبد الصادق درع جامعة القاهرة للدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية تقديرًا لدوره المتميز وجهوده في تطوير مهام وأنشطة وفعاليات دار الإفتاء المصرية.
IMG-20250225-WA0078 IMG-20250225-WA0077 IMG-20250225-WA0080 IMG-20250225-WA0079 IMG-20250225-WA0084 IMG-20250225-WA0083 IMG-20250225-WA0082