جابر حسين العماني
jaber.alomani14@gmail.com
تواجه الحياة الزوجية العديد من التحديات المختلفة، ومنها المشاكل التي قد تؤثر على استقرارها وسعادتها، وهو أمر طبيعي قد يحصل لكل أسرة في المجتمع، إذ لا يوجد أحد في عالم الإنسان معصوم عن الخطأ، وللتغلب على تلك التحديات والمشاكل ينبغي على الزوجين التسلح بنور العلم والحكمة والمعرفة؛ فالأزواج المتعلمون هم الوحيدون القادرون على إحداث التغيير الإيجابي في حياتهم الزوجية.
هناك مبادئ أساسية لا بد من الإيمان بها والعمل على توفيرها وذلك لتسير الحياة الزوجية بأحسن حالاتها نحو حياة أفضل وأجمل، بعيدًا عن مساوئ الجهل والأفكار المدمرة، التي قد تضعف الحياة الزوجية وتخرجها عن السيطرة، وتسمى تلك المبادئ بـ"قواعد الحب" وهي قواعد راقية وجميلة تجعل من الحياة الزوجية آمنة ومستقرة، فيها الكثير من درجات الحب والعطف والحنان بين الأزواج، وهنا نذكر أهم خمسة قواعد زوجية ينبغي التعامل بها من أجل تحقيق حياة زوجية أفضل وأكمل وأجمل وهي كالاتي:
القاعدة الأولى: حفظ الميثاق الزوجي: وهو مراعاة الحياة الزوجية والحفاظ عليها بحيث يكون كل من الزوجين وفيًا ومخلصًا للآخر، وذلك بتحمل كل منهما مسؤولياته الزوجية، والتي من أهمها ضبط المشاعر والانفعالات وتقديم مصلحة الأسرة على المصالح الشخصية، والاهتمام بالحوار الهادئ وتجنب الصدامات التي قد تطرأ على الحياة الزوجية بين الحين والآخر، وجعل الدين وتعاليمه المرجع الأساس لحل المشكلات، بحيث يكون الزوجان مرتبطين معًا في السراء والضراء، مؤمنان بأهمية إرساء ثقافة الاعتذار بينهما، وعدم السماح لأي كان بالتدخل في حياتهما الزوجية إلا عند الضرورة القصوى، والعمل على السير بصدق واجتناب الكذب، وعدم إظهار الخلافات أمام أفراد الأسرة، وذلك هو ميثاق لا بد من العمل على تحقيقه من أجل حياة زوجية خالية من المنغصات الحياتية التي قد تعصف بالحياة الزوجية. القاعدة الثانية: المحبة والمودة: وهي من أهم القواعد الإيجابية التي تزرع السكينة في نفس الزوجين وتقربهما من بعضهما البعض، والتي ينبغي تفعيلها بمفاتيح النجاح، وهي: التقدير والاحترام والاخلاص والتعاون والتشجيع والتفاهم والإعجاب والطاعة والسكن، فتلك هي احتياجات ضرورية يحتاجها كل من المرأة والرجل في حياتهما الزوجية لبناء أسرة قوية ومتماسكة. القاعدة الثالثة: حق العلاقة الحميمة: وهي من القواعد الرئيسية في الحياة الزوجية، والتي تتطلب من الزوجين الاهتمام بالنظافة الجسدية، والظهور بالمظهر الأنيق، والمحادثة الهادئة، وأداء الحق بأفضل ما يكون، واستغلال تلك اللحظات بخلق الأجواء المريحة، والإعداد لتلك الأجواء، وتجنب كل ما يُسيء للعلاقة الحميمة بين الزوجين، وقد ورد أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: "يا رسول الله؛ ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: (أَنْ تُطِيعَهُ وَلاَ تَعْصِيَهُ، وَلاَ تَتَصَدَّقَ مِنْ بَيْتِهَا بِشَيْءٍ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلاَ تَصُومَ تَطَوُّعًا إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلاَ تَمْنَعَهُ نَفْسَهَا...". القاعدة الرابعة: الإيمان المطلق بأهمية الحوار البناء بين الزوجين؛ فالحوار له دور كبير في خلق الأجواء المريحة في الحياة الزوجية، ولكن بشرط أن يكون مبنيًا على الحديث بلغة واضحة، وصوت معتدل، وتحديد الأهداف، والتي من أهمها: الإيمان بالاحترام والأدب، وتقبل الاختلاف في الرأي والتفكير فيما يُطرح، وتقبل المداخلات، وتجنب الكلمات التي فيها أذية للآخر، والابتعاد عن الصراخ والانفعال والغضب والعناد والتعصب للرأي ونبش الماضي، فتلك موارد يجب الابتعاد عنها، فهي لا تعود على الحياة الزوجية إلا بمزيد من التأزيم والتعقيد والفرقة. القاعدة الخامسة: الاعتراف بالخطأ: وكما قيل الاعتراف بالخطأ فضيلة، والإنسان المتزوج هو الآخر ليس بمعصوم عن الوقوع في فخ الأخطاء الزوجية، ولكن يجب عليه الاعتراف بذلك والتنازل عن الكبرياء قليلًا، والتواضع للآخر، فلا بد للإنسان أن يسامح ويعتذر وأن يتجنب الكذب والعناد والتكبر في حياته الزوجية، وذلك لينال ثقة الآخر واحترامه وإجلاله، فثقافة الاعتراف بالخطأ هي ثقافة راقية يجب تفعيلها في الحياة الزوجية للحصول على حياة سعيدة وهانئة.إنَّ الحياة الزوجية ليست هي بالحياة الوردية كما يعتقد البعض، بل هي بحاجة ماسة إلى فن إدارة الحياة بالحكمة والعطاء بلا حدود، والتركيز على تطبيق قواعد الحب، ولا يتحقق ذلك إلا بالتفاهم بين الزوجين، وتقديم التنازلات، والعمل على الأولويات، والسير بخطى ثابته وفق التعاليم الدينية والأخلاقية التي أرادها الله تعالى، وليس ما يبثه الغرب من تعاليم بعيدة عن القيم والمبادئ الدينية والإسلامية.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية: قانون عفى عليه الزمن
وقعت حاكمة ولاية نيويورك الأمريكية، الجمعة، كاثي هوشول، على قانون يلغي تشريع نادر الاستخدام يعود إلى عام 1907، كان يجرّم خيانة الزوج أو الزوجة، ويصنفها كجنحة قد تؤدي إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
ماذا قالت كاثي هوشول؟وصفت هوشول توقيعها على القانون بأنه "مفارقة" نظرًا لزواجها السعيد، لكنها أكدت أن قضايا الخيانة يجب أن تُترك للأطراف المعنية بدلاً من تدخل النظام القضائي. وقالت: "بينما كنت محظوظة بمشاركة حياة زوجية مليئة بالحب مع زوجي لمدة 40 عامًا، مما يجعل من المفارقة أن أوقع قانونًا لإلغاء تجريم الخيانة، أعلم أن العلاقات غالبًا ما تكون معقدة". وأضافت: "يجب أن تُحل هذه القضايا بين الأفراد وليس من خلال نظام العدالة الجنائية. دعونا نُسقط هذا القانون القديم والسخيف نهائيًا".
ما هو قانون الخيانة في نيويورك؟لا تزال قوانين تجريم الخيانة الزوجية سارية في بعض الولايات الأمريكية، رغم أن بعضها ألغى هذه القوانين في السنوات الأخيرة.
كان قانون نيويورك يُعرّف الخيانة بأنها "إقامة علاقة جنسية مع شخص آخر أثناء وجود شريك حياة على قيد الحياة، سواء للفاعل أو للطرف الآخر". ومنذ سبعينيات القرن الماضي، وُجّهت تهم لحوالي 12 شخصًا فقط بموجب القانون، وأدين خمسة منهم فقط، وفقًا لعضو الجمعية التشريعية تشارلز لافين. وأوضح أن القانون لم يحقق أي هدف سواء في حماية المجتمع أو ردع السلوكيات المنافية.
حالات سابقة بموجب قانون الخيانةاستخدم قانون نيويورك لأول مرة عام 1907، حيث أُلقي القبض على رجل متزوج وامرأة تبلغ من العمر 25 عامًا بعد أن زعمت زوجة الرجل أنهما "يعيشان كزوجين". وفي عام 2010، استُخدم القانون آخر مرة ضد امرأة ضُبطت في عمل غير أخلاقي في حديقة، لكن التهمة أُسقطت لاحقًا كجزء من صفقة قضائية.
رغم أن قوانين تجريم الخيانة لا تزال قائمة في بعض الولايات الأمريكية، إلا أن استخدامها نادر جدًا، وتم إلغاؤها في عدة ولايات مؤخرًا، بعد أن كانت تهدف سابقًا إلى تعقيد إجراءات الطلاق. ومع ذلك، فإن توجيه الاتهامات بموجب هذه القوانين نادر للغاية، والإدانات أكثر ندرة.
كلمات دالة:الخيانة الزوجيةالولايات المتحدة الأمريكيةولاية نيويورك تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
هبة الزغيلات مترجمة ومحررةعضو في فريق محرري موقع البوابة الإخباري النسخة العربية، تعمل على إثراء قسم "اختيار المحرر" عن طريق رصد ومتابعة الأحداث المنوّعة والغريبة على مدار الساعة من المصادر العامة المتعددة كوكالات الأنباء العربية والعالمية، حيث تقوم هبة، الحاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية، بترجمة الخبر الأجنبي إلى اللغة العربية حتى يتسنى للقارئ العربي الحصول على المعلومة كاملة.
الأحدثترند نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية: قانون عفى عليه الزمن إعلام عبري: إصابة 6 مستوطنين بسقوط صواريخ على تل أبيب الأونروا: ما يدخل غزة من المواد الإغاثية لا يكفي 6% من السكان الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي خلال 3 أيام ...ارتفاع حصيلة قتلى العنف في باكستان إلى 82 قتيلا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter