عقلانية المقاومة تردع وحشية العدو
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
الفصل اليوم من صراعنا مع العدو الصهيوني ورعاته عنوانه "طوفان الأقصى"، وهذا الفصل هو الأعنف في تاريخ المواجهات مع العدو؛ بل والأخطر على العدو ورعاته ومخططات الغرب لهذه الأُمَّة.
طوفان الأقصى اليوم بمثابة وعد عربي مضاد لـ"وعد بلفور" المشؤوم وناسخ له، لهذا استشعر العدو ورعاته- ولأول مرة- الزوال، ومارسوا سياسة الأرض المحروقة، كما يلجأ الطُغاة في أيامهم الأخيرة قبل زوالهم.
المُتابِع ليوميات وتفاصيل "طوفان الأقصى" بعينٍ من داخل الكيان المؤقت، يلمس ويرى حجم الذعر والهلع الذي ينتاب قادة الكيان ومستوطنيه، من حجم الخسائر التي لحقت بهم على كافة الصُعُد، العسكرية والاقتصادية والسياسية والأمنية والفكرية، والأخطر والأمضى تمثل في خسارتهم للسرديات التي تستر خلفها طيلة ما يزيد على 7 عقود من احتلال فلسطين، مثل "الجيش الذي لا يُقهر" و"الموساد اليد الطولى"، و"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
القيمة الحقيقية لهذا الفصل من الصراع مع العدو، تتمثل في أنه صراع منقول للعالم بالصوت والصورة وعبر وسائل سهلة ومتاحة للجميع، وهي الإعلام الاجتماعي (السوشل ميديا)، هذا الإعلام الذي أصبح منبرًا لمن لا منبر له، وتخطى الإعلام التقليدي في رسالته وتأثيره وحصار عقل المتابع له، والأهم من ذلك تجاوزه كل وسائل الحجب والفلترة والرقابة. لهذا وصل الطوفان بيومياته وتفاصيله وأسبابه التاريخية والحالية الى جميع دول العالم، فأيقظ الضمير العالمي نحو قضية فلسطين بصورة عفوية ومؤثرة للغاية.
أُطلق على القرن العشرين، قرن الشعوب، لما تخلله من حركات تحرُّر حول العالم للخلاص من الاحتلالات الغربية، ورغم التحُّرر المنقوص لأغلب تلك الشعوب، إلّا أن الطوفان اليوم حثَّهم وعلمهم أهمية التحرير من الاحتلال الأخطر وهو التبعية للغرب، لهذا حفَّز الطوفان المقاطعة الاقتصادية لدى أحرار العالم، كما فضح حجم التغوُّل والنفوذ الغربي في توظيف المنظمات الدولية لتتكتل معه وتمارس الجوسسة والضغوط على الدول "المارقة" وفق التصنيف الأمريكي- الغربي.
"طوفان الاقصى" لم يبعث قضية شبه منسية مثل قضية فلسطين على السطح مُجددًا؛ بل حفَّز جميع المترددين في العالم على نيل حقوقهم المؤجلة من الغرب؛ حيث وجد الروس والصينيون وأحرار أفريقيا في الطوفان مناسبة تاريخية مفصلية لتفعيل ثأراتهم؛ فالطوفان- وبالتداعي- تعاظم جغرافيًا من غزة الى لبنان الى اليمن فالعراق وإيران وسوريا؛ لينضم الى جبهة أوكرانيا وتايوان ودول الساحل والصحراء الأفريقية. ويبدو من ملامح المواجهات اليوم أن الروس دخلوا بقوة على خط الطوفان ودعموا فصائل المقاومة ومحورها بالسلاح والدعم الاستخباراتي والغطاء السياسي؛ الأمر الذي يُمكِن تفسيره بأن الروس وجدوا في الطوفان حالة تاريخية للنيل من الغرب الداعمين لأوكرانيا، وبالنتيجة الحتمية إغلاق ملفي الصراع في فلسطين ولبنان وأوكرانيا معًا. كما وجدت الصين ضالتها في الاستفادة من نهج المقاطعة للمنتجات الغربية وثمرتها اليانعة اليوم هي المقاطعة التقنية بعد جريمة "أجهزة البيجرات" في لبنان، تلك الجريمة التي جعلت العالم بين خيارات التوجه شرقًا، والعودة التدريجية الى الوسائل البدائية لحين خلق البديل الآمن، وهذا القرار مُرشَّحٌ لأن يُفقد الصناعات التقنية في الغرب- وعلى رأسهم أمريكا- ما لا يقل عن 10 تريليونات من الدولارات خلال العقد المقبل.
ولا يمتلك الكيان الصهيوني ورعاته اليوم قرارَ وقف الحرب؛ لأن ذلك يعني الإقرار بالهزيمة وبداية زوال كيانهم؛ بل ومصالحهم في جغرافيات عديدة، لهذا يفاوضون بالقوة النارية وإشاعة الخراب الممنهج والقتل والدمار لاستعادة سردية واحدة من السرديات المفقودة في فصول الطوفان لتسويقها مجددًا. أما الجيش أو اليد الطولى ويستجدي من تحت الطاولة محور المقاومة وفصائلة منفردة تارة ومجتمعة تارة أخرى، للظفر بصورة المنتصر إعلاميًا، وهذه نظرية أمريكية صرفة منذ نكبة فيتنام وماتلاها من مستنقعات غرق فيها الامريكي وفقد هيبته مثل أفغانستان والعراق.
لا شك عندي بأن "طوفان الأقصى" لن يُزيل الكيان ولن يُنهي احتلاله، ولكنه دقَّ الإسفين الكبير في نعشه القادم على يد شعب الجبارين، الشعب العاشق للشهادة، والذي يُولد من أرحام الحرائر وتجويفات الأرض معًا. والله غالب على أمره.
قبل اللقاء.. نقول ونكرر "النصر دائمًا حليف من يمتلك قوة العقل والرشد والإيمان".
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة حق مشروع ونحن على العهد يا قدس
الثورة نت/..
أكد أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن “هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يهزم لأنه صاحب حق ونحن موعودون في كتاب الله بهذا النصر”، موضحا أن هناك “اليوم مقاومة فلسطينية مسلحة متجذرة تريد التحرير من البحر إلى النهر”.
وقال الأمين العام لحزب الله، في كلمة له بثها تلفزيون المنار اليوم السبت بمناسبة “يوم القدس العالمي”، إن الإمام الخميني أعلن عن يوم القدس العالمي من أجل التضامن مع القدس وفلسطين والمستضعفين في العالم بمواجهة الطواغيت الذين يحاولون قهر الشعوب.
وتابع ان “الإمام الخامنئي أعلن أن القضية الفلسطينية بالنسبة لإيران ليست قضية تكتيكية أو قضية استراتيجية سياسية، وإنما هي قضية عقائدية قلبية وإيمانية، وهذه الأمور تبين الأبعاد التي تتمتع بها هذه القضية”.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنه “يمكننا أن نفهم ما حصل في منطقتنا منذ إعلان الإمام الخميني عن يوم القدس في العام 1979 وحتى يومنا هذا”.
وأوضح “سنجد أن هناك تغييرات كثيرة حصلت لمصلحة تحرير فلسطين، منها أن إيران كانت إيران الشاه وفزاعة للجميع وشرطي الخليج بالتعاون مع الكيان الإسرائيلي، ولكن الأمور انقلبت ولم يعد لهذه القوة الكبيرة في منطقة الخليج أي تعاون ودعم لإسرائيل، وإنما حصلت التغيرات لصالح دعم المقاومة”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن “هذه التغييرات حولت القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية”.
وتابع “في لبنان أصبح هناك مقاومة قوية وقادرة، وكذلك في اليمن وفي العراق هناك قوة تعطي دفعاً إضافياً للمقاومة، بالإضافة إلى دول وشعوب المنطقة، وأيضاً في العالم هناك شعوب ودول تضامنت ودعمت”.
ورأى أن “كل هذه الأمور هي متغيرات إيجابية لصالح القضية الفلسطينية ونحن أمام تحول كبير سيؤدي دوره بشكل كامل”.
وشدد الشيخ قاسم على أن “العدو الاسرائيلي غدة سرطانية بيد أميركا، ونحن أمام عشرات السنوات من الأهداف التوسعية “الإسرائيلية”، وكانت تتراجع في بعض المراحل لأنها تواجه ضغطاً ومقاومة”.
وأضاف “حتى الضفة الغربية يريد العدو الاسرائيلي السيطرة عليها، ولا شيء اسمه فلسطين بالنسبة للعدو الاسرائيلي”.
وقال الشيخ قاسم إن “موقفنا كحزب الله هو أننا نؤمن أن هذه القضية الفلسطينية هي قضية حق، وهناك أربعة عناوين تجعلنا نتمسك بهذا الحق: أن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني الحرمين. نحن نؤمن بالحق أن الشعب الفلسطيني صاحب حق ويجب نصرته بمواجهة الباطل. نحن نلتزم بالأمر الشرعي بقيادتنا المتمثلة بالإمام الخامنئي على نهج الإمام الخميني، وهذا النهج الشرعي يتجاوز كل الاعتبارات والحدود. نحن نعتبر أن مصلحتنا في نصرة المستضعفين وفلسطين وهذا يرتد خيراً على لبنان وفلسطين وكل المنطقة، ولنا مصلحة في مناصرة هذا الحق”.
وأضاف “لذلك نعلن دائماً أننا على العهد يا قدس مهما كانت التعقيدات، ولدينا إيمان في تحرير فلسطين ومصلحة في حماية لبنان”، مضيفا “لقد اجتمع لدينا المصلحة والإيمان”، لافتا إلى أن “حزب الله قدم دعماً مهماً لفلسطين وبلغ أعلى مراتبه في شهادة سيد شهداء الأمة الشهيد السيد حسن نصر الله كتعبير حقيقي أننا مع القدس”.
وأوضح الشيخ قاسم “ليكن معلوماً أن لبنان على لائحة الضم الإسرائيلي، بالحد الأدنى جنوب لبنان، ضماً واستيطاناً، ولدينا تجربة سابقة مع جيش عملاء لحد لإنشاء شريط محتل كجزء لا يتجزأ من الكيان الإسرائيلي”.
وتابع “هذا الهدف لا يزال موجوداً، العدو الاسرائيلي يريد أن يحتل وأن يضم أرضاً لبنانية ويريدون التوسع”، مضيفا “ألم نسأل أنفسنا لماذا لم يخرجوا من لبنان عام 2000 إلا بالمقاومة على الرغم من وجود قرارات دولية؟ ببساطة لأنهم يريدون الاحتلال”.
وقال “نحن واضحون في موقفنا أن “إسرائيل” عدو توسعي ولن يكون لديها حد، ومقاومتنا حق مشروع وحق دفاعي والمقاومة يجب أن تستمر، صحيح أن المقاومة تمنع الاعتداء، ولكن يمكنها أن تحبطه وتمنعه من تحقيق أهدافه”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن “هناك قدرة استطاعت أن تمنع العدو الاسرائيلي من تحقيق أهدافها، فذهب العدو إلى وقف إطلاق النار”، مؤكدا “نحن في حزب الله التزمنا بالاتفاق بشكل كامل لكن العدو لم ينسحب ولا يزال يعتدي على لبنان في كل يوم”.
وتابع “لا يمكن أن نسمي اليوم ما يقوم به العدو الاسرائيلي خروقات بل هو عدوان تجاوز كل حد وكل التبريرات لا معنى لها”.
ورأى أن “على الدولة اللبنانية أن تتصدى وما زال الوقت يسمح بالمعالجة السياسية والدبلوماسية”.
وشدد على أن “مسؤولية الدولة أن تخرج عن الدائرة الدبلوماسية في لحظة معينة لمواجهة الاحتلال”.
وشدد الشيخ قاسم على أنه “إذا لم يلتزم العدو الاسرائيلي وإذا لم تقم الدولة بالنتيجة المطلوبة فلن يكون أمامنا إلا العودة إلى خيارات أخرى”.
واضاف “ليعلم العدو الاسرائيلي أنه لن يأخذ بالضغط لا من خلال احتلال النقاط الخمس أو عدوانه المتكرر ما يريده”.
وتابع “لن نسمح لأحد أن يسلبنا حياتنا وأرضنا وعزتنا وكرامتنا ووطنيتنا”، مؤكدا “لسنا ضعفاء في مواجهة مشاريع أمريكا والعدو الإسرائيلي”.
على صعيد الشأن اللبناني، قال الشيخ قاسم إن “حزب اللّه وحركة أمل أنجزوا نقلة نوعية بانتخاب رئيس الجمهورية وبإكمال عقد الحكومة وبالاندفاع لبناء الدولة”.
ولفت إلى أن “لبنان لا ينهض إلا بجميع أبنائه ولا يفكر أي أحد أنه قادر على إلغاء أي طرف”، مؤكدا أن “من حق الشعب اللبناني على دولته أن تعمر ما هدمه العدو الإسرائيلي”.
وفيما يتعلق بالأحداث التي شهدتها الحدود اللبنانية السورية، قال الشيخ قاسم “يحاول البعض اتهام حزب اللّه ببعض ما يحصل في الداخل السوري والحدود السورية ولكن هذا غير صحيح”.
وأكد أن “على الجيش اللبناني تقع مسؤولية حماية المواطنين من الاعتداءات التي تحصل على الحدود اللبنانية السورية”.