قلعة شمع.. حيث تسقط أساطير إسرائيل أمام صمود التاريخ
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
ها هي آلة القتل الإسرائيلية تؤكّد مجددًا عنجهيتها وبطشها.. تؤكّد أن سلاحها لا يقوم إلا على الدم والقتل ومحو عائلات وآثار وتاريخ وذكريات.. هكذا اعتد اللبنانيون على هذا التصرف الإسرائيليّ..
وبعد صولات وجولات، ها هو اليوم قد بدأ في استهداف معالم بلاد الارز التاريخية، فبعد تهديد قلعة بعلبك، وتدمير مبنى المنشيه التاريخي، طال بارود تفجيراته قلعة شمع.
اليوم، عادت القلعة إلى الواجهة، ليس بفضل تاريخها الذي يمتد قرونًا، بل نتيجة استهداف جديد لطالما هدد بطمس معالمها. إسرائيل، التي حولت هذا الموقع إلى قاعدة عسكرية لعقود، لم تتوقف عن محاولة محو ذاكرة المكان، سواء بالقنابل أو بالادعاءات. الغارات الجوية التي دمرت أجزاء كبيرة منها في حرب عام 2006 ما زالت شاهدة على عنفٍ يرفض التاريخ تبريره، وها هي اليوم تُستباح مجددًا تحت ذريعة البحث عن دليلٍ تاريخي يزعم ارتباط المكان بتراثٍ إسرائيلي.
داخل أسوار القلعة، يرقد مقام النبي شمعون الصفا، رمزٌ ديني وروحي يتوسط المكان. هذا المقام، الذي لطالما كان مقصدًا للزوار والحجاج، لم يسلم من الاعتداءات. ففي أحدث الفصول، تسلل عالم آثار إسرائيلي برفقة جنود مدججين بالسلاح إلى الموقع، محاولًا إثبات رواية خرافية عن أصول إسرائيلية مزعومة لهذا المقام. لكن الحقيقة كانت أسرع في كشف النوايا، حين انتهت زيارته بمقتله في مواجهة مسلحة، ليُضاف هذا الحدث إلى قائمة طويلة من محاولات الطمس التي فشلت في تشويه هوية القلعة.
هوية القلعة المعروفة أبًا عن جدّ يشهدُ لها تاريخ الآباء والاجداد، وأبراجها العالية كانت خير شاهد على التواصل الفكري والثقافي بين أهالي لبنان وفلسطين.. أبراج وحجارة قبل أن تتبعثر بفعل آلة القتل استوطن التاريخ فيها مسبقًا.. تاريخ يعبق برائحة أجدادنا الذين صلبوا على هذه الأرض وقدّموا ثمنها دمًا..
هذه القلعة التي يعود عمرها لأكثر من 800 عام وبناها الصليبيون كانت قد تعرضت خلال عدوان 2006 للاستهداف وكانت الحكومة الإيطالية جاهزة لإعادة إعمار التاريخ، وقبلها عام 1978 استوطنت فيها مجموعات عسكرية إسرائيلية على مدى 22 عامًا إلا أن محاولة طمس الهوية لم تنجح.. وحجارة القلعة التي بقت صامدة لا تزال تصدح: هذه الأرض لن يدنّسها الغزاة ومهما حاولوا أن يطمسوا اصواتنا، فلا صوت يعلو فوق صوت التاريخ. المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
التاريخ ينحاز لبيلباو أمام يونايتد.. وتوتنهام يخشى مفاجآت جليمت
تتجه الأنظار إلى ملعب "نيو سان ماميس" في مدينة بيلباو الإسبانية، حيث يستضيف أتلتيك بيلباو فريق مانشستر يونايتد، غدًا الخميس، في ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي.
وكان الفريقان قد وصلا إلى المربع الذهبي بعد مشوار طويل، حُسمت آخر محطاته في دور الثمانية؛ حيث تغلب بيلباو على رينجرز الإسكتلندي بهدفين دون رد في مجموع المباراتين، فيما احتاج مانشستر يونايتد إلى الوقت الإضافي ليتفوق على ليون الفرنسي بنتيجة 7-6 في مجموع المواجهتين، بعدما فاز 5-4 في مباراة الإياب التي أقيمت على ملعبه.
ويعوّل بيلباو على خبرات مدربه إيرنستو فالفيردي، الذي سبق له تدريب عدد من الأندية الإسبانية الكبرى، أبرزها برشلونة، ويسعى الفريق الباسكي إلى الوصول للنهائي الذي سيُقام على ملعبه، ما يمنحه فرصة ذهبية لتحقيق اللقب الأوروبي الأول في تاريخه وبين جماهيره.
في المقابل، يتطلع مانشستر يونايتد بقيادة مدربه البرتغالي روبن أموريم إلى بلوغ النهائي والتتويج بالبطولة، باعتبارها بوابة العبور إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بعد فشله في تحقيق ذلك عبر الدوري المحلي، حيث يحتل الفريق المركز الرابع عشر قبل أربع جولات من نهاية البريميرليغ.
وكان مانشستر يونايتد قد أنهى مرحلة المجموعات في المركز الثالث، ليتأهل مباشرة إلى دور الستة عشر، بينما جاء بيلباو في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة فقط عن الشياطين الحمر.
ويبتسم التاريخ لصالح بيلباو، إذ سبق له التفوق على مانشستر يونايتد ذهابًا وإيابًا في موسم 2011/2012 ضمن دور 16 من البطولة ذاتها، بنتيجتي 2-1 و3-2.
صدام الحاضر والمفاجآت
وفي نصف النهائي الآخر، يستضيف توتنهام فريق بودو جليمت النرويجي، في مواجهة بين فريقين يعيشان ظروفًا متباينة.
يمر توتنهام بمرحلة صعبة خلال الموسم الحالي الذي لم يحقق فيه أهدافه، مكتفيًا حتى الآن بالمركز الثالث عشر في ترتيب الدوري الإنجليزي، ما أثار غضب الجماهير التي وجهت انتقادات لاذعة للمدرب الأسترالي آنجي بوستيكوجلو، وسط تقارير تشير إلى إمكانية رحيله بنهاية الموسم في حال حدوث انتكاسة جديدة.
وكحال مانشستر يونايتد، يعوّل توتنهام على الدوري الأوروبي كفرصة أخيرة لإنقاذ موسمه، آملًا في استعادة أمجاده الأوروبية بعدما تُوج بالبطولة مرتين عامي 1972 و1984، غير أنه سيواجه خصمًا نرويجيًا طموحًا فاجأ الجميع.
فقد أطاح بودو جليمت بفرق كبيرة خلال مشواره، أبرزها بورتو البرتغالي، وتفينتي الهولندي، وأولمبياكوس اليوناني، ولاتسيو الإيطالي، ليبلغ نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز غير مسبوق للنادي.
ويخشى توتنهام مفاجآت الفريق النرويجي، لكنه سيتسلح بعاملي الأرض والجمهور في لقاء الذهاب، على أمل تحقيق نتيجة إيجابية قبل خوض الإياب الأسبوع المقبل على ملعب بودو جليمت، الذي أثبت قدرته على استغلال أرضه بفعالية في مختلف مراحل البطولة.
تُقام مباريات الذهاب غدًا الخميس، بينما تُجرى لقاءات الإياب الأسبوع المقبل، على أن يُقام النهائي المرتقب على ملعب "نيو سان ماميس" يوم 21 مايو / أيار المقبل.