لجريدة عمان:
2024-11-25@17:41:46 GMT

الرواية.. بين الانتصار للحقوق وإملاءات الجوائز

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

لا تزال الساحة الثقافـية بين ضفتي المتوسط مشغولة بقضية الكاتب الفرنسي الجنسية الجزائري الأصل كمال داود، الحائز مؤخرا على جائزة «غونكور» الفرنسية، التي لا تتجاوز قيمتها المالية أكثر من عشرة يورو، ولكن للجائزة قيمة معنوية تمنح الرواية الفائزة شهرة واسعة فـي البلدان ذات الثقافة الفرنكوفونية، التي تُعد هذه الجائزة إحدى قواها الناعمة والمغرية للكُتّاب بلغة فولتير، مع أن هذه الجوائز تُخضِع الأدب القادم من العالم الثالث لمواصفات وشروط الذائقة الأوروبية والفرنسية على وجه التحديد، كما ذكر ذلك الكاتب الفرنسي جان ــ لو أمسيل فـي كتابه «اختلاق الساحل» الذي راجعه الكاتب بابا ولد حرمه ونشره فـي الموقع الإلكتروني لمركز الجزيرة للدراسات.

ويرى الكاتب بأن ذلك الإبداع يستجيب «لشروط وهياكل مسبقة شيدتها فرنسا عبر شبكات تعاونها المتمثل فـي المراكز الثقافـية ووسائل الإعلام والجوائز الأدبية ودور النشر التي تخصص حيزاً كبيراً من جهودها لما يبدعه كتاب ومثقفون ومفكرون ذوو علاقات وطيدة مع النخب الثقافـية والعلمية فـي باريس». وقد عنون الكاتب الفصل الثاني من الكتاب « توطين المثقف الناطق بالفرنسية فـي الساحل» حيث ذكر المؤلف بأن « فرنسا تقتات ثقافـيا على إبداعات وطاقات أبناء القارة السمراء الطافحة بالوعود والحياة» ويتطرق المؤلف إلى تتبع خيوط الروايات الحائزة على الجوائز الأدبية وخاصة جائزة «غونكور» المهتمة بالأعمال المناهضة «للإسلاموية أو الرُهاب من الإسلام وما تخلفه هذه الأعمال من صدى، وما يُـذرف من دموع فـي أرجاء فرنسا حسرة وأسى على مصائر شخوصها من ضحايا الأبوية و«الإسلاموية» والتطرف المناقض للقيم الإفريقية «الأصيلة السمحاء».

هكذا إذن يُقيّم المثقف الأوروبي للجوائز الأدبية التي تمنحها الدول الاستعمارية لمستوطناتها القديمة، ويذُكرنا ذلك بالمثل الإنجليزي القائل «من يدفع للزمار يختار اللحن». فالجوائز الأدبية التي تُمنح الشُهرة للعمل الأدبي، قد تؤثر على المواضيع التي يتناولها الأدب ويُتهم كتابها بالسعي إلى الشهرة على حساب القيم الوطنية والنيل من مكانة الدولة، مع العلم بأن الكتابة التي تدين العنف وتفضحه وتعريه هي كتابة مرحب بها، نظرا لأن وظيفة الأدب ليست المؤانسة والإمتاع، وإنما وسيلة من وسائل الانتصار للمظلوم ورفع الضيم عنه، ولكن للأسف يتم أحيانا توظيف الكتابة لأجندة سياسية قذرة تُستغل وتتحول إلى وسائل ابتزاز وضغط على بعض الدول، وهذا أحد أسباب الجدال «حسب رأيي» حول رواية حوريات، التي منحها محكمو الجائزة ستة أصوات من أصل عشرة للجنة التحكيم.

وبصرف النظر عن مواقف الكاتب كمال داود من القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، فإنه لا يجوز محاكمة الكُتاب على أفكارهم شريطة ألا تتحول الكتابة إلى كآبة يتضرر منها آخرون كحال الشابة الجزائرية سعادة عربان (30 عاما) التي أفشت طبيبتها النفسية أسرارها لزوجها الكاتب كمال داوود وحكت الرواية قصتها الحقيقية، فأصبحت سعادة ضحية مرتين. مع التأكيد على أننا لم نكن لنعرف مأساة سعادة لولا رواية حوريات، كما لم نتعرف على مقتل الشاعرة الأفغانية ناديا انجومان التي قتلها زوجها عام 2005، لولا رواية حجر الصبر للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، الذي كشف المعاناة التي تتعرض لها المرأة فـي أفغانستان تحت حكم سلطات قامعة لكل حق فـي الحرية. وهنا تكمن سلطة الكتابة وسطوتها فـي التأثير على الرأي العام، وهنا لا بأس أن تتحول الرواية إلى ساحة جدال.

أما بخصوص الجوائز الثقافـية الغربية فتُعد المأساة الفلسطينية محكا لها وللفاعلين الثقافـيين من كتاب وإعلاميين وأكاديميين، فإما الانتصار للعدالة الإنسانية أو الخضوع لأهواء اللوبيات الداعمة للكيان الصهيوني، والتي تمارس نفوذها فـي المؤسسات الثقافـية الغربية، وهنا نستذكر ونُذكّر بحادثة الكاتبة والروائية الفلسطينية عدنية شبلي التي ألغى معرض فرانكفورت للكتاب حفل منحها جائزة «ليبراتور»، بسبب أحداث السابع من أكتوبر. لذلك لا ننتظر من المحكمين لجائزة «غونكور» تتويج أي عمل أدبي يتناول القصص الإنسانية للإبادة الجماعية فـي فلسطين وجنوب لبنان، وغيرها من قصص ضحايا الحروب التي مارسها الغرب حديثا فـي المنطقة العربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

أمانة الرياض تحقق إنجازًا بفوزها بثلاث جوائز في تجربة العميل العالمية

حققت أمانة منطقة الرياض إنجازًا عالميًا مميزًا بفوزها بثلاث جوائز في حفل “تجربة العميل العالمي” “International Customer Experience Awards – ICXA” الذي أُقيم في العاصمة البريطانية لندن، لتؤكد ريادتها في تحسين تجربة العميل، تقديم خدمات مميزة للمستفيدين على جميع الجوانب الحضرية، البيئية.

وجاء هذا الإنجاز بعد تأهل الأمانة من خلال مشاركتها في جائزة تجربة العميل التي أقيمت في المملكة العام الماضي، حيث نافست أمانة الرياض نخبة من أفضل الجهات الحكومية والشركات العالمية، وتضمنت الجوائز المحققة حصول الأمانة على الجائزة الذهبية في فئة التغيير والتحول في الأعمال “Business Change and Transformation”، والجائزة الفضية في فئتي أفضل إستراتيجية لتجربة العميل “Best CX Strategy” وأفضل قياس لتجربة العميل “Best Measurement in CX”.

اقرأ أيضاًالمجتمعأمير الجوف يُدشّن مشروعَي مدرستين بالمنطقة بقيمة 8.7 مليون ريال

يُشار إلى أن جائزة تجربة العميل العالمية واحدة من أهم الجوائز الدولية التي تكرم المؤسسات على إنجازاتها المتميزة في مجال تجربة العميل، وتشرف عليها لجنة تحكيم متخصصة تعتمد معايير تضمن النزاهة والتميز، وتتيح الجائزة للمشاركين فرصة استعراض إنجازاتهم وتبادل الخبرات مع خبراء عالميين في هذا المجال، وهو ما يعكس مكانة الأمانة ضمن أفضل الممارسين على المستوى الدولي.

وتعكس هذه الجوائز التزام الأمانة بمتابعة مستمرة من سمو أمين منطقة الرياض في تنفيذ إستراتيجياتها، عبر تفعيل الابتكار لرفع جودة الخدمات، تعزيز رضا المستفيدين، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وعمل الأمانة المتواصل على تطوير العمليات وتبني الحلول الرقمية، مع التركيز على قياس وتطوير تجربة المستفيدين من خلال أدوات تحليل متقدمة ومبادرات نوعية، لتكون الرياض عامرة مزدهرة مستدامة، تحقق رسالة الأمانة في كونها أمانة رائدة.

مقالات مشابهة

  • واتساب تُطلق ميزة جديدة تُغير تجربة الكتابة تمامًا!
  • صلاح يسحر الجميع ويقود ليفربول إلى الانتصار
  • مؤشر الكتابة المحدث في WhatsApp يقترب من الواقع
  • “كمين عيترون”: الرواية الكاملة للكمين القاتل على لسان جندي صهيوني مشارك
  • كمين عيترون: الرواية الكاملة للكمين القاتل على لسان جندي صهيوني مشارك
  • منير أديب يكتب: فيروسات الموت بمستشفى الهرم
  • كمين عيترون: الرواية الكاملة للكمين على لسان جندي صهيوني مشارك
  • الكتابة بين الملكية الفكرية والقسم الطبي
  • أمانة الرياض تحقق إنجازًا بفوزها بثلاث جوائز في تجربة العميل العالمية