لجريدة عمان:
2024-12-26@15:03:42 GMT

الرواية.. بين الانتصار للحقوق وإملاءات الجوائز

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

لا تزال الساحة الثقافـية بين ضفتي المتوسط مشغولة بقضية الكاتب الفرنسي الجنسية الجزائري الأصل كمال داود، الحائز مؤخرا على جائزة «غونكور» الفرنسية، التي لا تتجاوز قيمتها المالية أكثر من عشرة يورو، ولكن للجائزة قيمة معنوية تمنح الرواية الفائزة شهرة واسعة فـي البلدان ذات الثقافة الفرنكوفونية، التي تُعد هذه الجائزة إحدى قواها الناعمة والمغرية للكُتّاب بلغة فولتير، مع أن هذه الجوائز تُخضِع الأدب القادم من العالم الثالث لمواصفات وشروط الذائقة الأوروبية والفرنسية على وجه التحديد، كما ذكر ذلك الكاتب الفرنسي جان ــ لو أمسيل فـي كتابه «اختلاق الساحل» الذي راجعه الكاتب بابا ولد حرمه ونشره فـي الموقع الإلكتروني لمركز الجزيرة للدراسات.

ويرى الكاتب بأن ذلك الإبداع يستجيب «لشروط وهياكل مسبقة شيدتها فرنسا عبر شبكات تعاونها المتمثل فـي المراكز الثقافـية ووسائل الإعلام والجوائز الأدبية ودور النشر التي تخصص حيزاً كبيراً من جهودها لما يبدعه كتاب ومثقفون ومفكرون ذوو علاقات وطيدة مع النخب الثقافـية والعلمية فـي باريس». وقد عنون الكاتب الفصل الثاني من الكتاب « توطين المثقف الناطق بالفرنسية فـي الساحل» حيث ذكر المؤلف بأن « فرنسا تقتات ثقافـيا على إبداعات وطاقات أبناء القارة السمراء الطافحة بالوعود والحياة» ويتطرق المؤلف إلى تتبع خيوط الروايات الحائزة على الجوائز الأدبية وخاصة جائزة «غونكور» المهتمة بالأعمال المناهضة «للإسلاموية أو الرُهاب من الإسلام وما تخلفه هذه الأعمال من صدى، وما يُـذرف من دموع فـي أرجاء فرنسا حسرة وأسى على مصائر شخوصها من ضحايا الأبوية و«الإسلاموية» والتطرف المناقض للقيم الإفريقية «الأصيلة السمحاء».

هكذا إذن يُقيّم المثقف الأوروبي للجوائز الأدبية التي تمنحها الدول الاستعمارية لمستوطناتها القديمة، ويذُكرنا ذلك بالمثل الإنجليزي القائل «من يدفع للزمار يختار اللحن». فالجوائز الأدبية التي تُمنح الشُهرة للعمل الأدبي، قد تؤثر على المواضيع التي يتناولها الأدب ويُتهم كتابها بالسعي إلى الشهرة على حساب القيم الوطنية والنيل من مكانة الدولة، مع العلم بأن الكتابة التي تدين العنف وتفضحه وتعريه هي كتابة مرحب بها، نظرا لأن وظيفة الأدب ليست المؤانسة والإمتاع، وإنما وسيلة من وسائل الانتصار للمظلوم ورفع الضيم عنه، ولكن للأسف يتم أحيانا توظيف الكتابة لأجندة سياسية قذرة تُستغل وتتحول إلى وسائل ابتزاز وضغط على بعض الدول، وهذا أحد أسباب الجدال «حسب رأيي» حول رواية حوريات، التي منحها محكمو الجائزة ستة أصوات من أصل عشرة للجنة التحكيم.

وبصرف النظر عن مواقف الكاتب كمال داود من القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، فإنه لا يجوز محاكمة الكُتاب على أفكارهم شريطة ألا تتحول الكتابة إلى كآبة يتضرر منها آخرون كحال الشابة الجزائرية سعادة عربان (30 عاما) التي أفشت طبيبتها النفسية أسرارها لزوجها الكاتب كمال داوود وحكت الرواية قصتها الحقيقية، فأصبحت سعادة ضحية مرتين. مع التأكيد على أننا لم نكن لنعرف مأساة سعادة لولا رواية حوريات، كما لم نتعرف على مقتل الشاعرة الأفغانية ناديا انجومان التي قتلها زوجها عام 2005، لولا رواية حجر الصبر للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، الذي كشف المعاناة التي تتعرض لها المرأة فـي أفغانستان تحت حكم سلطات قامعة لكل حق فـي الحرية. وهنا تكمن سلطة الكتابة وسطوتها فـي التأثير على الرأي العام، وهنا لا بأس أن تتحول الرواية إلى ساحة جدال.

أما بخصوص الجوائز الثقافـية الغربية فتُعد المأساة الفلسطينية محكا لها وللفاعلين الثقافـيين من كتاب وإعلاميين وأكاديميين، فإما الانتصار للعدالة الإنسانية أو الخضوع لأهواء اللوبيات الداعمة للكيان الصهيوني، والتي تمارس نفوذها فـي المؤسسات الثقافـية الغربية، وهنا نستذكر ونُذكّر بحادثة الكاتبة والروائية الفلسطينية عدنية شبلي التي ألغى معرض فرانكفورت للكتاب حفل منحها جائزة «ليبراتور»، بسبب أحداث السابع من أكتوبر. لذلك لا ننتظر من المحكمين لجائزة «غونكور» تتويج أي عمل أدبي يتناول القصص الإنسانية للإبادة الجماعية فـي فلسطين وجنوب لبنان، وغيرها من قصص ضحايا الحروب التي مارسها الغرب حديثا فـي المنطقة العربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التی ت

إقرأ أيضاً:

كواليس مسرحية «الباشا» لـ كريم عبد العزيز وهنا الزاهد

مسرحية الباشا.. يستعد النجمان كريم عبد العزيز وهنا الزاهد، لبدء عرض المسرحية الجديدة بعنوان «الباشا» وذلك في 25 من ديسمبر حتى 1 يناير، بموسم الرياض على مسرح بكر الشدي.

مسرحية الباشا

ومن المفترض، أن تدور أحداث مسرحية الباشا التي تجمع بين كريم عبد العزيز وهنا الزاهد في إطار كوميدي، حول« أبو المعاطي الباشا» وأسرته البسيطة، التي تعيش متكاتفة في غرفة متواضعة على سطح مبنى قديم.

View this post on Instagram

A post shared by Karim Abdel Aziz (@karimabdelazizofficial)

وتتحول حياتهم حين ينتقلون إلى فيلا المليارديرة «ليلى الصياد»، ليواجهوا سلسلة من المفارقات الاجتماعية الساخرة. فهل سيثبتون أمام تحديات الرفاهية الجديدة؟ وهل سيصمد ترابطهم العائلي، أم سيتغير كل شيء.

أبطال مسرحية الباشا

يشارك في بطولته مسرحية الباشا بجانب كريم عبد العزيز كل من هنا الزاهد، هيدي كرم، ويزو.

وكان تركي اّل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، قد روج لمسرحية «الباشا»، قائلا: «لا تفوتون حضور المسرحية الكوميدية الباشا من بطولة النجم العربي الكبير كريم عبد العزيز والفنانة هنا الزاهد ومجموعة من النجوم مسرح بكر الشدي من 25 ديسمبر حتى 1 يناير».

أسعار تذاكر مسرحية الباشا لـ كريم عبد العزيز

وكشفت الشركة المنتجة للمسرحية عن أسعار تذاكر التي تبدأ من 85 ريال سعودي إلى 1000 ريال سعودي وهو ما يعادل 13 ألف جنيه مصري.

اقرأ أيضاًقبل عرضها.. أسعار تذاكر مسرحية «الباشا» لـ كريم عبد العزيز بموسم الرياض

كريم عبد العزيز يتصدر تريند جوجل.. ما القصة؟

كريم عبد العزيز يهدي جائزة الإبداع عن دوره في «الحشاشين» لروح المنتجين حسام شوقي وفتحي إسماعيل

مقالات مشابهة

  • افتتاح مؤتمر الرواية والدراما البصرية بالأعلى للثقافة.. صور
  • قريبا جدا .. الجميع عراة قبل يوم القيامة
  • معركة المواجهة وشروط الانتصار
  • إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»
  • كواليس مسرحية «الباشا» لـ كريم عبد العزيز وهنا الزاهد
  • بشرى خلفان: كان لا بد أن أخلص لصوت الشخصيات ولرؤيتي، لأكتب الرواية التي أريد
  • كيف يقوّض شات جي بي تي الحافز على الكتابة والتفكير من خلال الذات؟
  • النقد في خطر
  • انطلاق مؤتمر الرواية والدراما البصرية بالمجلس الأعلى للثقافة غدا
  • خليجي 26.. الانتصار مطلب مشترك لمنتخبات المجموعة الأولى