تقرير سري للبنتاغون يكشف الأعطال التقنية والعملية للمقاتلة إف-35
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن تقرير سري لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يسلط الضوء على سلسلة من الأعطال التقنية والعملية التي تعاني منها الطائرة المقاتلة المتطورة "إف-35"، التي تعد واحدة من أغلى الطائرات الحربية في التاريخ بتكلفة تطوير تجاوزت 1.8 تريليون دولار.
وتحدث التقرير -الذي أعده مراسل الصحيفة من نيويورك دانييل إديلسون- عن مشاكل كبيرة قد تؤثر على فعالية الطائرة المقاتلة، في وقت تشكل فيه نسختها الإسرائيلية، المعروفة بـ"أدير"، أحد الأعمدة الأساسية في سلاح الجو الإسرائيلي.
ومن أبرز القضايا التي يثيرها التقرير هي الأعطال المتكررة في نظام التخفي للطائرة "إف-35″، حيث تم تصميم هذه الطائرة لتكون شبحية، مما يعني أنها تستطيع اختراق الأجواء المعادية دون أن يتم رصدها من قبل أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.
لكن التقرير أشار إلى أن هذا النظام لا يعمل بالكفاءة المتوقعة، ويواجه صعوبة في الحفاظ على ميزات التخفي في بيئات القتال الحقيقية. ويتوقع أن تكون هذه الأنظمة أكثر فعالية في إخفاء الطائرة من الأنظمة الجوية المتقدمة التابعة للدول المعادية، مثل أنظمة الدفاع الروسية والصينية.
ورغم التصريحات السابقة لشركة "لوكهيد مارتن"، التي أكدت أن الطائرة قادرة على التخفي حتى في ظروف معقدة، كشف التقرير عن تدهور تدريجي في أداء هذا النظام، مما يؤدي إلى زيادة فرص رصد الطائرة أثناء المهمات.
وهناك مشكلة أخرى تتعلق بنظام التشخيص والإنذار للطائرة، إذ إنه من المفترض أن يقوم هذا النظام باكتشاف الأعطال في المكونات المختلفة للطائرة تلقائيا وتنبيه الطيارين والفنيين بشكل سريع. إلا أن هذا النظام يعاني من عيوب كبيرة، حيث يرسل الإنذارات الكاذبة بوتيرة عالية، مما يعقد مهمة فرق الصيانة في تحديد الأعطال الحقيقية.
وذكر التقرير أن هذه الإنذارات تحدث بمعدل مرة واحدة كل ساعة، مقارنة بالمعيار الطبيعي المتمثل في مرة واحدة كل 50 ساعة. وتؤدي هذه الزيادة غير الطبيعية في الإنذارات الكاذبة إلى إضاعة الوقت والموارد في معالجة مشاكل وهمية، وتزيد من تعقيد عمليات الصيانة.
وبالإضافة إلى الأعطال في الأنظمة الأساسية للطائرة، يتناول التقرير مشكلة أخرى تتعلق بالمدفع المدمج في طراز "إف-35". ورغم أنه كان يُعتقد أن هذا المدفع سيكون سلاحا فعالا في الطائرة، فإنه يواجه صعوبات في إصابة الأهداف، بسبب "مشاكل تصميمية وهيكلية".
ورغم الجهود العديدة التي بذلتها شركة "لوكهيد مارتن" لحل هذه المشكلة، فإن المدفع لا يزال غير قادر على تقديم الأداء المتوقع منه في ميادين القتال. ويعتبر هذا من العيوب الكبيرة بالنسبة لطائرة مصممة لتكون قادرة على مواجهة الطائرات المتطورة من الجيل الخامس، مثل طائرات "سو-57″ الروسية و"جي-20" الصينية.
الاختراق الإلكترونيكما أن إحدى المشاكل التي ظهرت في التقرير تتعلق بصيانة طلاء الشبح للطائرة، الذي يستخدم لجعل الطائرة غير مرئية على شاشات الرادار، ويتطلب صيانة دقيقة لضمان فعاليته.
ولم تلتزم بعض الطائرات التي تم استخدامها بمعايير الطلاء اللازمة، مما يعرض الطائرة للاكتشاف أثناء العمليات. وتتعلق هذه المشكلة أساسا بالصيانة اللوجيستية، التي تأثرت بالضغط الكبير على المعدات والموارد المتاحة.
كما يشير التقرير إلى واحدة من القضايا الأمنية الرئيسية المتعلقة بتعرض الطائرة لهجمات إلكترونية، في ظل الحرب الإلكترونية الحديثة، حيث أصبحت هذه الطائرات بحاجة إلى تقنيات أمان متطورة لضمان سلامتها ضد هذه التهديدات.
ولفت التقرير النظر إلى أن "إف-35" قد تكون عرضة للاختراقات الإلكترونية، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا أثناء العمليات القتالية. ورغم تأكيدات "لوكهيد مارتن" بأنها استثمرت بشكل كبير في أنظمة حماية الطائرة ضد هذه الهجمات، فإن هناك قلقا متزايدا بشأن فعالية هذه الأنظمة في التصدي للتهديدات المتطورة.
نجاحات في إسرائيلعلى الرغم من الانتقادات والتقارير السلبية، تستخدم إسرائيل الطائرة "إف-35" بشكل فعال في العديد من المهام العسكرية.
وقالت الصحفية إنه منذ وصول الطائرة إلى إسرائيل في عام 2016، شاركت في العديد من العمليات الهجومية في سوريا وغزة، بالإضافة إلى مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة. وأضافت أن إسرائيل تنسب إليها الفضل في العديد من الإنجازات، بما في ذلك إسقاط الطائرات الإيرانية بدون طيار في الهجمات الإيرانية الأخيرة.
وفي حين أن الولايات المتحدة باعت أكثر من ألف طائرة مقاتلة من طراز "إف-35" إلى دول حول العالم، يعتقد معد التقرير دانييل إديلسون أن الهجوم التشغيلي العالمي لهذه الطائرات ينسب أيضا إلى سلاح الجو الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة بعض المهمات التي شاركت فيها هذه الطائرات، حيث شاركت "أدير" أيضا في عملية حارس الأسوار (سيف القدس) في قطاع غزة عام 2021، وفي الحرب الحالية. بل استخدمت أيضا في العملية العسكرية ضد اليمن واستهداف محمد الضيف ومهاجمة أهداف في إيران والقنصلية الإيرانية في دمشق، التي أدت إلى اغتيال قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، حسن مهدوي.
ورغم ذلك، شدد التقرير على أن هذه الطائرات تواجه العديد من التحديات المتعلقة بتكاليف الصيانة والصعوبات التقنية التي تثير القلق داخل الأوساط العسكرية.
ومع أن طائرة "إف-35" تتمتع بقدرات تكنولوجية متقدمة للغاية، فإن تقرير البنتاغون "يثير تساؤلات عما إذا كانت هذه الطائرة تبرر تكلفتها العالية. ففي حين يرى البعض أنها تمثل تقدما هائلا في التكنولوجيا الحربية، يرى آخرون أن الأعطال المستمرة ومشاكل الصيانة قد تجعلها غير فعّالة في المدى الطويل".
وعقب التصريحات المتفائلة من "لوكهيد مارتن" بشأن تحسينات مستقبلية، يظل السؤال قائما: هل هذه الطائرة هي الأداة المثلى لمهام الطيران الحربي، أم أنها مجرد تكنولوجيا باهظة الثمن تواجه تحديات حقيقية في التشغيل الفعلي؟
ويختم التقرير بالتأكيد على أن المشاكل التقنية تثير قلقا متزايدا حول مستقبل هذه الطائرة في مجالات مثل الموثوقية والصيانة والتكلفة، على الرغم من أنها كانت تُعتبر ثورة في مجال الطيران الحربي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات لوکهید مارتن هذه الطائرات هذه الطائرة هذا النظام العدید من
إقرأ أيضاً:
أواخر ما نطق به البابا فرنسيس والساعات الأخيرة قبل وفاته.. تقرير للفاتيكان يكشف
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—كشف موقع الفاتيكان بتقرير، الثلاثاء، عن اللحظات الأخيرة للبابا فرنسيس وماذا قال قبل إعلان وفاته عن عمر ناهز 88 عامًا، لتنتهي بذلك حقبة أول بابا للفاتيكان من أمريكا اللاتينية، والأول كذلك من الأرجنتين.
وورد في تقرر الفاتيكان: "من بين الكلمات الأخيرة للبابا فرنسيس الراحل، شكره لمساعده الشخصي في الرعاية الصحية، ماسيميليانو سترابيتي، لتشجيعه على ركوب سيارة البابا مرة أخيرة، الأحد".
وأضاف التقرير: "أراد البابا الراحل أن يُفاجئ خمسين ألف شخص بجولة أخيرة ومؤثرة في سيارة البابا، الأحد، بعد البركة على شرفة واجهة كاتدرائية القديس بطرس.. إلا أن البابا فرنسيس تردد قليلاً وسأل السيد سترابيتي: ’هل تعتقد أنني قادر على ذلك؟‘، وعند وصوله إلى ساحة القديس بطرس، عانق الحشود، وخاصة الأطفال، إذ كانت هذه أول جولة له بعد خروجه من مستشفى جيميلي، وكذلك آخر لقاء له مع المؤمنين في حياته.. بعد ذلك، شكر البابا، وهو متعب، ولكنه راضٍ، مساعده الشخصي في الرعاية الصحية قائلاً: ’شكرًا لك على إعادتي إلى الساحة‘ وكان هذا التعبير عن الامتنان من بين الكلمات الأخيرة التي وجهها البابا فرنسيس للشخص الذي رافقه بلا كلل طوال مرضه، وقبله أيضًا".
الساعات الأخيرةذكر الفاتيكان في تقرير: "استراح البابا بعد ظهر الأحد وتناول عشاءً هادئًا، حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحًا، ظهرت أولى علامات المرض المفاجئ، مما استدعى استجابة فورية من القائمين على رعايته، وبعد حوالي ساعة، وبعد أن ودع السيد سترابيتي بيده، وهو مستلقٍ على سريره في شقته بالطابق الثاني من دار سانتا مارتا، دخل البابا في غيبوبة".
وأضاف التقرير: "وفقًا لمن كانوا معه في لحظاته الأخيرة، لم يُعانِ. لقد حدث كل شيء بسرعة، كانت وفاته هادئة، شبه مفاجئة، دون معاناة طويلة أو قلق عام، بالنسبة لبابا كان دائمًا شديد التحفظ بشأن صحته، وجاء رحيل البابا فرنسيس في اليوم التالي لعيد الفصح، عندما تمكن من منح المدينة والعالم بركته الرسولية الأخيرة ومعانقة المؤمنين مرة أخرى".