توقع مسؤولون إسرائيليون اليوم الاثنين أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان خلال أيام، في حين جدد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب التزام بلاده بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر "نتحرك في اتجاه اتفاق، لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج للمعالجة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

بدوره، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل هرتسوغ إن إسرائيل قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق مع لبنان، وإن ذلك قد يحدث خلال أيام.

في الأثناء، قالت رويترز إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن وقف إطلاق النار قد يعلن عنه في غضون ساعات.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع قوله إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق مبدئيا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، مؤكدا أن إسرائيل لا تزال لديها تحفظات على بعض تفاصيل الاتفاق، وسيتم نقلها إلى الحكومة اللبنانية.

كما نقلت صحيفة معاريف عن مسؤولين مطلعين قولهم إنه قد يتم التوقيع على اتفاق مع لبنان خلال نهاية الأسبوع الجاري، وربما قبل ذلك.

أما الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد في موقع أكسيوس الإخباري فكتب في تغريدة على منصة إكس نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير أنه لم يتم إعطاء أي ضوء أخضر لإبرام اتفاق في لبنان، مضيفا أن ثمة قضايا لا تزال في حاجة إلى حل.

من جهتها، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن "إسرائيل قريبة أكثر من أي وقت مضى من اتفاق مع لبنان"، لافتة إلى أن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تضغط باتجاه وقف إطلاق النار مع لبنان لإنعاش القوات وإجراء حسابات تتعلق بحجم الذخائر والأسلحة.

نقاط الخلاف

ورغم الأنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن بعض النقاط الخلافية لا تزال قيد البحث.

وأوضح موقع "والا" نقلا عن مصادر أمنية قولها إن الخلاف الرئيسي بين لبنان وإسرائيل يتمثل في تشكيلة آلية الإشراف على تنفيذ الاتفاق وصلاحياتها.

وأضافت المصادر أن هناك 13 نقطة خلافية بشأن الحدود يطالب لبنان بتثبيتها في التسوية، في حين تصر إسرائيل على تأجيل هذه المرحلة إلى وقت لاحق.

وأوضحت القناة الـ14 أن أبرز تفاهمات الاتفاق تتضمن انسحاب حزب الله في جنوب لبنان إلى ما وراء نهر الليطاني ونزع سلاحه في المنطقة بين الليطاني والحدود الإسرائيلية.

وحسب ما ذكرت، فإن التفاهمات تشمل السماح بعودة السكان اللبنانيين غير المسلحين إلى بلدات جنوب لبنان ومنع عودة عناصر الحزب، إضافة إلى الحفاظ على حرية الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان إذا خرق حزب الله الاتفاق وانسحب الجيش اللبناني.

وقالت القناة إن حزب الله والحكومة اللبنانية وافقا على طلب إسرائيل بحرية العمل ضد الأعمال التي "قد تهدد أمن إسرائيل"، وذلك ما كان يرفضه لبنان لانتهاكه سيادته، لكن الحكومة اللبنانية لم تؤكد ذلك حتى الآن.

موقف لبنان

بدوره، قال إلياس بو صعب نائب رئيس البرلمان اللبناني إن الضغط الميداني الحاصل حاليا هو بسبب الاقتراب من حسم مسألة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

وأضاف بو صعب أنه خلال الأيام العشرة القادمة سيكون هناك موقف حاسم، مشيرا إلى وجود أمل، لكن لا يمكن الجزم بذلك مع شخص مثل نتنياهو، وفق تعبيره.

أما وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بوحبيب فجدد التزام بلاده بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

ودعا بوحبيب في تصريحات أوردتها الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية اليوم الاثنين إلى العودة الآمنة للنازحين إلى قراهم وبلداتهم، مؤكدا أن الأمن والسلام الدائمين على الحدود اللبنانية الجنوبية يتطلبان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، وإلا فإن الاحتلال المستمر سيوّلد مقاومة وصراعات محتملة في المستقبل.

وشدد على أن الاعتداءات والقتل والدمار والتهجير لنحو 1.5 مليون لبناني تجعل الإصرار أكثر على طلب دعم المجتمع الدولي للتغلب على التحديات التي يواجهها لبنان.

اعتراض بن غفير

في المقابل، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى الاستمرار في الحرب على لبنان.

واعتبر بن غفير أن الاتفاق مع لبنان خطأ كبير وتفويت لفرصة تاريخية لاجتثاث حزب الله، وفق تعبيره.

وأضاف أن إسرائيل يجب أن ترفض وقف إطلاق النار، لأن "حزب الله ضعيف ويتوق إلى وقف الحرب"، بحسب وصفه.

وتوجه بن غفير إلى رئيس الوزراء نتنياهو قائلا إنه "لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق"، مطالبا إياه بالاستمرار في الحرب حتى تحقيق ما يسميه "النصر المطلق".

من جهته، قال رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس إن أي تسوية في لبنان يجب أن تسمح بحرية العمل للجيش الإسرائيلي هناك.

ونقلت معاريف عن غانتس أن حرية العمل للجيش الإسرائيلي يجب أن تكون ضد التهديدات المباشرة أو ضد إعادة تعزيز حزب الله قوته.

دور أميركي

وبخصوص مراقبة تنفيذ الاتفاق المتوقع، أوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه منذ لحظة توقيع الاتفاق سيكون على الجيش الإسرائيلي أن يكمل انسحابه من جميع الأراضي اللبنانية خلال 60 يوما.

وخلال تلك المدة ستكون قوة عسكرية أميركية في المنطقة لفرض انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وضمان بقاء حزب الله في منطقة ما وراء نهر الليطاني.

وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وكيل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لشؤون الشرق الأوسط سيصل إلى إسرائيل اليوم، لبحث التعاون الفوري بشأن ما تسميها إسرائيل "حرية العمل" في لبنان.

من جانبها، أكدت القناة الـ14 الإسرائيلية أنه تم الاتفاق على انضمام فرنسا إلى آلية مراقبة الاتفاق المتبلور مع لبنان، قائلة إن تل أبيب أقرب من أي وقت مضى إلى توقيع اتفاق، ومن المتوقع تحقيق مزيد من التقدم خلال الساعات المقبلة.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية أكدت أن تل أبيب حصلت على ضمانات من واشنطن بحرية التحرك على الحدود الشمالية في حال انتهاك الاتفاق.

وكان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين هدد لبنان وإسرائيل بالانسحاب من الوساطة في حال عدم التوصل إلى اتفاق قريبا، مشددا على أن "التفاهمات جاهزة".

وكان هوكشتاين ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة، والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، وذلك خلال جولته المكوكية في وقت سابق من هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل، والتي تسارعت بعدها وتيرة الضربات الإسرائيلية.

وتركز الجهود الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006، وأفضى إلى إنهاء حرب بين حزب الله وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لبنان وإسرائیل اتفاق مع لبنان فی لبنان حزب الله لا تزال بن غفیر

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يؤكد أهمية استعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أهمية استعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، وضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مشددا على رفض مصر لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده وزير الخارجية، اليوم الثلاثاء، مع «مورجان أورتاجس» نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، وتيم «ليندركينج» مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى بالإنابة، على هامش المشاركة في مؤتمر «حوار الشرق الأوسط - أمريكا» المنعقد في أبوظبي.

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن اللقاء تناول الشراكة الاستراتيجية المصرية-الأمريكية التي تمتد لأكثر من أربعة عقود، وسبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة والارتقاء بهذه الشراكة إلى آفاق أرحب.

وشهد اللقاء تبادلًا للرؤى بشأن التطورات الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي هذا الإطار، تناول الوزير عبد العاطي خطة إعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها عربيا وإسلاميا وتحظى بدعم من الاتحاد الأوروبي واليابان وفاعلين دوليين آخرين، مشيرا في هذا الخصوص إلى حرص مصر على عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية بمشاركة الفاعلين الدوليين.

وشدد وزير الخارجية على ضرورة تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، معربًا عن تطلع مصر إلى تعزيز التنسيق مع الإدارة الأمريكية للعمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط.

وشدد الوزير عبد العاطي على ضرورة إيجاد أفق سياسي يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.

وتطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن التطورات في لبنان وسوريا وليبيا والسودان واليمن، والتأكيد على ضرورة ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر.

اقرأ أيضاًبدر عبد العاطي يترأس اجتماعاً استعداداً لاستضافة الاجتماع الوزاري الثاني لعملية الخرطوم

بدر عبد العاطي يثمن لنائب برلمان وزير خارجية اليابان التعاون المشترك بين الدولتين

بدر عبد العاطي يستقبل مساعد سكرتير عام الأمم المتحدة

مقالات مشابهة

  • قيادي بحماس يشدد على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة
  • عبد العاطي يستعرض مع نظيره الإماراتي الجهود المصرية للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • الرئيس اللبناني يُحذِّر من انتهاك إسرائيل للقرار 1701
  • الرئيس اللبناني: خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار يهدد الاستقرار
  • الرئيس اللبناني: خرق إسرائيل اتفاق وقف النار يهدد الاستقرار جنوب لبنان
  • الرئيس عون: انتهاك إسرائيل للقرار 1701 ومندرجات اتفاق وقف النار يهدد الاستقرار جنوباً
  • "البيجيدي" يندد بـ"تجميل" صورة "الكيان الصهيوني" في أنشطة حكومية
  • وزير الخارجية يؤكد أهمية استعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • السيسي وماكرون يؤكدان ضرورة عودة اتفاق غزة ورفض التهجير  
  • القاهرة: القمة الثلاثية تؤكد ضرورة العودة الفورية لوقف إطلاق النار في غزة