لجريدة عمان:
2025-03-10@18:49:57 GMT

التنافسية .. تصنع السياحة

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

تأخذ الأفكار الجديدة والخارجة عن المألوف محل الصدارة والجذب، وتُسهم في تحقيق نتائج مبهرة، وتنهض من خلالها المجتمعات في صناعة حضورها المتفرد في مختلف المجالات، فكيف إذا ما تحقق ذلك في صناعة السياحة والنهوض بها عبر مشروعات جديدة تنعش الاقتصاد، وتغير ملامح المدن الداخلية وتبعث فيها الحياة والحراك الكبير، وفيما حولها من نطاق جغرافي.

3 محافظات سجلت حضورا استثنائيًّا على خارطة السياحة الداخلية في سلطنة عُمان خلال إجازة العيد الوطني 54 المجيد؛ حيث كانت محط أنظار السياح من الداخل والخارج في أيامها الماضية، واستطاعت محافظات، شمال الشرقية متمثلة في ولاية بدية، وشمال الباطنة متمثلة في ولاية صحار، والداخلية متمثلة في ولاية نزوى، إلى جانب محافظة مسندم متمثلة في ولاية خصب، أن تتصدر الحراك الداخلي للحركة السياحية عبر فعالياتها؛ حيث تحول كرنفال بدية للسيارات،الذي يمثل إحدى فعاليات الشتاء منذ سنوات، إلى مقصدٍ مهم لعشاق تحدي الرمال حتى بلغ صداه دول الجوار وقصده خلال الأيام الماضية قرابة 120 ألف زائر، وحقق الحدث نسبة إشغال تجاوزت 90% للمرافق السياحية في محافظة شمال الشرقية، حيث شهد توافد أعداد كبيرة استمتعت بالعديد من الفعاليات الرياضية والترفيهية بسبب ارتفاع حجم الاستعدادات من المشاركين فيها من داخل سلطنة عُمان وخارجها، لتثبت هذه الفعالية أنها محطة مهمة في رياضات التحدي بدول مجلس التعاون وحتى على المستوى العربي.

والثانية تدشين مهرجان شمال الباطنة الذي افتتح يوم السبت الماضي وشهد في انطلاقته كثافة حضور كبير من مختلف المحافظات وزخما في الفعاليات الثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية ويعد مؤشر الإقبال عليه متقدما عن النسخ الماضية منه.

والثالثة زوار فعاليات ولاية نزوى وخاصة حارة العقر التي لم تشهد في تاريخها هذا الازدحام الغفير من الزوار في مناسبات ماضية بسبب مشروع تطوير هذا الحي الذي كان لعهد قريب عبارة عن بيوت قديمة أثرية غير مستغلة استطاعت أفكار فئة من الشباب أن تجعل منها أحد أهم المقاصد السياحية المهمة لزوار سلطنة عمان، إلى جانب مرافق سياحية أخرى.

الأفكار الإبداعية يمكنها أن تبعث حياة جديدة في الأماكن والمواقع، وتغير من مكانتها على خارطة السياحة، وتعزز من مكانتها وقيمتها لتسهم في تطوير السياحة ورفع مردودها، وتتيح الفرصة للتعرف على مكنوناتها الأثرية والاجتماعية والثقافية والفنية والعادات والتقاليد من خلال الخدمات التي تقدم فيها، من نزل ومطاعم ومسابقات ورياضة وتنافس في ميادين شتى لتسهم في تقديم تجربة فريدة للسائح في الداخل والخارج.

مثل هذه الأفكار الخلاقة في صناعة السياحة تحتاج إلى المزيد من الدعم والتطوير المستمرين وتوفير التسهيلات لمنظمي هذه الفعاليات، لأنها تصب في مسار «رؤية عمان 2040» وتقدم مشهدا مختلفا قل نظيره في العالم.

وما يحدث في هذه المحافظات يعزز التنافس فيما بينها ويضيف قيمة اقتصادية ويرفع من الإيرادات، وهو الهدف الذي أكد عليه المقام السامي في ممارسة اللامركزية فيها بغية تحفيز أبنائها على الابتكار والإبداع والتطوير والاعتماد على الذات لإيجاد حالة من التنافسية، ليس في مجال السياحة فقط، بل في الاقتصاد والاستثمار والتصنيع والتجارة وغيرها من العلوم.

وما نحتاجه فعلًا سياحة قائمة على التنافس ليس في الداخل بل على المستوى الخارجي؛ لأن سلطنة عُمان بما تملكه من مقومات سياحية وثقافية تعد ممكنات مهمة لتحقيق هذا الهدف.

وهذا الأمر يتطلب كذلك تعزيز هذه الممكنات من خلال مراقبة الأسعار وإنشاء المزيد من الفنادق في المحافظات وجذب الاستثمار والتطوير للمواقع الفريدة.

فسلطنة عمان تطمح إلى تسجيل رقم أكبر من الـ4 ملايين سائح التي زارتها في عام 2023م، خاصة بعد مرحلة التعافي من كورونا، حيث بدأ مؤشر الزيادة منذ عام 2004م، ثم بعد ذلك زادت نسبة الزائرين من 2.6 مليون في 2015 م إلى 3.5 في 2019.

وتشير التوقعات إلى نمو قطاع السياحة العالمي بمعدل نسبة 5.1 % في المتوسط، على أن تكون عائدات السياحة (15.5 تريليون دولار أمريكي) بحلول عام 2033.

وتوقف الخبراء والمستشارون في مجال السياحة العالمية على واقع ومستقبل السياحة في سلطنة عُمان ليؤكّدوا بأن سلطنة عُمان تحظى بمقومات جذب سياحية فريدة ومتنوعة، وتستقطب شرائح عدة من المستهلكين السياحيين في كل أسواق المصدر تقريبا، وأنها غزيرة بشكل خاص بمقومات الجذب السياحي الطبيعية وتحظى بسمعة جيدة في الأسواق السياحية العالمية، وطالبوا الجهات المعنية بالقطاع السياحي بالمزيد من الجهود وعمل مخططات عامة للمناطق المطلوب تنميتها لتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية ويجب إعداد مخططات عامة للتنمية السياحية للمناطق والمحافظات وأهمية الاستمرار في المحافظة على مبادئ الاستدامة والمجتمعات المحلية والعادات والتقاليد والثقافة المحلية التي يتم دعمها في كل هيئات الأمم المتحدة باعتبارها العمود الاجتماعي المهم في مبادئ الاستدامة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حسام الشاعر: مشاركة مصر في بورصة برلين السياحية تحقق نتائج واعدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد حسام الشاعر، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن مشاركة مصر في بورصة السياحة الدولية ببرلين، التي اختتمت أعمالها مؤخرًا، كانت ناجحة وحققت نتائج إيجابية تعكس المكانة القوية للسياحة المصرية على الساحة العالمية.

وأوضح، أن هذه المشاركة جاءت متماشية مع أهمية بورصة برلين باعتبارها أكبر تجمع سياحي عالمي يرسم خريطة السياحة الدولية للعام المقبل.

وأشار الشاعر إلى أن المشاركة المصرية شهدت حضورًا مكثفًا للقطاع السياحي بشقيه الرسمي والخاص، حيث ترأس وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، الوفد المصري، إلى جانب مشاركة واسعة من كبار المستثمرين السياحيين ورؤساء الغرف السياحية. 

كما شهد الجناح المصري لقاءات مكثفة بين مستثمري السياحة الدوليين ونظرائهم المصريين، تركزت حول مستقبل السياحة في مصر وفرص التعاون مع الكيانات السياحية العالمية.

وأضاف الشاعر، أن هناك اهتمامًا عالميًا متزايدًا بالتطورات التنموية التي تشهدها مصر، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية، وتطوير الطرق، والحوافز الاستثمارية المقدمة للقطاع السياحي. 

كما لفت إلى أن كبار منظمي الرحلات حول العالم يتابعون عن كثب هذه التغيرات، مما يعزز فرص النمو والاستثمار في السوق السياحية المصرية.

وأوضح رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن الجناح المصري في بورصة برلين شهد إقبالًا كبيرًا، خاصة مع تخصيص ركن خاص للترويج للمتحف المصري الكبير، مما جذب اهتمامًا واسعًا من الزوار، وأكد أن العالم يترقب بشغف افتتاح المتحف، الذي يُعد مشروعًا استثنائيًا سيعزز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.

وأشار أيضًا إلى الحضور القوي للساحل الشمالي في البورصة، حيث أبدى كبار منظمي الرحلات اهتمامًا متزايدًا بإضافته إلى خريطة السياحة الدولية، لما يتمتع به من مقومات سياحية واعدة.

كما أشار الشاعر إلى التواجد البارز لمنتج السياحة الثقافية، حيث أعلن وزير السياحة والآثار عن تقديم حوافز جديدة لتعزيز السياحة في الأقصر وأسوان خلال الموسم الصيفي، مع التركيز على تنشيط السياحة النيلية وتطوير هذا المنتج الفريد الذي يميز مصر عن باقي الوجهات السياحية العالمية.

مقالات مشابهة

  • الحملات الترويجية للأماكن السياحية بمصر.. خطة لجذب 30 مليون سائح بحلول 2030
  • ذكرى ميلاد مهندس الكوميديا.. نبرة الصوت تصنع نجومية يوسف داود
  • «شاطئ الزبارة».. تحفة جديدة في مشاريع الشارقة السياحية
  • المنصوري: دور حيوي لمركز شرطة حتا في خدمة المنطقة السياحية
  • عمار بن حميد: شريك فاعل في نهضة الوطن وقوة تصنع المستقبل
  • حمدان بن زايد: المرأة أساس التنمية وإرادتها تصنع الفارق
  • حمدان بن زايد: المرأة أساس التنمية والتقدم
  • جدلية الدولة والفكر.. هل تصنع سوريا الجديدة تاريخها أم يعيد التاريخ نفسه؟
  • حسام الشاعر: مشاركة مصر في بورصة برلين السياحية تحقق نتائج واعدة
  • حسام الشاعر: نتائج مبشرة للمشاركة المصرية في بورصة برلين السياحية