بعد الكوريين الشماليين.. كيف وصل مرتزقة من اليمن إلى روسيا؟
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
بعد استقدام مسلحين من نيبال والهند وكوريا الشمالية، جاء أوان اليمنيين للقتال مع الجيش الروسي، بحسب تقارير أوضحت ماذا دفعهم للقتال في أوكرانيا، وبأي مغربات، ومن يقف وراء تلك السياسة من داخل البلد المنكوب بتمرد وحرب اندلعت قبل نحو 10 عشرات.
صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية كشفت معلومات جديدة عن تجنيد روسيا لمئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا بعد إغرائهم بالحصول على وظائف عالية الأجور، بل وحتى الحصول على الجنسية الروسية، وقالت إن من يقف وراء عمليات التجنيد هذه سياسي حوثي بارز.
ونقلت الصحيفة شهادات يمنيين تم نقلهم إلى أوكرانيا من خلال عمليات تهريب "غامضة" . وقال هؤلاء إن شركة مرتبطة بجماعة الحوثي خدعتهم بالتوظيف في روسيا، إذ تبين بعد وصولهم هناك، أنه تم تجنيدهم قسرا في الجيش الروسي وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
وتسلط هذه الجهود الضوء على الروابط المتنامية بين موسكو وجماعة الحوثي.
وجذب الصراع في أوكرانيا المرتزقة الأجانب بينما يسعى الكرملين إلى تجنب التعبئة الكاملة في بلاده، خشية ارتفاع عدد القتلى الروس.
وإلى جانب اليمنيين، أوردت تقارير سابقة وجود مرتزقة من نيبال والهند، ونحو 12 ألف جندي من كوريا الشمالية وصلوا بالفعل إلى مقاطعة كورسك الروسية، التي شنت أوكرانيا هجوما عليها.
وتقول فاينانشال تايمز إن تجنيد يمنيين للقتال يؤكد مدى تقرب روسيا من إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها في الشرق الأوسط، ورغبتها في توسيع الصراع في المنطقة بالتحالف مع الجماعة التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، صرح بأن روسيا تتقرب بقوة من الحوثيين وتجري مباحثات معهم لنقل أسلحة، ووصف ذلك بأنه "أمر مثير للقلق ويساعد الحوثيين أكثر على استهداف حركة الملاحة".
وفي موضوع تجنيد مرتزقة يمنيين، قال ليندركينغ إنه اطلع على تقارير. وأضاف: "أود أن أقول إن هذا الأمر يثير قلقنا بالتأكيد. إنه جزء من هذا الاتجاه، وليس بالضرورة أمراً يفاجئنا".
وقال دبلوماسيون أميركيون للصحيفة إن موسكو تقدم مساعدات للحوثيين، من بينها بيانات استهداف تخص بعض عمليات إطلاق الصواريخ، وتناقش معهم بيع أسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن المتقدمة.
وقال ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن روسيا مهتمة "بأي مجموعة في البحر الأحمر، أو في الشرق الأوسط، معادية للولايات المتحدة". وأضاف أن جماعي الحوثي تنظم عملية نقل المرتزقة في إطار جهود لبناء روابط مع روسيا.
وكان محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي قد قال في وقت سابق إنهم على "اتصال دائم" مع القيادة الروسية "لتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والجيش".
وراجعت الصحيفة عقود توظيف ووجدت أنها تعود إلى شركة أسسها عبد الولي عبده حسن الجابري، وهو سياسي حوثي بارز، والشركة مسجلة في صلالة بسلطنة عمان على أنها شركة سياحية ومورد تجزئة للمعدات الطبية والأدوية.
والجابري عضو في البرلمان اليمني، لواء في فصيل الجيش المتحالف مع المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، وكان واحدًا من 174 قائدا حوثيا حكمت عليهم بالإعدام غيابيًا محكمة عسكرية تمثل الحكومة الموالية للسعودية والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة في عدن، في عام 2021، لدوره في الانقلاب الذي قاده الحوثيون في عام 2015.
وترجح الصحيفة أن عمليات التجنيد بدأت في يوليو، وتشير إلى أن بعض المسلحين كانوا متمرسين على القتال، لكن الغالبية لم يتلقوا تدريبا. وقال إنهم خُدِعوا بالسفر إلى روسيا، ووقعوا على عقود تجنيد لا يستطيعون قراءتها.
وقال يمني تم تجنيده، يدعى نبيلن إنه وعد بالحصول على عمل مربح في مجالات مثل "الأمن" و"الهندسة" على أمل كسب ما يكفي لإكمال دراسته، لكن بعد بضعة أسابيع من وصوله، وجد نفسه في ساحات القتال.
وحصلت فاينانشال تايمز على مقطع لبعض الرجال في ساحة القتال، ويسمع رجل يقول: "نحن تحت القصف. ألغام وطائرات بدون طيار وحفر مخابئ"، مضيفًا أن زميلا له حاول الانتحار وتم نقله إلى المستشفى.
وقال الرجال في الفيديو إنهم كانوا يحملون ألواحا خشبية عبر غابة مليئة بالألغام، على ما يبدو لبناء ملجأ. وأضافوا: "لا نحصل حتى على خمس دقائق للراحة، نحن متعبون للغاية".
وقال يمني آخر يدعى عبد الله إنه وعد بمكافأة قدرها 10 آلاف دولار، وألفي دولار شهريًا، بالإضافة إلى الجنسية الروسية في نهاية المطاف، للعمل في روسيا لتصنيع الطائرات من دون طيار.
وأوضح أنه وآخرين نقلوا قسرا من المطار إلى منشأة في مكان يبعد خمس ساعات عن موسكو، وهناك وضع رجل يتحدث بعض اللغة العربية مسدسًا فوق رؤوسهم عندما رفضوا التوقيع على عقد التجنيد، الذي كان مكتوبا باللغة الروسية. وقال: "وقعت عليه لأنني كنت خائفا".
ثم وضعوا في حافلات ذهبت بهم إلى أوكرانيا، وتلقوا هناك تدريبًا عسكريًا أوليا وأُرسلوا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من روستوف، بالقرب من الحدود الأوكرانية.
أندريس أوسلند، خبير الشؤون الروسية، وزميل المجلس الأطلسي سابقا، قال في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" إن العديد ممن يتم تجنيدهم للقدوم إلى روسيا يتعرضون للخداع في أغلب الأحوال، وهذا ينطبق على النيباليين والسريلانكيين والهنود وبعض الأفارقة.
ويضيف أن روسيا اتخذت إجراءات تهدف إلى خداع هؤلاء من خلال دعوتهم إلى العمل أو الدراسة في روسيا، وسط أوضاع صعبة في بلادهم. وبعد وصولهم، يمارس الضغط عليهم للمشاركة في القتال.
محلل الشأن الروسي في مجموعة الأزمات الدولية، أوليغ إغناتوف، قال أيضا لموقع "الحرة" إن الدافع الرئيسي، لهؤلاء المال الذي يتم تقديمه بموجب عقود مع وزارة الدفاع، بالإضافة إلى توفير فرصة سهلة للحصول على الجنسية الروسية ونقل الأسر إلى هناك.
وقالت محللة الشأن الروسي، آنا بورشفسكايا، في تصريحات لموقع "الحرة" إن سبب عمل "المرتزقة" لصالح روسيا وكذلك أوكرانيا هو أن الحكومتين على استعداد لدفع المال.
"وهؤلاء لا يهتمون بقضية معينة، وهم فقط يبحثون عن المال"، وفق بورشفسكايا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
سيطرت على مواقع جديدة.. القوات الروسية تحرز تقدما كبيرا في مقاطعة زابوروجيه
أعلن فلاديمير روجوف، عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيه الروسية، أن القوات الروسية استولت على معقل ومركزي قيادة للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه أوريخوف في الجزء المحتل من مقاطعة زابوروجيه الروسية.
وقال روجوف: لقد سيطرت قواتنا على معقل للعدو، ونقطتي مراقبة في اتجاه أوريخوف، خلال الـ24 ساعة الماضية، وأن القوات الروسية بدأت على هذا المحور، بالتقدم على نطاق أوسع باتجاه قريتي شرباكي ونوفي شرباكي.
وذكر روجوف، أن الجيش الروسي يتقدم إلى مشارف بلدتي سكودنوي ودنيبرونيرجيا في اتجاه فريمفسكي، على خط المواجهة في مقاطعة زابوروجيه الروسية، وأن القوات تقدمت شمال وشمال غرب نوفوتشيرتوفاتي، إلى مشارف قريتي سكودنوي ودنيبرونيرجيج".
وأشار إلى أن القوات الروسية استولت على معقلين للقوات المسلحة الأوكرانية بالقرب من قرية شرباكي في اتجاه أوريخوفسكي في الجزء المحتل من مقاطعة زابوروجيه الروسية.
قمة «دعم أوكرانيا»وشهدت كييف قمة «دعم أوكرانيا»، بحضور رؤساء وزعماء الدول الشريكة والداعمة لأوكرانيا وعلى رأسهم أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، والتي أكدت على أن أوكرانيا هي جزء لا يتجزأ من القارة الأوروبية ومصيرها مرتبط بمصير القارة.
ووصل الحلفاء حاملين معهم حزم دعم عسكري وإنساني سخية، وأكدت بريطانيا استعدادها لإرسال قواتها للأراضي الأوكرانية، وكما قدمت رفقة كندا وإسبانيا والنرويج والسويد وفنلندا مليارات الدولارات لأوكرانيا، و حمَّل الاتحاد الأوروبي مسؤولية الحرب لروسيا.. دعم أوروبي جاء كرد واضح على ترمب.
وزيلينسكي أكد مجددا رفضه تجميد الصراع، مشيدا بسنوات من البطولة والمقاومة الأوكرانية، وأكد على موقفه من أن وقف الحرب دون ضمانات أمنية لأوكرانيا لا يخدم مصالح البلاد مستقبلا، معربا عن عدم ثقته في روسيا، مستشهدا بخرقها لاتفاقات وقف اطلاق النار منذ العام 2014.
ترامب وروسياوقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة لن تسمح باندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب الحرب في أوكرانيا، وذلك خلال تصريحات أدلى بها عقب لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في البيت الأبيض.
وقال ترامب: «ساعدنا أوكرانيا كما لم يفعل ذلك أحد غيرنا وما فعلناه حال دون تدميرها، وأنه يجب إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لم يكن قادرا على التواصل مع أحد منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا».
وأضاف ترامب: سألتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مرحلة ما، لكنني لا أعلم توقيت حدوث ذلك، لكنه عاد وقال: سأذهب إلى موسكو وبوتين سيزور واشنطن إذا انتهت الحرب في أوكرانيا.
وشدد ترمب على أن «الحرب في أوكرانيا قد تنتهي خلال أسابيع»، وأنه سيدعم «نشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا».
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يزور البيت الأبيض الأسبوع الجاري أو الأسبوع المقبل، موضحا أن «الصفقة مع أوكرانيا بشأن المعادن أصبحت قريبة جدا، وأنه من الصعب استعادة أوكرانيا كل الأراضي التي سيطرت عليها روسيا.
اقرأ أيضاًانفجار قرب قنصلية روسيا في مارسيليا.. وموسكو تطالب باريس بالتحقيق
بوتين: روسيا مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا
إدارة ترامب تكثف محادثاتها مع روسيا بشأن أوكرانيا