محافظ كفر الشيخ: افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور عمرو البشبيشي، نائب محافظ كفرالشيخ، اليوم الإثنين، فعاليات افتتاح الأسبوع الثقافي الرابع الخاص بثقافة المرأة، الذي يقام بالمجمع الثقافي في مدينة كفرالشيخ، وذلك في إطار تعزيز الحركة الثقافية بالمحافظة، ضمن مبادرة "بداية جديدة" التي أطلقها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لبناء الإنسان المصري.
بدأت الفعاليات بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم كلمة ميرفت حامد، منسق عام بالإدارة العامة للثقافة، ثم تسليم درع الهيئة العامة لقصور الثقافة تسلمه نائب محافظ كفرالشيخ بالإنابة عن محافظ كفرالشيخ، ثم كلمة الدكتور أحمد الشهاوي، وكيل وزارة الثقافة بكفرالشيخ، ثم عروض فنية متنوعة لفرقة الفنون الشعبية.
أعرب محافظ كفرالشيخ، عن سعادته بافتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي الرابع الخاص بثقافة المرأة، حيث تمثل خطوة هامة نحو زيادة الاهتمام بالمرأة على مستوى المحافظة، مشيرًا إلى الجهود المستمرة لدعم الفعاليات الثقافية بالمحافظة، والتي تهدف إلى تعزيز القيم الوطنية والتنمية المستدامة.
أوضح محافظ كفرالشيخ، أن الأسبوع الثقافي يعد فرصة هامة لتعريف المجتمع بأهمية الثقافة في بناء الشخصية وتعزيز الوعي الاجتماعي، بالإضافة إلى إبراز دور المرأة في مجالات متعددة من الحياة الثقافية والفنية، بهدف تعزيز ثقافة المرأة وتحفيزها على المشاركة الفعالة في مختلف جوانب الحياة، مؤكدًا اهتمام الدولة بدعم وتمكين المرأة المصرية، وتعزيز دورها في المجتمع، بمختلف المجالات.
ومن جانبه، أوضح الدكتور عمرو البشبيشي، نائب محافظ كفرالشيخ، أن الفعاليات ستستمر من 25 إلى 28 نوفمبر الجاري بكلية التربية النوعية بجامعة كفرالشيخ، بالتعاون مع الإدارة العامة لثقافة المرأة بالهيئة وإقليم شرق الدلتا الثقافي، حيث تتضمن مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية التي تسهم في نشر الوعي بالقضايا المتعلقة بالمرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع.
جاء ذلك بحضور الدكتورة نجلاء الأشرف، عميد كلية التربية النوعية بجامعة كفرالشيخ، والدكتور أحمد الشهاوي، وكيل وزارة الثقافة بكفرالشيخ.
1000017160 1000017146 1000017144 1000017130 1000017156 1000017132 1000017112المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية المبادرة الرئاسية بداية جديدة هيئة العامة لقصور الثقافة محافظ كفرالشيخ الأسبوع الثقافی محافظ کفرالشیخ
إقرأ أيضاً:
الأمن المجتمعي وتأثير التغريب والاصولية الثقافية في العراق
2 فبراير، 2025
بغداد/المسلة:
مصطفى الصوفي
يعد الأمن المجتمعي أحد الأركان الأساسية للأمن الإنساني، حيث لا يقتصر على الحماية من التهديدات المباشرة، بل يشمل ضمان التماسك الاجتماعي وصون الهوية الثقافية. غير أن هذا التوازن يواجه تحديات متعددة، أبرزها التبعية العمياء للنماذج الثقافية الوافدة دون وعي بمدى توافقها مع الخصوصيات المحلية، والتي قد تؤدي إلى تآكل الهوية وإضعاف التراث القيمي، مما يجعل المجتمع عرضة للاضطراب والاغتراب الداخلي. في المقابل، يمثل الانغلاق التام والتمسك الأصولي بالقيم التقليدية دون مراجعة نقدية عائقاً أمام التطور الاجتماعي، حيث يؤدي إلى جمود فكري يعمّق الفجوات بين الأجيال ويمنع التكيف مع متغيرات العصر.
إن التحدي الحقيقي لا يكمن في الاختيار بين الأصالة والمعاصرة، بل في تحقيق توازن ديناميكي يضمن الحفاظ على الهوية الثقافية مع الانفتاح الواعي على التغيرات العالمية. فالمجتمعات التي تفشل في إيجاد هذا التوازن تصبح إما أسيرة لنمط استهلاكي يذيب مكوناتها الثقافية، أو رهينة لجمود يحرمها من التفاعل الإيجابي مع العالم. ومن هنا، فإن تعزيز الأمن المجتمعي يتطلب نهجاً نقدياً متوازناً يرفض التبعية العمياء والانغلاق الأصولي في آنٍ واحد، مع تعزيز مراجعة علمية للقيم والتقاليد لضمان قدرتها على تحقيق الاستقرار والاندماج الاجتماعي في سياق متغير.
هذا التأثير ليس حديث العهد، بل يعود إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حين شهد العراق انقسامًا ثقافيًا واجتماعيًا واضحًا بين فئتين رئيسيتين: الأفندية والفلاحين. مثلت فئة الأفندية الطبقة المتعلمة التي تلقت تعليمها في المدارس العثمانية والبريطانية، وكانت ميالة إلى تبني الأنماط الغربية في التفكير والسلوك متأثرين بنفوذ الثورة الصناعية وافرازاتها الثقافة والاجتماعية على العالم، بينما ظل الفلاحون، الذين كانوا يشكلون غالبية السكان، متمسكين بالمجتمع الزراعي التقليدي، الذي كان يعتمد على الروابط الاجتماعية القوية والإنتاج المحلي والتقاليد المتوارثة وقيم الريف. لم يكن هذا الانقسام مؤقتًا، بل استمر عبر العقود واتخذ أشكالًا جديدة وتغير في كل مرة وكان له اثار اجتماعية، وسياسية، واقتصادية واضحة.
في ظل هذا التحول الثقافي، لم يقتصر الأمر على مجرد تبني أنماط حياة جديدة، بل أنتج انشقاقات مجتمعية وثقافية عميقة حول القيم والمعايير الاجتماعية. مع تسارع وتيرة التأثر بالثقافة الغربية، تحولت الحداثة في نظر البعض إلى شكل من التبعية الثقافية بدلاً من أن تكون تحديثًا مدروسًا يأخذ في الاعتبار خصوصية المجتمع العراقي. في المقابل، أصبح التمسك بالقيم التقليدية يُنظر إليه كحالة من الأصولية والتشدد والعناد، مما زاد من حدة الانقسام بين الفئات الاجتماعية المختلفة.
هذا الصراع بين الاتجاهين أدى إلى تفكيك التوازن المجتمعي، حيث بات البعض يرى في التحديث تهديدًا للهوية، بينما ينظر آخرون إلى القيم التقليدية على أنها عقبة أمام التقدم. نتيجة لذلك، تزايدت مظاهر التصادم بين الأجيال وأبناء المدن والريف و ” المثقفين ” و ” المتخلفين ” وغيرها من الفئات والتسميات التي افرزها هذا، حيث أصبحت الفجوة بين من يتمسكون بالموروث الثقافي ومن يتبنون القيم المستوردة دون وعي أكثر وضوحًا. وفي غياب نموذج ثقافي متوازن، تحول هذا الانقسام إلى ميدان صراع، حيث تُستخدم الهوية الثقافية والتقاليد والتفضيلات اليومية أحيانًا كأداة للتمييز والتصنيف بدلاً من أن تكون عنصرًا موحدًا للمجتمع.
في ظل هذه التغيرات، لم يعد النقاش حول الحداثة والتراث مجرد حوار محلي لان الهوية التقليدية باصوليتها و الانفتاح الغربي غير المدروس حول النقاش الى مساحات أخلاقية تتعلق بالشرف والنزاهة والحضارة والتطور وغيرها.
فأصبح النقاش في هذا المجال ساحة لتبادل الاتهامات بين من يرون في التمسك بالماضي جمودًا وتطرفًا، ومن يعتبرون التأثر بالغرب شكلًا من الاغتراب الثقافي وفقدان الهوية. هذه الانشقاقات لم تؤثر فقط على مستوى القيم، بل امتدت إلى تشكيل أنماط الحياة والعلاقات الاجتماعية وحتى الأولويات الاقتصادية والسياسية، مما جعل المجتمع العراقي أكثر عرضة للتشتت وفقدان الاتجاه بين إرثه التاريخي ومتطلبات العصر الحديث والتحديات اليومية والعالمية.
مع مرور الوقت، تعززت النزعة الاستهلاكية على حساب الإنتاج المحلي، حيث أصبحت ثقافة المولات والتسوق المفرط جزءًا من الحياة اليومية، مما أدى إلى ترسيخ مفهوم مادي بحت يربط النجاح الاجتماعي بامتلاك العلامات التجارية الفاخرة والمقتنيات الباهظة. في الوقت ذاته، أعيد تشكيل معايير الجمال وفقًا لنماذج مستوردة، حيث أصبح يُنظر إلى البشرة الفاتحة على أنها أكثر جاذبية من الداكنة، وتم استبعاد الأزياء التراثية لصالح الموضة الغربية، التي يتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام. هذا التحول لم يقتصر على المظهر فحسب، بل امتد إلى الطقوس والعادات الاجتماعية، حيث تم إدخال أعياد ومناسبات لا تمت بصلة للثقافة العراقية، مما أدى إلى تآكل الهوية المحلية لصالح أنماط وافدة تُعتبر أكثر رقيًا في نظر البعض. غالبًا ما يتم تقديم هذه الممارسات كبدائل للتقاليد الأصلية، مما يخلق حالة من الإلغاء الثقافي، حيث يتم التخلي عن الموروث المحلي دون مراجعة نقدية تتيح التمييز بين القيم التي تستحق التطوير وتلك التي تحتاج إلى الاستبعاد.
في المقابل، لم يكن رد الفعل على هذا التحول مجرد مقاومة ثقافية طبيعية، بل اتخذ لدى بعض الفئات شكلًا من التشدد والأصولية والعناد المفرط في التمسك بالتراث، دون تمييز بين القيم التي تحمل بعدًا إنسانيًا وحضاريًا يمكن أن يواكب العصر، وبين العادات التي لم تعد تلائم المجتمع الحديث. فبينما اندفع البعض نحو تبني كل ما هو مستورد دون وعي نقدي، لجأت فئات أخرى إلى رفض كل ما هو جديد باعتباره تهديدًا للهوية، مما أدى إلى تصلب في المواقف وانغلاق ثقافي لم يكن بالضرورة مفيدًا.
هذا الاتجاه المحافظ المتشدد لم يقتصر على الحفاظ على التراث، بل تحول في بعض الحالات إلى إضفاء قداسة على العادات والتقاليد، حتى تلك التي لم تعد منسجمة مع تطور المجتمع. أصبح بعض المتشبثين بالتراث يعتبرون أي تغيير في العادات تهديدًا لقيم المجتمع، مما أدى إلى رفض أي شكل من أشكال التحديث، سواء في التعليم أو الاقتصاد أو أنماط الحياة. وقد أدى هذا التشدد إلى استقطاب اجتماعي حاد، حيث باتت الفئة التقليدية ترى في الحداثة انسلاخًا عن الأصالة، بينما ينظر الحداثيون إلى هؤلاء المحافظين على أنهم عائق أمام التطور.
كما أن هذا التمسك غير النقدي بالماضي عزز الميل إلى العيش وفق أنماط قديمة لم تعد متماشية مع متطلبات العصر، مما أدى إلى إعاقة الحوار حول التطوير الحقيقي للهوية الثقافية. ففي حين أن بعض المجتمعات نجحت في إعادة إحياء تراثها ضمن سياق حداثي متوازن، بقيت بعض الفئات في العراق ترى أن أي تحديث هو إفساد للهوية، ما جعلها أكثر انعزالًا وأقل قدرة على التفاعل مع متغيرات العصر.
هكذا، كما وقع المجتمع في فخ التبعية الثقافية دون وعي حقيقي بما يتناسب مع بيئته، سقط في فخ الأصولية الثقافية التي ترفض التكيف مع العصر، مما جعله عالقًا بين نزعتين متطرفتين: إحداهما تتبنى كل جديد لمجرد أنه جديد، والأخرى ترفض كل جديد لمجرد أنه ليس جزءًا من الماضي. والنتيجة كانت فقدان التوازن الضروري بين الأصالة والتحديث، وهو ما جعل المجتمع أكثر عرضة للانقسامات والتوترات الثقافية التي لا تخدم استقراره أو تطوره.
إن الصراع بين الحداثة والتقاليد في العراق لم يعد مجرد نقاش ثقافي، بل تحول إلى تحدٍ مباشر للأمن المجتمعي. فالمجتمعات المستقرة تحتاج إلى هوية واضحة وتماسك اجتماعي قوي، وعندما تتعرض هذه الهوية إلى تفكيكٍ ممنهج بسبب التغريب غير الواعي، أو الجمود بسبب الأصولية الثقافية، فإنها تصبح أكثر هشاشة وعرضة للاضطرابات الداخلية.
فقدان الهوية أو الانقسام الحاد حولها يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية، وتعزيز النزعات الفردية، وخلق شعور بالاغتراب بين الأفراد داخل وطنهم، وهي عوامل تضعف الأمن المجتمعي وتجعل المجتمع أقل قدرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية.
هذا التشرذم الثقافي ليس مجرد مشكلة فكرية، بل تهديد مباشر للأمن المجتمعي، حيث تصبح الهوية الثقافية ساحة للصراع بدلاً من أن تكون عاملًا للوحدة. يؤدي ذلك إلى تفكيك الشبكات الاجتماعية التقليدية التي كانت تحافظ على الاستقرار، ويزيد من القابلية للتطرف بأنواعه المختلفة، سواء التطرف في الحداثة الذي يفصل الأفراد عن هويتهم، أو التطرف في التقليد الذي يرفض أي محاولة للتطور.
في كلتا الحالتين، يصبح المجتمع العراقي أقل قدرة على مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، حيث يغيب الشعور بالمسؤولية الجماعية لصالح توجهات فردية متطرفة في كلا الاتجاهين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts