«دخل الربيع يضحك» .. واقع إنساني خاص وتنوع بين قصص الحب والالالم
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
حصد الفيلم المصري ”دخل الربيع يضحك” من انتاج كوثر يونس خلال مشاركته بفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولى فى دورته الـ 45 أربعه جوائز وهم جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (الفيبريسي)، وتنويه خاص للممثلة رحاب عنان ، وجائزة أفضل إخراج لنهى عادل، وجائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني .
العمل اهداءًا إلى مطربى وفنانى الزمن الجميل “حليم وفريد الاطرش وسعاد حسنى وصباح وشادية ” وغيرهم وهو اسم رباعية للشاعر الكبير “صلاح جاهين” فالعمل مقسم على أربع قصص كل قصه منهم منفصله بذاتها تجسد تلك القصص واقعًا إنسانيًا خاص تتنوع بين قصص الحب والالالم ايضا وخاصة أن السيناريو ركز على المجتمع النسائى بمختلف أعماره وطباقته التى تراوحت بين المتوسطة والشعبية والارستقراطية وناس من ايجيبت.
كما يطلق عليهم فهم وقائع شديدة الصعوبة وخاصة ان العمل المشترك بينهم هو عامل الثراثرة والضجيج الصوتى والنفسى والتى قدمته مخرجة العمل “نهى عادل” كما أعتادت فى أفلامها القصيرة “مارشيدر وحدث ذات مرة على القهوة” على الزحام والواقعية فى الحوار وبات هذا واضحًا فالحوار يكاد بنسبة كبيرة يكون ارتجاليًا يبدًا بحاله من الاريحية كما تكن البدايات فى العلاقات لتبدًا المشاحنات رويدًا رويدًا ليصحب الجمهور فى حاله من الترقب والجذب مع وحده الزمان والمكان فالمكان له عاملا تأثيرًا على عوالم تلك النساء الكافتيريا والمنزل والكوفير ومكان تجهيزات الافراح فالفيلم يكاد يكون بسيط فى كتابته ولكنه معقد جدًا فى عمليه طرحه الدرامى فكيف يتحدث العمل على تأثير الربيع فى حياه هؤلاء النساء من طبقات مختلفة وهما بالحقيقة يرتدون أقنعه مزيفة يخفون من وراءها تأثير عامل الزمان والعمر وتأثير الاسخاص على تغيير ملامح الوجوه ففى أحدى القصص تلامس العمل مع أزمة منتصف العمر والنظرة الدنيوية لاصحاب الحرف البسيطة بأنهن نساء لا قيمه لهم والمطلقات والقسوة المختبئة بين الاحاديث المنافقه والتى تكشفها أول صراع يحدث بين شخصيتين رئيستين حددتهما المخرجة فكل كل فصه وهو عملية الصراع بين أثنتان بين امراة وامراة أو رجل وامراة والجميع يلتف من حولها دون مقاومه مع بروز تشويش فى شريط الصوت الخاص بالفيلم والذى أقره صناع العمل بأنه مقصودًا لإحداث عملية التوتر النفسى فالجميع يتحدثون فى وقت واحد .
بالتزامن مع تصويرهم فى لقطات مقربة وكأن المشاهد فى قلب الحدث ذاته ورغم ان الرابط بينهم هم شهور الربيع ولكن كانت الاحداث خريفية للدلاله على أن الربيع لم يمر بالعديد كما كان من قبل ، فرباعية “دخل الربيع” هى بالفعل جزء من الحزن الأصيل، الذي سكنت أشعار جاهين في مرحلة ما بعد 67، وحتى رحيله مكتئباً وتسبب ايضا فى اكتئاب السندريلا ومن بعدهم ذهب الربيع الحقيقى ولم يعد مرة أخرى فالرباعية كشفت بالفيلم الأسرار الفائحة، وخبايا النفوس، وفداحة أن تكون القلوب عامرة بما لا يطيق اللسان النطق به، سوى في لحظات الانفجار أو الأسى أو اليأس ،
وحين نركز على أسلوب المخرجة “نهى عادل” نرى حرفية في التعامل مع الحوار على اعتباره أداة الحكي الأساسية، فمن خلال الحوار يمكن التعرف على كل المعلومات حول حاضر اللحظة وحول التاريخ المشترك أو الفردي للشخصيات، وحول الأزمات المخبأة خلف الشفاه المبتسمة أو العيون المختومة بنظرات غامضة أو قلقة، والحوار في مجملة يبدو مرتجلاً رغم كون من الواضح أنه مكتوب، لكنه ليس مكتوب بصورة تقليدية كالحوار الفيلمي التقليدي، ولكنه مكتوب على مستوى التوجيه والخطوط العريضة وسياقات النمو والتطور والاشتعال، هو أقرب لأسلوب الـ”cross fire” بشكل كثيف جداً إلى حد الغموض والكلمات المدموغة والصراخ أو الـ”over lab” أي تداخل الجمل في بعضها والفشل في فصلها أو التعرف عليها وهو ما يسبب حالة توتر وضيق للمتلقي، ولكنه توتر مقصود وضيق مستهدف نفهم منه أنها ليست تقليدية فى اختيارها لفكرة العمل والتى أكدت فى تصريحات لها ان الفيلم جاء عبر ايمانها بإخراج مجموعة من القصص القصيرة المجزأة داخل قالب روائي طويل وان الفيلم يبدو أنه عائليًا لا نشعر من خلاله بغرابة الاحداث التى كنا نشعر بها بل على العكس هى حوارات من قلب الواقع الحيوى صادقة التعبيرات والمشاعر التى تكمنت من توصيفها بصريًا والتى رأها البعض انها مزعجة ورأها البعض انها حقيقة ولكننا بالفعل أمام تجربة فنية تستحق التأمل .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دخل الربيع يضحك الفيلم المصري دخل الربيع يضحك القاهرة السينمائي الدولي نهى عادل
إقرأ أيضاً:
أهم 4 دروس من سورة القصص.. لبناء الشخصية والمجتمع
سورة القصص هي إحدى السور المكية التي تضم العديد من العبر والدروس المستفادة التي توجه المسلم في حياته اليومية، وتساعده في فهم العوائق التي قد تواجهه وكيفية التعامل معها بالصبر والتوكل على الله.
هذه السورة تروي قصة موسى عليه السلام، وتقدم العديد من الدروس التي يمكن أن يستفيد منها المسلم في جميع جوانب حياته. وفيما يلي أهم أربعة دروس من سورة القصص، التي تساهم في بناء شخصية المسلم والمجتمع.
1. التوكل على الله والتفويض الكاملمن أبرز الدروس المستفادة من سورة القصص هو أن التوكل على الله هو السبيل لتحقيق النجاح والتفوق. في قصة موسى عليه السلام عندما كان في موقف صعب، حيث طاردته جيوش فرعون، وعندما وجد نفسه أمام البحر الأحمر، رفع يديه إلى الله وقال: "كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ" [القصص: 62].
كان التوكل على الله مصدرًا لقوة موسى عليه السلام، وبدعائه وتفويضه لله سبحانه وتعالى، انفلق البحر أمامه. هذا يعلّم المسلم أن لا ييأس أبدًا، وأن يضع ثقته الكاملة في الله مهما كانت الظروف.
2. الصبر في مواجهة الابتلاءاتتعلمنا سورة القصص أن الصبر هو مفتاح الفرج. فحتى في أشد اللحظات صعوبة، كان موسى عليه السلام صابرًا، وقد مر بتجارب مريرة منها الظلم في مصر، والطرد، ثم الغربة والابتعاد عن وطنه، إلا أن الله عز وجل كان يبتليه ليصنع منه شخصية عظيمة.
قال الله تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ" [القصص: 14]، وهذا يعني أن الله يضع المؤمن في اختبارات ليزيد من قوة إيمانه ويُقويه ليحقق مهمته في الحياة.
3. العدالة والحق لا يتأخرانسورة القصص تسلط الضوء على أن العدالة لا بد أن تتحقق في النهاية، رغم ما يبدو من تسلط الظالمين أو الظلم الذي يعيشه المؤمنون في بعض الأحيان. في قصة فرعون الذي ظلم واستكبر، أرسل الله له موسى ليحاربه في الظلم، وفي النهاية، لاقى فرعون مصيره المحتوم. قال الله تعالى: "وَفَجَّرْنَا الْبَحْرَ لِمُوسَىٰ فَفَجَّرْنَا فِيهِمْ لِمُوسَىٰ" [القصص: 60]، وهذا يعني أن الله سينتصر للحق ويجعل الظلم زائلًا في النهاية.
4. التمسك بالهداية والابتعاد عن الغرورفي درس آخر من سورة القصص، نجد أن موسى عليه السلام يُظهر لنا كيفية التمسك بتوجيهات الله وعدم التكبر أو الغرور بعد أن حصل على مكانة عظيمة في مجتمع بني إسرائيل.
كان موسى عليه السلام يحذر من الكبر، وأخذ العبرة من هلاك فرعون الذي قادته غروره وكبرياؤه إلى الهلاك، بينما ظل موسى عليه السلام متواضعًا ومخلصًا في عبوديته لله. قال الله تعالى في هذا الصدد: "وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ" [القصص: 31]، ليعلم موسى عليه السلام أن العظمة لله وحده، وأن الإنسان لا يجب أن يفتخر أو يغرّه ما يملكه من نعم.
سورة القصص تقدم للمسلم دروسًا هامة تساعده على التوكل على الله، والصبر في مواجهات الحياة، والتفاؤل بتحقيق العدالة في النهاية، والابتعاد عن الغرور. هذه الدروس تعد مصدرًا هامًا لكل مسلم يسعى لبناء شخصية قوية مستنيرة بالإيمان.