د. مرتضى الغالي

هذا الصباح وقعنا في رزيئين (بمعنى بلوة ومصيبة وكفوة دبل)..! الأولى هي أن البرهان، أو هذه الآفة التي حلت بالسودان في هيئة إنسان.. قال في خطابه وبعضمة لسانه: (الحرب أنهكت الشعب السوداني، وأفقرت عدداً كبيراً منه)..!!

الحرب أنهكت الشعب السوداني وأفقرته.. لكن البرهان يقول في ذات الخطاب أنه سيواصل الحرب التي أنهكت السودانيين، وأفقرتهم حتى النهاية.

. ولا سبيل ولا تفكير في أي تفاوض أو هدنة (هكذا قال)..!

يعني سوف تستمر الحرب التي أنهكت الشعب وأفقرته.. ولو أفضت إلى مزيد من الإنهاك والإفقار..!

هذا هو الرجل الذي وضعته ملابسات التدابير المُجرمة والترتيبات الرديئة و(الحظوظ العواثر) في مقاليد الأمور ليقرر في مصائر السودانيين وحياتهم ومستقبلهم وحربهم وسلمهم..!

بلى نحن كنّا أهلها، فأبادنا / صروف الليالي والجُدود العواثر..

فصرنا أحاديث.. وكنّا بغبطةٍ / كذلك عضّتنا السنون الغوابر..

طبعاً يحاول البرهان تخفيف ما جرى للسودانيين من حربه وانقلابه (الحرب والانقلاب في حقيقة الأمر من صناعة الكيزان وما هو إلا بيدق يرتدي شارة الجنرالات مع انعدام مؤهلات ارتدائها).. أنه يحاول التخفيف من ويلات الحرب بقوله إنها أنهكت السودانيين.. (أنهكتهم.. أم قتلتهم قتل الضأن)..؟!

كل هذه المقتلة مجرد إنهاك..؟! عشرات الآلاف ومئاتهم قتلى في العراء وخارج المدافن ومئات الآلاف مصابين وعاجزين.. وأكثر من 12 مليون مشرد مع تدمير كامل للمساكن والمرافق والدور والجسور وأكثر من 20 مليون شاب وصبي وطفل خارج التعليم.. والبلاد على شفا التمزق والانشطار.. والجوعى في مكان.. كل هذا مجرد إنهاك..!

(الحرب أنهكت السودانيين لهذا لا بد من مواصلتها)، هذا هو معنى الجملة التي قالها.. فهل من تفسير آخر يسعفنا به السادة الخبراء والمستشارون..!

الرزيئة الثانية أو (الكفؤة الثانية) باختصار.. أن سفيراً عريقاً من المتابعين لمجريات الأحوال ومن شهودها.. كتب يدعو إلى (فتح حوار حول إعادة بناء الدولة السودانية) وبعد توضيح مطوّل لدعوته.. قال إنه يتمنى أن يقوم بهذه المبادرة السيد وزير الإعلام الجديد خالد عويس ليبتدر بها عهده)..!

أولا: نحن تعتذر للأستاذ “خالد عويس” الصحفي الكبير.. فهو ليس وزير الإعلام الجديد الذي قام بتنصيبه انقلاب البرهان.. وحاشا أن يكونه.! خالد عويس رجل وطني مهني نظيف مثل (الدبلان الأصلي) ولا يقبل يتلوث بأن يكون بوقاً للطغيان وحرب العار..!

إذاً وزير الإعلام الجديد الذي عينه البرهان من باب المكافأة على “تظاهرة الرعاع في لندن” هو الذي سيبدأ عهده الجديد السعيد بهذه المبادرة، حتى تفضي (إلى عمل يقود السودان للاستقرار والنماء).. على حد تعبير الكاتب الدكتور السفير…. اللهم غفرانك..!

أمس قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين (يان إيغلاند) لوكالة “فرانس برس” (إن السودان يشهد منذ أبريل 2023.

حرباً مدمّرة أوقعت عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص؛ وهذا البلد يتجه نحو مجاعة بدأ عدّها التنازلي مع تجاهل قادة العالم لأكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب وأكبر أزمة جوع وأكبر أزمة نزوح.. في حين أن المساعدات الإنسانية تقتصر على مجرد “تأخير الوفيات”)..! انتهى

هل العالم الخارجي وحده الذي لا يبالي يا شيخنا…؟! أم أيضاً بعض مواطنينا النجباء..!

الله لا كسّب أنصار الحرب ومسعرّيها والمشاركين فيها و(النافخين في غيرها) وكل من يدعو لمواصلتها تحت أي حجة وذريعة..!

murtadamore@yahoo.com

الوسومد. مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: د مرتضى الغالي الحرب أنهکت

إقرأ أيضاً:

ذكرى تحرير سيناء| يوم النصر والصمود الذي يجسد إرادة الشعب المصري.. ويحفز الأجيال القادمة على البناء والتنمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحتفل جمهورية مصر العربية هذا الأسبوع بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء، والتي توافق 25 أبريل من كل عام. وقد شهدت شبه جزيرة سيناء في السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا على مختلف الأصعدة، في إطار جهود الدولة لتطوير أرض سيناء العزيزة.

تحرير سيناء.. يوم الصمود والانتصار الذي يجسد إرادة الشعب المصري

هو يوم يحمل في طياته تاريخًا حافلًا بالبطولات والتضحيات. ففي هذا اليوم من عام 1982، تمكنت مصر من استرداد أرض سيناء الغالية بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، لتعود إلى أحضان الوطن والشعب الذي ظل يقاوم ويضحي من أجل استعادتها.

يعد عيد تحرير سيناء أكثر من مجرد ذكرى، فهو يوم خالد في وجدان كل مصري، يرمز إلى النصر والصمود، ويجسد إرادة الشعب المصري. إنه يوم يبعث الأمل في الأجيال القادمة، ويحفزهم على مواصلة مسيرة البناء والتنمية، مع الحفاظ على أمن واستقرار مصر في مواجهة التحديات.

يوم الصمود والانتصار الذي يخلد بطولات الشهداء

هذا اليوم أيضًا يعيد إلى الأذهان معركة أكتوبر المجيدة، التي كانت بمثابة الانتصار العسكري الكبير الذي تحقق بفضل بطولات الجيش المصري وتضحياته في الدفاع عن الوطن. وعيد تحرير سيناء هو تكريم لدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل تحرير أرضنا الطاهرة، ليظل هذا اليوم رمزًا للكرامة والعزة وسيادة مصر على أراضيها.

عيد تحرير سيناء ليس مجرد احتفال وطني، بل هو تجسيدا حقيقيا لوحدة المصريين، ويؤكد على أن كل شبر من أرضه هو جزء لا يتجزأ من مصر. ويعكس قيم التضحية والفداء التي قدمها شهداء مصر من أجل تحرير أرضهم. هو يوم انتصار للإرادة المصرية وصمود الشعب في مواجهة الاحتلال، ويخلد ذكرى التضحيات التي قدمها أبناء مصر الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم  من أجل وطنهم.

مقالات مشابهة

  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • تخوف وحذر!!
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • "بص يا كبير" أولى أغنيات ألبوم مروان موسى الجديد "الرجل الذي فقد قلبه"
  • مناظرة العيدروس للوليد مادبو التي ارجات احمد طه الى مقاعد المشاهدين
  • ما التحديّات التي تنتظر البابا الجديد؟
  • الرجل الذي فقد قلبه.. تفاصيل ألبوم مروان موسى الجديد
  • تركيا تعرض على البرهان مشروعات لانقاذ السودان بعد الحرب
  • ذكرى تحرير سيناء| يوم النصر والصمود الذي يجسد إرادة الشعب المصري.. ويحفز الأجيال القادمة على البناء والتنمية
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني