البرهان: الحرب أنهكت الشعب ولا بد من مواصلتها!
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
د. مرتضى الغالي
هذا الصباح وقعنا في رزيئين (بمعنى بلوة ومصيبة وكفوة دبل)..! الأولى هي أن البرهان، أو هذه الآفة التي حلت بالسودان في هيئة إنسان.. قال في خطابه وبعضمة لسانه: (الحرب أنهكت الشعب السوداني، وأفقرت عدداً كبيراً منه)..!!
الحرب أنهكت الشعب السوداني وأفقرته.. لكن البرهان يقول في ذات الخطاب أنه سيواصل الحرب التي أنهكت السودانيين، وأفقرتهم حتى النهاية.
يعني سوف تستمر الحرب التي أنهكت الشعب وأفقرته.. ولو أفضت إلى مزيد من الإنهاك والإفقار..!
هذا هو الرجل الذي وضعته ملابسات التدابير المُجرمة والترتيبات الرديئة و(الحظوظ العواثر) في مقاليد الأمور ليقرر في مصائر السودانيين وحياتهم ومستقبلهم وحربهم وسلمهم..!
بلى نحن كنّا أهلها، فأبادنا / صروف الليالي والجُدود العواثر..
فصرنا أحاديث.. وكنّا بغبطةٍ / كذلك عضّتنا السنون الغوابر..
طبعاً يحاول البرهان تخفيف ما جرى للسودانيين من حربه وانقلابه (الحرب والانقلاب في حقيقة الأمر من صناعة الكيزان وما هو إلا بيدق يرتدي شارة الجنرالات مع انعدام مؤهلات ارتدائها).. أنه يحاول التخفيف من ويلات الحرب بقوله إنها أنهكت السودانيين.. (أنهكتهم.. أم قتلتهم قتل الضأن)..؟!
كل هذه المقتلة مجرد إنهاك..؟! عشرات الآلاف ومئاتهم قتلى في العراء وخارج المدافن ومئات الآلاف مصابين وعاجزين.. وأكثر من 12 مليون مشرد مع تدمير كامل للمساكن والمرافق والدور والجسور وأكثر من 20 مليون شاب وصبي وطفل خارج التعليم.. والبلاد على شفا التمزق والانشطار.. والجوعى في مكان.. كل هذا مجرد إنهاك..!
(الحرب أنهكت السودانيين لهذا لا بد من مواصلتها)، هذا هو معنى الجملة التي قالها.. فهل من تفسير آخر يسعفنا به السادة الخبراء والمستشارون..!
الرزيئة الثانية أو (الكفؤة الثانية) باختصار.. أن سفيراً عريقاً من المتابعين لمجريات الأحوال ومن شهودها.. كتب يدعو إلى (فتح حوار حول إعادة بناء الدولة السودانية) وبعد توضيح مطوّل لدعوته.. قال إنه يتمنى أن يقوم بهذه المبادرة السيد وزير الإعلام الجديد خالد عويس ليبتدر بها عهده)..!
أولا: نحن تعتذر للأستاذ “خالد عويس” الصحفي الكبير.. فهو ليس وزير الإعلام الجديد الذي قام بتنصيبه انقلاب البرهان.. وحاشا أن يكونه.! خالد عويس رجل وطني مهني نظيف مثل (الدبلان الأصلي) ولا يقبل يتلوث بأن يكون بوقاً للطغيان وحرب العار..!
إذاً وزير الإعلام الجديد الذي عينه البرهان من باب المكافأة على “تظاهرة الرعاع في لندن” هو الذي سيبدأ عهده الجديد السعيد بهذه المبادرة، حتى تفضي (إلى عمل يقود السودان للاستقرار والنماء).. على حد تعبير الكاتب الدكتور السفير…. اللهم غفرانك..!
أمس قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين (يان إيغلاند) لوكالة “فرانس برس” (إن السودان يشهد منذ أبريل 2023.
حرباً مدمّرة أوقعت عشرات آلاف القتلى، وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص؛ وهذا البلد يتجه نحو مجاعة بدأ عدّها التنازلي مع تجاهل قادة العالم لأكبر أزمة إنسانية على هذا الكوكب وأكبر أزمة جوع وأكبر أزمة نزوح.. في حين أن المساعدات الإنسانية تقتصر على مجرد “تأخير الوفيات”)..! انتهى
هل العالم الخارجي وحده الذي لا يبالي يا شيخنا…؟! أم أيضاً بعض مواطنينا النجباء..!
الله لا كسّب أنصار الحرب ومسعرّيها والمشاركين فيها و(النافخين في غيرها) وكل من يدعو لمواصلتها تحت أي حجة وذريعة..!
murtadamore@yahoo.com
الوسومد. مرتضى الغاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د مرتضى الغالي الحرب أنهکت
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.