بين أمواج البحر الهائجة ومياه الأمطار الغزيرة التي تساقطت على قطاع غزة، تتجدد مأساة النازحين الذين هربوا من نيران الحرب ليجدوا أنفسهم محاصرين بأزمات أخرى لا تنتهي، ترافقت مع تحذيرات أممية من تبعاتها.

فالليلة الماضية، اجتاحت مياه البحر خيام النازحين المقامة على شاطئ مواصي خان يونس جنوب القطاع، وغمرت مياه الأمطار الخيام في مختلف المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية، ما فاقم أوضاع النازحين الصعبة والقاسية.



هذه المأساة الجديدة القديمة، أغرقت ممتلكات النازحين البسيطة وضاعفت معاناتهم، في ظل إبادة إسرائيلية مستمرة لا ترحم.

جوع وبرد قارس ..

مياه الأمطار تزيد من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة pic.twitter.com/GUdkX9wUnc

— عربي21 (@Arabi21News) November 25, 2024
وعلى شاطئ البحر حيث لجأ النازحون هربًا من أهوال الإبادة الإسرائيلية المستمرة، حدثت الكارثة باجتياح مياه البحر العاتية الخيام المهترئة التي لا تكاد تحمي ساكنيها من قسوة الطقس، لتُغرق ما تبقى من ممتلكاتهم البسيطة وتزيد معاناتهم أضعافا.

الأطفال يبكون تحت وطأة البرد القارس، بينما يصارع الكبار لإخراج المياه التي غمرت الخيام. بأيديهم الخاوية وأدواتهم البدائية، يحاولون دفع المياه التي اجتاحت أركان حياتهم البسيطة، وكأن الحرب وحدها لم تكن كافية لإغراقهم في المعاناة.


وفي الظلام الدامس وأجواء البرد القارس، خرجت العائلات النازحة من خيامها المهترئة محاولة مواجهة الكارثة، وبدأت سباقاً يائسًا مع الوقت لإنقاذ ما يمكن انقاذه.

مشاهد العائلات وهي تفرغ المياه من خيامها بأدوات بدائية أو حتى بأيديها العارية، تلخص معاناة النازحين التي يصعب وصفها.

بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الاثنين، أن نحو 10 آلاف خيمة تأوي نازحين تعرضت للتلف وجرفتها أمواج البحر خلال اليومين الماضيين جراء منخفض جوي.

وقال المكتب الإعلامي في بيان: "على مدار اليومين الماضيين تلفت قرابة 10 آلاف خيمة، حيث جرفتها مياه البحر بعد امتداد الأمواج بسبب دخول المنخفض الجوي".

امرأة فلسطينية نازحة في غزة تقيم حواجز ترابية بسيطة داخل خيمتها لحماية عائلتها من الأمطار.#GazaGenocide pic.twitter.com/w9hNC9Yt1g

— تحديث غزة (@Gaza_News14) November 25, 2024
وجدد إطلاق "نداء استغاثة إنساني عاجل للمجتمع الدولي ولجميع دول العالم ولكل المنظمات الدولية والأممية، لإنقاذ مئات آلاف النازحين بقطاع غزة قبل فوات الأوان".

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي "منع إدخال 250 ألف خيمة وكرفان (منازل متنقلة) إلى القطاع في ظل واقع إنساني خطير.

الفلسطيني سامي أبو ركبة، أحد النازحين من شمال قطاع غزة، يقول بصوت متقطع من شدة التعب: “هربنا من القصف والجوع إلى شاطئ البحر، لكن المطر والبحر لم يتركا شيئًا لنا".

ويضيف أبو ركبة وهو أب لخمسة أطفال، للأناضول: "نحن نعيش بلا دفء، بلا طعام، بلا أمان. لا نعرف إلى أين نذهب أو ماذا نفعل، ألا يكفينا عذاب؟! يجب وقف الحرب فورًا".


وفي خيمة قريبة، أطفال يصرخون من شدة البرد، ونساء يحاولن تهدئة الصغار، بينما الكبار يبذلون جهودًا مضنية لإخراج الأغطية المبللة والملابس الغارقة من خيامهم.

وتحت أضواء باهتة تنبعث من الهواتف المحمولة، تلتف العائلات حول بعضها البعض في مشهد يعكس مرارة النزوح وقساوة المعاناة. فهنا طفل يرتجف بين ذراعي أمه، وهناك شيخ يحاول إصلاح خيمته التي تمزقت بفعل الأمواج والرياح.

وفي وسط القطاع، غمرت مياه الأمطار خيام النازحين، التي بالكاد تقيهم من الرياح العاتية، وتحولت الأرضي الزراعية التي لجأوا إليها إلى مستنقعات موحلة، تزيد من صعوبة التحرك والحفاظ على ما تبقى لديهم.

النازحة سهام رزق، تقول: “كانت أمطارًا غزيرة جدًا، لم نجد مكانًا نجلس فيه. أبنائي لم يناموا طوال الليل من الجوع والبرد، فكل ما أملكه غرق داخل هذه الخيمة”.

وتضيف رزق، للأناضول، بعيون تدمع وصوت متقطع: "إننا نموت في كل لحظة ألف مرة، إن الموت أرحم علينا مما نعيشه، قصف وخوف وجوع وبرد قارس".

*️⃣ #شاهد

"وين بدنا نروح؟".. صرخة استغاثة من فلسطينيين أغرق البحر خيامهم مع اشتداد الأمطار خلال ساعات الليل بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزةhttps://t.co/JpL9kgGLB3 pic.twitter.com/UF23xabE7n

— أبومحمد النجري (@alngrey2010) November 25, 2024
وتطالب بإنهاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة بأسرع وقت، وذلك بوقف إطلاق النار وعودة النازحين وفتح المعابر وإدخال المواد الغذائية.

من جانبها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من المعاناة الإضافية التي تحملها معها أمطار الشتاء لأهالي القطاع.

وقالت الأونروا في منشور على منصة "إكس": "في غزة، تحمل الأمطار الأولى من فصل الشتاء معها المزيد من المعاناة"، مبينة أن "حوالي نصف مليون شخص يعيشون في مناطق معرّضة للفيضانات يواجهون خطرا إضافيا".


وأكدت على أنه "مع كل قطرة مطر، وكل قذيفة، وكل قصف، يزداد الوضع سوءًا"، مجددة المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.

ومع استمرار الإبادة الإسرائيلية على غزة، تتضاعف معاناة هؤلاء النازحين، الذين أصبحوا عالقين بين نار الحرب وكوارث الشتاء، فثلاثية البرد والجوع والحرب تُثقل كاهلهم.

وحذرت بلديات قطاع غزة منذ أسابيع، من هذا المشهد المأساوي، إلا أن حرب الإبادة المستمرة والحصار المطبق وانعدام الموارد جعلت من المستحيل تدارك الأزمة.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.


"ابتلع البحر خيامهم وأصبحوا بلا مأوى يصارعون البرد"
حال النازحين في ظل اشتداد العاصفة الجوية وسقوط الأمطار في جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/zPCZRchGrX

— فلسطين بوست (@PalpostN) November 25, 2024

تعمقت مأساة النازحين في قطاع غزة مع اشتداد الأمطار، حيث ضربت العواصف البحرية مخيماتهم على شاطئ المواصي، تاركة آلاف العائلات بلا مأوى وسط ظروف جوية قاسية#انقذوا_شمال_غزة#فلسطين_قضية_الاحرار#غزه_تقاوم_وستنتصر_بإذن_الله pic.twitter.com/VonYYADa6v

— النحل الإلكتروني (@electronicbeez) November 25, 2024

اللهم كن مع أهلنا الذين يغرقون في الخيام بسبب الأمطار ????????#فلسطين #غزة #غزه_تقاوم_وستنتصر#فراس_الماسي pic.twitter.com/cLYMt27zu1

— فراس الماسي | Firas Almasi ???? (@FAlmasee2) November 25, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة النازحين الشتاء غزة الاحتلال الشتاء النازحين حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة میاه الأمطار pic twitter com قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صقيع غزة يزيد معاناة الفلسطينيين تحت القصف..ومخاوف من انتشار العدوى

يعيش سكان غزة معاناة إضافية، جراء برودة الطقس إذ تتوقع دائرة الأرصاد الجوية أن يكون الطقس غائماً جزئياً وبارداً في فلسطين، مع فرص لسقوط أمطار خفيفة، خاصة في المناطق الشمالية، خلال الأيام المقبلة هذا الوضع يزيد من معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت القصف المستمر، حيث يواجهون ظروفاً قاسية.

وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية، أن يكون الطقس في غزة اليوم الإثنين، غائماً جزئياً وبارداً نسبيا خاصة في المناطق الجبلية، ومع توقعات سقوط امطار خفيفة متفرقة على بعض المناطق خاصة الشمالية، مع استمرار انخفاض درجات الحرارة طوال الأيام المقبلة، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط «وفا».

الأوضاع الإنسانية في غزة في ظل موجة البرد

يعاني الكثير من الفلسطينيين من نقص حاد في البطانيات والملابس الدافئة، بالإضافة إلى قلة الخشب لإشعال النار، كما أن الخيام التي يعيشون فيها أصبحت مهترئة بعد أشهر من الاستخدام المكثف، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

وتحذر الأمم المتحدة من أن الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة قد لا يتحملون الظروف الشتوية القاسية، حيث يحتاج نحو 945 ألف شخص إلى إمدادات الشتاء التي أصبحت باهظة الثمن.

وفاة رضيعة جراء انخفاض درجات الحرارة

طفلة رضيعة استــشهدت بسبب البرد الشديد في مواصي خانيونس التي نزحت لها عائلات دمر الاحتلال منازلها ومناطقها pic.twitter.com/CiQEfckqhb

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 20, 2024

أفادت وكالة الانباء  الفلسطينية وفا بأن الظروف الجوية الحالية أدت إلى في وفاة رضيعة، تُدعى عائشة عدنان سفيان القصاص، نتيجة البرد القارس داخل خيمة في خان يونس

التحذيرات الدولية من أوضاع الفلسطينيين في غزة

تحذر الأمم المتحدة من أن سكان غزة والنازحين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة قد لا يتحملون الشتاء القاسي.

وأفادت تقارير نشرتها بأن نحو 945 ألف شخص بحاجة ماسة إلى إمدادات الشتاء، التي أصبحت باهظة الثمن في غزة.

استجابة الأونروا للتعامل مع الشتاء

أعلنت لويز واتريدج، المتحدثة باسم الأونروا، أن الوكالة كانت تخطط لفصل الشتاء، لكن المساعدات لم تكن كافية.

وتابع الوكالة أن على رغم توزيع 6 آلاف خيمة في شمال غزة، فإن هناك نحو 22 ألف خيمة عالقة في الأردن، و600 ألف بطانية في مصر بسبب القيود المفروضة مما يعقد جهود الإغاثة.

انتشار الأمراض في قطاع غزة وأماكن النازحين في فصل الشتاء

تحذر المنظمات الإنسانية من احتمال انتشار الأمراض المعدية في أماكن النزوح، خاصة بعد انتشارها في الشتاء الماضي، وسط ارتفاع مستويات سوء التغذية، الأمر الذي يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مثيرة.. إحباط تهريب مئات القطع الأثرية التي انتشلت من خليج أبو قير (شاهد)
  • أسوأ 3 فيضانات قاتلة خلال 2024.. واحد منها في المنطقة العربية (شاهد)
  • لتخفيف معاناة الفلسطينيين.. مصر توزع مساعدات إنسانية على النازحين في شمال رفح وخان يونس
  • وفاة رضيعة جراء البرد الشديد في خيمة بخان يونس
  • أسوأ 3 فيضانات قاتلة خلال 2024.. واحد منها بالمنطقة العربية (شاهد)
  • مأرب: مناقشات مع منظمات إنسانية لتخفيف معاناة النازحين
  • «القاهرة الإخبارية»: شتاء 2025 ضيف ثقيل على النازحين في غزة «فيديو»
  • فصل الشتاء.. ضيف ثقيل على النازحين في قطاع غزة
  • صقيع غزة يزيد معاناة الفلسطينيين تحت القصف..ومخاوف من انتشار العدوى
  • استشهاد سبعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على خيام النازحين جنوب قطاع غزة