الهوية البصرية للجمعيات الخيرية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
إن توظيف العلوم الإدارية في الأسواق له أهمية بالغة، ولذلك نجد أن القطاعات التجارية تهتم إلى حد بعيد بزيادة ربحيتها من خلال توظيف هذه العلوم الإدارية، وتمكينها من التفوق على منافسيها والبقاء في المقدمة في كل المجالات، وهناك شركات عالمية عملاقة تعزو نجاحها في المقام الأول إلى توظيف الأبحاث والعلوم، التي وضعتها على المستوى الأول عالمياً.
انظر إلى بعض المنتجات، مثل القهوة، فقد ترغب في شرائها من متاجر مشهورة وتدفع فيها القيمة العالية، وقد يكون ذلك لتميزهم في الجودة أو لارتباط الصورة الذهنية والهوية البصرية لذلك المتجر بعقلك حتى جعلتك تقدم على الشراء، فالعملاء عندما يرون رمز ذلك المتجر في أي مكان، يرتبط عقلهم الباطني بمنتجاته، وهذا ما نريده أن ينمو في قطاعاتنا الخيرية، تُعد الهوية البصرية للجمعيات الخيرية حجر الزاوية في تعزيز تواصلها مع المجتمع وداعميها، ولو تخيلنا جمعية خيرية تمتلك شعارًا مميزًا وألوانًا جذابة، يتعرف عليها الناس في جميع أنحاء المدينة، حيث يرتبط اسمها في عقول المواطنين سوف ينعكس ذلك على تقديم الدعم والتسويق لها، فالهوية البصرية قد تحدث فرقًا كبيرًا في تشجيع الناس على المشاركة والدعم.
عندما نتحدث عن ‘الصورة الذهنية’، فإننا نشير إلى الطريقة التي ينظر بها الأفراد إلى الجمعية عند رؤيتهم لشعارها أو لونها المميز، هذه الصورة تتشكل من خلال التجارب السابقة والاتصالات البصرية التي تربط القيم التي تمثلها الجمعية، من ناحية أخرى، ‘الهوية البصرية’ تشمل جميع العناصر المرئية التي تميز الجمعية، بما في ذلك الألوان، الشعارات، وأنماط التصميم، التي تعكس رسالتها وأهدافها الأساسية.
إن الهوية البصرية للجمعية تزيد من رغبة الداعمين للعطاء لتلك الجمعية وتعزز الولاء لديهم ولدى أصحاب المصلحة ،فلابد من اختيار الألوان الجاذبة التي يسهل مع العقل استذكارها، وتعد الألوان العنصر الأساس لتعزيز الصورة الذهنية لدى أفراد المجتمع، كما أنه لا بد من اختيار الرموز (Logo) بعناية، ويتراوح ذلك من كتابة الاسم بطريقة مميزة، أو يمكن أن يكون تصميمًا من دون كتابة مع التأكيد على أن يكون بسيطًا وأنيقًا، مع إمكانية الاعتماد على الكتابة والرموز، وهذا ما تفعله معظم الشركات العالمية، إن فوائد الرموز (Logo)تعزز الصورة الذهنية وسهولة التعرف على الجمعية، ولابد أن يعكس النشاط الأساس لها.
وقد أشار بعض الخبراء أن تصميم الهوية ‘تشكّل الهوية البصرية الأساس الذي يُبنى عليه تواصل الجمعية مع المجتمع ، وإنها ليست مجرد شعارات وألوان، بل هي تجسيد لقيم الجمعية ورسالتها.’ هذه الرؤية تؤكد أهمية التركيز على العناصر البصرية لإيصال الرسالة بشكل فعال وإحداث التأثير المطلوب، كما أن الهوية البصرية ينعكس أثرها على العاملين.
وحتى يكون للهوية البصرية تأثير كبير لابد من انسجام الظهور الخارجي في وسائل التواصل الاجتماعي والمؤتمرات والحفلات والبيئة الداخلية من مطبوعات ومبانٍ وغيرها مع الهوية البصرية، فهي توجد الولاء وتمنح النفس مزيدًا من العطاء ، وذلك العلم لا يُستهان به، وقد تستخسر بعض الجمعيات البذل على إيجاد هوية خاصة مما يكون له أثر سلبي على المستوى البعيد ، فالدراسات التي كتبت في القطاع التجاري عن أثر الهوية البصرية على الفرد والمجتمعات، فهي ليست بمعزل عن القطاع الخيري الذي هو بحاجة لتلك الهوية التي تحقق له الأثر والاستدامة في أعمالها.
أخيرا نحن في عالم تتسارع فيه المنافسة على الدعم والمساهمات، فإن تحسين الهوية البصرية للجمعيات الخيرية لا يعد مجرد خيار بل ضرورة، ولهذا يجب علينا أن نركز على بناء هوية قوية تعكس قيمنا وتجذب الدعم الذي نحتاجه لتقديم العون للآخرين، تذكر الهوية البصرية ليست فقط لتمييز الجمعية، بل هي دعوة لكل فرد للمشاركة في بناء مجتمع أفضل.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الهویة البصریة الصورة الذهنیة
إقرأ أيضاً:
صندوق عطاء يمول أول دبلوم متخصص في الإعاقة البصرية باللغة العربية بمصر
وقع صندوق الاستثمار الخيري لدعم ذوي الإعاقة “عطاء” اتفاقاً مع جامعة النيل الأهلية ومؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية لتقديم أول دبلوم دراسات عليا متخصص في الإعاقة البصرية في مصر باللغة العربية. وتستهدف المناهج الدراسية المعدة بجامعة وسترن مشيجان الأمريكية إعداد وتأهيل مقدمى الخدمات للأشخاص من ذوى الإعاقة البصرية.
وفى فعالية استضافتها جامعة النيل، وقع الاتفاق شريف سامي رئيس مجلس إدارة صندوق "عطاء" والدكتور وائل عقل رئيس جامعة النيل والأستاذة دعاء مبروك المدير التنفيذي لمؤسسة بصيرة، لتقديم دبلوم اخصائي ضعف بصر ودبلوم اخصائي التوجه والحركة. وذلك بحضور المهندس ايمن عبدالوهاب عضو مجلس إدارة الصندوق والأستاذة اميرة الرفاعي المدير التنفيذي إضافة إلى لفيف من القائمين على إدارة الجمعيات والمؤسسات الاهلية العاملة في المجال و عدد من المهتمين بالدبلوم المقرر تقديمه.
وأكد شريف سامي في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، على مدى إهتمام صندوق "عطاء" بتمويل أنشطة تعليمية تحقق رعاية وتعامل أفضل مع الأشخاص ذوى الإعاقة من مختلف الشرائح العمرية ولاسيما الإعاقة البصرية، بما ييسر من دمجهم في المجتمع ويساعد على تقدمهم في مراحل التعليم ويزيد من فرص العمل المتاحة لهم. وأعرب عن إعتزاز مجلس إدارة الصندوق بهذا التعاون مع جامعة النيل ومؤسسة بصيرة ذات الباع الطويل في التخصص، وذلك لتقديم محتوى أكاديمى رفيع يعتمد على مناهج دولية تم تكييفها لتناسب البيئة المصرية.
ومن جانبها أشارت أميرة الرفاعى المدير التنفيذي لصندوق عطاء إلى أن الدبلومات المستهدف أن تبدأ الدراسة بها في شهر فبراير القادم – والتي يوفر الصندوق أيضاً منحاً دراسية لعدد من الملتحقين بها - تتيح تخريج كوادر ذات قدرة مهنية متخصصة في تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على المستويين التعليمي والاجتماعي، ومساعدتهم علي الاعتماد علي أنفسهم بطرق علمية حديثة تؤدي إلي دمجهم في المجتمع والحصول علي حقوقهم في الاستقلالية.
وأضافت أن اجتياز كل دبلوم يتضمن تدريب ميداني مكثف. وهو ما يؤهل من يرغب من الحاصلين على أيي من الدبلومين للتقدم لاختبار أكاديمية الاعتماد الدولي بالولايات المتحدة الامريكية للحصول علي اعتماد دولي. ومن الجدير بالذكر أن تلك الأكاديمية هي الجهة الدولية الوحيدة المتخصصة في منح شهادة تأهل مهنى معتمدة لأخصائي الإعاقة البصرية.
وأعقب التوقيع، استعراض شرح تفصيلي للدبلومات وكيفية تسجيل طلبات الإلتحاق من خلال الموقع الالكتروني للجامعة أو من خلال البريد الالكترونى [email protected] .
كما شهد المشاركون عرض فيلم تسجيلي عن بداية نشأة فكرة الدبلومات وصولا إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
ومن جانبه أشار شريف سامي ان "عطاء" هو أول صندوق استثمار خيري ينشأ في مصر، وقد حرص مؤسسوه على أن يكون تركيزه في مجال دعم ذوي الإعاقة.
وشدد على أنه من أهم مزايا آلية صناديق الاستثمار الخيرية هي ضمان استدامة التمويل حيث لا يتم الصرف من أصل الاموال، ولكن من عوائد استثمارها.
كذلك نجد أن هناك فصل بين توجيه الأموال وتنفيذ المشروعات الخيرية والاجتماعية إضافة إلى تولى شركة متخصصة مرخص لها من الهيئة العامة للرقابة المالية إدارة محفظة الصندوق الاستثمارية، وكل ذلك يحقق رقابة أفضل ويعزز من أداء الصندوق.
ولفت إلى أن الاستثمار في الخير بشراء وثائق صندوق الاستثمار الخيري لدعم ذوى الإعاقة عطاء، متاح للأفراد والشركات وغيرها من الأشخاص الاعتبارية من خلال فروع عدد من البنوك التجارية المصرية إضافة إلى بنك ناصر الاجتماعي.