قصته باتت عبرة وفيلم.. صبي اختفى في جبل بعد شجار مع والده
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
أمتعت مذكراته، Lost on a Mountain in Maine، أجيالًا من تلاميذ المدارس في ولاية أشجار الصنوبر الأمريكية، وتوثق خرائط الممرات ورواية مصورة رحلة صبي ضاع في جبل بعد صراع مع والده، وأصبحت أخيراً فيلماً هوليودياً.
والفيلم، الذي استوحى اسمه من كتاب فيندلر، والذي يضم سيلفستر ستالون بين منتجيه، يعيد خلق دراما صبي منفصل عن والده الصارم وشقيقه التوأم وغيرهما، وفق "دايلي ميل".
ولحسن الحظ، هناك نهاية سعيدة.
وفي صورة شهيرة، يظهر دون فيندلر النحيل، 12 عامًا، من راي، نيويورك، مع الكيس الذي استخدمه ككيس نوم في براري مين، حيث فقد 15 رطلاً.
ورطة
وكان فيندلر اختفى في وسط عاصفة سريعة أثناء اقترابهم من قمة كاتادين، بعد أن تشاجر مع والده، وأدرك الصبي في غضون ساعات أنه في ورطة وبدأ في حالة ذعر، كما يروي.
ولجأ حين باغته الخوف إلى مهاراته الكشفية، وموقف عدم الاستسلام أبدًا، كما قال، وأضاف :"لقد علمني هذا أن أحافظ على هدوئي وهدوء أعصابي".
وكان يأكل الفراولة والتوت البري ويختبئ قدر استطاعته خلال الليالي الباردة، وتبع الصبي مجرى مائيًا وخط هاتف، مما قاده إلى معسكر صيد بالقرب من ستايسيفيل، على بعد حوالي 35 ميلاً.
وتم إنقاذ فيندلر الذي كان يعاني من سوء التغذية من قبل مرشد ولاية مين نيلسون ماكمورن وزوجته لينا، وكان مصابًا بكدمات وجروح وجائعًا، بدون بنطال أو حذاء، ومغطى بلدغات الحشرات وخفيف الوزن جداً، لكنه بقي على قيد الحياة.
وسام الشجاعة
وقال العنوان الرئيسي الجريء لصحيفة بانجور ديلي نيوز في 26 يوليو 1939، في اليوم التالي لعملية الإنقاذ: تم العثور على دون فيندلر حياً، وزينت ثلاث صور للشاب النحيل وأربع قصص عنه الصفحة الأولى للصحيفة، وأثار الخطر الذي واجه الصبي بحثًا هائلاً حينها، وكان محور عناوين الصحف والبث الإذاعي الليلي، وتدفق مئات المتطوعين إلى المنطقة للمساعدة، وتدفقت رسائل الدعم إلى والدي فيندلر، في مقابلة أجريت عام 2009، وقال فيندلر "لقد تم إرسال الصلوات إلى والدتي عن طريق ويسترن يونيون" من الأمهات في جميع أنحاء البلاد".
وأرجع دون فيندلر نجاته في تسعة أيام صعبة في البرية، لعدم الاستسلام، وقد نال تكريماً لذلك، حيث قدم الرئيس فرانكلين روزفلت، ميدالية ذهبية للشجاعة لفيندلر، في عام 1940 في البيت الأبيض.
وأصبحت قصته عبرة حثت الأهالي لعدم ترك أبنائهم في خضم شجار وحدهم في أماكن بعيدة أو خطرة، أو عدم التعبير عن حبهم، وهو أمر كان كثيرون يفعلونه في تلك الأيام، كما يقول فيندلر.
وبعد مغامرته تلك، تم الاحتفاء بمهاراته في البقاء، واستمر في حياته حيث التحق بعدها بالمدرسة الثانوية، والدراسة في جامعة مين، والخدمة في الجيش الأمريكي لمدة 28 عامًا، وتزوج ماري روز "ري" كونولي عام 1953 وأنجب أربعة أطفال، وتوفي عن عمر يناهز 90 عامًا في أكتوبر 2016، بعد أن روى شخصياً محنته لمئات الشباب في مين على مدى عقود.
تلاميذ.. وفيلم
ويعرف تلاميذ المدارس الملحمة من خلال المذكرات التي شارك في كتابتها مع جوزيف ب. إيجان، ونشرت في سبتمبر من نفس العام، و تقول كيمبرلي نيلسن، وهي معلمة في مدرسة كروكيد ريفر الابتدائية في كاسكو، إن طلاب الصف الثالث يشعرون بسعادة غامرة حين يقرأون القصة.
وفي الفيلم عن قصته، حيث حارب الطاقم الحشرات وخاضوا المياه التي يصل ارتفاعها إلى الكتف لتصوير مشاهد القوارب، وتم تصوير بعض المشاهد على جبل كاتادين ونسخة طبق الأصل من قمة الجبل تم بناؤها في استوديو صوتي، مكتملة بأحجار الجرانيت، والرياح والأمطار والبرق، ويقول المخرج أندرو بودهو كيتلينجر إن الفيلم يعتمد على الكتاب، من خلال الاستعانة بمقابلات أخرى ولقطات أرشيفية للتأكيد على أهمية الأسرة والإيمان.
ويقول المخرج إن قصص المغامرات كثيرة، لكن قصة فيندلر تلقى صدى لأنها تتحدث عن أب وابنه يكافحان من أجل التواصل، ويقول كيتلينجر: "كل ما يريده دون هو أن يقول له والده إنه يحبه، لكنه لا يستطيع فعل ذلك لأنه أب تقليدي للغاية، وكل يوم في موقع التصوير، كنت أذكر الناس بأننا نصنع فيلمًا عن ابن يريد فقط عناقًا من والده، هناك أيضًا أصداء لأمريكا ما قبل الحرب اليوم، فثمة انقسامات سياسية، والمجتمع متوتر بعض الشيء، وهذا فيلم يذكر الناس بقوة المجتمع، وقوة الاهتمام بجيرانك".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أمريكا
إقرأ أيضاً:
ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.
وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
تأسيس المنظمة
يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.
ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
التخلص من الفلسطينيين
تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.
السيطرة على الجيش
كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.
وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.
مناطق التواجد
تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.