حادثة مقتل مستوطن في لبنان تكشف عن ظاهرة غريبة داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
نشر موقع "أي نيوز" البريطاني تقريرا أشار فيه إلى الكيفية التي حول فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي جبهات القتال في غزة وجنوب لبنان لفرص سياحة واستطلاع لحركة المستوطنين في الضفة الغربية والذين يخططون للعودة إلى غزة وبناء مستوطنات في جنوب لبنان.
وفي التقرير الذي أعده كيرون مونك أشار فيه لمقتل الباحث في الآثار في جنوب لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه دخل منطقة الجنوب اللبناني بدون إذن.
وكان زئيف إرليخ، 71 عاما قد قتل برصاص مقاتلي حزب الله هذا الأسبوع، وذلك بعدما سمحت له وحدة عسكرية تشارك في غزو الجنوب. وكان إرليخ مسلحا ويرتدي الزي العسكري ولكنه كان جندي احتياط، مع أن مقتله سجل على أنه من ضمن قتلى الجيش الإسرائيلي في الحرب. وهو مؤرخ وباحث في الآثار ونشر الكثير من الأبحاث ناقش فيها علاقة اليهود بالأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ويقال إنه كان يحاول استطلاع قلعة قديمة في لبنان يمكن أن تكون ذكرت في الإنجيل، عندما قتل برفقة جنديين آخرين. وكان أيضا عضوا نشطا في حركة الاستيطان وعاش في مستوطنة بالضفة الغربية، وتعتبر غير قانونية حسب القانون الدولي.
وقالت مجموعة متطرفة تدعو لبناء مستوطنات في الجنوب إنه "استطاع إعداد خريطة للأماكن اليهودية في لبنان والتي يجب التنقيب فيها عندما تصبح المنطقة ملكنا". ودعت المجموعة واسمها "أوري تزافون" (يقظة الشمال) إلى بناء مستوطنة في المكان الذي قتل فيه إرليخ.
وقال الجيش إن إرليخ دخل لبنان بدون إذن وأصدر أوامر بالتحقيق في كيفية دخوله وإنشاء لجنة بهدف "الحفاظ على الانضباط العملياتي" في الجيش. وأشارت هيئة الإذاعة الإسرائيلية "كان" في تحقيق لها عن السماح لمستوطني الضفة الغربية بدخول غزة برفقة الجيش الإسرائيلي، ومن أجل التخطيط للبناء على الأراضي الفلسطينية. وقالت الهيئة إن دانييلا فايز، من حركة ناتشالا للاستيطان كشفت عن زيارة لها لغزة في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر وبمساعدة من الجيش الإسرائيلي. وتجولت في معبر نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها. وقالت "كان" إن "أحد أهداف الرحلة هو تفتيش المناطق التي سيسمح فيها للمستوطنين بالدخول إليها"، وأضافت: "في البداية، وبحسب الخطة سيدخلون بطريقة غير رسمية ويقيمون في القواعد العسكرية والبنى التحتية في غزة، ثم يتم تحويلها إلى أماكن رسمية ومستوطنات".
وأكدت فايز الرحلة في مقابلة بالفيديو، تحدثت فيها عن خطط لبناء مستوطنات في غزة "لم نعد نستعد وفي اللحظة التي سندخل فيها سندخل ولن نتتظر أجهزة مراقبة المياه والمولدات".
وقال الجيش الإسرائيلي إن الرحلة تمت بدون إذن و"هي ضد القانون والإجراءات وسنتعامل معها بناء على ذلك". وقال البرفسور كوبي مايكل، المحلل العسكري في معهد دراسات الأمن القومي ومعهد ميسغاف إن الحوادث هذه "محرجة" ومدمرة للجيش. وقال إن "على الجيش الإسرائيلي والقيادة العليا استعادة السيطرة على هذه الانتهاكات عاجلا وليس آجلا". ونسب الانتهاكات إلى ما قال إنه "تآكل في الانضباط" في صفوف الجيش الإسرائيلي وغياب الإشراف من القيادات البارزة.
وأشار الموقع إلى الطريقة التي يتحكم بها الجيش الإسرائيلي بوصول الصحفيين إلى جبهات القتال، حيث سمح لمجموعات مختارة من المعلقين والمؤثرين ومنع الصحفيون الدوليون من دخول غزة طوال الحرب، باستثناء رحلات مرتبة بشكل جيد رافق فيها الصحفيون الجيش.
وسمح الجيش لمقدم البرامج الإخبارية المؤيد لـ"إسرائيل" دوغلاس موراي بدخول غزة ولبنان. وظهر في صورة جالسا على كرسي زعم فيها أن يحيى السنوار كان جالسا عليها عند استشهاده في الشهر الماضي. كما ورافق القوات الإسرائيلية إلى جنوب لبنان حيث دعم مزاعم "إسرائيل" بأن قوات حفظ السلام الدولية غضت الطرف عن نشاطات حزب الله. كما تمت دعوة العديد من المعلقين المؤيدين لـ"إسرائيل" ممن لديهم عدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي مثل العسكري البريطاني المخضرم أندرو فوكس، والأكاديمي الأسترالي جون سبنسر، للقيام بجولات متعددة.
ونشر جوني ميرسر، عضو البرلمان الأسترالي السابق صورة له من غزة على منصات التواصل الاجتماعي في أيلول/ سبتمبر وبتعليق: وقال: "لم أر قط بيئة عمل أكثر تعقيدا"، وشكر مجموعة "إلنت"، المؤيدة لـ"إسرائيل" لأنها رتبت الرحلة. ورفضت "إلنت" أو الجيش الإسرائيلي طلبات لتقديم تفاصيل حول مثل هذه الرحلات وعددها والتدابير الأمنية التي تتخذ لحماية المشاركين الذين يزورون محاور حرب. ودافع ياكوف ميريدور، الجنرال ومستشار الأمن القومي السابق عن ترتيب الزيارات لمؤيدي "إسرائيل" لكل من غزة ولبنان، بقوله "إنها مهمة جدا لقدرتها على تقديم وجهة النظر الإسرائيلية". وأضاف أن المخاطر الأمنية لهذه الزيارات تظل تحت السيطرة وأفضل من دخول إرليخ، مع أن كل الزوار مطالبون بـ "قبول بعض المخاطر".
وقال الدكتور أندرياس كريغ، المحاضر البارز في كلية الدراسات الأمنية في "كينغز كوليدج- لندن"، إن الزيارات مثل تلك التي قام بها موراي كانت طريقة غير عادية للدعاية. وأضاف: "لقد أصبحت هذه ظاهرة غريبة تتمثل في "زيارة" المعلقين المؤيدين لإسرائيل، حيث تسهل إسرائيل عملية الوصول بشكل استراتيجي إلى ساحة المعركة لتشويه التغطية الإعلامية للحرب في غزة ولبنان". وأضاف: "هذا يظهِر مدى انعدام الأمان الذي تشعر به إسرائيل فيما يتصل بالاتجاه الذي تتجه إليه دبلوماسيتها العامة واتصالاتها الاستراتيجية، لدرجة أنها تضطر إلى دعوة المؤيدين لها بشكل أعمى لتضخيم نقاط الحديث الإسرائيلية".
ووصف الدكتور يوسي ميلكبيرغ، المحلل بشؤون الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس" بلندن، زيارات المستوطنين بأنها "جنون حقيقي" و"هذه ساحة حرب وليست مكان جذب سياسي أو جولة مع وكلاء عقارات يبحثون عن استثمارات". وقال: "لقد وصلت العلاقات الودية بين المستوطنين والجيش إلى حد يهدد الأمن. وفي حالة (إرليخ) قتل جندي شاب لإشباع ولع شخص ما بالأماكن القديمة".
وأضاف الدكتور ميكيلبيرغ أنه من غير الواضح ما إذا كانت زيارات المستوطنين إلى غزة ولبنان تشكل إشارة إلى أن المستوطنات سوف يتم بناؤها قريبا في تلك الأراضي. وقال: "هذا يعني أن بعض الناس يعتقدون أنهم قادرون على دفع الحكومة إلى الموافقة على القيام بذلك. ولكن الزمن هو الذي سيكشف ما إذا كان هذا صحيحا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية جيش الاحتلال لبنان لبنان مستوطنون جيش الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی غزة ولبنان فی غزة
إقرأ أيضاً:
داخلية مصر تكشف تفاصيل حادثة التعدي على ضابط شرطة.. تفاعل واسع
أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً كشفت فيه تفاصيل حادثة تعدي شخصين على ضابط شرطة في محافظة قنا بصعيد مصر، وذلك بعد وقوع مشادة بين الطرفين.
وجاء في بيان الوزارة، الذي نُشر عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس": "بالنسبة لما تم تداوله على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي من ادعاءات بشأن تعرض أحد ضباط الشرطة بقنا للتعدي نتيجة ارتكابه تجاوزات، بالفحص تبين أن حقيقة الواقعة تتمثل في أنه بتاريخ 13 آذار/مارس الجاري، أثناء قيام الضابط المذكور بشراء مواد غذائية من أحد المحلات التجارية بقنا لاستخدامه الشخصي دون الإفصاح عن هويته، اكتشف قيام القائمين على المحل بالبيع بسعر أعلى من السعر المعلن عنه، فحدثت مشادة بينه وبين صاحب المحل وعامل بذات المحل، قاما على إثرها بالتعدي عليه".
بالنسبة لما تم تداوله على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الإجتماعى من إدعاءات بشأن تعرض أحد ضباط الشرطة بقنا للتعدى نتيجة إرتكابه تجاوزات.
بالفحص تبين أن حقيقة الواقعة تتمثل فى أنه بتاريخ 13 الجارى أثناء قيام الضابط المذكور بشراء مواد غذائية من أحد المحلات التجارية بقنا لإستخدامه… pic.twitter.com/AcGMM9U0Or — وزارة الداخلية (@moiegy) March 17, 2025
وأضافت الوزارة أنه "تم ضبط المذكورين في حينه، وبعرضهما على النيابة العامة قررت حبسهما على ذمة التحقيق"، مشيرة إلى أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجي تلك الادعاءات".
التقرير الطبي
وبحسب التقرير الطبي المبدئي للضابط الذي تعرض للاعتداء، والذي يعمل بمركز شرطة نجع حمادي، تبين وجود "تورم وتجمع دموي بالأذن، واشتباه كسر بالضلوع". وأشار التقرير الصادر من مستشفى نجع حمادي إلى أن الضابط، ويدعى "أحمد.م.ا" (37 عاماً)، تم حجزه بالمستشفى تحت الملاحظة الطبية.
من جهة أخرى، قرر قاضي المعارضات بمحكمة الاستئناف بمركز نجع حمادي تجديد حبس المتهمين بالتعدي على الضابط بالضرب لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وكانت جهات التحقيق بقنا قد قررت في وقت سابق حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع طلب تحريات إضافية من المباحث حول الواقعة
مواقع التواصل لها رأي آخر
وأثارت واقعة ضابط الشرطة في محافظة قنا٬ ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تداول مقطع فيديو يظهر جانباً من الحادث، حيث ظهر الضابط وهو يتعرض للضرب قبل أن يعود للاشتباك مع عدة أشخاص داخل محل تجاري.
ووصفت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الضابط المذكور بأنه "الضابط المجرم الذي يُلقب بالبلطجي"، مشيرة إلى أنه "لفق قضايا ظلم كثيرة واشتهر بالاعتداء على أهالي مركز قوص وأبو تشت".
من جهته، علق حساب "المجلس الثوري المصري" على بيان وزارة الداخلية، قائلاً: "تقول الداخلية في بيانها إن الضابط البلطجي أحمد دخل محل في قنا لشراء الماء بشكل شخصي فحدث خلاف على السعر. هذه هي اللقطات السابقة توضح لماذا صعد الضابط فوق الطاولة وكسر سقف المحل؟ لينتزع الكاميرا التي سجلت بلطجته واعتداءه على صاحب المحل أولاً".
وتصاعدت الانتقادات تجاه الضابط، حيث أشارت العديد من التعليقات إلى أن الضابط "فاسد ومرتشي وظالم".
وأعرب العديد من المستخدمين عن فرحهم بما حدث للضابط، معبرين عن قلقهم من أن "النظام لن يحقق مع الضابط، بل سيتم سجن الأشخاص الذين اعتدوا عليه بدعوى أنهم تعدوا عليه أثناء تأدية عمله، ليكونوا عبرة للآخرين".
الضابط المجرم اللي بيتضرب ده اسمه محمد الملقب، لفق قضايا ظلم كتير واشتهر بالبلطجة والاعتداء على أهالي مركز قوص وأبو تشت، العلقة دي حصلت فى نجع حمادي بسوبر ماركت العادل جنب بنك القاهره.#قنا #نجع_حمادي #قوص #أبو_تشت pic.twitter.com/4X2Ly2DX7M — Omar Talaat (@omartalaat00) March 17, 2025
العلقة السخنة دي أكلها ضابط مباحث فى قنا
من أقذر ضباط المباحث مرتشي وبتاع مخدرات
حاول يبلطج على صاحب محل في قنا ودي كانت النتيجة
لسه فيه امل ياجماعة
والله جاية pic.twitter.com/UBlnA22Qvc — محمد الاسكندرانى (@3m4710) March 17, 2025