رحلة عبر الزمن.. كهربائي يكشف جداريات تاريخية تعود إلى القرن السابع عشر في فيلا فارنيسينا بروما
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
بدأ الأمر كفحص روتيني لبعض الكابلات الكهربائية في فيلا فارنيسينا، جوهرة عصر النهضة الواقعة على ضفاف نهر التيبر في روما. لكن الكهربائي دافيدي رينزوني لم يكن يتوقع أن يؤدي عمله إلى اكتشاف مذهل: لوحات جدارية نابضة بالحياة تعود إلى القرن السابع عشر، كانت مخبأة بعناية فوق سقف مقبب يعود للقرن التاسع عشر.
وعند فتحه لباب في السقف المعلق، قال رينزوني: "أول ما رأيته كان منظرًا طبيعيًا يحيط بملاك صغير.
وتوجد اللوحات الجدارية فوق سقف غرفة معيشة أغوستينو تشيغي، المصرفي الثري الذي شيد الفيلا في أوائل القرن السادس عشر. وقد أخفاها السقف الحالي الذي أُنشئ في القرن التاسع عشر. بعد الاكتشاف، سارع رينزوني للاتصال بفيرجينيا لابنتا، أمينة فيلا فارنيسينا، التي عبرت عن دهشتها الكبيرة عند رؤية النقش البارز لشعار عائلة فارنيزي النبيلة. وقالت لابنتا: "هذا الاكتشاف يكشف عن طبقة جديدة من تاريخ الفيلا التي تحمل الكثير من الأسرار الفنية المخبأة".
كما تشير التحليلات الأولية إلى أن اللوحات قد تكون جزءًا من أعمال ترميم قام بها ماراتا عام 1693 عندما كان يعيد إحياء لوحة "كيوبيد ونفسه" الشهيرة لرافائيل. بالإضافة إلى ذلك، تكشف الدراسات أن هذه اللوحات ليست مجرد زخارف، بل تمثل لمحات من الحياة اليومية والفن الباروكي في القرن السابع عشر، وهو ما يضيف قيمة تاريخية وفنية لا تُقدر بثمن إلى الفيلا.
ورغم أن ضيق المساحة يمنع الوصول المباشر إلى اللوحات الجدارية، إلا أن التكنولوجيا الحديثة لعبت دورًا محوريًا في تسليط الضوء عليها. حيث يمكن للزوار الآن استكشاف هذه الأعمال من خلال صور عالية الدقة وبث مباشر بالكاميرات. وقد ألهم هذا الاكتشاف معرضًا جديدًا بعنوان "القرن السابع عشر في فيلا فارنيسينا"، يستمر حتى 12 يناير 2025، ويعرض تأثير رافائيل في روما من خلال أعمال فنية بارزة، منها لوحة "غالاتيا" لبيترو دا كورتونا.
Relatedأشهر لوحات "القُبلة" في تاريخ الفن.. الجانب المظلم وراء الرومانسيةلوحات شهيرة لعمالقة الفن الهولندي تُعرض كانعكاسات على جدران حوض سابق للغواصات في بوردو الفرنسيةيُذكر أن هذا الاكتشاف ليس مجرد لحظة دهشة فنية، بل يفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث حول ماضي الفيلا، ويدعو الزوار لاستكشاف علاقتها العميقة بالتاريخ الفني والثقافي لروما، مما يعيد إحياء إرثها كرمز للفن والابتكار في عصر النهضة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في خطوة غير مسبوقة.. طهران تفتح معرضاً يضم أبرز لوحات الفن الغربي من بينها أعمال لبيكاسو وفان غوخ شرطة هولندا تلقي القبض على مشتبه به في سرقة لوحات وارهول الشهيرة عمرها 140 عاماً..علماء فلك يكشفون عن موقع إحدى لوحات فان جوخ فيديولوحاتإيطاليافنانونروماالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 حزب الله صاروخ قصف تل أبيب كوب 29 حزب الله صاروخ قصف تل أبيب فيديو لوحات إيطاليا فنانون روما كوب 29 حزب الله جنوب لبنان وسائل التواصل الاجتماعي صاروخ قصف تل أبيب إيران روسيا بوليفيا الحرب في أوكرانيا اللوحات الجداریة القرن السابع عشر یعرض الآن Next من أعمال
إقرأ أيضاً:
جنازات الأقباط – مشهد من رحيق القرن الماضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في فجر أحد الأيام، تلقيت نبأ وفاة قبطي فقير من إحدى القرى المجاورة.
وحينما توجهت على وجه السرعة إلى منزل المتوفى، كان هناك مشهد غريب لكنه عميق في معانيه يعكس جزءًا من التقاليد القبطية التي اندثرت أو تكاد.
يعود الفضل في توثيق هذا المشهد الفريد إلى الكاتبة البريطانية سوزان بلاكمان، التي تعتبر من أبرز علماء الإثنوجرافيا، والتي أمضت سنوات في صعيد مصر منذ عام 1920، تسجل مشاهد الحياة اليومية، بما في ذلك الجنازات والمعتقدات الشعبية. وقد نشرت هذه المشاهد في كتابها الشهير “فلاحين صعيد مصر” عام 1927.
بينما كنت في منزل المتوفى، وجدت أن النساء في حالة من الحزن الشديد، يتناوبن على التمايل والندب مع إلقاء صرخات عالية. كان النعش في الغرفة ملفوفًا بقماش أسود مزخرف بصلبان بيضاء. وفي مشهد آخر، كانت أخت المتوفى تضع الطين على رأسها وذراعيها، مرددة أغاني حزينة، بينما كانت النساء يلوحن بأيدهن، ليُظهرن حالة من الهياج الشديد.
تصف سوزان بلاكمان بحزن، كيف كان لهذه الطقوس طابعًا خاصًا. عندما كانت تسألها النساء إن كان مثل هذه العادات تحدث في أكسفورد، كانت تجيب بالنفي، موضحةً الفرق بين الهدوء الذي يعم في البلدان الغربية والضوضاء والعاطفة الجياشة التي تميز الجنازات في صعيد مصر.
ورغم الطابع العاطفي الحزين، كان هناك احترام قوي للروابط الأسرية، إذ كانت أخت المتوفى تتصدر المشهد وتبقى في المرتبة الأولى بعد الميت، حتى قبل الزوجة. وقد احتفظت الذاكرة الشعبية للأقباط بتقاليد الجنازات التي تتضمن مراسم غريبة، حيث كانت النساء يصرخن ويلطمن وجوههن في طقوس تعتبر فريدة في عالم الجنازات.
وبعد أن حمل الرجال النعش، كانت الحشود تتابعهم بصرخات مؤلمة، إلى أن وصلوا إلى الدير القبطي في الصحراء، حيث وُضع النعش في الكنيسة أمام المذبح، وسط حضور مهيب من الأقباط والمسلمين الذين حضروا تأبينًا لفقيدٍ كان يحظى باحترام الجميع.
هذه الطقوس التي مرّت عليها عقود، وتعدّ جزءًا من تاريخ الأقباط المنسي، تفتح لنا نافذة لفهم عاداتهم وتقاليدهم العريقة التي تحمل عبق الماضي، وتشير إلى تماسك المجتمع القبطي في مواجهة الحزن والتحديات.