ألقى الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي المنعقد في داغستان محاضرة بعنوان: "قبول الآخر في فكر الإمام الأشعري وأثر ذلك على السلم المجتمعي والتعايش بين الشعوب"، وذلك بمدينة باب الأبواب التاريخية، في ضوء خطة وزارة الأوقاف، ومجهودات الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في مد جسور التعاون.

وافتتح الأمين العام المحاضرة بالإشارة إلى رسالة الإمام الأشعري إلى أهل الثغر في باب الأبواب، ثم إلى كتاب (مقالات الإسلاميين) الذى أكد فيه الإمام الأشعرى مبادئ الوسطية والاعتدال، قائلًا: "ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بذنب، ما لم يستحله"، وهي القاعدة التي رسخها الإمام ليكون التعايش السلمي بين الشعوب من خلالها هدفًا ساميًا.

وتحدث الأمين العام عن مدينة باب الأبواب، موضحًا أن الإسلام دخلها في عهد سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عام 22هـ، على يد الصحابي الجليل سراقة بن عمرو، الذي دُفن بها لاحقًا.

كما أشار إلى أن أقدم مسجد في المدينة قد افتُتح في عهد سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ما جعلها شاهدة على عظمة الحضارة الإسلامية في ترسيخ التعايش المجتمعي.

وأكد الأمين العام أن المذهب الأشعري يُعد صمام أمان للوسطية الفكرية، مشيرًا إلى أن فكر الإمام الأشعري ركز على تصويب الأفكار دون تعصب أو إفراط.

وأضاف أن هذه المبادئ لا تزال تمثل أساسًا قويًا لتعزيز السلم المجتمعي والتعايش بين الثقافات المختلفة، ما يجعل من الفكر الأشعري وثيقة أخلاقية وفكرية تُصلح كل زمان ومكان.

كما أكد الأمين العام أهمية حضور المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى مدينة باب الأبواب، بوصفها مركزًا تاريخيًا للفكر الأشعري، إذ تؤكد هذه الخطوة توجيهات الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بضرورة نشر رؤى التجديد الفكري ومواجهة التطرف والغلو، وإبراز الدور الحضاري للإسلام في تعزيز قيم التسامح والتعايش.

وأوضح أن المحاضرة تأتي في إطار المحاور الاستراتيجية الأربعة لوزارة الأوقاف، التي تشمل نشر الفكر الوسطي المستنير، وبناء الوعي المجتمعي، ونشر قيم التسامح، ومكافحة الفكر المتطرف.

وبيَّن أن الفكر الأشعري بمنهجه المتوازن يتسق مع هذه المحاور، ويقدم حلولًا عملية لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.

كما استعرض الأمين العام القيم الروحية التي رسخها الإمام الأشعري في دعوته إلى قبول الآخر، مؤكدًا أن هذه القيم تمثل ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومتصالح.

وأضاف أن مدينة باب الأبواب، التي عُرفت بـ "مدينة التعايش" و"القدس الصغيرة"، تقدم نموذجًا حيًّا للتعايش السلمي الذي أرسته الحضارة الإسلامية منذ قرون.

واختتم الأمين العام المحاضرة مؤكدًا دور المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف في نشر الفكر المستنير وتعزيز الحوار الحضاري، مشيرًا إلى أن القيم التي رسخها الإمام الأشعري تمثل حجر الزاوية في بناء الشخصية المسلمة الواعية، وفي مواجهة الفكر المتطرف الذي لا مكان له في المنظومة الفكرية الوسطية التي تتبناها المؤسسة الدينية في مصر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الوسطية والاعتدال أسامة الأزهري وزير الأوقاف الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية المؤتمر الدولي الصحابي الجليل السلم المجتمعي خطة وزارة الأوقاف مواجهة التطرف مكافحة الفكر المتطرف للشئون الإسلامية الأعلى للشئون الإسلامیة الإمام الأشعری الأمین العام

إقرأ أيضاً:

مذكرة تتصدّى لـ "التحايل على الأبواب الخلفية" لنقابة الصحفيين

تقدّم عدد من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، بمقترح رسمي إلى جمال عبدالرحيم رئيس اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي، للعرض على الجمعية العمومية، يتضمّن مجموعة من الإجراءات التنظيمية لضبط عملية القيد، والتصدي لما وصفوه بـ "التحايل على الأبواب الخلفية" للانضمام إلى النقابة، وذلك قبل انعقاد اجتماع الجمعية العمومية المقرر في 2 مايو 2025.

ودعا الموقعون على المقترح إلى تكليف مجلس النقابة بتعديل في لائحة القيد الحالية، بما يمنع دخول غير الممارسين وغير الأكفاء، مع الالتزام بالتطورات المهنية وسوق العمل، والاشتراطات القانونية التي أقرّها قانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018.

وطالب المقترح بإلزام الصحف بتطبيق الشمول المالي بما يضن التأكد من صرف الرواتب للصحفيين العاملين في الصحف، ومنع الاكتفاء ببدل التدريب والتكنولوجيا، مشددين على ضرورة تشكيل لجنة فنية دائمة من كبار الصحفيين لفحص المحتوى المقدم للقيد وتقييمه وفق التخصص.

كما شدّد المقترح على إلزام لجنة القيد بعدم إفشاء تفاصيل المناقشات التي تجري حول قبول أوراق الزملاء، والتقيد بالقواعد المهنية فقط، دون أي استثناءات أو مجاملات، مع التأكيد على منع تضارب المصالح.

وجاء نص المقتوح كالتالي:

السيد الأستاذ جمال عبدالرحيم
سكرتير عام نقابة الصحفيين

يُرجى التكرم بتقديم هذا المقترح للعرض على اجتماع الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين المقرر 2 مايو 2025.

تكليف مجلس النقابة بتعديل لائحة القيد الحالية، لغلق الأبواب الخلفية أمام غير الممارسين وغير الأكفاء، مع مراعاة تطورات سوق العمل، والتغيرات في البيئة التشريعية المنظمة للصحافة والإعلام والأحكام التي تضمنها القانون 180 لسنة 2018.

وأن تنص بالأخص على ما يلي:

إلزام الصحف بتطبيق الشمول المالي بما يضمن التأكد من صرف الرواتب بانتظام للصحفيين العاملين بها، ومنع التلاعب بالاكتفاء ببدل التدريب والتكنولوجيا كبديل عن الأجر.التزام لجنة القيد بتشكيل لجان فنية متخصصة تضم عددا من كبار الصحفيين لفحص المحتوى المقدم من الزملاء وإجراء مقابلات شخصية معهم، كل حسب تخصصه.التزام أعضاء لجنة القيد واللجان الفنية المتخصصة، بعدم إفشاء تفاصيل المداولات حول قبول أوراق الزملاء.التزام أعضاء لجنة القيد باتباع القواعد المهنية وحدها في البت في أوراق الزملاء، وعلى الجميع دون أي استثناء، ومنع تضارب المصالح.التزام مجلس النقابة بالمراجعة الدورية لأوضاع الصحف، ومنع القبول من الصحف المتوقفة أو التي لا تملك هياكل إدارية واضحة، والنظر في أعداد المقبولين من الصحف بشكل دوري. 12

مقالات مشابهة

  • الأمين العام بوزارة الدفاع يرعى مراسم وضع أول صفيحة حديد لبناء 4 سفن إنزال آلي للبحرية السُّلطانية العُمانية
  • غرب كردفان.. الأضرار التي لحقت بالمشروعات والبنى التحتية
  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي رئيس الوزراء الهندي
  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • انعقاد جولة المشاورات السياسية بين مصر وبلغاريا
  • التوقيت الصيفي 2025.. موعد غلق وفتح الكافيهات والبازارات (الصيف على الأبواب)
  • مذكرة تتصدّى لـ "التحايل على الأبواب الخلفية" لنقابة الصحفيين
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • المصارف الإسلامية التي أعادت الاعتبار للمال.. ماذا حدث لها؟
  • د. صلاح البدير يلتقي وزير الشؤون الإسلامية وكبار علماء المجلس الأعلى للإفتاء بالمالديف