أسباب تراجع الاقتصاد التركي وتحليل تأثيرات الفائدة على التضخم
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
أكد الاقتصادي السابق في البنك المركزي التركي وعضو هيئة التدريس بجامعة بلكينت، هاكان قره، في مقابلة حديثة أن السياسة النقدية بمفردها لا تكفي للحد من التضخم المرتفع في تركيا، مشيرًا إلى ضرورة مراعاة عوامل أخرى تؤثر على الاقتصاد التركي. وأضاف قره أن تركيا تواجه تحديات أكبر مقارنة بالدول الغربية، حيث أن القدرة على إدارة التوقعات الاقتصادية قد تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
وفيما يتعلق بالتحسن البسيط في التضخم، أشار قره إلى أنه على الرغم من التحسن الطفيف إلا أن البلاد لا تزال بعيدة عن تحقيق الاستقرار الكامل، مؤكدًا أن الاقتصاد التركي يشهد تراجعًا في القطاع الصناعي مقابل قطاع الخدمات، بسبب عدة عوامل مثل ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض الطلب الخارجي وارتفاع قيمة الليرة.
وأوضح قره أنه في هذه الفترة، يجب أن تكون السياسة النقدية أكثر بساطة، حيث ينبغي أن تظل أسعار الفائدة أعلى من معدل التضخم بمقدار 4-5 نقاط في المرحلة الأولى. واعتبر أن تغيرات كبيرة في السياسة النقدية منذ عام 2018 وفشل الحكومة في تحقيق أهداف التضخم خلال العقد الماضي ساهمت في ضعف التوقعات الاقتصادية.
وأضاف أنه لا يمكن الاعتماد على استطلاعات الأفراد أو الأسر للتنبؤ بالتضخم، لأن هذه الاستطلاعات غالبًا ما تعكس ردود فعل سريعة على التغيرات اليومية في أسعار بعض المواد، مما يؤدي إلى توقعات غير دقيقة.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: الاقتصاد التركي التضخم في تركيا
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب الجمركية تثير قلق المستهلكين المتعبين من التضخم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشعر المستهلكون فى الولايات المتحدة بالقلق بشكل متزايد مع طرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لأجندة تتضمن فرض رسوم جمركية على مجموعة من الشركاء التجاريين.
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" كشفت مجموعة من الاستطلاعات التى تتم مراقبتها عن كثب فى وول ستريت عن توقعات قاتمة للاقتصاد، وهو ما يتناقض مع التفاؤل الذى استقبل به انتخاب ترامب فى نوفمبر.
قلق المستثمرين
وأثار المزاج الكئيب بين المستهلكين ــأحد ركائز النمو الاقتصادى القوى فى الولايات المتحدةــ قلق بعض المستثمرين وأدى إلى انخفاض مؤشر أسهم وول ستريت ستاندرد آند بورز ٥٠٠ فى الأيام الأخيرة.
وانخفض مؤشر ثقة المستهلك التابع لمجلس المؤتمرات هذا الشهر بأكبر قدر منذ أغسطس ٢٠٢١، عندما اجتاح سلالة دلتا المعدية من فيروس كورونا البلاد. وذكر المشاركون فى الاستطلاع أن التجارة والتعريفات الجمركية بلغت مستوى لم نشهده منذ ولاية ترامب الأولى فى عام ٢٠١٩، حسبما ذكرت مؤسسة كونفرنس بورد البحثية.
وفى استطلاع أجرته جامعة ميشيغان حول معنويات المستهلكين، ذكر نحو اثنين من كل خمسة من المشاركين بشكل عفوى التعريفات الجمركية، ارتفاعا من أقل من ٢٪ قبل الانتخابات، حيث انخفضت المعنويات العامة بنسبة ١٠٪. وتدهورت جميع المكونات الخمسة لمؤشر ميشيغان، وهو أمر نادر الحدوث، كما قالت جوان هسو، مديرة الاستطلاع.
وأضافت هسو "إن الانخفاضات هذا الشهر كانت متفقة بين مختلف المجموعات الديموغرافية، وكذلك عبر أبعاد متعددة من الاقتصاد".
"يشعر الناس بثقة أقل بشأن شئونهم المالية الشخصية، وبشأن ظروف الشراء للسلع باهظة الثمن، وكذلك بشأن ظروف العمل فى الوقت الحالى وفى المستقبل".
وتحسن مؤشر ميشيغان لمدة خمسة أشهر متتالية حتى ديسمبر مع ارتفاع التوقعات بشأن الاقتصاد. وشعر بعض المستهلكين بالارتياح لأن الانتخابات الرئاسية انتهت دون معركة مطولة، كما حدث عندما طعن ترامب فى خسارته أمام جو بايدن فى عام ٢٠٢٠. كما أشاد المسئولون التنفيذيون بأجندة ترامب فى مجال إلغاء القيود التنظيمية.
وجعل الرئيس من الرسوم الجمركية قضية محورية فى حملته الانتخابية. فمنذ تنصيبه، فرض ترامب رسوما إضافية بنسبة ١٠٪ على الواردات من الصين، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة ٢٥٪ على كندا والمكسيك، وخطط لفرض رسوم جمركية بنسبة ٢٥٪ على جميع واردات الصلب والألومنيوم، وكشف النقاب عن رسوم جمركية "متبادلة" على العديد من الشركاء التجاريين.
مخاوف من ارتفاع الأسعار
قال خبراء الاقتصاد إن الرسوم الجمركية يمكن أن تؤدى إلى ارتفاع أسعار المستهلكين من خلال رفع تكلفة السلع المستوردة.
وكافح الاقتصاد الأمريكى للتغلب على التضخم الذى ارتفع خلال الوباء. على سبيل المثال، ارتفع سعر البيض بالتجزئة بأكثر من ٥٠ فى المائة فى العام الماضى، مما يقدم تذكيرًا مرئيًا بارتفاع تكلفة المعيشة.
وقال ريان سويت، كبير خبراء الاقتصاد الأمريكى فى أوكسفورد إيكونوميكس، إن المستهلكين "يشعرون بالقلق إزاء احتمال فرض رسوم جمركية، لأن أغلبهم يعلمون أن هذه الرسوم تؤدى إلى ارتفاع الأسعار. ولا تزال أشباح التضخم الماضى تطارد العديد من المستهلكين".
كما أظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة كونفرنس بورد فى فبراير أن توقعات التضخم لدى المستهلكين فى المتوسط قفزت من ٥.٢٪ إلى ٦٪ فى فبراير.
وظل الإنفاق الاستهلاكى قويًا على الرغم من الضغوط التضخمية. فقد انخفضت مبيعات التجزئة فى الولايات المتحدة فى يناير مقارنة بفترة عيد الميلاد، لكنها ارتفعت بنسبة ٤.٢٪ على أساس سنوى، وفقًا لأرقام مكتب الإحصاء التى لم يتم تعديلها وفقًا للتضخم.
وقالت شركة هوم ديبوت، أكبر سلسلة متاجر للأجهزة فى البلاد، يوم الثلاثاء الماضى إنها تتوقع أن يظل المستهلكون "بصحة جيدة" مع عودة مبيعاتها من نفس المتاجر إلى النمو بعد عامين من التراجع. لكن بعض شركات السلع الاستهلاكية أشارت إلى علامات ضعف.
وقالت ليندا ريندل، الرئيسة التنفيذية لشركة كلوركس، فى مؤتمر مجموعة محللى المستهلكين فى نيويورك الأسبوع الماضي: "إن المستهلك يعيش تحت ضغط شديد، وقد تحدثنا عن هذا الأمر لفترة طويلة".
وأضافت رئيسة الشركة المصنعة للمنتجات المنزلية مثل المبيضات: "إنهم يملأون كيس القمامة ويستخدمون آخر رذاذ فى زجاجة الرش".
تدهور توقعات المستهلكين
وقال أندريه شولتن، المدير المالى فى شركة السلع الاستهلاكية بروكتر آند جامبل، فى المؤتمر إنه يتوقع "أن تظل البيئة المحيطة بنا متقلبة وصعبة، من تكاليف المدخلات إلى العملات إلى ديناميكيات المستهلكين وتجار التجزئة والجيوسياسية".
وأضاف: "إن التعريفات الجمركية التى تم فرضها واقتراحها تؤدى إلى طبقات إضافية من التقلبات التى نراقبها عن كثب، مثل التأثيرات المباشرة على التكلفة الناجمة عن نقل المواد الخام والمنتجات النهائية عبر الحدود، والتأثير على أسعار الصرف الأجنبى، وأسعار الفائدة، وتأثير سلوك المستهلك القومي".
وكشف استطلاع رأى مجلس المؤتمرات أيضا عن تدهور توقعات المستهلكين بشأن ظروف العمل والوظائف وسوق الأوراق المالية. وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز ٥٠٠ منخفضا بنسبة ٠.٥ فى المائة يوم الثلاثاء الماضى بعد نشر استطلاع الثقة.
وقال تورستن سلوك، كبير خبراء الاقتصاد فى شركة أبولو جلوبال مانجمنت الاستثمارية: "يشعر المستهلكون بالقلق إزاء ما يبدو على المستوى الكلى وكأنه ركود تضخمى - أى عدد أقل من الوظائف، وتباطؤ النمو، والمزيد من التضخم".
تهديد ووعيد
من جانبه؛ يرى المدير السابق بمنظمة التجارة العالمية، عبدالحميد ممدوح، أن أسلوب ترامب فى المفاوضات التجارية يعتمد على التهديد والوعيد لتقوية موقفه التفاوضى وليس من المألوف أو المقبول أن يفرض شروطا فيما يتعلق بعلاقة المكسيك بدولة أخرى، سواء كانت الصين أو أى دولة غيرها.
وأضاف فى تصريحات صحفية، أن ما يحدث هو ممارسات غير مألوفة وسيكون لها تأثيرات والأسلوب الذى يتبعه ترامب له تأثيرات سلبية على الاقتصاد الأمريكى والنظام الدولى.
واتفق عبدالحميد مع التحليلات التى تشير إلى تأثر الاقتصاد الأمريكى أيضا بالرسوم الجمركية لأن هذا أسلوب يذكر باقتصاديات الحقبة الاشتراكية وسياسات إحلال الواردات ولم تنجح هذه التجارب.
ووفق المدير السابق بمنظمة التجارة العالمية "رفع الرسوم الجمركية سيترتب عليه مزيد من التضخم نظرا لوجود نوعين من السلع يتم استيرادها، الأول سلع استهلاكية وتتسبب الرسوم الجمركية المرتفعة عليها فى زيادة أسعارها، والثانى سلع وسيطة وهى التى تدخل فى عمليات إنتاجية أخرى وفى هذه الحالة ستزيد التعريفات من تكلفة إنتاج هذه السلع وبالتالى ستتضرر بقدرة الولايات المتحدة التنافسية فى الأسواق العالمية".