“مهرجان تنوير” يجمع أكثر من 6000 زائر في تجربة لا تُنسى من التنوير الثقافي
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
اختتمت الدورة الافتتاحية من “مهرجان تنوير” فعالياتها، الذي حضره أكثر من 6000 زائر على مدار أيامه الثلاث، بحفل فني استثنائي للفنان ظافر يوسف حضره مقدماً لهم رحلة لا تُنسى من التنوير الثقافي والتعبير الفني والتجربة الإنسانية المشتركة، وسط الجماليات التاريخية والطبيعية لصحراء مليحة بالشارقة.
وأسدل المهرجان الستار على ثلاثة أيام حافلة بالموسيقى والفن والشعر والتجارب التفاعلية، أقيمت في الفترة 22-24 نوفمبر، برؤية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسِّسة المهرجان، الذي اصطحب الزوار في رحلة تفاعلية تحت عنوان “أصداء خالدة من المحبة والنور” المستوحى من حكمة الشاعر جلال الدين الرومي، وشعار “رحلتك تبدأ من هنا”.
وفي حديثها عن رحلة “مهرجان تنوير”، الأول من نوعه في المنطقة، والذي شكل احتفالاً استثنائياً باستكشاف الذات والثقافة والاستدامة والتجربة البشرية المشتركة، عبّرت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عن فخرها واعتزازها بالمهرجان، وقالت: “أثبت مهرجان تنوير دوره كحراك فني غني، وشهادة حية على تجربتنا الإنسانية المشتركة، متجاوزاً جميع الحواجز اللغوية والثقافية من خلال محبة الإبداع، والفكر، والتواصل مع التراث والطبيعة، وسط منطقة مليحة، التي تشكل مهداً لواحدة من أقدم الحضارات البشرية”.
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: “هنا، وقفنا شاهدين على أصداء المحبة والنور التي لن تقتصر على الأيام الثلاثة، بل سيمتد تأثيرها لتأكيد قدرتنا اللامحدودة على التواصل مع بعضنا، وتنوير أحدنا للآخر، وتتملكني مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الذي حققناه معاً، مما يدفعني إلى التعبير عن تقديري وامتناني لكل من انضم إلينا في هذه الرحلة، التي أظهرنا من خلالها أن الاتحاد والتسامح والإبداع والحوار ينير درب الشعوب والثقافات نحو عالم أكثر تراحماً واستدامة ووعياً”.
أساتذة موسيقى العالم تحت سماء واحدة
وشهد اليوم الختامي حفلات موسيقية وعروضاً فنية ، تصدرها حفل الفنان العالمي ظافر يوسف، أحد أبرز عازفي العود في العالم، والذي قدم للجمهور تجربة فريدة تجمع بين موسيقى الجاز والموسيقى التقليدية تحت سماء صحراء مليحة. وترك ظافر يوسف انطباعاً متميزاً لدى جمهور المهرجان بسرده القصصي المعبّر من خلال ثنائية الصوت والموسيقى، التي تجمع الإيقاعات الكلاسيكية والحديثة في حفل فريد يرمز إلى رؤية “مهرجان تنوير” حول وحدة التجربة الثقافية الإنسانية.
واستضاف المسرح الرئيسي حفلاً موسيقياً وأدائياً قدمه الفنان نورالدين خورشيد و”فرقة الدراويش الشامية”، الذين حولت عروضهم وألحانهم لمس خلالها الجمهور الارتباط الوثيق بين الحركة والموسيقى، حيث جسد الدوران الذي يؤديه دراويش الصوفية جوهر التنوير الذي ترددت أصداؤه طوال رحلة المهرجان.
وتحول مسرح “سوق تنوير” إلى احتفالية جمعت بين الموسيقى والكلمة المقروءة في فن القصيدة، حيث ألقى شعراء مثل “بركة بلو” والشاعرة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، مقتطفات من أشعارهم أمام الجمهور، وكشف كلماتهم أسرار الأفكار والمعاني التي عززت التجربة الجماعية لزوار المهرجان، كما استقبل مسرح “شجرة الحياة” فنان موسيقى “الغناوة” حسن حكمون، الذي اصطحب المستمعين إلى جذور التقاليد المغربية العريقة من خلال صوته القوي ومهارته على آلة “السنتير” الموسيقية، مجسداً قدرة المهرجان على مد جسور التواصل بين الثقافات والعوالم الفنية المختلفة.
باقة من الأنشطة والتجارب المدهشة
وإلى جانب 29 حفلاً فنياً أحياها أكثر من 100 موسيقي وفنان من 15 دولة على مدار ثلاثة أيام، قدم “مهرجان تنوير” للجمهور باقة من الأنشطة والمرافق والخدمات التي عززت تجربتهم، ابتداءً بـ10 ورش عمل تفاعلية غطت موضوعات متنوعة كـ”الدوران الصوفي” و”الزخرفة والتذهيب والأشكال الهندسية”، وانتهاءً بمجموعة المطاعم في “منطقة التغذية”، التي قدمت وجبات صحية وشهية من المطبخ المحلي والعالمي، حيث شكّل كل ركن من أركان المهرجان تجربة شيقة تنتظر من يكتشفها.
كما وفرت 10 أعمال فنية تركيبية موزعة على أرض المهرجان للزوار مساحة للتأمل، في حين احتفل السوق بالفنون الحِرفية المحلية والعالمية التي أتاحت لزوار المهرجان فرصة تسوّق مميزة، يختارون خلالها منتجات تعبّر عن روح هذه التجربة المشتركة.
واستمتع الزوار بالأنشطة التجريبية الإضافية التي وفرها المهرجان ضمن فعالياته، كالجولات على المواقع الأثرية، وجلسات مراقبة القمر والنجوم، وتجارب الطيران المظلي، التي وفرت للمشاركين مساحة للتأمل، وفرصة للتواصل مع المشهد الطبيعي وسط الكثبان الرملية، حيث التقى الماضي والحاضر، وتعزز الارتباط بأرض المنطقة وثقافتها وتاريخها.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
منصة ثقافية وفنية تقدم تجربة مميزة للفنانين.. برنامج جدة التاريخية يحتضن مهرجان البحر الأحمر السينمائي
البلاد – جدة
يحتضن برنامج جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة، مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، الذي سيقام هذا العام تحت شعار” للسينما بيت جديد” خلال الفترة من 5 – 14 ديسمبر المقبل.
وستقام دورة المهرجان للمرة الأولى في ميدان الثقافة، حيث أتاح البرنامج منصة ثقافية وفنية، تقدم تجربة مميزة للفنانين والمهتمين بالمجال الثقافي.
ويضم ميدان الثقافة الذي يستضيف مهرجان البحر الأحمر السينمائي، مبنى مركز الفنون متعدد الاستخدامات، الذي يحتوي على قاعات سينما، ومسرح ومرافق خدمات، بالإضافة إلى مبنى متحف الفنون الرقمية” تيم لاب بلا حدود”.
ويتميز الميدان بموقعه على ضفاف بحيرة الأربعين، وإطلالته على المناظر البانورامية للمنطقة، حيث قام برنامج جدة التاريخية في إطار جهوده لإعادة إحياء المنطقة، من خلال استثمار عناصرها التراثية والثقافية، وتعزيز ودعم الإبداع الفني والثقافي، بإنشاء الميدان؛ ليكون معلمًا ثقافيًا مهمًا يحتضن الفنون والإبداع، مع الحفاظ في تصميمه ووظائفه على الطابع المعماري والثقافي للمنطقة، والذي يتميز بنسيج عمراني واجتماعي مترابط؛ وذلك بهدف تحويل المنطقة إلى وجهة ثقافية عالمية، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.
ويشارك في نسخة العام الحالي من المهرجان 120 فيلمًا متنوعًا من 81 دولة حول العالم؛ من بينها 48 فيلمًا تعرض عالميًا لأول مرة و66 فيلمًا عربيًا، و34 فيلمًا سعوديًا، و54 فيلمًا قصيرًا، و63 فيلمًا طويلًا، كما يتنافس 36 صانع أفلام على جوائز المهرجان، وقد تم اختيار 38 مشروعًا سينمائيًا وتلفزيونيًا مميزًا ضمن قائمة سوق المشاريع التابع لسوق البحر الأحمر لهذا العام، والتي تحتفي بمجموعة متنوعة من أساليب السرد والمواهب من مختلف أنحاء العالم.