بعد خسارتها في انتخابات 2024، تأخذ كامالا هاريس وقتًا للتفكير في خطواتها القادمة، حيث تقضي بعض الوقت مع عائلتها وكبار مستشاريها في ولاية هاواي بعيدًا عن الأنظار لتقييم خياراتها المستقبلية، وعلى الرغم من ذلك الاسترخاء، فإن هاريس أمرت مستشاريها بالحفاظ على خياراتها مفتوحة، سواء من خلال التفكير في الترشح للرئاسة في عام 2028 أو حتى السعي لشغل منصب حاكم ولاية كاليفورنيا في الفترة المقبلة، بحسب تقرير لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.

موقف هاريس من الحياة السياسية

لم تفقد هاريس فقط فرصتها في الفوز بالرئاسة بعد هزيمتها في انتخابات 2024، بل تزايدت التساؤلات حول مستقبلها السياسي داخل الحزب الديمقراطي، ومع ذلك، فإن العديد من حلفائها يشيرون إلى أن مكانتها داخل الحزب قد ازدادت رغم خسارتها، خاصةً أن حملة الانتخابات التي قادتها عززت علاقاتها مع قطاع كبير من الأمريكيين، وأحد العوامل المهمة التي تخدم مكانتها هي قدرتها على الاستفادة من تجربتها السياسية الماضية.

وأكدت هاريس في محادثاتها الخاصة أنها «لا تزال في المعركة» ولم تغلق الباب أمام أي من الاحتمالات المستقبلية، ويعتقد المقربون منها أنها قد تأخذ وقتًا أطول قبل اتخاذ أي قرار حاسم بشأن ترشحها للانتخابات المقبلة، مع استمرار تحضير نفسها سياسيًا للتأثير علي الحياة العامة، من خلال إنشاء منصة سياسية جديدة تتيح لها الحفاظ على علاقاتها مع جمهوره.

التحديات القادمة أمام هاريس

تواجه هاريس تحديات متعددة في اتخاذ قراراتها المستقبلية، خاصةً فيما يتعلق بالتوقيت، حيث يعتقد العديد من مساعديها أنها قد تستغرق وقتًا طويلًا قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستترشح في انتخابات 2028 أو تخوض السباق لمنصب حاكم كاليفورنيا.

كما أن هناك فئة من المقربين يشيرون إلى أن الترشح لمنصب الحاكم قد يتطلب منها التركيز الكامل على القضايا المحلية في الولاية مثل تكلفة المعيشة والبطالة والتشرد، وهو ما قد يصعب عليها الترشح لمنصبين مختلفين في وقت قريب.

وفي النهاية، مهما كانت الخيارات التي ستختارها هاريس في المستقبل، فإن المؤكد هو أنها ستبقى عنصرًا رئيسيًا في الساحة السياسية الأمريكية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هاريس انتخابات 2024 الحزب الديمقراطي كاليفورنيا

إقرأ أيضاً:

الإدارة الحديثة.. المفاهيم والتحديات والاتجاهات المستقبلية

 

عبدالعزيز بن حمدان بن حمود الإسماعيلي **

a.azizhh@hotmail.com

في عصر يتسم بالتطور التكنولوجي السريع والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة، لم تعد الإدارة مجرد عملية تقليدية تتعلق بالتخطيط والتنظيم والرقابة، بل أصبحت مفهومًا ديناميكيًا يشمل استراتيجيات مبتكرة ووسائل حديثة تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والإنتاجية. الإدارة الحديثة تعتمد على: المرونة، والابتكار، والتكنولوجيا، في قيادة المؤسسات نحو تحقيق أهدافها، مع التركيز على تطوير الموارد البشرية وتعزيز الثقافة التنظيمية القائمة على الإبداع والاستدامة.

إننا في هذه الإطلالة المصغّرة نهدف تسليط الضوء على "مفهوم الإدارة الحديثة"، وأهم مبادئها وخصائصها، والتحديات التي تواجهها في العصر الرقمي، إضافةً إلى الاتجاهات المستقبلية التي تشكل مستقبل الإدارة.

إنّ الإدارة الحديثة هي نهج إداري متطور يعتمد على: التكنولوجيا، والابتكار، والقيادة الفعالة لتحقيق الأهداف التنظيمية بكفاءة عالية. تختلف عن الإدارة التقليدية التي كانت تعتمد على المركزية والبيروقراطية؛ حيث تركز على التمكين، والتواصل الفعّال، واتخاذ القرارات بناءً على البيانات، كما تشمل الإدارة الحديثة أساليب وتقنيات جديدة تساعد المؤسسات على التعامل مع تحديات السوق، مثل التحول الرقمي، المنافسة العالمية، وتغير توقعات العملاء.

وفي هذا الصدد تقوم الإدارة الحديثة على عدد من المبادئ التي تضمن نجاح المؤسسات واستدامتها في ظل بيئة الأعمال المتغيرة. ومن أهم هذه المبادئ:

أولًا: القيادة الفعالة بدلًا من الإدارة التقليدية؛ فلم يعد دور المدير يقتصر على إصدار الأوامر ومراقبة الموظفين؛ بل أصبح يتمحور حول القيادة الملهمة؛ حيث يركز القادة على تحفيز فرق العمل، وتعزيز بيئة إبداعية، وتشجيع العمل الجماعي لتحقيق الأهداف المشتركة.

ثانيًا: التمكين والمشاركة؛ حيث الإدارة الحديثة على تمكين الموظفين ومنحهم الثقة لاتخاذ القرارات المناسبة في نطاق مسؤولياتهم. وهذا يعزز من شعورهم بالمسؤولية، ويزيد من مستوى الإبداع والابتكار داخل المؤسسة.

ثالثًا: الاعتماد على التكنولوجيا والتحول الرقمي؛ وذلك لأنه من البديهيات أن توظّف المؤسسات الحديثة التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والحوسبة السحابية بهدف تحسين كفاءة العمليات واتخاذ قرارات مستنيرة تعتمد على تحليل البيانات.

رابعًا: التركيز على رضا العملاء؛ حيث إنّ الإدارة الحديثة، لا تقتصر المؤسسة على تقديم المنتجات أو الخدمات فقط؛ بل تسعى إلى تحقيق رضا العملاء من خلال تقديم تجارب استثنائية، والاستجابة السريعة لاحتياجاتهم، وبناء علاقات طويلة الأمد معهم.

خامسًا: تبني ثقافة الابتكار والتغيير ومن خلال هذا المبدأ تعمل الإدارة الحديثة على تعزيز الابتكار المستمر من خلال تشجيع البحث والتطوير، واعتماد استراتيجيات جديدة تواكب التغيرات في السوق.

سادسًا: المرونة والاستجابة السريعة؛ لأنه في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، يجب أن تكون المؤسسات مرنة وقادرة على التكيف مع المتغيرات السريعة من خلال إعادة الهيكلة وتطوير استراتيجيات العمل بمرونة عالية.

أمّا عن التحديات التي تواجه الإدارة الحديثة؛ فرغم مزايا الإدارة الحديثة، إلّا أنها تواجه العديد من التحديات التي تتطلب حلولًا فعالة، ومن أبرز هذه التحديات:

أولًا: مقاومة التغيير؛ حيث تواجه المؤسسات صعوبة في تطبيق الأساليب الحديثة بسبب مقاومة الموظفين للتغيير؛ حيث يفضل البعض التمسك بالطرق التقليدية خوفًا من المجهول.

ثانيًا: الحاجة إلى تطوير المهارات القيادية؛ إذ يتطلب التحول إلى الإدارة الحديثة "قيادات مؤهلة" تمتلك مهارات التفكير الاستراتيجي، القدرة على التعامل مع التكنولوجيا، وإدارة الفرق بفعالية.

ثالثًا: التعقيد التكنولوجي؛ فعلى الرغم من أهمية التكنولوجيا في الإدارة الحديثة، إلّا أن تطبيقها قد يكون معقدًا ومكلفًا، ويتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتدريب.

رابعًا: التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ فمع التوسع في تطبيق أساليب العمل المرنة مثل العمل عن بُعد؛ حيث تواجه الشركات تحدي الحفاظ على توازن صحي بين متطلبات العمل وحياة الموظفين الشخصية.

خامسًا: الأمن السيبراني وحماية البيانات؛ حيث إنه مع التحول الرقمي، أصبحت الشركات أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية؛ مما يجعل الأمن السيبراني أحد أهم التحديات التي تواجه الإدارة الحديثة.

وعلى صعيد الاتجاهات المستقبلية في الإدارة الحديثة فإنه لمواكبة التغيرات السريعة في عالم الأعمال، تتبنى المؤسسات عددًا من الاتجاهات الحديثة التي ستحدد ملامح الإدارة في المستقبل؛ ومنها: استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة، وهذا يساعد الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات الضخمة، واتخاذ قرارات دقيقة، مما يزيد من كفاءة العمليات ويُحسن تجربة العملاء. فضلًا عن التحول نحو الإدارة الرقمية؛ إذ أصبحت المؤسسات تعتمد عليها بشكل متزايد وخاصة في فعاليات "الإدارة الرقمية"؛ حيث يتم تنفيذ العمليات من خلال منصات إلكترونية تتيح التواصل السريع واتخاذ القرارات بمرونة. مع العمل عن بُعد ونماذج العمل المرنة فبعد جائحة كورونا، أصبح العمل عن بُعد أمرًا شائعًا، وأدى إلى تطور "نماذج عمل مرنة" تمكن الموظفين من العمل من أي مكان دون التأثير على الإنتاجية.

هذا بجانب "التركيز على الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية"، وهذا يستدعي أن تعتمد الشركات الحديثة على "سياسات الاستدامة" التي تهدف إلى تحقيق أرباح دون الإضرار بالبيئة، كما تعزز من مسؤوليتها الاجتماعية من خلال دعم المبادرات المجتمعية؛ وذلك يكون مستندًا بـ"إدارة التنوع والشمول"؛ حيث أصبحت المؤسسات الحديثة تهتم بـ"التنوع الثقافي والشمول"؛ حيث تسعى إلى بناء بيئة عمل تتسم بالمساواة، وتعزيز الإبداع من خلال دمج وجهات نظر مختلفة.

وفي الأخير يمكننا القول إنّ الإدارة الحديثة ليست مجرد تغيير في الأساليب التقليدية؛ بل هي "ثورة في المفاهيم والإجراءات" تهدف إلى تحسين أداء المؤسسات، وتعزيز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية. من خلال: تبني التكنولوجيا، الابتكار، والقيادة الفعالة، يمكن للمؤسسات تحقيق نجاح مستدام والمساهمة في تطوير الاقتصادات الحديثة. وفي ظل التغيرات المستمرة، يبقى التحدي الأكبر أمام الإدارة الحديثة هو "التكيف والاستجابة السريعة" لمتطلبات العصر، مع الحفاظ على "الطابع الإنساني في التعامل مع الموظفين والعملاء". وهذا يتطلب من القادة والمديرين "استمرار التعلم والتطوير" لضمان نجاح مؤسساتهم في المستقبل.

** باحث دكتوراة في الإدارة العامة

مقالات مشابهة

  • هل تنضم ميتا إلى نادي الـ 3 تريليون دولار بحلول 2028؟
  • الإدارة الحديثة.. المفاهيم والتحديات والاتجاهات المستقبلية
  • ملخص مسلسل ولاد الشمس الحلقة 9.. «الصحفية أخبرت مفتاح بسرقة قطايف لـ ملف ماجد»
  • الكوني: العمل بنظام المحافظات من شأنه أن يخفف العبء عن العاصمة التي أصبحت ساحة للصراعات السياسية
  • بعد فشل المفاوضات.. هل يخسر يونايتد رئته؟
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • قضية “اولاد المرفحين”.. الفرنسية التي قدمت شكاية الإغتصاب تسحب شكايتها
  • بسمة بوسيل: مش هرجع لتامر ولا أفكر في الجواز
  • ترامب: أفكر بجدية في فرض عقوبات مصرفية ورسوم جمركية على روسيا
  • رئيس جهاز الاستخبارات العامة السيد أنس خطاب: لا صحة لما تداولته بعض الصفحات على شبكة الإنترنت حول الرسائل التي نشرت مؤخرًا والتي ادعى كاتبها أنها صادرة عن رئيس جهاز الاستخبارات السوري. (تغريدة على X)