“الحريديم” شوكة في حلق نتنياهو.. ومتخصصون يكشفون لـ "الفجر" السر وراء غضب الأحزاب الدينية في إسرائيل
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
احتجاجات وغضب يجوب شوارع تل أبيب، فأصبح اليهود المتدينين "الحريديم" صداع في رأس رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، نظرا لما أصبحوا عليه من قوة مؤثرة وبشكل خاص بعد نتيجه آخر جولة من الانتخابات الماضية.
فانتشرت عدد من الأخبار والتقارير التي تفيد بتهديد "الحريديم" بحل حكومة نتنياهو في حال لم يمرر لهم القانون الخاص بالتجنيد الاجباري داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الحصول على التمييز
وفي سياق متصل، علق الدكتور يحيى قاعود باحث العلوم السياسية والسياسات العامة على أزمة "الحريديم"، قائلا: "الأحزاب الدينية موجودة في إسرائيل وليست بجديدة، لكن تمت ملاحظة أنه في آخر ثلاث أو أربعة دورات انتخابية بدأت تتصاعد بشكل كبير وذلك لأن المجتمع الإسرائيلي منذ انتفاضة الأقصى في الـ 2000 بدأ ينزاح إلى اليمين وفي 2009 إنزياح تام إلى اليمين بحضور نتنياهو وتسيده للسلطة".
وأضاف "قاعود" في تصريحاته الخاصة لـ "الفجر":"عندما دخل نتنياهو في أزمات قضائية وانشقاق حزب جدعون ساعر وأسس حزب يميني آخر، فكانت الخارطة الحزبية في إسرائيل تتماشى مع رؤية نتنياهو فقام بالتحالف مع الأحزاب الصهيونية الدينية فشكلوا ائتلاف حكومي، فائتلاف الحكومة الذي جاء بنتنياهو فلأول مرة في إسرائيل الحديثة أن يتم اتفاق مكتوب وهو الأكثر تطرفا بأفكاره من ضمنها قضايا التجنيد وعدم إقامة الدولة الفلسطينية وغيره وعلى سبيل المثال اقتحام الوزير إيتمار بن غفير للقدس وهو وزير داخل الحكومة ولم تحدث من قبل".
وتابع باحث العلوم السياسية:" ليس لدى الحريديم مشكلة في وجود ظابط صهيوني ومتدين داخل جيش الاحتلال وبالفعل هناك مجموعة من ضباط متدينيين ولكنهم يرغبون في التميز بعد صعودهم اللافت وحصولهم على 10 مقاعد في الكنيست وإعفاء المتدينين من التجنيد الإجباري".
واستطرد: "فموضوع الحريديم ليس بتهديد فقط ولكن هو أكثر صعوبة فنتنياهو يواجه طرفين الآن إذا لم يمرر كل سياسات الأحزاب الصهيونية فهو سوف يواجه المعارضة الإسرائيلية وأكبر دليل هو اقتحام "بن غفير" الأقصى غصب عن نتنياهو فقانون القضاء قد تم تمريره لإرضاء هذه الأحزاب".
واختتم "قاعود" تصريحاته، قائلا: "وأصبح كل شئ واضح إذا لم يمرر نتنياهو كافة سياسات الأحزاب الدينية الصهيونية فهو سيكون في مواجهة المعارضة التي تخرج في تل أبيب كل يوم سبت وذلك فهو يرضخ لسياساتهم، وهذه المعادلة الصعبة وكل ما هنالك يحاول نتنياهو أن يحسن هذه الشروط بما يلائم مع رؤية مشتركة للشعبوية اليمينية والدينية في إسرائيل، فنتنياهو ليس لدية أي خيار في التفريط بالائتلاف لأن لديهم 15 مقعد في الكنيست ولذلك فالحريديم يهددون بقوة، ففي حال لم يمرر لهم قانون التجنيد فسوف يمرر لهم قانون آخر وكل هذا على حساب الشعب الفلسطيني".
ذريعة للانسحاب من الحكومة
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة رانيا فوزي المتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي: "القطاع الحريدي يمثل قوة لا يستهان بها في المجتمع الاسرائيلي، فوفقا للإحصائيات يتجاوزون 13% وهم مرشحون للتزايد أكثر فأكثر، حتى أنهم في السنوات الأخيرة تزايد بشكل ملحوظ دخول أعداد المتشددين دينيا بين صفوف الرجال والنساء داخل صفوف الجيش الإسرائيلي".
وتابعت "فوزي" في تصريحات خاصة لـ "الفجر":"وبناء على قوة تأثيرهم اللافت ودورهم المتصاعد من مجرد أحزاب صغيرة تشارك في الائتلاف الحكومي إلى قوة كبيرة مؤثرة في وضع ورسم ملامح السياسات العامة للدولة وقد تجلى ذلك في مساعيهم وبقوة وتوافقهم مع هوى نتنياهو في تمرير الاصلاح القضائي رغم انعكاساته الأخيرة، ليس فحسب على تهديد السلام المجتمع في اسرائيل بل بتفكيك المؤسسة العسكرية".
دكتورة رانيا فوزي
وأضافت: "أعتقد أن تهديدهم لنتنياهو مجرد حجة أو ذريعة انسحاب من الحكومة، وذلك لأن نتنياهو نفسه لن يخاطر بخسارة شركاؤه ولكن الشركاء قد حصلوا على ما يريدون ويسعون بشتى الطرق لخلق ذرائع لحل الكنيست بعد تحقيق أهدافهم المرجوة وتزامن ذلك التهديد مع ما يثار اعلاميا من تصريحات وتبادل رسائل مباشرة وغير مباشرة بين السعودية وإسرائيل لدفع التطبيع والذي بالمقابل سيكون ضمنه بوادر إيجابية نحو القضية الفلسطينية خاصة مع تمسك السعودية ضمن الشروط لدفع التطبيع بمواصلة وقف الضم والمساعي لحل الدولتين ولدى تلك القطاع مبادئ لايمكن الحياد عنها وهي لاتفريط في أي سنتيمتر من أي إسرائيل ".
واختتمت "فوزي" تصريحاته قائلة: "ولو سلمنا بما يثار إعلاميا سواء عاجلا أم آجلا سوف تتجه البلاد قريبا إلى إجراء انتخابات مبكرة وحل الكنيست وإعادة الحلقة المفرغة مجددا بإجراء انتخابات السادسة إلى ما شاء الله حتى صعود حزب الصهيونية الدينية إلى أن يكون الحزب الحاكم والذي مهد نتنياهو بسياساته على مدار فترات ولايته المتتالية لذلك بأن تصل تلك أحزاب لسدة الحكم يوما ما وتشكل الحكومة".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو جيش الاحتلال العلوم السياسية الاحتلال الاسرائيلي احتجاجات انتخاب الحريديم الأحزاب الدينية اسرائيل تل أبيب فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
هذا ما يقلق إسرائيل في أعقاب مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، صباح اليوم السبت 23 نوفمبر 2024، النقاب عن ما يسبب القلق لدى السلطات الإسرائيلية في اعقاب صدور مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يؤاف غالانت.
وقالت الصحيفة، "في ظلّ معلومات عن اتجاه دول أجنبية إلى تقليص اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية غداة صدور مذكرة توقيف دولية بحق رئيسها، بنيامين نتنياهو، وأخرى بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، على خلفية جرائم حرب في غزة ، يسود قلقٌ في إسرائيلَ من إمكان أن تشمل الملاحقات أيضاً قادة جيشها.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق في مجلس الحرب يوآف غالانت، بالإضافة إلى مذكرة اعتقال في بيان آخر للقائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس "محمد الضيف" واسمه الكامل إبراهيم المصري، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقالت المحكمة، إن قبول إسرائيل باختصاص المحكمة "غير ضروري"، بسبب "وجود أسباب منطقية للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب". وأضافت المحكمة في بيان، أن ثمة "أسباب منطقية" تدعو للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين في قطاع غزة.
وأوضحت أن جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل: استخدام التجويع كسلاح حرب والقتل والاضطهاد و"غيرها من الأفعال غير الإنسانية".
وفي بيان منفصل، قالت المحكمة الجنائية الدولية أيضاً إنها أصدرت مذكرة اعتقال ضد القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف.
وقالت المحكمة إنها قررت "بالإجماع" إصدار مذكرة اعتقال ضده "بسبب جرائم مزعومة ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت على أراضي دولة إسرائيل وفلسطين منذ 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 على الأقل".
وإذا كان المتهمان الأساسيان بجرائم غزة هما نتنياهو وغالانت، فإنه يوجد منفذون أيضاً هم قادة الجيش الكبار والصغار وألوف الجنود والضباط الذين نشروا صوراً في الشبكات الاجتماعية يتباهون فيها بممارساتهم ضد الفلسطينيين.
ولم يشهد سكان غزة، أمس، ما يدعوهم للأمل في أن يؤديَ أمرا اعتقال نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع، فيما قال مسعفون إن 21 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارات جديدة.
المصدر : وكالة سوا