وفقا لأحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن البشرية بحاجة إلى إزالة 100 إلى ألف غيغاطن من الكربون بحلول عام 2100، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات بشكل حاد لمنع ارتفاع درجة الحرارة العالمية بأكثر من درجة ونصف درجة مئوية.

وفي ضوء هذا الهدف تأتي النتائج التي توصل إليها فريق بحثي من "جامعة ييل" الأميركية، والتي يقترحون فيها استخدام مسحوق البازلت في الأراضي الزراعية حول العالم كأحد الطرق الناجعة للاقتراب من تحقيق ذلك الهدف.

حيث أفادت الدراسة الجديدة أن المزارعين في جميع أنحاء العالم يمكن أن يساعدوا الكوكب في الوصول إلى الهدف الرئيسي الذي حددته اللجنة بإزالة الكربون عن طريق خلط الصخور البركانية المسحوقة بالتربة في حقولهم.

ووفق ما ورد في البيان الصحفي المنشور على موقع "فيز دوت أورغ" في 14 أغسطس/آب الجاري، فإن الدراسة المنشورة في دورية "إيرثز فيوتشر" توفر أحد التقديرات العالمية الأولى للتراجع المحتمل لثاني أكسيد الكربون نتيجة لاستخدام مسحوق البازلت في الحقول الزراعية في جميع أنحاء العالم.

البازلت صخرة تتشكل نتيجة تبريد الحمم البركانية (غيتي) صخرة سريعة التجوية

يسمى هذا النوع من التدخل المناخي "التجوية المعززة للصخور"، والتي تستفيد من عملية التجوية التي تحبس بشكل طبيعي ثاني أكسيد الكربون في معادن الكربونات.

والتجوية هي عملية تفتت وتحلل الصخور والتربة والمعادن على سطح الأرض أو بالقرب منه بواسطة العوامل الجوية السائدة بدون نقل الفتات من مكانه.

وتتلخص فكرة فريق البحث ببساطة في تسريع عملية التجوية بطريقة تفيد الناس، وفي الوقت نفسه تساعد في إبطاء وتيرة تغير المناخ. وقد يكون هذا رهانا أكثر أمانا من طرق خفض الكربون الأخرى، وفقا لمؤلفي الدراسة.

وتستكشف الدراسة الجديدة إمكانية تطبيق البازلت المسحوق -وهو صخرة سريعة التجوية تتشكل نتيجة تبريد الحمم البركانية- في الحقول الزراعية حول العالم، وتسلط الدراسة الضوء على المناطق التي يمكنها تكسير الصخور بكفاءة.

استخدم الباحثون نموذجا لمحاكاة كيفية استخدام البازلت المسحوق في الأراضي الزراعية (أدفانسنغ إيرث آند سبيس ساينسز) نموذج كيميائي حيوي جديد

استخدم الباحثون نموذجا كيميائيا حيويا جديدا لمحاكاة كيفية استخدام البازلت المسحوق في أراضي المحاصيل العالمية ودوره في سحب ثاني أكسيد الكربون، لاختبار حساسية تجوية الصخور المعززة، ولتحديد المناطق التي يمكن أن تكون الطريقة أكثر فعالية فيها.

ويحاكي النموذج الجديد التجوية الصخرية المحسّنة في ألف موقع زراعي حول العالم بموجب سيناريوهين للانبعاثات من عام 2006 إلى عام 2080. ووجدوا أنه في فترة الدراسة التي تبلغ 75 عاما، وبافتراض حدوث ذلك في جميع المجالات الزراعية، التي تمثل التطبيق الشامل المحتمل لهذه الإستراتيجية في العالم، يمكن عزل ما يصل إلى 217 غيغاطنا من الكربون في تلك الفترة الزمنية.

وتسلط الدراسة الضوء على سرعة عملية التجوية بشكل أكبر في البيئات الحارة والرطبة، لذا فإنهم يتوقعون زيادة في كفاءة عملية التجوية الصخرية المحسّنة في المناطق المدارية مقارنة بخطوط العرض الأعلى.

يقول الباحثون إن طريقة التجوية المعززة للصخور مرنة بشكل مدهش في مقابل التغير المناخي، وهي تعمل بنفس الطريقة تقريبا في ظل سيناريوهات الاحتباس الحراري المعتدلة والشديدة.

جرب الباحثون التجوية الصخرية المعززة على المقاييس الصغيرة في المزارع حول العالم (غيتي) بديل أفضل للحجر الجيري

ويطبق المزارعون بالفعل ملايين الأطنان من الحجر الجيري (صخور كربونات الكالسيوم التي يمكن أن تكون مصدرا للكربون أو بالوعة) في حقولهم لتوصيل المغذيات والتحكم في حموضة التربة، لذا فإن تغيير نوع الصخور تدريجيا يمكن أن يعني انتقالا سلسا لتنفيذ التجوية الصخرية المعززة على نطاق واسع.

وقد جرب الباحثون التجوية الصخرية المعززة على المقاييس الصغيرة في المزارع حول العالم، ويسعى الباحثون مستقبلا للعمل على التنفيذ الواقعي للإستراتيجية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حول العالم یمکن أن

إقرأ أيضاً:

زيادة كبيرة في استثمارات الطاقة النظيفة عالمياً

حسونة الطيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة %83 من أسطول مركبات «أجرة الشارقة» هجينة وصديقة للبيئة «الشبكة الجامعية» تستطلع آراء الطلاب في التغير المناخي

يعتبر الوقود الأحفوري الذي يشكل 75% من انبعاثات الكربون المسؤول الرئيسي عن أزمة المناخ.. والتخلي عن استهلاكه أمر ضروري رغم الصعوبة، في الوقت الذي يتوقع فيه أن ترتفع الاستثمارات العالمية في التقنيات النظيفة، لتناهز تريليوني دولار خلال العام الجاري 2024، وهو ما يقارب ضعف المبلغ الذي تم إنفاقه في الوقود الأحفوري، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.  
لكن لا يزال هذا المبلغ دون القيمة المستهدفة عند 4.5 تريليون دولار من الاستثمارات السنوية المطلوبة لتحقيق صفر من الانبعاثات الكربونية، بحلول بداية العقد الرابع من الألفية الثانية. 
وعلى الصعيد العالمي، تبدو وتيرة التقدم بطيئة للغاية في ظل نمو قوي يشهده قطاعا الطاقة الشمسية والرياح خلال السنوات القليلة الماضية، فشلت في مجاراة طلب الطاقة المتصاعد في اقتصادات مثل الصين والهند. 
وشكل الوقود الأحفوري 81.5% من الاستهلاك العالمي للطاقة في السنة الماضية 2023، بتراجع طفيف عن 2022 عند 82% وبنسبة قدرها 85% في 1995، وفقاً لتقرير المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية الذي صدر مؤخراً عن معهد الطاقة.
ومضت ما يقارب 9 سنوات منذ توقيع 193 بلد على اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015؛ بهدف الحد من الاحترار العالمي. 
وتعهدت 24 دولة، بما فيها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بجانب الاتحاد الأوروبي، بخفض انبعاثاتها الكربونية لدرجة الصفر بحلول عام 2050، بحسب «فاينانشيال تايمز».
ووضعت دول أخرى تشمل، أميركا والصين والهند، أهدافاً ضمن سياساتها أو التزمت بالأهداف الأخيرة. لكن لا توجد حتى الآن أي دولة من الدول الكبيرة، في طريقها لتحقيق المستويات المستهدفة من خفض الانبعاثات بحلول عام 2030، ناهيك عن الوصول لدرجة الصفر، بحسب تحليل نشرته وود ماكينزي في السنة الماضية.
وتخطط الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوربي لفرض رسوم على واردات السيارات الكهربائية الصينية، إلا أن زيادة التكلفة ربما تقود لإبطاء وتيرة تبني هذا النوع من السيارات وعرقلة سلاسل التوريد.   
وتشير بيانات واردة من السنة الماضية للعديد من التوجهات المشجعة، حيث شكل الوقود الأحفوري في السنة الماضية وللمرة الأولى منذ الثورة الصناعية، أقل من 70% من استهلاك الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، بحسب تحليل معهد الطاقة. وبدأت القارة في عدم الاعتماد على الغاز في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية. 
في غضون ذلك، تراجع استهلاك الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة الأميركية بنسبة قدرها 2%، ليشكل 80% من الاستهلاك الأولي للطاقة، مع تراجع استهلاك الفحم 17% خلال السنة الماضية. وتم إغلاق العديد من المحطات العاملة بالفحم، بينما ساهمت حزمة الدعم من قبل قانون خفض التضخم في زيادة عدد مشاريع الطاقة المتجددة. 
وتمكنت أميركا والاتحاد الأوروبي من خفض الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الطاقة والنجاح في تحقيق النمو الاقتصادي، ما يشجع الدول الأخرى على قطع العلاقة بين الانبعاثات الكربونية والنمو الاقتصادي. وارتفعت الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري في الصين بنحو 5.2% في السنة الماضية، مع مقدرة البلاد على تحقيق النمو الاقتصادي، بيد أنها تمثل 60% من سعة الطاقة المتجددة الجديدة في العالم، المقدرة بنحو 510 جيجاواط في العام الماضي، مسجلة أسرع معدل نمو عالمي خلال عقدين من الزمان.
تبدو الصورة أكثر وضوحاً مع تسارع عمليات التطوير، وتوفير التقنيات القائمة لآفاق استثمار قوية على المدى الطويل.

مقالات مشابهة

  • حساباتك الشخصية على الإنترنت في خطر.. غير كلمة مرورك السرية
  • تطابق مناهج الدراسة بكلية طب الأكاديمية العربية مع جامعة موناش العالمية
  • زراعة البرلمان عن تقديم الحكومة برنامجها: "كل دول العالم بتبص علينا النهاردة"
  • مشاريع فنية مصرية سعودية بإنتاجات ضخمة
  • تطابق مناهج الدراسة بكلية طب الأكاديمية العربية مع جامعة موناش بأستراليا
  • المبادئ الصينية للتعايش السلمي.. 70 عاما من الجهود المعززة للسلام
  • مراكش تحتفي بالفنون الشعبية المغربية
  • تعرف على فوائد الجيلي الصحية للعظام
  • زيادة كبيرة في استثمارات الطاقة النظيفة عالمياً
  • عام على حظر الرحلات الجوية القصيرة في فرنسا.. هل انخفضت الانبعاثات السامة؟