ما يبكي السفير والطفل الغرير
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
خالد فضل
(1)
ما دام العبد يظن أنّ في الناس من هو أشرّ منه فهو متكبّر .
ابو يزيد البسطامي
ومن قبل خنقت العبرات دبلوماسي سوداني في إحدى الهيئات الإقليمية الإفريقية , وهو يقول لبعض الصحفيين السودانيين إنّ بلادنا لاتستحق ما يجري لها . وما حدث هو أنّ ممثلا للسودان كان يفترض أن يحظى بوظيفة رفيعة في تلك الهيئة الحكومية لكنه خسر الرهان بسبب وضع بلاده الحرج والمحرج للجيران , كان ذلك أيام حكم الإسلاميين بطموحاتهم ومناوراتهم الإقليمية البائرة والتي انتهت بعزلة للبلاد كالبعير الأجرب من القطيع .
بالأمس شاهدت مقطع فيديو قصير لجزء من حوار مع سفير اسمه نورالدائم , يبدو أنّه ممثل لقائد الجيش في قطر , سالت دموعه وتحشرجت العبرة في حلقه وهو يندب حظ بلادنا العاثر , ويعدد _كما هي عادة النساء في حالة وفاة عزيز_ السودان الذي وقف مع الدول العربية في الكويت ؛استدرك بالقول (أيام عبدالكريم قاسم) فأيام صدّام شينة ومنكورة , في بيروت , في مصر أيام حرب 1967م, وفي الدفاع عن حرائر ليبيا , في السعودية استجابة لنداء خادم الحرمين , ثم في آخر تعديده ووسط الدموع ألحق عبارة وفي الدول الإفريقية ولم تسعفه الذاكرة ليذكر نموذجا ! كان سعادة السفير متحسرا على موقف العرب مما يجري فيه , وجامله المذيع بعبارات حميمة مثلما تتم تهدئة المنتحب في لحظة موت حبيب , وذكّره بالموقف القطري النبيل مع شعب السودان في محنته .
(2)
لعل السفير عندما استرجع مواقف السودان أو جيش السودان بالأحرى في كل ما أورد من وقائع , لم يربط بين الظرف الذي أدى فيه جيشنا دورا في بلاد العرب , إن كان ضمن قوات حفظ السلام أو إجلاء قادة فتح من الأردن عقب أحداث ما عرف بأيلول الاسود , أو على سبيل الإرتزاق , وفي حماية أرض الحرمين ما تزال كتائب الجنود السودانيين من الجيش والدعم السريع تؤدي في مهامها النبيلة ويتقاضى أفرادها رواتبهم بالعملات الحرّة ! وفي كل خير . لأنّ ما يبكي حقا هو الإنحدار الذي بلغه وضع السودان وما غلّف مواقفه من هوان على عهد تسلّط جماعة الإخوان وما يزال (جار إعادة الإتصال) . هذا هو ما يبكي الطفل الغرير يا سعادة السفير .
(3)
الجيش الذي يحمي حرائر ليبيا من بطش كتائب سيف الإسلام القذافي وهي تطاردهم (زنقة زنقة) ويفتح الحدود والمطارات لنقل السلاح القادم من دوحة العرب إلى جماعات المعارضة الإخوانية الليبية ؛ وبذلك قال أول رئيس وزراء بعد سقوط نظام القذافي في حوار الذاكرة السياسية على قناة العربية قبل بضع سنوات وهو يحدد أدوار كل من شارك في إسقاط القذافي في العام 2011م بمن فيهم حلف النيتو ! هل هو نفسه الجيش الذي عجز عن حماية حرائر السودان عندما كانت كتائب الإخوان تطاردهن أمام الساحات المفتوحة في وسط الخرطوم وأمام بوابات قيادته العامة , في فجر 3يونيو2019م قبل يوم من عيد الفطر المبارك , وغنى مغني الشباب مسجلا الجريمة ( مديتلو تمرة وزهرتين أداني 100طلقة ليه) أ هو نفسه الجيش الذي حرس سلام بيروت وصبايا حارة الحمراء ولكن قائده يقول في حوار مع جريدة الشرق الأوسط السعودية (إنّ من يقتل المتظاهرين السلميين في شوارع الخرطوم بمن فيهم ست النفور, هم طرف ثالث , لا يعرفه لأنّ الجميع غير متعاون مع لجان التحقيق ) وهو نفسه يقود حرب الكرامة اليوم ضد خدنه وعارف سرّه , فما الذي لا يبكي الطفل الغرير !
(4)
نعم سعادة السفير يتحسّر على ما مضى من ذكريات , وفن الغناء في وسط وشمال السودان يفيض بالبكاء على الذكريات (صادقة وجميلة) لكن لم يتوقف أحد ليتأمل حال 0الضل الوقف ما زاد ؛ وحسنا ترنّم وردي بحداء الدوش الملهم وهو يسأل المستقبل اللسه سنينو بعاد ! المستقبل الذي رسمت ملامحه تضحيات الشباب وشموخ النساء وهم/ن يلوحون/ن بالهتاف حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب . هنا نقطة فش العبرة من حلق السفير ومن قبله ذاك الدبلوماسي القدير في الإيغاد , هنا تهدئة القلب الملتاع على فراق الأحبة من بلاد العرب وشعوب إفريقيا . هنا يا سعادة السفير مربط الفرس ؛ كما تقول العرب (ناكرة الجميل ) بحسب دموع العبرة في عينييك , هل أنت ممثل شعب السودان الذي نصفه جائع ونازح ولاجئ وخائف و17مليون طفل خارج فصول المدارس وأرقام القتلى والموتى لا يعرفهم سوى أهلهم الذين ما عادت العبرات تسد حلوقهم بسبب تراكمها طبقا فوق طبق , أم أنت مبعوث الجنرال الذي يبشّر بالموت لمائة عام قل لنا نعرف سر العبرات !!
الوسومخالد فضلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: خالد فضل سعادة السفیر
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة ويلاحق عناصر الدعم السريع
شمسان بوست / متابعات:
مع استمرار الحرب في السودان منذ عام ونصف، دخل الجيش السبت مدينة سنجة بولاية سنار جنوب شرقي البلاد لأول مرة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها في يونيو الماضي.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش دخلت سنجة ومستمرة في عملية تأمين المدينة وملاحقة بقية عناصر الدعم السريع.
أتى ذلك بعدما تحرك الجيش منذ أيام نحو المدينة من محورين، هما محور مدينة السوكي ومحور الجنوب عبر محلية أبو حجار، ليتمكن اليوم من استردادها.
عشرات الآلاف من القتلى
يشار إلى أن البلاد لا تزال غارقة منذ 15 أبريل 2023 في حرب ضارية بين الجيش والدعم السريع خلفت عشرات الآلاف من القتلى، معظمهم من المدنيين، وفق فرانس برس.
كما أدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، فر منهم أكثر من 3 ملايين إلى البلدان المجاورة.
كذلك تقدر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80% من المرافق الصحية في المناطق المتضررة.
وحسب الأمم المتحدة، يواجه السودان حالياً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص من الجوع الحاد.