صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-29@00:03:06 GMT

ما يبكي السفير والطفل الغرير

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

ما يبكي السفير والطفل الغرير

خالد فضل

(1)

ما دام العبد يظن أنّ في الناس من هو أشرّ منه فهو متكبّر .

ابو يزيد البسطامي 

ومن قبل خنقت العبرات دبلوماسي سوداني في إحدى الهيئات الإقليمية الإفريقية , وهو يقول  لبعض الصحفيين السودانيين  إنّ بلادنا لاتستحق ما يجري لها . وما حدث هو أنّ ممثلا للسودان كان يفترض أن يحظى بوظيفة رفيعة في تلك الهيئة الحكومية لكنه خسر الرهان بسبب وضع بلاده الحرج والمحرج للجيران , كان ذلك أيام حكم الإسلاميين بطموحاتهم ومناوراتهم الإقليمية البائرة والتي انتهت بعزلة  للبلاد كالبعير الأجرب من القطيع .

بالأمس شاهدت مقطع فيديو قصير لجزء من حوار مع سفير اسمه نورالدائم , يبدو أنّه ممثل لقائد الجيش في قطر , سالت دموعه وتحشرجت العبرة في حلقه وهو يندب حظ بلادنا العاثر , ويعدد _كما هي عادة النساء في حالة وفاة عزيز_  السودان الذي وقف مع الدول العربية في الكويت ؛استدرك بالقول (أيام عبدالكريم قاسم) فأيام صدّام شينة ومنكورة  , في بيروت , في مصر أيام حرب 1967م, وفي الدفاع عن حرائر ليبيا , في السعودية استجابة لنداء خادم  الحرمين , ثم في آخر تعديده  ووسط الدموع ألحق عبارة  وفي الدول الإفريقية ولم تسعفه الذاكرة ليذكر نموذجا ! كان سعادة السفير متحسرا على موقف العرب مما يجري فيه , وجامله المذيع بعبارات حميمة مثلما تتم تهدئة المنتحب في لحظة موت حبيب , وذكّره بالموقف القطري النبيل مع شعب السودان في محنته .

(2)

لعل السفير عندما استرجع مواقف السودان أو جيش السودان بالأحرى في كل ما أورد من وقائع , لم يربط بين الظرف الذي أدى فيه جيشنا دورا في بلاد العرب , إن كان ضمن قوات حفظ السلام أو إجلاء قادة فتح من الأردن عقب أحداث ما عرف بأيلول الاسود , أو على سبيل الإرتزاق , وفي حماية أرض الحرمين ما تزال كتائب الجنود السودانيين من الجيش والدعم السريع تؤدي في مهامها النبيلة ويتقاضى أفرادها رواتبهم بالعملات الحرّة ! وفي كل خير . لأنّ ما يبكي حقا هو الإنحدار الذي بلغه وضع السودان وما غلّف مواقفه من هوان على عهد تسلّط جماعة الإخوان وما يزال (جار إعادة الإتصال) . هذا هو ما يبكي الطفل الغرير يا سعادة السفير .

(3)

الجيش الذي يحمي حرائر ليبيا من بطش كتائب سيف الإسلام القذافي وهي تطاردهم (زنقة زنقة) ويفتح الحدود والمطارات لنقل السلاح القادم من دوحة العرب  إلى جماعات المعارضة  الإخوانية الليبية ؛ وبذلك قال أول رئيس وزراء بعد سقوط نظام القذافي في حوار الذاكرة السياسية على قناة العربية قبل بضع سنوات وهو يحدد أدوار كل من شارك في إسقاط القذافي في العام 2011م بمن فيهم حلف النيتو ! هل هو نفسه الجيش الذي عجز عن حماية حرائر السودان عندما كانت كتائب الإخوان تطاردهن أمام الساحات المفتوحة في وسط الخرطوم وأمام بوابات قيادته العامة , في فجر 3يونيو2019م قبل يوم من عيد الفطر المبارك , وغنى مغني الشباب مسجلا الجريمة ( مديتلو تمرة وزهرتين أداني 100طلقة ليه) أ هو نفسه الجيش الذي حرس سلام بيروت وصبايا حارة الحمراء ولكن قائده يقول في حوار مع جريدة الشرق الأوسط السعودية (إنّ من يقتل المتظاهرين السلميين في شوارع الخرطوم بمن فيهم ست النفور, هم طرف ثالث , لا يعرفه لأنّ الجميع غير متعاون مع لجان التحقيق ) وهو نفسه يقود حرب الكرامة اليوم ضد خدنه وعارف سرّه , فما الذي لا يبكي الطفل الغرير !

(4)

نعم سعادة السفير يتحسّر على ما مضى من ذكريات , وفن الغناء في وسط وشمال السودان يفيض بالبكاء على الذكريات (صادقة وجميلة) لكن لم يتوقف أحد ليتأمل حال 0الضل الوقف ما زاد ؛ وحسنا ترنّم وردي بحداء الدوش الملهم وهو يسأل المستقبل اللسه سنينو بعاد ! المستقبل الذي رسمت ملامحه تضحيات الشباب وشموخ النساء وهم/ن يلوحون/ن بالهتاف حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب . هنا نقطة فش العبرة من حلق السفير ومن قبله ذاك الدبلوماسي القدير في الإيغاد , هنا تهدئة القلب الملتاع على فراق الأحبة من بلاد العرب وشعوب إفريقيا . هنا يا سعادة السفير مربط الفرس ؛ كما تقول العرب (ناكرة الجميل ) بحسب دموع العبرة في عينييك , هل أنت ممثل شعب السودان الذي نصفه جائع ونازح ولاجئ وخائف و17مليون طفل خارج فصول المدارس وأرقام القتلى والموتى لا يعرفهم سوى أهلهم الذين ما عادت العبرات تسد حلوقهم بسبب تراكمها طبقا فوق طبق , أم أنت مبعوث الجنرال الذي يبشّر بالموت لمائة عام قل لنا نعرف سر العبرات !!

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد فضل سعادة السفیر

إقرأ أيضاً:

رئيس أركان الجيش السوداني: وصلنا إلى نقاط فاصلة

أشاد رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين بالمكاسب التي حققها جيش بلاده في مواجهاته مع قوات الدعم السريع، معتبرا أن السودان وصل إلى "نقاط فاصلة".

وقال الحسين "من هذا التوقيت يبدأ تاريخ جديد لدولة السودان ولشعب السودان، تنطلق فيه القوات المسلحة لتطهير كل شبر متبق من أرض الوطن".

وأضاف، خلال حديث للصحفيين من داخل مقر القيادة العامة الذي كان خاضعا للحصار منذ أبريل/نيسان 2023، "من هذه النقطة تبدأ عودة كل السودانيين من مناطق النزوح ودول اللجوء لاستئناف حياتهم العادية في بلدهم، في أمن واستقرار وسلام إن شاء الله".

من جهته، قال العقيد محمد حسب الله "نحن إن شاء الله بعد فك الحصار عن القيادة العامة، سوف تسمعون عن انتصارات من القوات المشتركة مع إخواننا من قوات الشعب المسلح. سوف ترد وتستعيد الفرقة الضعين ونيالا والفاشر والجنينة بإذن الله".

وأكد حسب الله، أمس الأحد، أن الجيش السوداني يعتزم التوجه إلى الجنينة. وأضاف "إن شاء الله شبر شبر من هنا للجنينة"، في إشارة إلى أقصى مدينة في غرب البلاد والتي كانت واحدة من أولى المدن التي سقطت في أيدي قوات الدعم السريع مع بداية الحرب.

ومهدت استعادة مصفاة الجَيلي في شمال بحري الأسبوع الماضي، وكذلك مساحات شاسعة من المدينة الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم على نهر النيل، الطريق لكسر الحصار على القيادة العامة للجيش يوم الجمعة، وتحقيقه تقدما جديدا في الحرب.

إعلان

وانطلق مدنيون في شوارع بحري وأماكن أخرى يهتفون ترحيبا بتقدم الجيش بينما كان جنود ينظرون من نوافذ محطمة داخل القاعدة العسكرية في وسط الخرطوم، ويحتفلون وهم يتجولون بلا خوف في أرض القاعدة بعد حصار قوات الدعم السريع الذي دام لفترة طويلة.

من جانبها، نفت قوات الدعم السريع تحقيق الجيش أي مكاسب، وقالت اليوم الاثنين إنها بدأت في نشر قوات في منطقة شرق النيل في بحري. وتواصل القوات شبه العسكرية هجومها على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقتلت في اليومين الماضيين العشرات في هجوم بطائرة مسيّرة على آخر مستشفى لا يزال يعمل في المدينة. ونفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الهجوم واتهمت الجيش بالوقوف وراءه.

ويقول محللون إن الجيش قد يتريث لحين استعادة باقي المناطق في الخرطوم، حيث لا تزال قوات الدعم السريع منتشرة على نطاق واسع، وذلك قبل الدخول في أي مفاوضات.

وتقول قوات الدعم السريع إنها ستدعم تشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في حين يرفض قادة الجيش دمج القوات شبه العسكرية في أجهزة الدولة، مما يثير مخاوف من تقسيم البلاد رسميا.

لكن قائدا عسكريا آخر من القوة المشتركة، وهي مجموعة من الجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش، أشار إلى أنهم سيواصلون القتال في غرب البلاد.

مقر القيادة العامة للجيش السوداني ظل خاضعا للحصار منذ أبريل/نيسان عام 2023 (رويترز) البنية التحتية

في غضون ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الهجمات المتزايدة في السودان حرمت الملايين من الحصول على المياه النظيفة والكهرباء في جميع أنحاء البلاد.

وفي بيان لها اليوم، قالت دورسا ناظمي سلمان، رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، "نشهد نمطا مقلقا من الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية الضرورية للبقاء".

وحثت جميع الأطراف على "حماية هذه المرافق الحيوية"، بما في ذلك محطات الطاقة ومحطات المياه والسدود.

إعلان

وأكدت اللجنة أن انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه له أيضا آثار سلبية على عمل المستشفيات وبالتالي على الرعاية الصحية للحالات الحرجة.

وقالت إن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة "يلحق أضرارا كبيرة بالصحة العامة، ويزيد بشكل كبير من خطر تفشي الكوليرا والأزمات الصحية الأخرى".

وطالبت المنظمة أطراف النزاع "باتخاذ تدابير فورية لحماية البنية التحتية المدنية الحيوية، مثل المستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء".

وقالت "إنهم ملزمون بذلك بموجب القانون الإنساني الدولي وهو التزام قطعوه من خلال إعلان جدة في مايو/أيار 2023… ما لم يتم اتخاذ مثل هذه التدابير بسرعة، فسيتعرض المدنيون الذين تضرروا كثيرا جراء الحرب لخطر فقدان الوصول إلى الخدمات الأساسية".

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن البنية التحتية الأساسية مثل محطات الكهرباء ومرافق المياه تعتبر بموجب القانون الإنساني الدولي أهدافا مدنية يجب حمايتها من الهجمات المباشرة ومن تداعيات القتال.

واندلعت الحرب الشرسة في السودان في أبريل/نيسان عام 2023، بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). وشهدت الأسابيع الأخيرة هجمات واسعة النطاق على السدود ومصافي النفط.

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 12 مليونا ودفعت العديد من السودانيين إلى شفا المجاعة. كما دمرت البنية التحتية الهشة أساسا في السودان.

مقالات مشابهة

  • السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 
  • وزير المكتب السلطاني يستقبل السفير السعودي
  • وزير الطاقة والنفط يبحث مع السفير الهندي إعادة التعاون مع الهند في مجال البترول
  • الألم والوجع الذي احسه السودانيون بسقوط مدني فاق اي احساس آخر طيلة فترة الحرب
  • رئيس أركان الجيش السوداني: وصلنا إلى نقاط فاصلة
  • السفير حسام زكي: العرب قادرون على إفشال مخططات تهجير الفلسطينيين
  • شاهد بالفيديو.. الجيش يصل منزل معشوق الجماهير الفنان الراحل محمود عبد العزيز والجنود يوثقون التخريب والدمار الذي خلفته قوات الدعم السريع داخل المنزل
  • البرهان من مقر قيادة الجيش: “الدعم السريع” إلى زوال
  • أبو فاعور: تحية إلى الجيش الذي يثبت حرصه على حماية شعبه
  • انتصارات الجيش.. آخر تطورات الأوضاع في السودان