عُمان والصين.. علاقات ممتدة وتاريخ ماجد
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
تنطلق في محافظة ظفار أعمال المنتدى العماني الصيني تحت عنوان "علاقات تاريخية وآفاق واعدة" في بلورة متكاملة لتلك العلاقة التاريخية الممتدة والمتجذرة منذ مئات السنين والتي ارتبطت بها عمان والصين في جوانب عدة حملتها إرادة قوية لأبناء الشعبين الصديقين منذ رحلات طريق الحرير وإلى اليوم.
إذ ينعقد المنتدى مع الذكرى السعيدة لمرور 45 عامًا على إقامة العلاقات العمانية الصينية والتي تدلل على أهمية هذه العلاقات وأهمية جمهورية الصين الشعبية على خارطة العالم كقوة اقتصادية وسياسية قادمة تخدم البشرية وتساهم في رقيها.
وقد انطلق العمانيون التجار إلى دول شرق آسيا منذ مئات السنين عبر طريق الحرير وما صاحبه من تبادل تجاري وإثراء معرفي وما حملته تلك العلاقة في ضرب العمانيين أروع المُثل في أخلاقهم وتعاملهم مع الشعوب ساهم في تخليد تلك العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.
يُقام المنتدى العماني الصيني في ظل ما تحظى به الصين اليوم كقوة اقتصادية وعالمية على خارطة العالم وما تحمله سلطنة عُمان من ودٍ لها وتعاون مثمر بناء يحقق الخير للشعبين، وكل ذلك سيعطي دفعة جديدة لتلك العلاقة التاريخية المميزة والتي أصبحت علمًا يُشار إليه بالبنان.
المنتدى يناقش جوانب عدة من تلك العلاقة والآفاق المستقبلية الواعدة ويتحدث من خلاله عدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين عن تلك العلاقة التاريخية؛ حيث يتزامن مع الذكرى العاشرة للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، وسيعطي المنتدى زخمًا غير عادي لتلك العلاقة التاريخية وأحداثها العظيمة والتي يسلط الضوء عليها من جوانب عدة.
الصين اليوم واحدة من دول العالم المتقدمة، وتسعى سلطنة عُمان لتحقيق تعاون اقتصادي واستثماري وتجاري مع الصين، ستحمله الأيام المقبلة- بإذن الله- وإنني ليحدوني الأمل في أن يحمل المنتدى آفاقًا أرحب في مستقبل العلاقات الثنائية ويبرز دورها وأهميتها للعالم أجمع من خلال أيام وفعاليات المنتدى.
بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين تاريخ ماجد وعلاقات دبلوماسية وتجارية مميزة حملت تجربة ثرية للعالم في العلاقات التي يجب أن تسود ليتحقق الخير والنماء والازدهار وفق رؤية ممتدة وتعاون مثمر بناء نتمنى له النجاح والتوفيق.
فشكرًا لجهود كل من ساهم في إبراز هذه العلاقة التاريخية والتعاون منذ عقودً مضت. وحفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وجعلها مضربًا للمثل في العلاقات الصادقة بين الشعوب لخير البشرية جمعاء.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
4000 مشارك يستكشفون المعالم التاريخية في مسير نزوى السياحي
شارك 4000 فرد من هواة رياضة المشي من الجنسين من مختلف الأعمار والجنسيات من محافظات سلطنة عمان والمقيمين في المسير السياحي الذي أقيم بولاية نزوى لاستكشاف معالم وقرى الولاية وحاراتها وأسواقها القديمة والأفلاج المشهورة بالولاية، والذي أقيم بتنظيم من لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الداخلية ونادي نزوى وفريق المغامرات بفريق الصمود التابع لنادي نزوى ومكتب والي نزوى ودعم من جهات حكومية ومؤسسات القطاع الخاص.
وفي بداية انطلاق المسير من الساحة العامة بسوق نزوى، أعطى معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن شارة الانطلاق من ساحة مواقف سوق نزوى، أحد أشهر الأسواق التراثية في سلطنة عمان، حيث سلك المشاركون مسار الوادي الأبيض بمحاذاة بساتين منطقة دارس، باتجاه حارة السويق التي تعد من الحارات العريقة والأثرية والتاريخية، التي كانت تكتظ بالكثافة السكانية من خلال تنوع البناء التي بعض منها تصل ارتفاع البيوت بين طابق وطابقين إلى ثلاثة طوابق، كذلك تفرع الأزقة والتقسيمات بها، مرورًا بمدخلها الرئيسي الذي يحوي عدة عقود ومرابط للحراس لمراقبة الحارة وبرجها الأثري الذي يقع عند مدخل الحارة والذي يعد الحصن الحصين لمراقبة الحارة وعينها التي لا تنام، بعد ذلك واصل المسير إلى حصن بيت سليط، وهو حصن يتكون بناؤه من ثلاثة طوابق ويحيط به سور منيع وبرجان وتطل عليه البساتين من جميع الجهات ويجاوره فلج دارس، ويشكل مرصدًا قويًا، وكان يسيطر على جميع الطرق المؤدية إلى نزوى من الجهة الشمالية ويكشف المنطقة المجاورة كلها، كما أنه يسيطر سيطرة كاملة على فلج دارس.
ثم إلى حارة المدة التي تُعد امتدادًا لتاريخ طويل من الحضارة العمانية القديمة وتتميز ببيوتها الأثرية، كما أنها محصنة بأربعة مداخل كل مدخل يسمى "الصباح" حيث ازدهرت الحارة قديمًا بحركة تجارية نشطة من خلال سوقها الشعبي القديم، ومرّ المشاركون بمحاذاة مسار فلج دارس وهو من أكبر الأفلاج في سلطنة عمان، وجرى إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي، ثم الاتجاه نحو منطقة الغنتق وفلجها الشهير إذ تشكل هذه المنطقة واحة خضراء في وسط ولاية نزوى، ثم المرور بمنطقة خراسين ومساجدها الأثرية، والدخول إلى حارة العقر من جهة صباح الشجبي، التي تعد من الحارات الأثرية القديمة، حيث البيوت الطينية المصطفة على امتداد طويل مترابطة والتعرّف على مساجدها التاريخية كمسجد الشواذنة الذي بُني في السنة الثامنة للهجرة بجانب مسجد الفرض ومسجد مزارعة حيث يعود تاريخ حارة العقر إلى 4 آلاف سنة، ثم المرور بامتداد سور العقر الأثري أحد الأسوار العريقة، والذي يعد تحفة معمارية نادرة له خصوصياته ومميزاته الهندسية التي ينفرد بها عن بقية الأسوار الموجودة، ثم الوصول لقلعة نزوى نقطة نهاية المسير في بستان القلعة.
وقال خلفان بن حمد الزيدي رئيس مجلس إدارة نادي نزوى المشرف على المسير: "سعدنا بتنظيم هذا المسير السياحي، الذي أزدان بالمشاركة الواسعة من مختلف الفئات، كما شهد المسير مشاركة 67 من فرق المشي والمغامرات وجمعيات المرأة العمانية والمجتمع المدني والفرق الأهلية في الأندية الرياضية، حيث سار المسير حسب المخطط له، ولم يتم تسجيل أي عوارض صحية، وأشيد بكل من كان له دور في تنظيم وإدارة هذا المسير، وسيكون ملتقانا القادم بإذن الله تعالى في مسير نزوى السياحي الثاني الذي نأمل أن يقام في شهر نوفمبر من هذا العام 2025م تزامنًا مع احتفالات سلطنة عمان بعيدها الوطني الخامس والخمسين المجيد".
وهدف المسير إلى إبراز التراث العريق والمقومات السياحية التي تزخر بها الولاية، إذ أتاح للمشاركين فرصة استكشاف المعالم البارزة مثل حصن بيت سليط، وسوق المدة القديم، ووادي كلبوه، وأفلاج دارس والغنتق وضوت ومزارعها وسور العقر وميدان نزوى، وغيرها من المواقع ذات الأهمية السياحية والثقافية ليكون حدثًا رياضيًا اجتماعيًا يسهم في تعزيز الروابط بين المشاركين؛ كما شملت الفعالية استراحات في وادي كلبوه تحت أشجار الغاف والسدر وتقديم عرض تعريفي بالمواقع والحارات التي سيمر عليها المسار، بما يعزز من معرفة المشاركين بالتراث الغني الذي تتميز به الولاية.