لوبوان: هل يجب أن نأخذ تهديدات بوتين النووية على محمل الجد؟
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
تساءلت مجلة لوبوان هل إثارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين التهديد النووي بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية على أوكرانيا، مجرد لعبة خداع أم أن على العالم أن يأخذ ذلك على محمل الجد؟، مشيرة إلى أنه، في كل الأحوال، يمثل مرحلة جديدة في تصعيد المواجهة بين روسيا من جهة وأوكرانيا وحلفائها الغربيين من جهة أخرى.
وذكرت المجلة -في عمود جيرار أرو- بأن المسؤولية في هذا الصراع كله تقع على روسيا التي أطلقت "العملية العسكرية الخاصة" في الأصل، معتقدة أنها ستنشئ في غضون أيام قليلة، نظاما مواليا لروسيا في كييف، ولكن مقاومة الشعب الأوكراني أحبطت هذه الخطة وأجبرت بوتين على التخلي عنها والانتقال إلى هجوم عسكري واسع النطاق.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوباريزيان: نقاش متوتر حول غزة بين رئيسي وزراء فرنسيين سابقينlist 2 of 2تايمز: رفض الحريديم التجنيد ينذر بإحداث شرخ في الحكومة الإسرائيليةend of listوقال الكاتب إن قيام المسؤول عن هجوم بهذه الوحشية باتهام أنصار الضحية بالتصعيد فيه كثير من الجرأة، وذكر بأن إطلاق الأوكرانيين صواريخ غربية متوسطة المدى على أهداف عسكرية في روسيا ليس سوى رد فعل على تصعيد لا لبس فيه، وليس هو الذي أدخل الكوريين الشماليين إلى الصراع.
وبطريقة ما -يقول أرو- فإن الدول الغربية هي التي قدمت لبوتين العصا، لأنها حظرت على نفسها تقديم أسلحة معينة إلى أوكرانيا ثم قدمتها في النهاية، وبالتالي خلقت انطباعا بوجود تصعيد من جانبها، ومن الواضح أن الروس استغلوا ذلك فقدموا المدافعين عن أوكرانيا كمعتدين، ثم حاولوا إقناع الأميركيين والأوروبيين بأن حكومتهم تقودهم خطوة بخطوة نحو الحرب العالمية الثالثة.
وفي هذا الصدد، استمر بوتين في إثارة التهديد النووي عامين تقريبا، والآن تأتي مراجعة العقيدة النووية الروسية وإطلاق الصواريخ كأحدث مظاهر ذلك التهديد، خاصة أن التلفزيون الروسي قدم سيناريوهات لضربات نووية ضخمة على لندن وواشنطن في شبه جنون قومي.
التهديد بحرب عالمية ثالثة
وأشار الكاتب إلى أن مصلحة بوتين في المستقبل القريب، تتمثل في انتظار دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لأنه، في الغالب، سيرغب في بدء المفاوضات من وراء ظهر الأوكرانيين والأوروبيين، ويأمل منه بوتين أن يقدم تنازلات جوهرية قريبة مما قدم لطالبان والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
ولا شك لدى الكاتب في أن تغريدة دونالد ترامب الابن التي رأى فيها أن قرار الرئيس جو بايدن بالسماح بإطلاق الصواريخ الأميركية على الأراضي الروسية، يشكل تهديدا باندلاع حرب عالمية ثالثة، سوف تشجع بوتين، لأن إطلاق الأوكرانيين هذه الصواريخ سوف يثير مخاوف أمثال ترامب والمستشار الألماني أولاف شولتس الذين يأخذون تهديدات بوتين على محمل الجد.
ونصح كاتب العمود، الذي يراهن على أن موسكو سوف تضاعف التحذيرات المروعة بشكل أو بآخر في ضوء المفاوضات المأمولة والانتخابات الألمانية، بأن تظهر أوروبا أنها الأكثر تعنتا والأقوى والأكثر تصميما.
وتساءل الكاتب هل ينبغي لنا أن نستبعد استخدام الأسلحة النووية إذا فشلت المفاوضات، أم أن بوتين يخادع فقط؟
وأوضح أن الحرب في أوكرانيا تشكل أهمية وجودية لنظام بوتين وهو لا يستطيع تحمل خسارتها، كما أن الرئيس الروسي أظهر استعداده لخوض مجازفات قد يعتبرها آخرون مفرطة كما فعل في سوريا وجورجيا وأوكرانيا، وبعبارة أخرى، فإن بوتين يتمتع بما يسميه الإستراتيجيون الأميركيون "هيمنة التصعيد"، وهي قدرة موثوقة على ضرب عدوه دائما بقوة أكبر.
وخلص الكاتب إلى أن على الأوروبيين ألا ينخرطوا حاليا في التصعيد في مواجهة بوتين، خصوصا أن الروس يستعدون الآن للتفاوض مع محاور ينتظرون منه الكثير، وبالتالي ليست لديهم مصلحة في التصعيد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هل بوتين مستعد لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
يبدي بوتين استعداداً لوقف إطلاق النار في أوكرانيا تجاوباً مع المبادرة الأمريكية لكن، وفق "بعض الفروق الدقيقة"، والتي يترجمها الخبراء بأنها جوهرية لدرجة قد تفسد أي أمل في تحقيق هدنة الـ30 يوماً المنشودة.
وبحسب المحللين، فإن فروق بوتين الدقيقة المطروحة على الطاولة قبل أي موافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، كانت ترواده طوال الحرب، وقبل ذلك، وستكشف الأيام المقبلة كيف أن معظمها غير مقبول بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها الغربيين، وفق تقرير لـبي بي سي.
رد بوتين في بداية الأمر بإيجابية على المبادرة الأمريكية المطروحة من قبل الرئيس دونالد ترامب، قائلاً في لقاء صحافي، "نحن نتفق مع مقترحات وقف الأعمال العدائية"، ثم أضاف: "يجب أن يكون هذا الوقف كافياً لإحلال سلام دائم والقضاء على الأسباب الجذرية لهذه الأزمة".
وبينما لا أحد يختلف على ضرورة تحقيق السلام الدائم بين البلدين، تبقى المعضلة في رؤية الرئيس الروسي للأسباب الجذرية القائمة على رغبة أوكرانيا في الوجود كدولة ذات سيادة، بعيداً عن فلك روسيا. إضافة لإصرارها على الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، تنفيذاً لبنود الدستور.
ولطالما شكّك ترامب بالفعل في عضوية الناتو، لكن بوتين رفض مراراً وتكراراً فكرة أوكرانيا كدولة من الأصل، وهذا يُشكّل أساساً للعديد من التفاصيل الدقيقة التي رسمها.
ويرغب بوتين في حقيقة الأمر، بمنع أوكرانيا من تعزيز جيشها، وتجديد مخزونها من الأسلحة، حتى لا تكون هناك شحنات أسلحة من الغرب، ويريد بالضرورة أن يعرف من سيضمن تحقق تطلعاته تلك.
وبينما تعليّ روسيا سقف مطالبها، يطرح البعض سؤالاً محقاً عن مدى استعدادها لوقف إعادة تسليح أو تعبئة قواتها، أو تقديم أية تنازلات على أرض الواقع.
ويرى الخبراء، أن بوتين غير جاد في فكرة قبول وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً لأنها من وجهة نظره ستحرم روسيا من تفوقها، وقد تمكن الأوكرانيين من إعادة تنظيم صفوفهم، وتسليح أنفسهم.
ولنفي حدوث أمر كهذا تساءل بوتين على الملأ عن "الضمانات الممكنة لمنع السماح بحدوث شيء من هذا القبيل؟"، وحتى الآن، لم تُعرض أي آلية لضمان صمود شروط أي وقف لإطلاق النار.
وعلى الرغم من أن 15 دولة غربية عرضت مبدئياً إرسال قوات حفظ سلام، إلا أنها لن تأتي إلا في حال التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، وليس وقف إطلاق نار.
تفوق روسيويقول الخبراء، قد لا تسمح روسيا بهذا الترتيب على أي حال، بالنظر إلى كل هذه "الفروق الدقيقة"، المطروحة من قبل بوتين المتشكك في كيفية استفادة روسيا من وقف إطلاق النار، خاصةً في ظلّ تفوق قواته، واستناد نظرته بالكامل إلى "تطورات الوضع على الأرض".
وكان من المقرر أن يلتقي بوتين بمبعوث ترامب ستيف ويتكوف في وقت متأخر من يوم الخميس، لكن لم تُكشف أي تفاصيل، وأشارت تقارير روسية إلى أن ويتكوف غادر موسكو في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة.
وبحسب التقارير، ستكون المحادثة الحاسمة والأهم لبوتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال بوتين: "أعتقد أننا بحاجة إلى التحدث مع زملائنا الأمريكيين... ربما إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس ترامب ومناقشة هذا الأمر معه".
ويهدف بوتين من خلال تلك المكالمة المؤجلة إلى توضيح موقفه، برسالة مفادها أن الطريق إلى وقف إطلاق النار مليء بشروط يكاد يكون من المستحيل تلبيتها.