تساءلت مجلة لوبوان هل إثارة الرئيس الروسي فلادمير بوتين التهديد النووي بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية على أوكرانيا، مجرد لعبة خداع أم أن على العالم أن يأخذ ذلك على محمل الجد؟، مشيرة إلى أنه، في كل الأحوال، يمثل مرحلة جديدة في تصعيد المواجهة بين روسيا من جهة وأوكرانيا وحلفائها الغربيين من جهة أخرى.

وذكرت المجلة -في عمود جيرار أرو- بأن المسؤولية في هذا الصراع كله تقع على روسيا التي أطلقت "العملية العسكرية الخاصة" في الأصل، معتقدة أنها ستنشئ في غضون أيام قليلة، نظاما مواليا لروسيا في كييف، ولكن مقاومة الشعب الأوكراني أحبطت هذه الخطة وأجبرت بوتين على التخلي عنها والانتقال إلى هجوم عسكري واسع النطاق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوباريزيان: نقاش متوتر حول غزة بين رئيسي وزراء فرنسيين سابقينlist 2 of 2تايمز: رفض الحريديم التجنيد ينذر بإحداث شرخ في الحكومة الإسرائيليةend of list

وقال الكاتب إن قيام المسؤول عن هجوم بهذه الوحشية باتهام أنصار الضحية بالتصعيد فيه كثير من الجرأة، وذكر بأن إطلاق الأوكرانيين صواريخ غربية متوسطة المدى على أهداف عسكرية في روسيا ليس سوى رد فعل على تصعيد لا لبس فيه، وليس هو الذي أدخل الكوريين الشماليين إلى الصراع.

وبطريقة ما -يقول أرو- فإن الدول الغربية هي التي قدمت لبوتين العصا، لأنها حظرت على نفسها تقديم أسلحة معينة إلى أوكرانيا ثم قدمتها في النهاية، وبالتالي خلقت انطباعا بوجود تصعيد من جانبها، ومن الواضح أن الروس استغلوا ذلك فقدموا المدافعين عن أوكرانيا كمعتدين، ثم حاولوا إقناع الأميركيين والأوروبيين بأن حكومتهم تقودهم خطوة بخطوة نحو الحرب العالمية الثالثة.

وفي هذا الصدد، استمر بوتين في إثارة التهديد النووي عامين تقريبا، والآن تأتي مراجعة العقيدة النووية الروسية وإطلاق الصواريخ كأحدث مظاهر ذلك التهديد، خاصة أن التلفزيون الروسي قدم سيناريوهات لضربات نووية ضخمة على لندن وواشنطن في شبه جنون قومي.

التهديد بحرب عالمية ثالثة

وأشار الكاتب إلى أن مصلحة بوتين في المستقبل القريب، تتمثل في انتظار دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لأنه، في الغالب، سيرغب في بدء المفاوضات من وراء ظهر الأوكرانيين والأوروبيين، ويأمل منه بوتين أن يقدم تنازلات جوهرية قريبة مما قدم لطالبان والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

ولا شك لدى الكاتب في أن تغريدة دونالد ترامب الابن التي رأى فيها أن قرار الرئيس جو بايدن بالسماح بإطلاق الصواريخ الأميركية على الأراضي الروسية، يشكل تهديدا باندلاع حرب عالمية ثالثة، سوف تشجع بوتين، لأن إطلاق الأوكرانيين هذه الصواريخ سوف يثير مخاوف أمثال ترامب والمستشار الألماني أولاف شولتس الذين يأخذون تهديدات بوتين على محمل الجد.

بوتين وقع قبل أيام على ما سماه "عقيدة روسيا النووية الجديدة" (الفرنسية)

ونصح كاتب العمود، الذي يراهن على أن موسكو سوف تضاعف التحذيرات المروعة بشكل أو بآخر في ضوء المفاوضات المأمولة والانتخابات الألمانية، بأن تظهر أوروبا أنها الأكثر تعنتا والأقوى والأكثر تصميما.

وتساءل الكاتب هل ينبغي لنا أن نستبعد استخدام الأسلحة النووية إذا فشلت المفاوضات، أم أن بوتين يخادع فقط؟

وأوضح أن الحرب في أوكرانيا تشكل أهمية وجودية لنظام بوتين وهو لا يستطيع تحمل خسارتها، كما أن الرئيس الروسي أظهر استعداده لخوض مجازفات قد يعتبرها آخرون مفرطة كما فعل في سوريا وجورجيا وأوكرانيا، وبعبارة أخرى، فإن بوتين يتمتع بما يسميه الإستراتيجيون الأميركيون "هيمنة التصعيد"، وهي قدرة موثوقة على ضرب عدوه دائما بقوة أكبر.

وخلص الكاتب إلى أن على الأوروبيين ألا ينخرطوا حاليا في التصعيد في مواجهة بوتين، خصوصا أن الروس يستعدون الآن للتفاوض مع محاور ينتظرون منه الكثير، وبالتالي ليست لديهم مصلحة في التصعيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

رسالة من بوتين إلى ترامب بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا

أكد الكرملين، اليوم الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث رسالة خاصة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، تتعلق بمقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مشيرا إلى وجود "تفاؤل حذر" بشأن التوصل إلى اتفاق، رغم استمرار الخلافات حول بعض القضايا الجوهرية.

وجاءت هذه التصريحات بعد اجتماع مطوّل عقده بوتين مع المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف في موسكو، حيث ناقشا مقترح ترامب لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، وهو المقترح الذي وافقت عليه كييف خلال المحادثات التي جرت في المملكة العربية السعودية في 11 مارس/آذار الجاري.

وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن هناك "أسبابا تدعو إلى التفاؤل الحذر. لقد سمعتم التصريح المهم الذي أدلى به الرئيس بوتين أمس، حيث أكد تأييده لموقف الرئيس ترامب بشأن التسوية، لكنه في الوقت ذاته طرح بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات مشتركة".

وأضاف بيسكوف أن بوتين نقل عبر ويتكوف "إشارات" إلى ترامب حول الموقف الروسي من وقف إطلاق النار، وتلقى بالمقابل معلومات حول تفكير الإدارة الأميركية بشأن أوكرانيا.

شروط موسكو

وفي حين أعرب بوتين عن دعمه لفكرة التهدئة، فإنه شدد على ضرورة معالجة عدة قضايا قبل تنفيذ أي اتفاق، من بينها، وضع القوات الأوكرانية التي نفذت عمليات عسكرية في منطقة كورسك الروسية، وآليات مراقبة وقف إطلاق النار لضمان امتثال الجانبين، وتصرفات كييف خلال فترة التهدئة وما إذا كانت ستستغلها لإعادة التسلح أو التحضير لهجمات جديدة.

إعلان

ومن جهته، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن موسكو قد تسعى إلى عرقلة الهدنة عبر فرض شروط تعجيزية، معتبرا أن روسيا تستعد لرفض الاتفاق بشكل غير مباشر. وقال زيلينسكي في تصريح صحفي "بوتين يريد فرض شروط مسبقة تجعل تنفيذ الهدنة مستحيلا، بينما يستعد لمواصلة الهجوم على أوكرانيا".

عقوبات أميركية جديدة

وتزامنا مع المحادثات الجارية حول وقف إطلاق النار، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على موسكو، شملت حظر عدد من البنوك الروسية الكبرى وشركات الطاقة من الوصول إلى أنظمة الدفع الأميركية، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط الاقتصادي على الكرملين.

وذكرت مصادر استخباراتية أميركية أن بوتين لا يزال يطمح إلى السيطرة الكاملة على أوكرانيا، مشيرة إلى أن الكرملين يعتبر ترامب شخصية يسهل التلاعب بها، وهو ما يثير قلق الدوائر الأمنية في واشنطن.

ورغم ذلك، أكد الكرملين أن بوتين وافق على إجراء مكالمة مباشرة مع ترامب في المستقبل لبحث تفاصيل التسوية، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض حول موعد الاتصال المحتمل.

مقالات مشابهة

  • نائب الرئيس الأمريكي يتفاجأ بتصريحات بولندا حول نشر الأسلحة النووية في أوروبا الشرقية
  • بانتظار مكالمة بينهما.. بوتين يبعث رسالة لترامب بشأن هدنة أوكرانيا
  • رسالة من بوتين إلى ترامب بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • ترامب: سأتحدث مع "بوتين" حول مقترح وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • بوتين ولوكاشينكو يوقعان على اتفاقية بشأن الحماية المتبادلة لمواطني روسيا وبيلاروسيا
  • روسيا توافق على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • البرلمان الأوروبي: روسيا التهديد الأكثر أهمية للاتحاد
  • روبيو: أميركا ستتواصل مع روسيا بشأن أوكرانيا
  • الرئيس الايراني مخاطباً ترامب: لا تفاوض تحت التهديد وافعل ما شئت
  • لوبوان: هذا ما كان يعتقده الفرنسيون قبل الحرب العالمية الثانية