مستقبل سياسي على المحك.. نتنياهو بين الضغوط الدولية والمحاكمات الداخلية
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة على الصعيدين الداخلي والدولي، بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، في وقت ينتظره فيه موعد قضائي قريب يتعلق بقضايا فساد متراكمة.
مذكرة اعتقال دولية ومحاكمات فساد
هذه التطورات قد تُعيد رسم المشهد السياسي في إسرائيل، وتُلقي بظلالها على قرارات الحرب في غزة ولبنان، في ظل تحديات متعددة تهدد مستقبل نتنياهو السياسي.
مع إصدار مذكرة الاعتقال الدولية، أصبح نتنياهو مقيدًا في تحركاته الخارجية، مما يُضعف موقفه الدولي ويُصعّب عليه الحفاظ على شبكة دعم قوية من حلفائه التقليديين.
ورغم ذلك، حظي نتنياهو بدعم واسع من الأحزاب الإسرائيلية الداخلية، التي ترى في مواجهة المذكرة الدولية فرصة لتوحيد الصف الداخلي على المدى القصير.
و من المنتظر أن يمثل نتنياهو أمام القضاء في 2 ديسمبر المقبل في قضايا فساد فشلت محاولاته السابقة لتأجيلها، مما يجعله في موقف حرج.
و يرى المحلل السياسي ميلر أن هذه المحاكمة قد تكون نقطة تحول في حياة نتنياهو السياسية، خاصة في ظل الدعوات المتزايدة لتشكيل لجنة تحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر، ورغم ذلك، تعاني المعارضة الإسرائيلية من ضعف واضح يجعلها غير قادرة على استغلال هذه الأزمة لإضعاف نتنياهو بشكل حاسم.
الحرب في غزة ولبنانتثير الأزمات القانونية والسياسية التي تحاصر نتنياهو تساؤلات حول تأثيرها على قراراته العسكرية. يرى محللون أن استمرار الحرب في غزة ولبنان قد يكون وسيلة لصرف الأنظار عن أزماته الشخصية.
وعلى الجانب الأخر، يواجه نتنياهو تحديًا يتمثل في الحاجة إلى تهدئة الجبهة اللبنانية لضمان التركيز على غزة، خاصة في ظل الضغوط الداخلية لإنهاء الحرب.
هذا وتعكس قراراته الأخيرة، مثل تعيين وزير دفاع ضعيف نسبيًا كإسرائيل كاتس، محاولته تعزيز سيطرته على القرارات الأمنية، لكنه يدرك أن إطالة أمد الحرب ليست خيارًا دائمًا.
رهان على المتغيرات الدوليةيرى ميلر أن نتنياهو يواجه سيناريوهات غير مسبوقة، في ظل تزايد التحديات القانونية والسياسية، ويراهن على تغيرات دولية، مثل عودة ترامب للرئاسة الأميركية، لشراء الوقت وتحقيق مكاسب سياسية قد تساعده على تجاوز أزماته الحالية.
نهاية قريبة أم بداية جديدة؟مع تصاعد الضغوط من الداخل والخارج، يقف نتنياهو عند مفترق طرق. فهل سيتمكن من تجاوز هذه الأزمات التي تهدد مستقبله السياسي، أم أنها ستنهي مسيرته الطويلة في عالم السياسة؟
الأيام القادمة قد تحمل إجابات حاسمة لمصير واحد من أكثر الشخصيات الإسرائيلية إثارةً للجدل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استمرار الحرب الأحزاب الإسرائيلية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب في غزة الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية رئيس الوزراء الإسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عودة ترامب للرئاسة غزة ولبنان عودة ترامب محكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال دولية
إقرأ أيضاً:
أزمات متفاقمة: كيف تؤثر الضغوط الاقتصادية والأمنية على مستقبل الاحتلال الصهيوني؟
يمانيون../
ما يزالُ اقتصادُ العدوّ الإسرائيلي يتكبَّدُ الخسائرَ المتواصلةَ على كُـلّ المستويات، حَيثُ تعمِّقُ ضرباتُ المقاومة الإسلامية في لبنان جراحاتِ العدوّ الاقتصادية؛ بسَببِ الضربات المكثّـفة التي تطال غالبية المدن الفلسطينية المحتلّة، من بينها “تل أبيب” ومدن حيوية أُخرى.
وفي جديد المعاناة الاقتصادية التي يواجهها العدوّ الصهيوني، ذكرت وكالة بلومبرغ تقريرًا سلَّطت فيه الضوء على أزمة النقل الجوي التي يعاني منها العدوّ الصهيوني بفعل عزوف كبريات الشركات الأمريكية والأُورُوبية عن تسيير الرحلات من وإلى فلسطين المحتلّة، جراء التهديدات الكبرى التي تطال العدوّ الصهيوني، وخُصُوصًا الاستهدافات المتكرّرة للمطارات من قبل حزب الله، وَأَيْـضًا الضربات الأُخرى التي تنفذها المقاومة العراقية، وفي مرتَينِ القوات المسلحة اليمنية.
وقالت بلومبرغ: إن “إسرائيل تواجه عزلة تجارية مع استمرار تعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها وتوقف الرحلات المباشرة منذ شهور بين تل أبيب وعشرات المدن العالمية الكبرى مثل واشنطن وسان فرانسيسكو وتورنتو وهونغ كونغ ونيودلهي. وتسبب ذلك في الحد من الاجتماعات التجارية، كما أثر سلبا على الشحن الجوي للبضائع”.
وأضافت إنه “من بين 20 شركة طيران كانت تسيطر على سوق الطيران الإسرائيلية قبل الحرب على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أُكتوبر الفائت، توقف الطيران تمامًا لمعظم الشركات الأجنبية ولم يتبق إلا بعض الشركات الإسرائيلية التي تعمل في مطار بن غوريون المهجور”، في إشارة إلى حجم الحصار الجوي الذي يواجهه العدوّ الصهيوني.
وعن الأضرار التي يعاني منها العدوّ الصهيوني في هذا السياق، ذكرات بلومبرغ أن هناك زيادةً كبيرةً في أسعار تذاكر الرحلات الجوية بنسبة من 50 % إلى 400 %، وهذا بدوره عطل تمامًا السياحة الواردة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وخفف وتيرة شحن البضائع جوًّا؛ ما تسبب في تفاقم الأزمة التجارية التي زادت مسبقًا بفعل الحصار اليمني البحري المفروض على كيان العدوّ، والذي تسبب في شلل شبه تام لحركة الصادرات والواردات.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن تكاليف الشحن الجوي تضاعفت بنسبة تربو على 250 %؛ مما تسبب في التأثير تأثيرا كَبيرًا على مستوى الأسعار، وفاقم مشكلة التضخم.
وتجدر الإشارة إلى أن كبريات الشركات الأمريكية والأُورُوبية علقت رحلاتها إلى فلسطين المحتلّة لأشهر طويلة؛ وهو ما زاد المخاوف التي كانت تنتاب قطاعات الاستثمار والتجارة؛ ما تسبب في زيادة وتيرة عزوف أصحاب رؤوس الأموال، فيما زادت أَيْـضًا أرقام الهجرة العكسية؛ بفعل مخاوف عدم السفر في الفترات المقبلة جراء تصاعد التهديدات التي تحيط بالعدوّ الصهيوني من جوانب متعددة.
وفي سياق الأزمات التي يعاني منها العدوّ الصهيوني ذكرت وسائل إعلام صهيونية، أن الأزمة الحاصلة في قطاع العقارات تتضاعف يومًا تلو الآخر، في إشارة إلى أن تأثير العمليات المتصاعدة ضد العدوّ الصهيوني تفاقم الأزمات في هذا القطاع وباقي القطاعات الأُخرى.
ولفتت إلى أن الأزمة في قطاع العقارات انعكست بشكل مباشر على القطاع المصرفي في عمق كيان الاحتلال الصهيوني.
وأوضحت أن الأزمة التي ضربت قطاع العقارات انعكست على القطاع المصرفي؛ مما دفع “بنك إسرائيل المركزي” إلى تحذير المصارف من التوسع في تمويل القطاع العقاري.
يشار إلى أن العدوّ الصهيوني يواجه العديد من الازمات الاقتصادية التي أَدَّت إلى تراجع تصنيفه الائتماني من قبل الوكالات العالمية المعتمدة؛ ما أَدَّى إلى تراجع الاستثمارات بنسبة تجاوزت 60 %، فضلًا عن تراجع أداء كُـلّ القطاعات الحيوية والاقتصادية التي كانت تعود على العدوّ الصهيوني بمليارات الدولارات؛ وهو الأمر الذي فاقم نسبة العجز في الموازنة، وأجبر العدوّ على اللجوء للزيادات الضريبية والجمركية، وهذا بدوره فاقم هجرة الاستثمارات، وهجرة المستوطنين.