سودانايل:
2024-12-30@20:29:57 GMT

دعم اليسار للإخوان – وقود استمرار الحرب

تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT

الحرب التي أشعلها فلول النظام البائد ضد قوات الدعم السريع، كشفت عن المحطة الأخيرة التي وصلت اليها الأحزاب السودانية يمينها ويسارها، في الاستهبال والانتهازية والمركزية، وفضحت زيف هذه الأحزاب الرافعة للأعلام والشعارات المطالبة برد الظلم وإقامة العدل، سواء عن طريق تطبيق (الشريعة الإسلامية) أو انصاف الكادحين بتبني الانحياز لطبقة البوليتارية، وما ظل يقول به الضليعون في الشأن السياسي السوداني، من أن الهرم الفوقي لجميع الأحزاب متجانس مع بعضه ومتوافق، ومتبادل لأدوار تمثيلية حكومة - معارضة - انقلاب عسكري ملفوظ ظاهرياً، لكنه مدعوم سرياً، مثلما قال مهندس حرب أبريل علي كرتي عن المرحوم زعيم حزب الأمة، أيام سطوة حزب المؤتمر الوطني – الاخوان المسلمين، وقتها قال كرتي أن أمثال المرحوم حفيد المهدي كانوا يأتونهم ليلاً لأخذ (علوق شدتهم)، ثم يلعنونهم في صباح اليوم التالي، وكانت العلاقة بين حزب الأمة والجبهة الإسلامية – الاخوان، معلومة لكل السودانيين، إلّا الذين في عيونهم رمد وبقلوبهم مرض، فقد نشأت جبهة الميثاق الإسلامي – الاخوان، تحت كنف زعيم الأنصار عبر المصاهرة التي جمعت عدد من رموز الحزبين، وعلى رأسهم شيخ الاخوان وإمامهم، إلى هنا هذه العلاقة (مبلوعة)، لكن ما لم يكن متوقعاً هو اصطفاف اليسار – شيوعيين وبعثيين مع كتائب البراء بن مالك الإخوانية، والصدمة الأكبر أن ينتحر جهابذة اليسار من أمثال الدكتورين عبد الله علي إبراهيم ومحمد جلال هاشم ورفيقهما الواثق وآخرون، على تخوم المعركة التي أشعلها فلول نظام الاخوان البائد، أي أن التمثيلية الأخيرة في عرضها الختامي جمعت علي كرتي ومحمد جلال هاشم في فريق واحد، وبذا أضاءت الحرب عن الدهليز المظلم الذي كان يجتمع داخله الترابي ونقد والصادق ومدثر.


المحصلة النهائية هي الحرب، والسودانيون مصدومون، بانقشاع الحقيقة، التي كانت مخبأة خلف عدسة الكاميرا (الحفية)، فالكل عاش حقب كثيرة آمن فيها بالوطن الواحد، ووثق في النخبة التي ما بخلت فأنشدت: يا منقو قل لا عاش من يفصلنا، لكن وللأسف، نفس اليساريين الذين تبنى شعراؤهم الأهازيج الوطنية الوحدوية الصادقة، انزلقوا نحو الاصطفاف مع الاخوان الذين أذاقوهم مر العذاب، وجرّعوهم السم الزعاف، فاجتمعت الأضداد، واختلط الزيت بالماء، مخالفاً لجميع قوانين الكيمياء، هذا الخليط المدهش أورثنا وطناً ممزقاً، عبر مسلسل المهزلة السياسية الفوضوية التي استمرت سبعة عقود، ساقت الدولة لحتفها، والمنظرون اليساريون واليمينيون يهربون من فيل المشكلة الوطنية، ليطعنوا ظله، فكما تساءل قائد التحرير في خطابه الشهير (ما دمتم جميعكم لا تريدون اتفاق الإطار لم أشعلتم الحرب؟)، وبعد أن أوشكت الحرب على بلوغ عامها الثاني، ما زالت الزيجة الجامعة للإخوان والشيوعيين والبعثيين وأحزاب الأمة والاتحادي، تخاتل وتخادع، وتعد الناس بأن حملها سيضع مولوداً يحيل الأرض الى مروج وحدائق غناء، ويطرد (الأشرار) من أرض (الأطهار)، وما يزال الحلم طفل يحبو، وما فتئ تحالف (الكفر والإيمان) يمني الشعب بقرب حسم المعركة، التي أخرجت رأس الحيّة ولأول مرة من جحره وحصنه الحصين، وقذفت به خارج أسوار الحاضرة، إنّ التضاد لا ينتج محصلة منطقية، وغالباً ما يجئ بمولود شائه لا يقوى على الوقوف على قدمين، كما هو حاصل الآن من نهايات مؤسفة لسباق طويل السنين، انتهى بفناء الجميع، وضياعهم وهم هائمين على وجوههم في بلدان بعيدة حدودها خط الأفق، فحينما ترى شيوخ في خريف العمر يتوعدون الناس بطول أمد الحرب، تأكد أن الفاجعة أعظم من أن يتحملها القلب.
أخيراً اصطدمت النظرية المترفة لأحزاب المركز بالانحياز الجهوي، وباح الكبار بما كان مسكوت عنه، ومكنون في الصدور، وباركوا خيار الانقسام، لعل هذا الانشطار يضع حدوداً للقادمين من وراء السهول والغابات، أين ذهب المشروع الوطني الوحدوي القومي؟ لقد ذهب تحت أقدام الداعمين لعروض مسرحية الرجل الواحد، التي تماهى ممثلوها مع عصا الجبروت القائل: لا أريكم إلّا ما أرى، فالشخصية السودانية وخصائصها الذاتية لعبت الدور الأكبر فيما نحن فيه من حرب ضروس، هذه الخصائص في حقيقتها مناقص، أهمها التساهل في الشأن الوطني، وترك المسئولية الفردية لرائد الجماعة، والاتكالية في عمومها، كلها أدت لتراكم الدين (بفتح الدال) الواقع على الفرد والمجتمع، الدين الذي تعاظم فانفجر حرباً لا تبقي ولا تذر، الأمر الذي دفع من هم على مشهد ديوان الحكم، ليمارسوا لعبة تبادل الكراسي بين اليسار الخبيث واليمين المفسد لمؤسسات الحكم، في سبيل ضمان استمرار دوران الدورة الخبيثة لترسيخ أساب الملك العضوض، فلو أن اليسار السوداني الطوباوي استمسك بعناده المعلوم، ولم يهادن، لكان اليوم ليس هو يوم الحرب الكارثية، التي أكلت الأخضر واليابس، والتي ما زالت ألسنة لهبها تلتهم الجميع دونما فرز أو تمييز، إن عارنا الوطني الكبير الذي لحق بأيقونات اليسار التي هتفت بميدان اعتصام القيادة، ووعدت بتفكيك طوبة السودان بكل حسن للنيّة، وهي تعني إعادة بناءه مرة أخرى، الآن تنكص هذه الأيقونات عن التفكيك الإيجابي المستأصل لسرطان الإخوان، التفكيك المؤسس للوطن الجديد، فشنت حملات إعلامية مضللة وصارخة ضد التفكيك الذي يجريه قائد التحرير الآن، إنّ ما فعلته هذه الأيقونات يعتبر ردة فكرية، لا تفسير لها سوى أن اليمين واليسار لا يريدان تغييراً جذرياً، بأياد غير أياديهما، وأخيراً لا عزاء للوطن الجريح ولا بواكي على المواطن الذي تذروه الريح.

إسماعيل عبد الله

ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

وقود السيارات.. أسعار البنزين والسولار اليوم 28 ديسمبر 2024

أسعار البنزين والسولار .. استقرت أسعار البنزين والسولار، صباح اليوم السبت 28 ديسمبر 2024، وفقاً للجنة التسعير التلقائي، ويبحث الكثير من مالكي السيارات والمركبات عن أسعار البنزين والسولار اليوم.

أسعار البنزين والسولار اليوم 28 ديسمبر 2024

وتوفر «الأسبوع»، لزوارها ومتابعيها كل ما يخص سعر البنزين والسولار، وذلك من خلال خدمة إخبارية شاملة يقدمها الموقع على مدار اليوم من هنــــــــــا.

أسعار البنزين والسولار اليوم السبت

- سجل سعر لتر بنزين 80 نحو 13.75 جنيه.

- سجل سعر لتر بنزين 92 نحو 15.25 جنيه.

- سجل سعر لتر بنزين 95 نحو 17 جنيه.

سعر البنزين أسعار السولار اليوم السبت

- بلغ سعر لتر السولار نحو 13.30 جنيه.

- بلغ سعر الكيروسين نحو 13.50 جنيه.

- بلغ سعر غاز السيارات نحو 7 جنيه.

- بلغ سعر الغاز الصب نحو 12 ألف جنيه للطن.

سعر السولار - سعر البنزين سعر المازوت الصناعي

واستقر سعر المازوت الصناعي عند 9500 جنيه للطن.

أسعار أسطوانة الغاز

الغاز التجاري: سجلت أسطوانة الغاز التجارية سعر 200 جنيه.

الغاز المنزلي: بلغ سعر الأسطوانة المنزلية 150 جنيهًا.

سعر السولار والبنزين سعر الغاز الطبيعي 2024

- بلغ سعر متر مكعب الغاز الطبيعي نحو 3 جنيه بدلاً من 2.60 جنيه، للأسر التي تستهلك حتي 30 متر مكعب.

- بلغ سعر متر مكعب الغاز الطبيعي نحو 4 جنيه بدلاً من 3.35 جنيه، للأسر التي تستهلك ما بين 31-60 متر مكعب.

- بلغ سعر متر مكعب الغاز الطبيعي نحو 5 جنيه بدلاً من 4 جنيه، للأسر التي تستهلك أكثر من 60 مترا مكعبا من الغاز.

اقرأ أيضاًسعر البنزين والسولار اليوم 2 ديسمبر 2024

رسميا.. زيادة سعر البنزين والسولار اليوم الخميس 25 يوليو 2024

شوفِ التفويلة بقت بكام.. رفع سعر البنزين والسولار اليوم الجمعة 22 مارس 2024

مقالات مشابهة

  • معاناة إنسانية ومجاعة تهدد السودان وسط استمرار الحرب
  • حادث مروع يتسبب بتسرب وقود وقطع طريق رئيسي في الانبار
  • وزير الثقافة والإعلام يمتدح الدول والمنظمات التي وقفت مع السودان أثناء الحرب
  • الخارجية المصرية: نحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تهدف إلى إخلاء شمال قطاع غزة
  • عائلات الأسرى الصهاينة: “نتنياهو” ينسف صفقة التبادل من خلال الشروط التي يضعها
  • مصدر ينفي زيارة وزير الخارجية لـ سوريا
  • متحدث «فتح»: نتنياهو يريد استمرار الحرب لضمان البقاء في الحكم
  • انتقادات مصرية لتقارب القاهرة مع دمشق الجديدة وصفة الأخيرة بالإرهابية
  • فضل الله برمة لـ «التغيير»: الحكومة المدنية تسعى لوقف الحرب ولا شرعية لحكومة بورتسودان التي ترفع شعارات التقسيم وتقتل الناس على أساس الهوية
  • وقود السيارات.. أسعار البنزين والسولار اليوم 28 ديسمبر 2024