اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
بسبب الحرب الطاحنة في السودان، يهرب الكثير من السودانيين إلى الجارة تشاد التي تعاني هي الأخرى من ويلات الفقر، تعتبر معاناة اللاجئين السودانيين من أكبر الأزمات المنسية في العالم، تقرير من منطقة الحدود السودانية التشادية.
مريم أنقذت حياتها ووصلت إلى هدفها - بعد جهد جهيد. وها هي تعبر الحدود إلى تشاد هاربةً من السودان المنكوب بالحرب.
وفي وطنها السودان، يشتعل صراع على السلطة بين طرفين متحاربين مدججين بالسلاح:الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" شبه العسكرية. ومنذ نيسان/أبريل 2023، ينشر المحاربون العنف والإرهاب في جميع أنحاء السودان - ويقضون على قرى بأكملها ويغتصبون أمهات وبناتهن، بالإضافة إلى تدميرهم الحقول ونهبهم المواشي. وكذلك يتعرض الرجال للتعذيب والقتل، ويتم تجنيد الأبناء تجنيدًا إجباريًا واختطافهم. عنف لا يُصدّق ونهايته لا تلوح في الأفق.
هروب إلى الفقر
معبر أدري هو المعبر الرئيسي على الحدود بين السودان وتشاد. يقف على الجانب السوداني ثلاثة جنود مسلحين ويوجد أمامهم حجر حدودي. وهم لا يعبؤون باللاجئين ويتركونهم يعبرون من أمامهم. ويوجد هنا في منطقة الحدود بين البلدين جسر مدمر، كان من المفترض أن يصبح جزءًا من شارع متطور - من أجل تجارة مزدهرة بين الجارتين. ولكن الأمور سارت بشكل مختلف. والآن يعبر الحدود كل يوم مئات الأشخاص على هذا الطريق الطيني الأحمر.
ويزداد عددهم كلما زادت شدة العنف في السودان. إذ يبلغ عدد النازحين السودانيين أحد عشر مليون شخص، معظمهم نازحون داخل بلدهم. أما تشاد فقد استقبلت حتى الآن مليونًا ومائة ألف لاجئ سوداني.
وتعد تشاد واحدة من أفقر دول العالم وتعاني من مشكلات هائلة. فتغير المناخ له عواقب وخيمة هنا. ويشهد هذا البلد الإفريقي فيضانات شديدة تليها فترات جفاف قاسية. وثلث الناس هنا يعيشون في فقر مدقع، أي بأقل من دولارين وخمسة عشر سنتًا في اليوم.
استغلال جنسي للهاربات السودانيات في تشاد
"عبء يفوق طاقة أي دولة"
يتم أولًا تسجيل مريم في نقطة الاستقبال التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أدري. وبعد ذلك تسير بضعة كيلومترات إلى معسكر انتقالي. وينتظرها هناك أطفالها الخمسة. تعتبر أدري في الواقع بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، وتستضيف الآن مخيمًا مؤقتًا للاجئين يعيش فيه 230.000 شخص. وتمتد فيه حتى الأفقخيم مقامة مؤقتًا بأغطية وقطع بلاستيكية. ولا يوجد هنا سوى النساء والأطفال تقريبًا.
لقد سافرت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه إلى هذه الحدود. وذلك بهدف تسليط الضوء على ما تصفه الأمم المتحدة بأزمة اللاجئين الأكبر والأسرع نموًا في العالم. ووعدت بتقديم 57 مليون يورو كمساعدة إضافية من ألمانيا. وهذه الأموال يمكن لمنظمات الإغاثة أن تستخدمها مثلًا من أجل تطوير إمدادات الكهرباء والمياه على المدى الطويل.
وحول ذلك تقول سفينيا شولتسه إنَّ: "وجود مثل هذا العدد من اللاجئين يُحمّل أي دولة أكثر من طاقتها. ولا يمكن لأية منطقة أو دولة أن تتغلب على هذا العبء بمفردها. ولهذا السبب يجب على المجتمع الدولي أن يبدي تضامنه هنا". ويجب عليه تقديم دعم أكبر إلى تشاد، بحسب نداء سفينيا شولتسه.
وتعتبر تشاد شريك صعب. فعندما توفي الدكتاتور التشادي إدريس ديبي بعد حكمه البلاد لفترة طويلة، ظلت السلطة في أسرته. فقد تم انتخاب ابنه محمد إدريس ديبي رئيسًا للبلاد في انتخابات مثيرة للجدل في نيسان/أبريل 2024. وهو يحكم تشاد حكمًا مطلقًا بيد من حديد. ولذلك يعيش المعارضون والصحفيون هنا بخطر.
وتراهن الحكومة التشادية على حلفاء جدد بالإضافة إلى شريكتها الاستراتيجية الأهم، أي القوة الاستعمارية السابقة فرنسا. فهي تراهن مثلًا على دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعم حكومة تشاد بقروض مناسبة وبدعم الميزانية.
فهل تشاد تفتح حدودها للاجئين القادمين من السودان وكذلك لنقل شحنات أسلحة إلىالسودان؟. "ليس سرًا أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة تزود السودان بالأسلحة عبر تشاد"، كما يقول أولف ليسينغ، رئيس البرنامج الإقليمي لدول الساحل في مؤسسة كونراد أديناور الألمانية: "يجب فرض حظر على الأسلحة. ويجب على روسيا والإمارات التوقف عن توريد الأسلحة إلى السودان. وقبل ذلك، لا يوجد لمحادثات السلام أي معنى"، كما يقول أولف ليسينغ.
أوضاع إنسانية وصحية كارثية للاجئين السودانيين في تشاد
الوزير يقسم أنَّه لا يعرف
يقف وزير خارجية تشاد عبد الرحمن كلام الله عند باب مكتبه في العاصمة نجانيما. ولديه مؤتمر صحفي قصير معضيف قادم من ألمانيا. ويسأله الضيف: ماذا تفعل بلاده لكي لا تصل الأسلحة عبر تشاد إلى السودان؟ وردًا على ذلك أقسم زير الخارجية قائلًا: "أنا شخصيًا لا أعرف أي بلد ينقل أسلحة إلى هناك. وأشهد هنا أمام الله أنني لو كنت أعرف ذلك سأقوله".
وبعد ذلك بقليل، قال بالدال أويامتا حول قَسَم الوزير: "ما هو الجواب الذي تتوقعينه؟ الوزير يحمي مصالحه". وبالدال أويامتا هو المنسق الوطني لرابطة حقوق الإنسان في تشاد. وهو يعرف جيدًا كيف تتعامل الحكومة مع منتقديها. ويقول: "التعامل مع اللاجئين شيء. ولكن المصالح السياسية والمصالح العسكرية شيء آخر".
قطعة أرض من أجل البقاء
وتحاول في شرق تشاد، على الحدود مع السودان، منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة منح اللاجئين القادمين من السودان آفاقًا طويلة الأمد. وقد أقامت هذه المنظمات في جميع أنحاء تشاد 21 مخيمًا للاجئين - يتسع كل منها لخمسين ألف شخص. ومن الصعب جدًا العثور في المناطق القاحلة والمتربة على مواقع مناسبة للمخيمات، كما يقول بيير كامارا من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وذلك بسبب عدم وجود أية بنية تحتية. "كل شيء يجب بناؤه من لا شيء، وهذا عمل صعب جدًا". حيث لا توجد إمدادات مياه وكهرباء ورعاية صحية ومدارس - وفي الوقت نفسه تم التعهد بتقديم 29 بالمائة فقط من أموال المساعدات الدولية المطلوبة بسرعة. هذه أزمة منسية. "لا يوجد ما يكفي من أجل توفير ظروف معيشية كريمة"، كما يقول بيير كامارا. ويضيف أنَّ هناك حاجة ماسة إلى بناء خمسة مخيمات أخرى للاجئين على الأقل.
وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه مع وزير خارجية تشاد عبد الرحمن كلام اللهوزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه مع وزير خارجية تشاد عبد الرحمن كلام الله
وتعمل وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بشكل وثيق مع حكومة تشاد، التي تقدم للاجئين قطع أراضي يمكنهم أن يزرعوا فيها طعامهم حول المخيمات. وفي هذا الصدد يقول ألكسندر لو كوزيات، نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: "نحن نساعدهم على استغلال الأراضي وزراعة الخضروات وتحقيق دخل". والمجتمعات المحيطة بمخيمات اللاجئين يجب أن تستفيد من ذلك أيضًا. ويجب تمكينهم أيضًا من زراعة المواد الغذائية. ولا بد من تجنب التوترات والخلافات على هذا القليل الموجود هنا.
أمل في العودة إلى السودان
وخلال زيارتها قالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه: "للأسف، يجب علينا أن نفترض أنَّ العودة إلى السودان لن تكون ممكنة بالنسبة لمعظم اللاجئين في المستقبل المنظور". ولكن المساعدات الإنسانية أيضًا لا تعتبر حلًا دائمًا: "لهذا السبب فإنَّ منح اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم أراضي واستغلالها كحقول ومراعي يعتبر نهجًا رائدًا جدًا: لأنَّ مَنْ لديه أرض خصبة يمكنه أن يعيل نفسه بنفسه".
والآن يجب على مريم أن ترى كيف ستسير الأمور بعد ذلك بالنسبة لها ولأسرتها في تشاد. وهي لم تفقد الأمل في تمكنها من العودة يومًا ما إلى وطنها السودان. وتقول إنَّ هذه هي أمنيتها الكبرى.
كتبت: كاتارينا كرول
وكالة الأنباء الألمانية
أعده للعربية: رائد الباش
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: إلى السودان من السودان کما یقول فی تشاد من أجل
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا يخيم على خطط بوتن لإقامة قاعدة بحرية في أفريقيا
يهدد صراع أمريكي-روسي خطط بوتين لإقامة قاعدة بحرية في أفريقيا، يقول خبير في الكرملين: “تنظر موسكو إلى السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي، كمكان منطقي لتوسيع نفوذ روسيا في أفريقيا”، تحذر إدارة ترامب من “عواقب وخيمة” بشأن خطط روسيا لافتتاح قاعدة بحرية في السودان الذي تمزقه الحرب. وقد أثارت أنباء تطوير القاعدة تحذيراً غير معتاد من وزارة الخارجية الأمريكية.
_يقول خبير في الكرملين إن "موسكو تنظر إلى السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي، كمكان منطقي لتوسيع بصمة روسيا في أفريقيا"._
بقلم بول تيلسلي، فوكس نيوز
24 أبريل 2025
يهدد صراع أمريكي-روسي خطط بوتين لإقامة قاعدة بحرية في أفريقيا
يقول خبير في الكرملين: “تنظر موسكو إلى السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي، كمكان منطقي لتوسيع نفوذ روسيا في أفريقيا”
تحذر إدارة ترامب من “عواقب وخيمة” بشأن خطط روسيا لافتتاح قاعدة بحرية في السودان الذي تمزقه الحرب. وقد أثارت أنباء تطوير القاعدة تحذيراً غير معتاد من وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لفوكس نيوز ديجيتال: “نشجع جميع الدول، بما في ذلك السودان، على تجنب أي معاملات مع قطاع الدفاع الروسي”.
يبدو أن الكرملين يائس من الانضمام إلى “نادي القوى البحرية” في القرن الأفريقي، مع خططه المعتمدة لإقامة قاعدة للسفن الحربية والغواصات النووية في ميناء بورتسودان. وهذا ليس بعيدًا عن الساحل الهندي من جيبوتي، حيث توجد قواعد أمريكية وصينية. ومع احتمال قيام الحكومة السورية الجديدة بطرد الروس من قاعدتهم في طرطوس، ستكون بورتسودان القاعدة البحرية الأجنبية الوحيدة لروسيا.
قالت ريبيكا كوفلر، محللة استخبارات عسكرية استراتيجية، لفوكس نيوز ديجيتال: “تنظر موسكو إلى السودان، بسبب موقعه الاستراتيجي، كمكان منطقي لتوسيع نفوذ روسيا في أفريقيا، والذي يراه بوتين كساحة مواجهة جيوسياسية رئيسية مع الولايات المتحدة والصين”.
وأضافت: “تعتبر روسيا الولايات المتحدة والصين أهم خصومها، وقد تدخل موسكو في صراع عسكري معهما على المدى البعيد. لذا، يرغب بوتين في نشر قدرات استخباراتية وعسكرية بالقرب من قاعدة جيبوتي الأمريكية والمنشآت الصينية”.
وأردفت كوفلر: “نظرًا لأن الولايات المتحدة والصين لديهما وجود بحري بالفعل قبالة القرن الأفريقي، فإن روسيا تنظر إلى بورتسودان كمركز لوجستي لنقل الأسلحة وتخزين العتاد العسكري والذخائر وكافة القدرات القتالية”.
وقال جون هاردي، نائب مدير برنامج روسيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، لفوكس نيوز ديجيتال: “منشأة الدعم البحري الروسية المحتملة في السودان ستعزز قدرة روسيا على إبراز قوتها في البحر الأحمر والمحيط الهندي”. وأضاف: “أصبحت هذه القضية أكثر أهمية لموسكو في ظل حالة عدم اليقين بشأن مستقبل منشأة طرطوس اللوجستية البحرية”.
إن وجود قاعدة بحرية روسية في المحيط الهندي له تداعيات عسكرية استراتيجية — فهي قريبة نسبيًا من البحر الأحمر وقناة السويس، التي يمر عبرها ما يُقدر بنحو 12% من تجارة الشحن العالمية، ويقال إن 61% من حركة ناقلات النفط العالمية تستخدم القناة أيضًا. وذكرت كوفلر أن هذا يشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا.
وتابعت: “إذا رأت روسيا تصعيدًا وشيكًا ضدها — كحشد قوات الناتو أو إجراءات اقتصادية صارمة تهدف إلى تدمير الاقتصاد الروسي — فلا أستبعد أن يأذن بوتين بعمل تخريبي لاستغلال نقطة الاختناق وتعطيل أو زعزعة الشحن العالمي كوسيلة لردع الغرب عن تهديد روسيا”.
وقد أُعطي الضوء الأخضر للاتفاق الذي يسمح لموسكو ببناء قاعدة عسكرية، رغم وجود تحديات لوجستية خطيرة. أوضحت كوفلر: “تم إبرام الاتفاق بين السودان وروسيا في فبراير، بعد اجتماع بين وزير الخارجية السوداني علي يوسف شريف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو”.
لذا جاءت تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية الحادة لفوكس نيوز ديجيتال: “الولايات المتحدة على علم بالاتفاق المعلن بين روسيا والقوات المسلحة السودانية بشأن إنشاء منشأة بحرية روسية على الساحل السوداني. نشجع جميع الدول، بما في ذلك السودان، على تجنب أي معاملات مع قطاع الدفاع الروسي، والتي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، منها فرض عقوبات على الكيانات أو الأفراد المرتبطين بتلك المعاملات”.
“المضي قدمًا في مثل هذه المنشأة أو أي شكل آخر من أشكال التعاون الأمني مع روسيا سيؤدي إلى مزيد من عزل السودان، وتعميق الصراع الحالي، وتعريض الاستقرار الإقليمي لمزيد من الخطر”.
أما على اليابسة القاحلة في السودان، فقد وصف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة توم فليتشر الوضع يوم الاثنين حول مدينة الفاشر ومخيم زمزم الضخم للاجئين في دارفور بأنه “مروع”.
لقد تجاوزت الحرب الأهلية في السودان، بين القوات المسلحة الحكومية وقوات الدعم السريع المتمردة، عامها الثاني الدموي. فقد قُتل عشرات الآلاف، واقتُلع ما يُقدر بـ 13 مليون شخص من منازلهم. وتصف الأمم المتحدة الوضع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بينما تصفه اليونيسف بـ”الجحيم على الأرض”.
وقال الباحث في الشأن السوداني إريك ريفز لفوكس نيوز ديجيتال: “لا يمكن المبالغة في وحشية ومدى تدمير هجوم قوات الدعم السريع على مخيم زمزم (للاجئين)”. وأضاف: “المخيم الذي وُجد منذ 2004 لم يعد موجودًا، حتى بعد أن نما ليضم أكثر من 500 ألف شخص”.
وأشار ريفز بقلق إلى أن “الموت الحقيقي بدأ للتو. فقد فرّ تقريبًا جميع سكان زمزم، وفي كل الاتجاهات لا تزال تهديدات قوات الدعم السريع قائمة. هذا يخلق حالة انعدام أمن تمنع وصول المنظمات الإنسانية إلى هؤلاء المتفرقين. أعداد هائلة ستموت إما بسبب عنف الدعم السريع أو نقص الغذاء والماء والمأوى”.
وأُفيد بمقتل 30 آخرين يوم الثلاثاء في هجوم جديد لقوات الدعم السريع على الفاشر. وفي الأسبوع الماضي فقط، أعلنت قوات الدعم السريع عن إنشاء حكومتها الخاصة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية لفوكس نيوز ديجيتال: “تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء إعلان قوات الدعم السريع والجهات المرتبطة بها تشكيل حكومة موازية في السودان. هذا المسعى لتشكيل حكومة موازية لا يخدم قضية السلام والأمن، ويهدد فعليًا بتقسيم البلاد”.
“سيؤدي ذلك فقط إلى مزيد من زعزعة استقرار البلاد، وتهديد وحدة أراضي السودان، ونشر المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. أوضحت الولايات المتحدة أن مصلحتها تكمن في استعادة السلام وإنهاء التهديدات التي يشكلها الصراع في السودان على الاستقرار الإقليمي. الطريق الأفضل للسلام والاستقرار هو وقف فوري ودائم للأعمال العدائية حتى تبدأ عملية إقامة حكومة مدنية وإعادة بناء البلاد”، بحسب ما قاله المتحدث باسم الوزارة.
ووضع كاليب وايس، محرر مجلة “لونغ وور جورنال” ومدير برنامج الانشقاقات في مؤسسة بريدجواي، جزءًا من اللوم على إدارة بايدن لعدم إنهاء الحرب السودانية. وقال لفوكس نيوز ديجيتال: “توقفت الإدارة عن تسهيل أي محادثات سلام أو وساطة جدية أو اتخاذ موقف حازم من الداعمين الخارجيين لمختلف الجماعات لدفعهم نحو الجدية في محاولات التفاوض السابقة. هنا يكمن فشل إدارة بايدن”.
--------------------------------
*بول تيلسلي* مراسل مخضرم، غطّى الشؤون الأفريقية لأكثر من ثلاثة عقود من جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا.