إن أثر ووقع القرار القضائي الدولي الصادر اليوم في دولة الكيان الإسرائيلي الصهيوني ، كان بمثابة الصدمة النفسية الهائلة لقادة الكيان لأنها تحدث لأول مرة في تاريخ الكيان منذ نشأته في العام 1947 م ، بل نقول وقع أثرها كالزلزال المدوِ والمدمر على الطبقة السياسية والثقافية والإعلامية وحتى الأكاديمية في المجتمع الصهيوني، بشقيها لمن هم في سُدّة الحكم ، أو من يمثلون المعارضة ( في إطار اللعبة الديمقراطية الرأسمالية الكاذبة )  ، اي بين قوى وأحزاب اليمين الصهيوني ، وقوى احزاب اليسار المتصهين ، و اللذان اتحدى بموقفهما في تكتل جبهوي عصبوي عنصري مقيت واحد .

لقد كاد الرأي العام العالمي كله ان يعتقد ويؤمن بان هذه المحاكم الدولية التي تأسست بعد الحرب العالية الثانية ، لم تنشأ ولم تُنصب إلا لتكون مخصصة لمحاكمة شعوب بعينها ، بل إنها نُصبت بشكل خاص لشعوب

أفريقيا السوداء وأمريكا اللاتينية والشعوب السلافية الشرقية و الأمم من الشعوب والأقوام ذي اللون الأصفر ، والأقوام العربية والإسلامية ، وهذا

الاعتقاد السائد جاء نتاج ما حدث من جرائم مروعة اقترفتها الدول

والحكومات الأوروبية البيضاء والأمريكية ومخرجاتهما النظام العنصري المقيت وهو الكيان الإسرائيلي الصهيوني اليهودي العنصري المزروع عنوة في أرض فلسطين.

إن محكمة الجنايات الدولية هذه بالتحديد تم التشريع لها وتأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية في مدينة لاهاي الهولندية كي تحمي الإنسانية جمعاء و كي لا تكرر مأساة الفعل المشين والإرهابي للدولة النازية الديكتاتورية الألمانية والحكومة الفاشية الإيطالية والعسكرتارية اليابانية العدوانية ، وكانت محاولة ظاهرها إنساني بحت ، وجوهرها هو في حماية مصالح الدول الغربية وأفعالها العسكرية والأمنية المُشينة.

وبالمناسبة هنا فقد دفعت جرائم الكيان الصهيوني اليهودي وجيشه النازي الفاشي كل حدود المنطق والسلوك السوي بين الجيوش ، والأخلاق

الإنسانية المتوارثة بين الشعوب أثناء الحروب التي تنشأ بينهما ، بل إنه قد فاض الكيل إلى منتهاه لدى القضاة العدليين في محكمة الجنايات الدولية ، حينما شاهدوا ويشاهدون عبر القنوات التلفزيونية الفضائية ، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي القتل للفلسطينيين بالجملة ، قتل

للأطفال والنساء والشيوخ بلا شفقة ولا رحمة ، والقتل بواسطة الحصار والتجويع ، والقتل بواسطة تدمير المستشفيات والمراكز الصحية وفي خيام اللجوء وفي مدارس الأنروا وفي أماكن دور العبادة وفي الطرقات

والأسواق وغيرها ، ماتحقق للقضاة بأن ما يحدث هي جرائم حرب جرّمها القانون الدولي الإنساني ، وهي حرب إبادة جماعية أيضاً يرتكبها الجيش الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين العُزل ، بل هو ما عرف بالتطهير العرقي لإادة أهلنا في فلسطين المحتلة.

كل تلك الشواهد المثبتة بالصوت والصورة والدليل الثابت من كل تلك الجرائم ، جعل القضاة جميعهم دون أن يعترض أو يتحفظ أي أحد منهم ، جعلهم ينحازون للقانون والنص القانوني الفقهي المحايد ، ويحكموا بما

أملته ضمائرهم الفقهية القانونية تجاه مجرم الحرب وقاتل أطفال فلسطين .

لكن تعالوا معنا للننظر في موقف الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة الرئي/ جو بايدن والمنتهية ولايته ، وإدارة الرئيس الجديد القديم / دونالد ترامب ، وجميعهم قالوا ، وبصوت واحد بأنهم ضد القرار من محكمة الجنايات الدولية ولن يطبقوه وسيُخضعون القضاة للمساءلة وربما للتحقيق والمحاكمة والعزل ، أية وقاحة سياسية هذه ؟ ، وأية بلطجة حكومية سافلة من رأس النظام الغربي الأمريكي ؟ ، الذي يدعي بأنه يلتزم بالقانون الدولي الإنساني ، ويحمي حقوق الإنسان والطفل والمرأة وحقوق البشرية في وجه الطغاة ، هذا النظام الديمقراطي الذي يتشدق بكل تلك

الأقاويل والترهات والخزعبلات سقط سقوطاً مروعاً وهم يحمون القتلة من مجرمي الحرب من قادة العدو الصهيوني.

إن الجريمة البشعة للتطهير العرقي للفلسطينيين في قطاع غزة لها أركان وشركاء لفعل الجيش الإسرائيلي وهم : -

جميع حكومات الولايات المتحدة الأمريكية المتعاقبة ، وجميع حكومات حلف شمال الأطلسي ، وجميع الحكومات الصديقة للكيان الإسرائيلي الصهيوني العربية منها والإسلامية والأجنبية.

وللمقارنة المنصفة بين نتائج قرار محكمة الجنايات الدولية الصادر ليومنا هذا ، وبين نتائج قراري مؤتمر القمة العربي والإسلامي الاستثنائي اللذان انعقدا في مدينة الرياض عاصمة السعودية الأول بتاريخ 11/نوفمبر / 2023 م ، والثاني بتاريخ /   11/ نوفمبر / 2024 م ، وقد خرج القادة العرب والمسلمين في كلا القمتين ، خرجوا بقرارات أشبه ما تكون بقرارات هزيلة فقيرة هابطة وربما شبه ميتة ، هنا تاتي قيمة القرارات والتوصيات التي سيسجلها التاريخ بأنها قرارات تاريخية ولها قيمة ووزن ، وقرارات تافهة لأشخاص تافهين لاقيمة ولا وزن ولا أثر لقراراتهم بالمطلق.

وحينما نقارن بشيءٍ من الموضوعية والإنصاف بين قرارات مؤتمرات القمة العربية الإسلامية المتوالية تحت سقف مؤتمرات الرياض التي لا قيمة لها ولافائدة منها ، وبين قرارات التنسيق والمشورة بين قادة محور الجهاد

والمقاومة العربية والإسلامية نجد بأن هناك بون شاسع بين الجهتين ، وبين المؤسستين، المقاومة والجهاد والنظام الرسمي العربي والإسلامي .

هكذا تشاهد وتحكم الشعوب العربية والإسلامية جمعاء ، والشعوب من حول العالم أجمع والرأي العام العربي ، يعيشان بين موقفين متناقضين بل شديد التناقض بينهما ، بين موقف محور الجهاد والمقاومة العربية

الإسلامية وبين موقف النظام العربي الإسلامي الرسمي المتخاذل.

نموذج محور المقاومة والجهاد في تقديم الإسناد للشعب الفلسطيني ، و المكون من : -

المقاومة في الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء ، المقاومة في فلسطين المحتلة ، المقاومة في جمهورية لبنان ، المقاومة في الجمهورية العربية السورية ، المقاومة في جمهورية العراق ، وبدعم وإسناد لوجستي سخي من الحرس الثوري في جمهورية إيران الإسلامية البطلة ، هذا المحور المجاهد الصلب قد أمطر الكيان الصهيوني الإسرائيلي بصواريخه السكود وصواريخه الفرط صوتية والطيران المسير والطيران الانقضاضي

وصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون وبرصاص الكلاشنكوف ، أمطرهم في البر والبحر وفي داخل عمق الكيان وفي عمق معسكراته ووزارة دفاعه حتى وصل القصف المسير إلى غرفة نوم مجرم الحرب / بنيامين نتنياهو ، بالإضافة إلى الدعم العسكري بإغلاق الملاحة البحرية على الكيان

الإسرائيلي في البحرين الحمر والعربي وباب المندب وصولاً إلى

أطراف المحيط الهندي ، إضافة إلى الإسناد المعنوي الهائل عبر القنوات

الإعلامية الرسمية والقنوات المقاومة والمسيرات التضامنية

والاحتجاجية والندوات والمؤتمرات …….إلخ من أشكال الدعم المادي واللوجستي وغيرها.

نموذج محور دول التطبيع العربي الصهيوني ( النظام العربي الإسلامي الرسمي ) وما قدموه للشعب الفلسطيني : -

، ومحور النظام العربي الرسمي الذي اصطف معظمه إلى جانب المعتدي ، أي إلى جانب الكيان الإسرائيلي وجيشه العدواني ، بل إنهم طلبوا من وزير الخارجية الأمريكية / انتوني بلينكن أن يتم القضاء السريع على حركة المقاومة الفلسطينية ، كما ورد وجاء في كتاب الحرب للكاتب الأمريكي ذائع الصيت والشهرة/ بوب ودوورد ، وطلبوا منه سحق رؤوس المقاومة في قطاع غزة بشرطين هما : ــــ

الشرط الأول /

أن تُسرع أجهزة الكيان الإسرائيلية القمعية بالقضاء على خلايا و

نموذج محور دول التطبيع العربي الصهيوني ( النظام العربي الإسلامي الرسمي ) .

الشرط الثاني /

أن لا يتم إظهار المشاهد المزعجة إعلامياً لمقتل الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في وسائل الإعلام ، لكي لا يغضب الرأي العام العربي المحلي.

هكذا هي الرؤية الوقحة والمستهترة والتافهة لمن يسمون أنفسهم بالقادة

الأشاوس( العرب أو الأعراب ) الذين خصهم وزير الخارجية الأمريكي اليهودي المتصهين / أنتوني بلينكن بزيارات متكررة خلال عام طوفان

الأقصى .

كما أن هؤلاء القاده الأعراب فتحوا أراضيهم البرية والجوية والبحرية لجميع وسائل النقل والتنقل لخدمة الكيان الصهيوني أثناء فترة الحصار الخانق على أهلنا في قطاع غزة ، على سبيل المثال تُنقل البضائع بأنواعها الغذائية والاستهلاكية والعسكرية في كل ساعات الليل والنهار من ميناء رأس جبل علي في الإمارات مروراً بأراضي المملكة السعودية والمملكة الهاشمية وصولاً إلى الجيش الإسرائيلي بفلسطين المحتلة ، السؤال هنا هل يوجد سقوط أخلاقي وإنساني وديني أكثر من هكذا سقوط وانحطاط مريع ؟.

وفي أثناء المجازر اليومية بحق أهلنا في فلسطين المحتلة ولبنان واليمن نجد بأن الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني تقيم حفلات الزواجات الملكية الفارهة ، والترفيه والتعري والسقوط والانحطاط

الأخلاقي في مدنهم وقنواتهم ووسائل إعلامهم .

الخلاصة : -

أثبت يوم الـ7 من أكتوبر  2023 م ، وبدء حرب طوفان الأقصى وثبات

أهلنا في فلسطين على حقهم المشروع في المقاومة والجهاد من أجل استعادة الحرية والكرامة للشعب الفلسطيني ، أثبت بأن كيان العدو

الإسرائيلي ما هو إلا كيان استيطاني مؤقت ، وثبت فشل وخطأ  تقدير النظام العربي والإسلامي الرسمي لمستقبل فلسطين ، وأن محور المقاومة والجهاد هو الضامن الأوحد لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر .

وفوق كل ذي علمٍ  عليم

 

*عضو المجلس السياسي الأعلى في الجمهورية اليمنية /صنعاء

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: محکمة الجنایات الدولیة الکیان الإسرائیلی المقاومة والجهاد الکیان الصهیونی فلسطین المحتلة النظام العربی المقاومة فی فی فلسطین أهلنا فی

إقرأ أيضاً:

فيما هي الداعم والممول الأول له في العالم:أمريكا تتلاعب بالإرهاب ليواكب مصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي

الثورة  / محمد الروحاني

ليس الإرهاب بمنظور الأمريكيين ما يمارسه كيان الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة جماعية وممارسات قمعية، وتهجير، بحق الفلسطينيين، ولكن الإرهاب هو أن يقف الشعب الفلسطيني بوجه الكيان الإسرائيلي ويدافع عن حقوقه وأرضه .

الإرهاب بنظر الأمريكيين هو مناهضة سياسيات أمريكا الاستعمارية الرامية إلى تدمير الشعوب العربية والإسلامية من أجل خدمة الكيان الإسرائيلي التي تقف أمريكا وراءه بكل ما أوتيت من قوة .

ولأن الشعب اليمني وقف مناهضاً لسياسات أمريكا ورفض كل الإغراءات التي قدمتها واشنطن مقابل التخلي عن غزة، واصطف إلى جانب الشعب الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى وواجه الكيان الإسرائيلي وأمريكا، وانتصر عليها، قررت واشنطن معاقبته عن طريق إعادة إدراج أنصار الله إلى قوائم الإرهاب الأمريكية وهي ورقة طالما أشهرتها واشنطن في وجه الشعب اليمني منذ بداية العدوان عليه في العام 2015م .

ولا يستهدف هذا التصنيف أنصار الله كمكون يمني أصيل ملتزم بأداء واجباته الوطنية والقومية والإسلامية بقدر ما يشكل استهدافاً للشعب اليمني، ويأتي في إطار الانتقام من اليمن على مواقفه الثابتة والتزامه الديني والأخلاقي في إسناد ودعم القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وحرب إبادة جماعية منذ أكثر من 15 شهراً.

ويعكس التصنيف انحياز الإدارات الأمريكية المتعاقبة الداعمة والمساندة لكيان العدو الإسرائيلي المحتل وشراكته في كل الجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها بحق الأشقاء في فلسطين ولبنان والعراق وبحق الشعب اليمني .

وليس أنصار الله أول المدرجين على قوائم الإرهاب الأمريكية، فواشنطن لها باع طويل في هذا المضمار، فهي قد أدرجت قبله جميع حركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، والعديد من الحركات المقاومة في المنطقة إلى قوائم الإرهاب الخاصة بها .

فصائل المقاومة الفلسطينية

لقد كانت فصائل المقاومة الفلسطينية أول المستهدفين من واشنطن، ففي العام 1997م، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية حركة المقاومة الفلسطينية حماس إلى قوائم الإرهاب، وفي نفس العام أدرجت الخارجية الأمريكية حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى قوائم الإرهاب الخاصة بها .

ولم تكتف واشنطن بتصنيف حركات المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية، بل عملت على الضغط على العديد من الدول التي تدور في فلكها لاتخاذ إجراءات مماثلة، ففي العام 2003م، وافق الاتحاد الأوروبي على تصنيف حركة المقاومة حماس منظمة إرهابية بضغط من واشنطن، ولكن محكمة الاتحاد الأوروبي قررت إزالة حركة حماس من هذه القائمة في العام 2014م .

وبناءً على التوجيهات الأمريكية أدرجت كلا من نيوزلندا، وكندا، واليابان، ومصر، والأردن، والسعودية، حركة حماس ضمن قوائم الإرهاب خلال الأعوام من 2003 إلى 2014م.

حزب الله اللبناني

وعلى غرار ما فعلته واشنطن مع حركات المقاومة الفلسطينية صنفت الخارجية الأمريكية في العام 1997م، حزب اللبناني إلى قوائمها الخاصة بالإرهاب .

كما عملت على الضغط على الدول العربية بإدراج حزب الله إلى قائمة الإرهاب حيث صنفت السعودية، ومصر حزب الله إلى قوائم الإرهاب استجابة للتوجيهات الأمريكية .

رعاية الإرهاب في اليمن

وعلى عكس اتهاماتها للآخرين بالإرهاب تعتبر واشنطن هي راعية الإرهاب الأول في العالم حيث أكدت العديد من التقارير علاقتها الكبيرة بإنشاء التنظيمات الإرهابية ورعايتها ، وتمويلها لتنفيذ أجندتها في كل بقاع الأرض ومنها اليمن حيث وقفت التنظيمات الإرهابية ومرتزقة العدوان منذ بداية العدوان في خندق واحد ومعركة واحدة باعتراف التنظيمات الإرهابية، التي أقرت صراحة بمشاركة عناصرها لمرتزقة العدوان في عدة جبهات في اليمن، وهو الاعتراف الذي وضع حداً لنفي تحالف العدوان المستمر مشاركة التنظيمات الإرهابية في معاركه التي يديرها في اليمن وأزاح الستار عن حقيقة الدور الذي يقوم به تحالف العدوان برعاية أمريكية في تمويل وتسليح الإرهاب على الأراضي اليمنية .

صفقات واتفاقات

منذ إعلان تحالف العدوان حربه على اليمن في مارس 2015م، عمد تحالف العدوان وبرعاية أمريكية إلى إبرام صفقات مع التنظيمات الإرهابية للانخراط في صفوف قواته التي تقاتل في اليمن وهو ما أكدته تقارير الصحف والوكالات الغربية، حيث كشفت وكالة ” أسيوشيتد برس ” في اغسطس 2018م، في تقرير مطول عن إبرام تحالف العدوان برعاية أمريكية لاتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة تضمن للتنظيم الحصول على مواقع جديدة يقيم عليها معسكراته مقابل انخراطه في المعركة التي يديرها في اليمن .

وحسب التقرير، فقد انسحبت القاعدة في 2016م، من مدينة المكلا الساحلية الجنوبية وسبع مناطق في محافظة أبين المجاورة، بموجب صفقات تم التوصل إليها مع تحالف العدوان برعاية أمريكية .

وأوضح التقرير الذي قال إنه يستند إلى شهادات ومقابلات مع أكثر من 20 مسؤولاً، بينهم ضباط أمن يمنيون وقادة جماعات ووسطاء قبليون وأربعة أعضاء في القاعدة، أن تلك الصفقات تضمنت ضم 10 آلاف من رجال القبائل المحليين، بما في ذلك 250 من مقاتلي القاعدة إلى الحزام الأمني، القوة اليمنية المدعومة إماراتياً في المنطقة .

انخراط مباشر

شاركت “القاعدة” منذ انطلاق العدوان على اليمن في الكثير من المعارك جنباً إلى جنب مع مرتزقة العدوان، حيث أكدت ” أسوشيتد برس ” في تقريرها انها أجرت مقابلة من خلال صحفي محلي مع خالد باطرفي قبل أن يصبح الأخير أميراً لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، والتي اعلن خلالها باطرفي، “أن مقاتلي القاعدة يتواجدون على جميع خطوط المواجهة الرئيسية التي تقاتل المتمردين الحوثيين”، حسب تعبيره.

ووفق التقرير فإن مقاتلي القاعدة، انضموا إلى المعارك بشكل مستقل في بعض الأماكن، لكن في العديد من الحالات يقوم قادة المليشيات من الطائفة السلفية المتشددة وجماعة الإخوان المسلمين بإحضارهم مباشرة إلى صفوفهم حيث يستفيدون من تمويل تحالف العدوان .

رعاية أمريكية

تقرير ” أسوشييتد برس”، أكد أن الصفقات بين تحالف العدوان والتنظيمات الإرهابية كانت تجري بتنسيق ورعاية أمريكية وهو ما اعترف به مشاركون بارزون في تلك الاتفاقيات، حيث قالوا إن الولايات المتحدة كانت على علم بالترتيبات وعلقت أي هجمات بطائرات بدون طيار.

كما أورد التقرير تعقيباً لـ “مايكل هورتون” في مؤسسة “جيمستاون”، وهي مؤسسة تحليلات أمريكية تتعقب الإرهاب قال فيه: إن عناصر الجيش الأمريكي يدركون بوضوح أن الكثير مما تفعله الولايات المتحدة في اليمن هو مساعدة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

لم تكن الأسوشييتد برس وحدها من كشفت عن قتال التنظيمات الإرهابية إلى جانب تحالف العدوان في اليمن، بل تعدى الأمر إلى اعتراف وسائل إعلام أمريكية بذلك ومنها قناة الـ CNN التي كشفت في فبراير 2019م عن وصول أسلحة أمريكية زوّدت بها واشنطن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن إلى مقاتلين مرتبطين بتنظيم “القاعدة”.

دعم أمريكي مباشر

الدعم الأمريكي المباشر للتنظيمات الإرهابية أكدته الصور التي نشرها الإعلام الحربي لجيشنا اليمني واللجان الشعبية في يوليو 2021م والتي أظهرت أسلحة عليها شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في عملية “النصر المبين” بمرحلتها الثانية والّتي أدّت إلى تحرير مديريتي نعمان وناطع من عناصر جماعات ” داعش والقاعدة ” بمحافظة البيضاء .

إلى جانب الدعم المباشر، كان الأمريكيون يقدمون دعماً غير مباشر لهذه التنظيمات عن طريق عملائهم، حيث أظهرت الصور والوثائق- التي نُشرت في أغسطس 2020م بعد تطهير قوات الجيش واللجان الشعبية منطقة يكلا بالبيضاء من عناصر “القاعدة وداعش”- الدعم السعودي الذي كان يقدم لهذه العناصر ومنها منح حج مجانية من مركز الملك سلمان مقدمة لعناصر التنظيمات الإرهابية للعام 1439هـ ـ 2018م، بالإضافة إلى صور أخرى عن أموال سعودية وأجهزة تصوير واتصالات حديثة وجدت في مواقع عناصر “القاعدة وداعش”، إلى جانب مواد غذائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة.

مقالات مشابهة

  • "حماس": عودة سكان غزة إلى شمال القطاع "انتصار تاريخي عظيم"
  • الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • رئيس حزب المؤتمر: مصر تدرك خطورة المخطط الصهيوني لتصفية قضية فلسطين
  • المقاطعة الشاملة: هل تُغيِّرُ قواعد اللعبة الاقتصادية ضد الكيان الإسرائيلي؟
  • حزب الله: الدول الراعية للاتفاق مطالب بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات الكيان
  • فيما هي الداعم والممول الأول له في العالم:أمريكا تتلاعب بالإرهاب ليواكب مصالحها ومصالح الكيان الإسرائيلي
  • حماس تحمل العدو تداعيات منعه لعودة النازحين الفلسطينيين على بقية المحطات
  • الكيان الصهيوني باق في لبنان بدعم أميركي!
  • كتائب القسام تقصم ظهر العدو الإسرائيلي بكمائن محكمة في جنين
  • صدور موسوعة «الصراع العربي الصهيوني » للدكتور محمد عمارة تقي الدين