القدس المحتلة- قدّم عضو الكنيست الإسرائيلي يتسحاق كروزر عن حزب "قوة يهودية" -الذي يتزعمه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير– يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مشروع قانون عرضه أمام رئيس الكنيست ونوابه، يقيّد ويحظر أنشطة السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحركة "فتح" داخل حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها شرقي القدس.

اطلعت الجزيرة نت على نص القانون المُقدم، الذي نشر رسميا على موقع الكنيست الإسرائيلي عبر الإنترنت، وقال فيه كروزر إن الجانب الفلسطيني لم يلتزم بالقانون الصادر بعد اتفاق أوسلو عام 1994، والذي قصر عمليات السلطة الفلسطينية على أراضيها، ومنعَ النشاط ذا الطبيعة السياسية أو الحكومية داخل حدود دولة "إسرائيل"، كتشغيل مكتب تمثيلي أو عقد اجتماع سياسي.

وقال مشروع القانون الجديد إن السلطة الفلسطينية -على صعيد شرقي القدس- أنشأت وزارة لشؤون القدس، واعتقلت المتورطين ببيع الأراضي لليهود (من سكان القدس)، وأصدرت تصاريح بعض المعاملات العقارية، وشاركت في جهاز التعليم، ودفعت الرواتب لعائلات الأسرى من القدس.

بهدف تعزيز سيادة الاحتلال في ضواحي القدس، عضو الكنيست المتطرف إسحق كرويز يقدم مشروع قانون لتقييد نشاطات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركة فتح في مدينة القدس وضواحيها بما يشمل البلدات والمخيمات.

مشروع القانون هذا، والذي لم يُصَادَق عليه بعد، يعطي صلاحيات لوزير الأمن القومي… pic.twitter.com/lMb3cUf4xY

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) November 15, 2024

أحكام عالية بالسجن

ومنذ عام 1994، يحارب الاحتلال ويقيد هذه الأنشطة شرقي القدس تحديدا (الجزء المحتل بعد حرب 1967)، لكن الجديد في مشروع القانون هذا هو فرض عقوبة عالية بالسجن، ومنح بن غفير الصلاحيات كاملة لمعاقبة المخالفين، وفق تعبير القانون.

ويضيف كروزر أن "هناك حظرا صريحا في القانون السابق، لكن لا توجد عقوبة محددة، مما يجعله حبرا على ورق، لذلك أقترح فرض عقوبة سجن لمدة 5 سنوات إذ تم انتهاك الاتفاق وفتح وتشغيل المكاتب داخل دولة إسرائيل، وعقوبة السجن لمدة 10 سنوات لمن يستخدم التحريض أو العنف أو التهديد".

وتمثلت أبرز مظاهر محاربة الاحتلال أنشطة السلطة الفلسطينية شرقي القدس، خلال العقدين الماضيين، في إغلاق بيت الشرق في حي الشيخ جراح أغسطس/آب 2001، والذي تأسس عام 1983 وكان بمنزلة مقر غير رسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، إذ أغلق بذريعة إدارته من قبل السلطة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أصدر الاحتلال قرارا بحظر أنشطة تلفزيون "فلسطين" في القدس لمدة 6 أشهر ظلت تجدد حتى اليوم، بدعوى إدارته من قبل السلطة الفلسطينية، كما أغلق مكتب التلفزيون في شرقي القدس، ولاحق العاملين فيه من خلال الاعتقال والاستدعاء للتحقيق.

وفي مايو/أيار 2023، صودق بالقراءة التمهيدية على قانون يقضي بمنع رفع العلم الفلسطيني بشكل جماعي في الأماكن العامة، بعد أن حُظر رفعه في المؤسسات التي تدعمها حكومة الاحتلال، ووصلت عقوبة رفعه إلى السجن لمدة عام، الأمر الذي يندرج تحت حظر أي مظهر من مظاهر السيادة الفلسطينية شرقي القدس المحتلة.

وعدا عن ذلك، في شرقي القدس أيضا، أغلق الاحتلال جمعيات ثقافية وتعليمية وصحية، وقمع احتفالات وطنية مثل إحياء ذكرى النكبة ويوم الأرض، واستهدف أعضاء المجلس التشريعي المقدسيين ووزير القدس الأسبق بالاعتقال والإبعاد النهائي بعد انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، واستهدف محافظ القدس الحالي عدنان غيث بالاعتقال والإبعاد والاستدعاء والحبس المنزلي.

الاحتلال يعرقل عمل محافظ القدس عدنان غيث منذ توليه منصبه عام 2018 (الجزيرة) ملاحقة المحافظ

وعن ملاحقة محافظ القدس، يقول المتحدث الرسمي باسم محافظة القدس معروف الرفاعي، للجزيرة نت، إن المحافظ عدنان غيث "مبعد عن مقر عمله في بلدة الرام شمالي القدس، ويعرقل الاحتلال أداء عمله منذ أن تسلم مهامه عام 2018، إذ طالته 5 قرارات عسكرية، آخرها الحبس المنزلي المتواصل منذ عامين في بيته بسلوان".

وأضاف الرفاعي أن أمين سر حركة فتح في القدس، شادي مطور، مبعد منذ 5 سنوات عن الضفة الغربية، وممنوع من السفر، وقُطع عن بعض أفراد عائلته حق الإقامة في القدس والاستفادة مما يعرف بالتأمين الوطني.

ويرى معروف أن مشروع القانون الأخير يأتي في ظل انشغال المجتمع الدولي بالحرب على غزة ولبنان، "حيث يسابق الاحتلال الزمن من أجل فرض مزيد من سيطرته على القدس، داخل جدار الفصل العنصري وخارجه، وتغيير الوضع القانوني فيها، واعتبارها بشطريها عاصمة له".

وأضاف قائلا: "حكومة نتنياهو أطلقت رصاصة الرحمة على ما يُعرف بحل الدولتين، هناك اعترافات من المجتمع الدولي والأمم المتحدة بأن القدس الشرقية مدينة محتلة، كما أن اتفاقية جنيف الرابعة تمنع تغيير الوضع القائم في القدس، لكن إسرائيل لا تعبأ بكل ذلك".

الأكثر تضررا

ويعتبر قطاع التعليم شرقي القدس أبرز القطاعات تضررا من قانون حظر وتقييد أنشطة السلطة الفلسطينية إذا تم تمريره في الكنيست، فلقد أغلق الاحتلال في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 مقر مديرية التربية والتعليم الفلسطينية في القدس.

ويقول رئيس مجلس إدارة مؤسسة "فيصل الحسيني" عبد القادر الحسيني، للجزيرة نت، إن الاحتلال شن هجمة منظمة على المنهاج الفلسطيني في القدس، وحاول بشكل مستمر السيطرة على توزيع الكتب وضمان التزام المدارس الفلسطينية في القدس بالنسخ المحرّفة (من قبل الاحتلال) التي يعبث بمضمونها بما يتسق مع روايته.

ويضيف الحسيني أن "القوانين تُقَر لتسهيل حياة الناس، وعندما يحدث العكس تفقد أهميتها، تسيطر إسرائيل مباشرة على مدارس ينخرط بها نصف الطلبة المقدسيين، بينما ينخرط النصف الآخر في مدارس تعمل تحت المظلة الفلسطينية، وبعضها تتبع لمؤسسات خيرية أو دينية، وعليه، سيكون من العبث محاولة إغلاق بعضها بقرارات تعسفية تخلق مشكلة أكبر من تلك التي تدعي أنها تسعى للقضاء عليها".

ومنذ نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022، حين تولت مقاليد السلطة الحكومة الإسرائيلية الحالية -التي تعتبر من أكثر الحكومات تطرفا منذ قيام دولة الاحتلال- سنت عدة قوانين ضد الفلسطينيين والمقدسيين تحديدا، أبرزها حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الداخل المحتل والقدس.

كذلك تمت المصادقة على مشروع قانون لترحيل عائلات منفذي عمليات المقاومة في الداخل والقدس إلى قطاع غزة أو أماكن أخرى (لمدة 10 إلى 20 عاما للمقدسيين)، بالإضافة إلى الرقابة المشددة على المناهج التي تدرّس في مدارس القدس، والتمويل المشروط للأخيرة، وفرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس التي تتبع بلدية الاحتلال في المدينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السلطة الفلسطینیة مشروع القانون شرقی القدس فی القدس

إقرأ أيضاً:

بمناسبة بدء مناقشته بالبرلمان.. حزب الوعي ينشر ملاحظاته حول مشروع قانون العمل الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدر حزب الوعي، بيانا أعلن فيه اهتمامه بالمناقشات الدائرة حول مشروع قانون العمل الجديد، والذي انخرطت قيادات الحزب في كثير منها.

ويثمن الحزب، الجهد الذي قامت به لجنة القوى العاملة بمجلس النواب ومن قبلها مجلس الشيوخ في الاستجابة لكثير من مقررات الحوار الاجتماعي حول مشروع القانون من أجل الخروج بصيغة تحقق أكبر قدر من التوازن بين طرفي علاقة العمل، وتدفع في سبيل تهيئة المناخ الجاذب للمزيد من الاستثمارات التي تحقق زيادة في معدلات التشغيل وخلق مزيد من فرص العمل اللائقة المستدامة.

وتابع الحزب: "ومع بداية عرض المشروع على الجلسة العامة بالبرلمان، فإن حزب الوعى  يهيب بالمجلس(رئيساً ونواباً)أن يضعوا نصب أعينهم وهم بصدد مناقشة مواد مشروع القانون وقبل إقراره - الوصول لأفضل صيغة توافقية مراعيةً لاحتياجات أطراف علاقة العمل بشكل متوازن مع تأكيدنا على ضرورة  الانحياز إلى الطرف الأضعف في العلاقة ألا وهو الطرف العمالي، وكذلك للخروج بصيغة تتسم بالمرونة وتراعي التطورات الحالية والمستقبلية بما تحمله من تغييرات اقتصادية وعلمية وتسارع فى التطور التكنولوجي بما يضيف كل يوم جديد يؤثر في بيئة العمل".

وأكمل: "وفي سبيل ذلك فإن الحزب يلفت النظر إلى عدة نقاط يرى ضرورة أخذها في الاعتبار على وجه الخصوص":

أولاً: أن يراعى القانون تفعيل وتطوير المؤسسات المنوط بها  إنجاح  وتطوير وصون علاقة العمل والبعد عما يخرجها عن حقيقة هذا الدور ،ومن بينها مكاتب العمل المختصة ببحث شكاوى العمال وأرباب العمل.

ثانياً: أن يتضمن القانون التطور الحاصل بشأن الذكاء الصناعى وضرورة الاستفادة من هذه الوسائل فى بيئة العمل.

ثالثاً: أن يتضمن القانون وضع آلية لتطوير ثقافة العامل المهنية باستمرار ؛وإلزام أرباب العمل والمؤسسات النقابية والعمالية بدورٍ فى هذا الصدد.

رابعاً: أن يقدم القانون حوافز لأصحاب الأعمال لحثهم على مزيد من الحوكمة الجيدة وفي مقدمتها الامتثال للمعايير الدولية والمهنية بما يقضي تدريجياً على الأشكال العشوائية من علاقات العمل.

خامساً: أن تُوضع ضمانات لتحقيق التوازن بين ما يُمنح للأجهزة الحكومية من صلاحيات وما يقع عليها من التزامات بموجب هذا القانون، وأن يراعي التفصيل في تنظيم الأمور الفنية داخل القانون بحيث يكون اللجوء للقرارات الوزارية المنظمة في أضيق الحدود، كما يجب أن توصى الحكومة بالتشاور مع طرفي علاقة العمل حول طرق التطبيق الإداري لنصوص القانون بما يضمن تقليل البيروقراطية والافتئات على أدوار طرفي علاقة العمل.

سادساً: أن يراعي القانون ألا يكون هدف تشجيع الاستثمار وجذب رؤوس الأموال مؤدياً لمزيد من السيولة في سوق العمل واضطرابه، فاستقرار الوظائف واستدامتها عنصر لا يقل أهمية عن مرونة سوق العمل في زيادة الإنتاج ونمو الأعمال واستدامتها، ولا يليق بالاقتصاد المصري أن يكون رخص الأيدي العاملة هو عنصر الجذب الأساسي لرؤوس الأموال.

سابعاً: مراعاة ألا يتضمن القانون أي تعبيرات تقنن صراحة تقييد أي من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية أو المعايير الدولية للعمل ، ومنها الحق في الإضراب ، وأن توضع القيود التنظيمية بما لا يؤدي لتفريغ هذه الحقوق من مضمونها.

ثامناً: أن يراعى بالقانون وضع ضمانات لتمكين المؤسسات الممثلة للعمال ولأصحاب الأعمال من أداء دورها بفاعلية في مؤسسات الحوار الاجتماعي وفي عملية المفاوضة الجماعية، وألا يتضخم الدور المنوط بالحكومة بشكل مبالغ فيه على حساب دور ممثلي العمال وأصحاب الأعمال.

واختتم الحزب بيانه: "مع خالص تمنياتنا للسادة النواب بالتوفيق في الخروج بقانون عمل يليق بمصر".

مقالات مشابهة

  • اعتراف إسرائيلي: المقاومة تتصاعد في الضفة وجهود الجيش والسلطة غير كافية
  • العمل في إسبوع.. إشادة بجهود الرئيس السيسي لتوحيد الصف العربي.. والنواب يناقش مشروع القانون الجديد
  • لبيد: هذا هو الحل لغزة بعيدا عن حماس والسلطة الفلسطينية
  • الاحتلال يستدعي أسرى محررين بالقدس للتحقيق
  • بالصور.. عمليات هدم واسعة بالقدس خلال فبراير
  • الوعي: مشروع قانون العمل الجديد انتصار للمرأة ولحقوق العمال
  • قانون العمل الجديد.. الحكومة والبرلمان ينتصران لحقوق عمال مصر
  • بمناسبة بدء مناقشته بالبرلمان.. حزب الوعي ينشر ملاحظاته حول مشروع قانون العمل الجديد
  • «صوت مصر»: قانون العمل الجديد فرصة لتفعيل دور القطاع الخاص في التدريب المهني
  • النواب يوافق مبدئيًا على قانون العمل الجديد لتحقيق التوازن في سوق العمل